125 - جلالتك أنت الشخص الأول في العالم، فمن الطبيعي أن تكون مهيبًا وتبعث على الإعجاب

🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الأول، كانت العاصمة نابضة بالحياة على نحو استثنائي

على جانبي الشوارع، عُلِّقت الفوانيس الملونة عالية، وتوهجت الفوانيس كالنار المشتعلة

تعكس أجواء احتفالية بلون أحمر بهيج

في الشوارع الرئيسية والأزقة الصغيرة، خرج الناس من بيوتهم واحدًا تلو الآخر، وهم يحملون حلوى التانغ يوان في أيديهم

وبينما يتذوقون كرات الأرز الحلوة، كانوا ينتظرون على الطريق الرئيسي لحظة الوصول

في الحشد، كان هناك رجال ونساء وشيوخ وأطفال، والجميع يبتسم ويضحك، مفعمين بروح العام الجديد

كان اليوم هو يوم انطلاق الإمبراطور في حملة جديدة

وهذه المرة، لن يقوم جلالته فقط بالقضاء على قطاع الطرق في أنحاء البلاد، بل سيستعد أيضًا لشن هجوم مضاد قوي على الأعداء الأجانب

لقد انتظر الشعب ذلك طويلًا، وكلهم أرادوا رؤية صورة الإمبراطور المهيبة والفريدة في هذا اليوم

كان الجميع يدعون بصمت لجلالته، آملين أن يعود منتصرًا ويحمي أسرة مينغ العظمى لسلام دائم

وبينما يأكلون التانغ يوان، شعرت النساء ببعض الملل، فبدأن يطلبن من أطفالهن ترديد بعض المعلومات

هتفت إحداهن: "هيا، رددوا الجدول الدوري للعناصر الكيميائية بسرعة لأسمعكم!"

ومع أن هؤلاء النساء لم يكن يعرفن ما هو الجدول الدوري للعناصر الكيميائية بالضبط، إلا أنهن كن واثقات أن ما يدرسه المعلم لا بد أن يكون مفيدًا

فوقف الأطفال منتصبي القامة، وأخذوا يلفظون المقاطع ببراءة واحدًا تلو الآخر

"هيدروجين، هيليوم، ليثيوم، بيريليوم، بورون، كربون، نيتروجين، أكسجين، فلور، نيون، كبريت، كلور، أرجون، بوتاسيوم، كالسيوم…"

ومع هذه المقاطع الواضحة، بدا أن الهواء المحيط قد انتعش بهذه "الرياح الكيميائية"

وعلى جانبي الشارع، بدأت أصوات الأطفال الآخرين تتبعهم بتلك البراءة

وانتبه الجميع إلى هذه المجموعة من الأطفال الذين يرددون العناصر

وفجأة، اقترح أحد البالغين التعساء الحظ:

"الجدول الدوري فيه بضع عناصر فقط"

"أيها الأطفال، استمعوا لعمو ورددوا عدد باي!"

وبمجرد سماع ذلك، تجمدت عقول الأطفال في الحال

وبعد بضع ثوانٍ، نظروا جميعًا إلى ذلك "العم" بعيون حائرة

سأل فتى صغير بحذر: "ما هو عدد باي؟"

فأجاب الرجل: "إنه… إنه نوع من الأعداد، من النوع اللانهائي!"

الآن، زاد ارتباك الأطفال، فكان ترديد الجدول الدوري صعبًا قليلًا، أما عدد باي فهذا خارج تمامًا عن نطاق فهمهم

تمتمت فتاة صغيرة بصوت خافت: "سأردد الجدول الدوري فقط…" فعاد ذهنها للعمل الطبيعي، وأكملت بصمت: "هيدروجين، هيليوم، ليثيوم…"

لم يتمالك الكبار حولهم أنفسهم من الضحك بصوت عالٍ

فتحول الجو على الفور إلى أكثر بهجة وخفة

وفي الحشد، رمشت فتاة صغيرة لم تلتحق إلا مؤخرًا برياض الأطفال بعينيها الكبيرتين

وبينما تنظر إلى الحشود الصاخبة في الشارع، سألت أمها فجأة:

"أمي، أليست الحياة جميلة؟ لماذا يجرؤ أحد على معاداة جلالته؟"

كانت الفتاة الصغيرة ترتدي معطفًا قطنيًا ورديًا

وشعرها مربوط في ضفيرتين صغيرتين، ووجهها مستدير، وبشرتها البيضاء تتلألأ تحت أشعة الشمس

أي شخص يراها كان يبتسم لا إراديًا

كانت عائلتهم من اللاجئين الفارين من المجاعة في خبي

وكانت حياتهم صعبة من قبل، يعيشون يومًا بيوم على كيس من الحبوب

وكانوا في كل يوم تقريبًا يقلقون من إمكانية الحصول على وجبة مشبعة

وبعد فرارهم إلى العاصمة، حدث أن الإمبراطور تشو يوجيان قرر معاقبة تجار الحبوب الذين أساؤوا للشعب

فقد أنفق بسخاء الأموال التي كسبها مقابل الحبوب ووزعها على ضحايا الكوارث

ولم تقتصر النعمة على حصول عائلتهم على الطعام، بل استقروا أيضًا في العاصمة

ومع أن المنزل المخصص لهم لم يكن في المنطقة الحضرية الرئيسية، إلا أنه مقارنة بحياة التشرد السابقة، فإن امتلاك بيت صغير خاص كان نعمة عظيمة

ورأت والدة الفتاة عيني ابنتها البريئتين، فلم تستطع إخفاء لمحة حزن

فأخفضت رأسها برفق وقالت بصوت مبحوح قليلًا:

"جلالته صاحب نية حسنة، لكن المسؤولين تحته قد لا يفكرون مثله"

وتذكرت أيام القهر على يد ملاك الأراضي والموظفين الفاسدين المتواطئين، فقالت بغضب: "إن الفضة والحبوب قد سرقها أولئك المسؤولون الفاسدون! لعنهم الله!"

"نيو إر، قبل فترة لم نكن نجد ما نأكله؛ كان ذلك كله بسببهم!"

ولم تستطع الفتاة الصغيرة إلا أن تتذكر أيام الجوع القاسية حين لم تكن تستطيع إلا النوم لتنسى جوعها

فأخفضت رأسها وأخذت لقمة من التانغ يوان

وانشق قشر الأرز الأبيض اللزج برفق، ليكشف فورًا عن الحشوة السوداء من السمسم

ذلك الطعم الحلو ملأ فمها على الفور، وجعلها تشعر بدفء غامر

قالت الفتاة الصغيرة بفرح: "لذيذ جدًا!"

ونظرت الأم إلى ملامح السعادة على وجه ابنتها، وارتسمت ابتسامة معقدة على شفتيها

مدت يدها لتربت على رأس ابنتها وقالت بهدوء:

"ما نملكه اليوم كله بفضل جلالة الإمبراطور"

"عليك أن تدرسي بجد في المستقبل وتردي له الجميل، فهمتِ؟"

هزت الفتاة الصغيرة رأسها وهي تأكل التانغ يوان

وتمتمت: "في المستقبل، أريد أن أصبح عالمة كبيرة!"

ومع أنه لم تكن هناك قوات على الطريق، إلا أن هديرًا بدأ يُسمع من بعيد

إنه زئير عميق لمحرك دبابة، يهز الشارع بأكمله

بدأت الحشود على جانبي الطريق في الاضطراب، والجميع يمدون أعناقهم

يتطلعون بلهفة إلى البعيد، وكأنهم يستشعرون القوة القادمة من تلك الأصوات

"إنهم هنا، إنهم هنا! لم أر جلالته في حملته السابقة! يجب أن أراه هذه المرة!"

وقالت امرأة بجانبها وهي تبتسم وتأخذ قضمة من التانغ يوان: "سمعت أن جلالته وسيم وأنيق؛ أريد أن أرى إن كان ذلك صحيحًا"

وأضاف شيخ وهو يومئ برأسه: "جلالته، بصفته الشخص الأول في العالم، فهو بطبيعة الحال مهيب ومُلهم، قادر على ابتلاع الجبال والأنهار"

وتداخلت الأحاديث، واصطف الناس على جانبي الطريق في صفوف كثيفة

وساد الجو توتر ممتزج بالتوقع

وفي هذه اللحظة، ظهر حرس الإمبراطور أخيرًا في أنظار الجميع

وعلى عكس ظهورهم السابق بالدرع الثقيل، ارتدى جنود حرس الإمبراطور اليوم بزات مموهة عصرية

تداخلت البقع الخضراء والبنية في نمط فريد مليء بالروح القتالية

وكان علم أسرة مينغ العظمى مطرزًا بوضوح على شارة الذراع لكل واحد منهم

الشمس والقمر الفضي يسطعان، ومن تحتهما مشهد طبيعي بديع

كان الجنود يحملون البنادق، ووجوههم جادة، ونظراتهم حادة كالشفرة

وكان كل جندي يخطو بخطوات منضبطة وموحدة، واقفين أمام الحشد

فأصبح الجو مهيبًا على نحو استثنائي، وخفتت ضوضاء الحشد تدريجيًا

وأمسك الجميع أنفاسهم في انتظار مشهد أعظم

في تلك اللحظة، لاحظت الفتاة الصغيرة الجندي الواقف أمامها

وببراءة، مدت يدها بحذر

ولمست برفق ظهر جندي الحرس الإمبراطوري الواقف أمامها

لكن الجندي لم يلتفت، محافظًا على أداء واجبه

وفجأة، وصل إلى أذنه صوت طفل واضح: "أيها الأخ الكبير، خذ بعض التانغ يوان"

فتجمدت ملامح الجندي قليلًا، وشعر بموجة دفء تسري في قلبه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/11 · 18 مشاهدة · 1004 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025