🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقف الحرس الإمبراطوري في تشكيلتين مهيبتين، مصطفين بدقة على جانبي الطريق
وفي نهاية الطريق، ظهر أخيرًا أول دبابة
جسدها الضخم بدا تدريجيًا للعيان
لم تكن هذه دبابة عادية، بل كانت دبابة ثقيلة من الحرب العالمية الثانية معدّلة بعناية
صفائح درعها السميكة بدت كجدران فولاذية منيعة
كان من شبه المستحيل تخيل شيء يمكنه اختراقها
كل طبقة مكدسة من الدرع منحت إحساسًا بالقوة الضاغطة
خصوصًا تلك المكونات الفولاذية التي يلمع منها بريق بارد
كانت تتلألأ تحت أشعة الشمس بلمعان بارد
أعيد طلاء الدبابة بزخارف غنية
نقوش التنين، كالتنانين الطائرة، التفّت على جانبيها
كانت وعرة ومهيبة، تبعث على الإحساس بقدرة غزو آلاف الأميال
جسد التنين المنحني أظهر عظمة الإمبراطور التي لا تضاهى
وقف تشو يوجيان فوق الدبابة، مفعمًا بالحيوية والنشاط
ورغم أنه ارتدى زيًا عسكريًا بسيطًا
إلا أن هيبته الفطرية جعلت من المستحيل تجاهله
الرشاش الثقيل المثبّت في مقدمة الدبابة بدا أكثر ضخامة وتهديدًا
براميله المتوازية كانت داكنة ومشحونة بهالة الموت
رفع الناس أنظارهم، يحدقون في الدبابة الضخمة
شعر الجميع بصدمة غير مسبوقة وبدأوا يتناقشون
"أذكر أن فوهة المدفع لم تكن بهذه السماكة في المرة الماضية؟"
"تس تس، هل يعقل أن تقنية صب الحديد في مينغ العظمى قد تقدمت مجددًا؟!"
"دبابة بهذه الضخامة، أشعر أنها قادرة على سحق منزل بالكامل!!!"
"تقول إنها كبيرة جدًا، فهل ستتحرك ببطء شديد؟"
"بطيئة؟ لو كانت بطيئة، فكيف مات فرسان جين اللاحقة إذًا؟!"
ومع تقدم الدبابة ببطء،
بدأ الناس على جانبي الطريق يهتفون بحماس شديد
بعضهم لوّح بيديه، وبعضهم الآخر ذرف دموع الفرح غير آبه بمظهره
امتلأ الشارع بأجواء حماسية ملتهبة
وكان حماس النساء على وجه الخصوص أقوى
فالكثير منهن، عندما رأين تشو يوجيان واقفًا على الدبابة، كدن يفقدن عقولهن من شدة الانفعال
هتفن بصوت عالٍ، وامتلأت أعينهن بالإعجاب والشوق
حتى أن عددًا من النساء أغمي عليهن من فرط الحماسة
أسرع الطاقم الطبي إليهن، وأقاموا النقالات بسرعة، وحملوهن بعيدًا عن الحشد
أما الرجال، فلم يكونوا أقل حماسًا، خصوصًا أولئك الذين شهدوا الحرب بأعينهم
فقد صاحوا جميعًا: "يحيا جلالته! جلالته حكيم! لقد حانت أيام القضاء على لي زيشينغ وتشانغ شيان تشونغ!"
كانوا يتوقون لرؤية تشو يوجيان يقود الجيش العظيم بنفسه لاجتثاث الأعداء
لتصفية التمردات الداخلية وإنقاذ الشعب من محنته
"يا جلالة الإمبراطور، عاقب المسؤولين الفاسدين، وتصدَّ للتجار الجشعين! وسّع أراضينا ودافع عن وطننا!"
في وسط الحشد، صاح رجل ضخم الجثة بصوت مرتفع
كان صوته مفعمًا بالحماسة، مليئًا بالثقة والأمل في مستقبل الأمة
وعلى جانب الدبابة، كان هناك لوح إشارة كبير بارز
على خلفية سوداء، كانت هناك ثلاثة أحرف واضحة: "جين اللاحقة"
وعبرها خط أحمر عريض، بدا لونه الأحمر فاقعًا جدًا
ثم، أسفل الخط الأحمر، كُتبت كلمتا "قطاع الطرق" و"الرحّل"
لكن المساحة بعد هذين المصطلحين كانت فارغة، بلا أي علامات
رأى أحد المارة في الحشد هذا اللوح
فلم يتمالك نفسه وأشار إليه وسأل الشخص بجانبه: "ما معنى هذا؟"
ألقى الرجل العجوز بجانبه نظرة وقال:
"أترى الخط الأحمر بعد جين اللاحقة؟ ستفهم حالًا"
"جين اللاحقة؟ ألم نقضِ عليهم تمامًا؟!"
"بالضبط، ولهذا وضع الإمبراطور خطًا أحمر عليهم"
"أوه، وماذا عن قطاع الطرق والرحّل إذًا؟"
ما زال المارّ في حيرة، موجّهًا بصره إلى المساحات الفارغة
تابع العجوز: "مشاكل قطاع الطرق والرحّل لم تُحل تمامًا بعد، لذلك بقيت المساحة فارغة"
رمش المارّ بعينيه، ثم سأل مجددًا:
"لكن هناك سلسلة طويلة بعد كلمة الرحّل، أليس هذا يعني أننا سنضطر للقتال كثيرًا في المستقبل؟"
ضحك العجوز بهدوء وربّت على كتفه:
"هذا أمر طبيعي، نحن أقوياء الآن، فإذا لم نخرج لغزو العالم، ألن يكون ذلك إهدارًا؟"
أصيب المارّ بالذهول لحظة، ثم أدرك فجأة:
"فهمت! هذا يعني أن جلالته قد قرر بالفعل قيادة مينغ العظمى لاكتساح الجهات الأربع!"
أومأ العجوز وقال: "بالضبط!"
"إنه عصر مينغ الذهبي الآن، طالما أننا نرفع هذا السقف!"
"فمن في العالم يمكنه الوقوف في وجهنا؟"
وقف تشو يوجيان شامخًا فوق الدبابة
وخلفه تبع مباشرة جنرالان — شي كيفا وتشين ليانغيو
شي كيفا، بملابس العلماء، كان يفيض من بين حاجبيه بهدوء المثقف
ورغم أن على وجهه ابتسامة طفيفة، إلا أنه ظل متحفظًا قليلًا في مثل هذا المشهد العظيم
هتافات الحشد المتدفقة مثل الموج جعلته للحظة غير متأكد من كيفية الرد
تردد قليلًا، وشعر أن هيئته الأكاديمية بدت غير مناسبة قليلًا في هذا الموقف
لذلك ضم كفيه، محاولًا قدر الإمكان إظهار احترامه للجميع
أما تشين ليانغيو، التي خلفه، فقد بدت مرتاحة تمامًا
فعلى الرغم من كونها جنرالًا امرأة، إلا أن مظهرها البطولي وشخصيتها الصريحة كسرا تمامًا الصور النمطية للنساء
ارتدت زيًا قتاليًا بسيطًا ومرتبًا، بدت فيه شجاعة ومفعمة بالروح
كان شعرها مربوطًا عاليًا، ووجهها يعكس الثقة والصلابة بلا تردد
لم تتحفظ تشين ليانغيو، بل لوّحت بسخاء للحشد، وردّت بحرارة على الجميع
ومن حين لآخر، كانت تخرج حلوى من جيبها وتلقيها وسط الحشد
كانت الحلوى تصف قوسًا في الهواء، وتهبط في أيدي الأطفال الذين كانوا يتسابقون لالتقاطها
وبمجرد أن رأى الأطفال الحلوى، عمّت الفوضى
جروا في كل اتجاه، يتسابقون لالتقاط قطعة واحدة
"آه! هذه لي!"
قفزت فتاة صغيرة، وكادت أن تسقط على الأرض
حاولت بكل جهدها أن تخطف الحلوى التي سقطت من الهواء
"أسرع، خذها، خذها!"
صرخ فتى آخر وهو يركض بجنون نحو الحلوى
تبعهم بقية الأطفال عن قرب، وكان المشهد فوضويًا
في اللحظة التي هبطت فيها الحلوى، كان جميع الأطفال مثل وحوش مفترسة
انقضوا بسرعة، وكان المشهد كله لطيفًا وحافلًا بالطاقة
وفي خضم هذا المشهد الصاخب، رأى بعض الناس تشين ليانغيو
امتلأت عيونهم بالحيرة: "لماذا هناك امرأة خلفهم؟ هل هي أيضًا جنرال؟"
"هذه تشين ليانغيو، الجنرال المرأة! لقد حققت مرارًا إنجازات عسكرية مجيدة في قمع قطاع الطرق في الجنوب الغربي!"
"القتال الآن ليس مجرد قوة بدنية، فما فائدة امرأة مثلها؟"
"في المرة الأخيرة في ميدان الرماية، أصابت عشرة أهداف متتالية! لا تستهِن بها لأنها امرأة؛ فمهارتها في الرماية تضاهي مهارة الجنرالات العاديين"
عند سماع ذلك، أصيب الجميع بالذهول، ولم يجرؤوا على التشكيك فيها أكثر
حتى أن بعض النساء نظرن إلى تشين ليانغيو وقلن بإعجاب:
"النساء اليوم مذهلات حقًا! فهن لا يكتفين بالاعتناء بالمنزل وأعمال التطريز، بل يستطعن أيضًا القتال!"
تلألأت عيونهن بالإعجاب
الفتاة الصغيرة التي كانت قد أكلت التانغ يوان فتحت عينيها على اتساعهما
ونظرت إلى ظهر تشين ليانغيو البطولي، فنبت في قلبها حلم جديد
أمسكت بطرف ثوبها، وامتلأت عيناها بالعزيمة
"لن أصبح عالمة بعد الآن، أريد أن أكون جنرالًا عظيمًا، تمامًا مثل الأخت تشين!"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ