1 - تكرار مسبق _مشوش_

(منظور وون جا)

"وون جا، وون جا، استيقظ" تردد صوت ايون الخافت في اذناي

استدرت ووضعت وسادتي على رأسي محاولا صنع حاجز لصوت ايون

"ااااغه، دعني أنام، ألم نعد للمنزل بعد؟" أجبته بصوت مكتوم

ايون:"لكن ألست أنت من أصر البارحة على البقاء لأربع أيام اضافية؟" اجابني وفي صوته نبرة متعجبة

نهضت من مكاني بسرعة وتعجب لأجد نفسي نائما في الخيمة التي نصبتها البارحة وامامي صديقي ذو النظارات والشعر البني

وون جا:"ماذا؟! اييه صحيح لقد تذكرت آسف آسف، سأنهض"

مالذي جعلني اعتقد حقا اننا عدنا للمنزل؟ هل كان حلما؟ لقد شعرت وكأنني كنت فيه بالفعل

خرجت من خيمتي ليقابلني نسيم منعش وسط ساحة فارغة في الغابة تقريبا ملأتها خيامنا نحن الثمانية

أنا هونغ وون جا، مجرد شاب في ال24 من عمره الابن الاول لوالداي الثريان اللذان يمتلكان شركة ومؤسسات لدراسة علم الخوارق والظواهر الغريبة عبر التاريخ

عبرت بين الأشجار والشجريات والحشائش التي كانت تفصل بين الساحات في هذه الغابة على سفح الجبل، لقد اتينا انا واخي الصغير ورفاقي لقضاء العطلة هنا وتغيير الجو

ما ان وصلت وجدت دال جالسة على احد الكراسي الخشبية المصنوعة من جذوع الأشجار، انها صديقة تعرفت عليها في شركة والداي انها تعمل هناك كاحد المتحدثين باسمها

اقتربت من صديقتي ذات الشعر الوردي الباهت وتحدثت

وون جا:"صباح الخير دال" سلمت عليها وعلى وجهي ابتسامة مشرقة

دال وبصوتها نبرة متفاجئة:"وون جا!"

التفتت ونظرت الي من فوق كتفها حتى اخذت مقعدا بجوارها

دال:"صباح الخير وون جا، كيف حالك؟" ردت علي وقد اتخذت هي الاخرى ابتسامة لطيفة على وجهها

وون جا:"انني بخير فقط بعض الصداع ما بعد الاستيقاظ، ماذا عنك؟ كيف حال ظهرك؟ ألا يزال يؤلمك؟" سألتها باهتمام وانا اخرج من الحقيبة علبة كعك محلى

دال:"انني بخير، لكنني اشعر بألم خافت في ظهري، لكن كيف عرفت؟ لقد آلمني اليوم فقط" اجابتني وعلى وجهها ملامح متحيرة وقد انقلبت شفتاها قليلا

وون جا:"ألم تشتك انت من هذا قبل ان نعود للمنزل" أجبتها بهدوء شديد

دال:"منزل؟ وون جا، نحن لم نعد للمنزل بعد" ردت علي بحيرة اكبر من سابقتها

المنزل؟ مرة اخرى؟ مالذي يحدث بحق الخالق؟

وون جا:"اااه آسف يبدو انني مشوش قليلا يبدو انني سأذهب اعتني بنفسك" ابجتها بصوت مكتوم قليلا بسبب قطعة الكعك التي حشرتها في فمي قبل اان انهض

استدرت لأسألها شيئا آخر:"آه تذكرت، هل تعلمين اين نامدون؟"

دال:"انه امام الجدول مع اوندون، قال انه يريد اصطياد بعض الأسماك" اجابتني بهدوء

وون جا:"اها، شكرا لك، والآن وداعا" تركتها خلفي متجها الى الجدول

وصلت الى الجدول حيث وجدت فتى ذو شعر محمر مائل الى السواد قليلا جالسا على حافة الجدول ويمسك بيديه الصغيرتين صنارة صغيرة، فعرفت انه اخي الصغير، لكنه كان وحيدا

اقتربت منه شيئا فشيئا حتى جلست الى جانبه

نامدون:"أخي؟ مالذي تفعله هنا؟" ادار رأسه الي ونظر الي بعيونه البنية الناعسة

وون جا:"ألا يجب عليك القول صباح الخير أولا، على كل أردت أن أسألك شيئا"

نامدون:"ماهو؟" سألني وقد عاد مركزا الى صيده

وون جا:"هل نسينا شيئا في المنزل؟"

نامدون:"لا لم نفعل"

وون جا:"اذن قد نسينا ترك دواء امي وابي صحيح؟"

اشتدت يد نامدون على الصنارة ثم استدار الي وقد تجعدت حاجباه

نامدون:"وون جا؟ هل ضربت رأسك في أحد الصخور؟" سألني بنبرة متشددة

وون جا:"ايه؟ ماذا؟ لماذا؟"

نامدون:"أنت تعرف أن والدانا قد توفيا قبل ثلاث سنوات في حادث الباخرة ذاك"

اتسعت عيناي من المفاجأة، لكن انني اتذكر الامر صحيح حادثة قبل 3 سنوات غرقت الباخرة فيها بعرض البحر ومنذ ذلك اليوم توليت انا رئاسة الشركة بصفتي الوريث الأول، وأخذت زمام العناية بأخي الصغير بنفسي اذن لماذا كنت اظن انهما لايزالان حيان؟

"وون جا؟" أيقظني صوت نامدون من تفكيري العميق

وون جا:"آسف لقد شردت قليلا، أنا آسف، يبدو انني سأذهب، استمتع بوقتك في الصيد" ربت على رأسه وذهبت في طريقي ولازلت افكر

"يبدو ان علي زيارة اوزيا" تمتمت لنفسي بهدوء

لكن ذلك الهدوء انكسر بصخب اوندون وهي تصرخ باسمي

"ووووووووووووووووووووون جااااااااااااااااااااااا"

صرختت انا بدوري بسبب الالم في اذناي

وون جا:"اللعنة اوندون، كم مرة أخبرتك ألا تصرخي بهذا الشكل" عاتبتها وانا امسك اذناي بيدي

اجابتني وهي تلهث:"وون جا..هاه أيها ال..هاه انت...هاه، اللعنة عليك..هاه، اااااه بطاقاتي أخبرتك أن لا تاخذها"

وون جا:"ااه آسف آسف، سأعيدها لك لكن لا تصرخي بهذا الشكل رجاءا" اجبتها

اوندون:"حسنا من الأفضل أن تفعل"اجابتني بعد ان عدلت وقفتها

وون جا:"اذن هل تعلمين اين دان؟ لقد تركت البطاقات لديه" سألتها مع وجه متجعد

اوندون:"انه امام البحيرة يتدرب مع ميدوين"

وون جا:"اها حسنا، ساعيد لك بطاقاتكي بحلول المساء" أجبتها وانا ابتعد عنها

سمعت بعض الضجة والصراخ الخافت ك:"واحد اثنان ثلاثة هاااع، فلنكرر الأمر" فعرفت انهما دان وميدوين

املت بعض الحشائش الطويلة والكثيفة لأجدهما يتدربان

"دااااان" صرخت بما لدي مناديا

انتبه لندائي فتقدم نحوي بجثته الضخمة، لقد كان جنديا بالجيش لكن بسبب اصابة في قدمه تقاعد، لذا فقد عينته كحارس شخصي انه يساوي عشرة رجال واكثر

دان:"وون جا، اهلا، مالذي تريده حتى اتيتني مسرعا؟"

وون جا:"هل بامكانك اعطائي بطاقات اوندون رجاءا؟" طلبت منه

دان:"آسف لكنها ليست لدي"

وون جا:"ماذا؟! لكنني متأكد انني اعطيتك اياها عندما عدنا للمنز..."

المنزل؟ مرة أخرى؟

ميدوين:"لقد استمعت لحديثكما لقد تركتها لدي في حقيبتي البارحة يا وون جا، ستجدها في الجيب السفلي الأيمن" اجابني ميدوين

وون جا:"هكذا اذن، آسف على الازعاج" استدرت وذهبت في سبيلي تائها في افكاري

المنزل المنزل المنزل، لقد اصبح هذا يتكرر بشكل غبي ممل واحمق انه مزعج للغاية

وجدت اخيرا اوزيا التي كانت تحتسي الشاي وهي تقلب صفحات كتابها

لمحت حضوري ورفعت عينيها عن كتابها

اوزيا:"وون جا، أهلا كيف حالك؟" سألتني باهتمام ملحوظ

وون جا:"حسنا.." لم انهي كلامي حتى لاجدها قد قاطعتني

اوزيا:"لست بخير صحيح؟ نبرة صوتك تأخرك في الاجابة وملامح وجهك، مالذي يشغل بالك؟"

وون جا:"ااه حسنا انه حلم مزعج، كنت أظن اننا عدنا للمنزل، يبدو هذا طبيعيا للغاية لكن أينما اذهب اذكر المنزل باستمرار واذكر احداثا لم تحدث حتى، والأمر كان يبدو واقعيا ومنطقيا للغاية وكانني اذكر ماض لم يحدث" اجبتها بتوتر

اوزيا:"هكذا اذن، أحيانا يحدث تداخل بين الحلم والواقع، فتارة يحدث لك استيقاظ كاذب حيث تشعر انك كنت في نوم عميق للغاية وفي لحظة ما ينتتهي كل ذلك وتستيقظ بينما انت لم تنم، او يحدث ضياع بينهما حيث يتهيأ لك انك انتقلت من الواقع للحلم او العكس، وأحيانا يكون هذا ذكرايات ضائعة ومشتتة فتجمع بعضها بعضا لتكون لك هذا الحلم، وأحيانا......"

وون جا:"أحيانا؟"

احنت ظهرها الى الامام في جهتي وقربت وجهها للغاية من وجهي ثم اتبعت كلامها:"أحيانا، يكون هذا تنبؤا بالمستقبل" كانت مبتسمة بعيونها الحادة مما احدث هذا قشعريرة في كامل انحاء جسدي كان مخيفا قليلا

اوزيا:"حسنا بعض التنويم المغناطسي سيساعدك على نسيان هذا قليلا"

"انظر الى الساعة، اشحذ حواسك وركز جيدا، اوصل تركيزك الى اقصاه بحيث تكون هادئا، تيك توك تيك توك تيك توك، جيد" كانت تتحدث بهدوء وهي تحرك الساعة يمينا وشمالا

ساعة؟ بدأت مشاهد غريبة بالولوج الى رأسي صراخ خوف بكاء دماء سيوف محارب يقف امام جيش، ظلال، جثث متناثرة، نيران مشتعلة، والدي، ماذا والدي؟

انتهى هذا عندما صفقت اوزيا بيديها بشدة

"وااااه" صرخت

اوزيا:"كيف تشعر الآن؟" سألتني

وون جا:"ااه أشعر فعلا انني بأفضل حال، شكرا جزيلا لك اوزيا"

اوزيا:"طبعا" لوحت بيدها مع ابتسامة لطيفة على وجهها الجميل وهي تودعني

انني اشعر وكأن حملا ما ازيح عن صدري، كم هذا مريح

حسنا فلنذهب للهو قليلا

مر اليوم سريعا واتى موعد العشاء

ايون:"ان الطعام جيد فعلا اليوم" تلفظ ايون وهو يحشر الطعام في فمه

رفع ميدوين رأسه من طبقه ثم تحدث الينا

ميدوين:"صحيح تذكرت، كانت هناك قصة ما حول هذه الغابة، قصة المعبد في الغابة؟" لقد فتح موضوعا مثيرا للاهتمام

دال:"ايون ان تعرف القصة صحيح؟" سألته باهتمام شديد اكاد اقسم انني رأيت عيونها تلمع

ايون:"أجل هل ارويها؟"

بالطبع يعرفها ماكان ليعمل لدينا لو لم يكن كذلك

"بالطبع" صرخ الجميع في وقت واحد

ايون:"اذن، يقال انه قبل قرون مديدة وفي عصر غابر حيث انتشر السحر، كان هناك بطل قاد الجيوش ووحد الممالك وصنع من نفسه رمزا لامعا، كان رجلا غاية في القوة والحكمة والجمال، لكن لكل بداية نهاية، هذا البطل قد اجتمعت ضده جيوش لا تحصى، قاتلهم جميعا لوحده في حرب سميت بحرب الدماء والنار وفي الأخير هزمهم لكنه خرج بجروح بليغة جروح قاتلة، في النهاية وصل الى معبد ووضع فيه سلاحا يقال انه كان سبب قوته، هذا السلاح او الكنز مختوم ولا يفك الختم عنه الا في ليلة واحدة حيث يكون القمر مكتملا ليلة مثل هذه، وهذا الكنز يدعى ب"الفوكوغين شا""

عم الصمت بيننا حتى تلفظت اوزيا:"قصة لطيفة" اتكأت اوزيا على الكرسي وهي تمدد ذراعيها

فكرت قليلا ثم اقترحت

وون جا:"ما.. مارأيكم ان نذهب لرؤية هذا الكنز؟" اقترحت بحماس

ايون:"لكن انه الليل المكان سيكون مظلما" اجابني ايون باستياء

وون جا:"هيا انت لست فتاة ايون" قمت باستفزازه قليلا لعله يتشجع.

ميدوين:"اووه اوافق وون جا، اريد الذهاب" صرخ ميدوين

نامدون:"حسنا لا مشكلة لي ان اذهب ان ذهب اخي" قال نامدون بهدوء

دان:"حسنا ان وافق الجميع فانا ساذهب" اقترح دان

اوندون:"نحن ايضا الفتيات لا مشكلة لنا بالامر صحيح؟" سألت اوندون

اوزيا:"لا بأس لي" تلفظت اوزيا

دال:"انا كذلك" نفس الامر مع دال

ايون"ح..حسنننا، سآتي معكم" كان ايون يرتعش وهو يقول هذا الجبان

وون جا:"حسنا فلنذهب"

بين الاشجار في الغابة المظلمة كان هناك ثمان اشخاص فقط انا والبقية من الرفاق

تحدثت الى نامدون وانا اضغط على يده الصغيرة:"نامدون، لاتفلت يدي"

نامدون:"لاتقلق انني ممسك بها وانا لست صغيرا ايضا" اجابني بهدوء

"اووه لقد وصلنا"

توقف ايون واشار باصبعه لمبنى تقليدي ضخم اكتساه الغبار

وون جا:"اذن هذا هو المعبد"

2021/07/22 · 229 مشاهدة · 1451 كلمة
BIAS
نادي الروايات - 2024