🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلس وانغ تشنغن داخل الدبابة، وقلبه ممتلئ بالكآبة وخيبة الأمل
كان يسمع بشكل خافت هتافات وصيحات الجماهير في الخارج
لكن صفائح الدرع كانت تعزله عن حماسهم
ومن خلال منظار الرؤية، لم يكن يرى إلا الناس في البعيد يلوحون بأيديهم بحماس
أما هو، فلم يكن أمامه سوى الجلوس داخل هذه المقصورة المغلقة، عاجزًا عن المشاركة في ذلك
لماذا لا يسمح لي جلالته بالتفاعل مع الناس في الخارج مثل تشين ليانغيو وشي كفا؟
كان وانغ تشنغن يتطلع بشدة إلى مجد البطل
التفت لينظر إلى المعدات المحيطة به، وشعر بإحباط يزداد داخله
رأى خلفه شي كفا، وأمام هذا المشهد الحماسي، بدا متحفظًا ومرتبكًا
هز رأسه وتنهد: "كيف يمكن أن يظهر المرء أدنى ارتباك على المسرح في مثل هذا الوقت؟"
"ينبغي أن يكون مثل تشين ليانغيو، واثقًا وكريمًا، ويتفاعل بلطف مع الناس"
بدأ وانغ تشنغن يسرح بخياله
"أيعني عدم إخراجي من قبل جلالته أنني لم أكن شجاعًا بما يكفي في آخر مرة قاتلت فيها التتار؟"
قبض قبضتيه، وامتلأ قلبه بعزم قوي
وبعد تفكير، اتخذ قرارًا:
"حين أرى اللصوص هذه المرة، لا بد أن أندفع في الصفوف الأمامية!"
"ومن الأفضل أن أوجه فوهة المدفع مباشرة إلى أفواههم!"
"لأريهم ما هو التفوق الحقيقي!!!"
منذ أن عاد وانغ تشنغن إلى العاصمة، وهو يستعد للمعركة القادمة
كان يتدرب كل ليلة تدريبًا صارمًا، يؤدي تمارين الضغط والبطن بلا كلل
حتى صار جسده كالفولاذ المصقول
كل عضلة فيه كانت مشدودة وقوية، وكأنها جاهزة للاستجابة لنداء المعركة
صار بإمكانه بسهولة حمل البندقية، بل واستخدام الرشاش الثقيل لحصد الأعداء
وكان يتخيل نفسه دائمًا يندفع بشجاعة في ساحة القتال
لكن سرعان ما عادت أفكاره إلى مقصورة الدبابة
وبدأ يراقب تفاصيلها بدقة، ليعتاد عليها مسبقًا
وكان مندهشًا قليلًا؛ فتصميم الدبابة مختلف تمامًا عن الجيل السابق من المركبات القتالية
كانت المركبات القديمة تتطلب عددًا كبيرًا من الأفراد للصيانة، أما الآن فالدبابة الثقيلة
أصبحت أكثر كفاءة في الأتمتة، ورغم أن المقصورة ضيقة
إلا أنها مقارنةً بالدبابات السابقة، كانت فرقًا شاسعًا
كانت الدبابات القديمة معقدة وشاقة التشغيل
وكان على السائق والمدفعي أن يتحملا إجهادًا جسديًا طويلًا
أما هذه الدبابة الثقيلة فقد قللت كثيرًا من عدد الأفراد المطلوبين
ورغم أن واجهة التحكم داخل المقصورة معقدة، إلا أنها كانت أكثر دقة وسهولة من قبل
ظل وانغ تشنغن يتحدث مع السائق والآخرين
يحاول إيجاد مكانه بينهم
ليظهر لجلالته جانبه المميز
حتى يتمكن من التفاعل مع الناس في الحملة القادمة
والحقيقة أن سبب عدم إخراج تشو يو جيان لوانغ تشنغن
كان بسيطًا: لقد نسي الأمر تمامًا
تحرك الجيش العظيم ببطء من العاصمة، وامتدت قافلته الطويلة حتى الأفق بلا نهاية
عشرات الآلاف من الجنود مصطفين في تشكيلات منظمة
يتقدمون خطوة خطوة خارج المدينة مع هدير العجلات ودقات حوافر الخيل
وكان الهواء مشبعًا برائحة الحديد والزيت
وصوت جنازير الدبابات وهي تحتك بالأرض بدا كنبض قلب الأرض
وعلى السهول خارج المدينة، كان هناك مئتا ألف جندي جاهزين للانطلاق
شاحنات لا تحصى، ومركبات عسكرية، ومقاتلات ثقيلة، ومركبات مدرعة، وغيرها، ملأت تقريبًا كامل مجال الرؤية
وفي التشكيلات الكثيفة، كان الجنود يرتدون الزي العسكري الرسمي، وكلهم في معنويات عالية وبهيئة مهيبة
يحملون هالة حديدية دموية، ينتظرون بترقب وحماس أمر الانطلاق
من بينهم، كان مئة ألف جندي تحت قيادة تشين ليانغيو؛ وهذه القوات ستتجه إلى الجنوب الغربي لمهاجمة قوات اللصوص بقيادة تشانغ شيان تشونغ
كان الجيش مسلحًا حتى الأسنان، مجهزًا بالدبابات، والمركبات المدرعة، وقاذفات الصواريخ، ومدافع الهاوتزر، وغيرها من الأسلحة الثقيلة من حقبة الحرب العالمية الثانية، مصطفة بينهم
كان جو ساحة المعركة أشبه ببركان على وشك الانفجار في أي لحظة
وعلى الجانب الآخر، كان شي كفا يقود المئة ألف الباقين، مستعدًا لشن هجوم على خنان
كان الجيشان هائلين وقويين، قوة لا تقهر بحق
وكانت الهيبة العسكرية لعصر مينغ في أوجها
وفي مكان أبعد، كانت هناك مدافع هاوتزر ضخمة
كانت فوهاتها أكبر مما يمكن أن يتخيله أي شخص
وكانت القذائف العملاقة تكاد تكون أكبر من جسد إنسان بالغ
وقفت صامتة على الأرض، جاهزة لنسف العدو
في تلك اللحظة، وقف تشو يو جيان على الدبابة، واستدار نحو تشين ليانغيو قائلًا: "لتكن حملتك العسكرية موفقة!"
ابتسمت تشين ليانغيو قليلًا، وضمّت يديها بتحية
وكانت عيناها مملوءتين بالعزم والثقة: "لن تخيب臣 آمال جلالته أبدًا!"
أومأ تشو يو جيان برأسه، ثم وجه نظره نحو معسكر المدفعية
وأشار بيده، آمرًا بإطلاق طلقة تحية احتفالية
تلقى قائد كتيبة المدفعية الأمر فورًا، وعيناه حادتان كعينَي النسر
وأصدر أمره بسرعة: "استعدوا! حمّلوا القذائف!"
قفز أحد الجنود بسرعة إلى منصة المدفع، وبحركات ثابتة، أدخل القذيفة الضخمة بدقة في الحجرة
وعند أمر القائد: "ثلاثة، اثنان، واحد!"
تحرك المدفعيون في وقت واحد تقريبًا، فانطلق دوي هائل، واندفعت القذيفة بسرعة مرعبة نحو البعيد
بوووم—!
دوّى انفجار يصم الآذان، فأصاب القذيفة جبلًا بعيدًا بدقة
تطاير غبار كثيف، وتناثرت صخور القمة، وكأن قوة جبارة قد ضربتها
تبع ذلك دخان متصاعد وحطام متناثر
تشكلت حفرة ضخمة في جانب الجبل، وارتجفت الجبال المحيطة
في تلك اللحظة، حبس الجميع أنفاسهم
وتعلقت أنظارهم بموقع الانفجار في البعيد
كان هناك عدة أطفال يقفون على العشب خلف الصفوف، يشاهدون هذا المشهد
اتسعت أعينهم، وكأنهم لا يصدقون ما يرونه
قال صبي صغير وهو يحدق في الدخان المتصاعد، فاغرًا فمه بدهشة:
"واو! هل... هل أصابه حقًا؟ لقد فُجر الجبل!"
غطت فتاة صغيرة فمها، مذهولة:
"يا له من قوي! أريد أن أتعلم إطلاق المدافع حين أكبر، لأضرب هكذا، بقوة تفجر السماء!"
وبدأ الكبار يتحدثون فيما بينهم:
"هل هذه قوة المدفع؟"
"نعم، هذه قوة دولتنا العظمى مينغ!"
"آه، من سماع صوت هذا المدفع، بدأت أشفق على برابرة الشمال!"
"لكن لماذا لم أرَ جيش الحملة الشمالية؟!"
"لقد تحركوا قبل عدة ليالٍ، يبدو أن الجنرال كاو لم يستطع الانتظار"
"هاهاها، يقال إن الجنرال كاو اعتبره جلالته فاسدًا وسجنه عدة أشهر؛ والآن بعد أن خرج، ربما يوجه كل غضبه نحو البدو"
"الجنرال كاو حاسم في أفعاله وقاسٍ للغاية مع أعدائه؛ حين عرض مبعوث موبي معاهدة تجارية ظالمة، أطلق عليه النار في رأسه مباشرة"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ