🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان مقر إقامة الأمير فو واسعًا للغاية، يمتد على مئات الأفدنة!

بل إنه كان أفخم من القصر المؤقت المعتاد للإمبراطور!

إطارات الأبواب محفورة بنقوش دقيقة، ومن الواضح أن الصنعة جاءت من حرفيي القصر الإمبراطوري

في الداخل، كان كل شبر يفيض برائحة الفخامة والنبل

الأرض مرصوفة بألواح حجرية زرقاء فاخرة

الأزهار والأشجار مزدهرة في كل مكان، والهواء مليء بالعطر

في الفناء، كان الناس يتحركون جيئة وذهابًا بلا انقطاع: حراس، خصيان، وخادمات

يتحركون في مجموعات صغيرة بخطوات خفيفة، يتهامسون فيما بينهم، ولا يجرؤون على إزعاج هدوء المقر بأصوات عالية

في وسط القاعة الرئيسية كان هناك كرسي ضخم رائع، محفور بدقة وبذخ

ظهر الكرسي مرصع بأحجار كريمة ثمينة مختلفة، تتلألأ ببريق مبهِر

كان الأمير فو ممددًا بكسل على الكرسي، وجسده الضخم يكاد يملأ المقعد بأكمله

هيئته متراخية، وجسده المترهل منحني، أشبه بكتلة ضخمة من جلد الخنزير

جلده مرتخٍ، وجهه زيتي وقبيح، ووجهه المنتفخ مغطى بطبقات من التجاعيد

ذقنه يكاد يندمج مع عنقه، وذقنه المزدوجة متراكمة كتلَّتين كبيرتين

كان يرتدي رداءً طويلًا من حرير مطرز بالذهب، يتدلى طرفه على الأرض

بجانبه وُضعت طاولة صغيرة، فوقها سيقان خروف مطهوة برفق، ولحم بقر طازج، ومثانة سمك ناعمة

كانت المكونات مرشوشة بمسحوق الذهب وتوابل ثمينة

كان الأمير فو يريح قدميه على وسادة ناعمة، وقدمه الضخمة متورمة باللحم، وأصابعه مشوهة بعض الشيء من كبر حجمها

ركعت خادمتان بجانب قدميه، تدلكان قدميه الثقيلتين بلطف وثبات

ضغطهما لم يكن قويًا ولا ضعيفًا، خوفًا من إغضاب الأمير فو بأي تقصير

وخادمتان أخريان كانتا تدلكان ساقيه بعناية، بحركات ثابتة ولطيفة دون إفراط في القوة

وخادمتان أخريان كانتا تركزان على فخذيه المستديرين، تعجنانهما بأصابعهما، وأحيانًا يُسمع صوت طقطقة خفيف، بضغط محسوب يضمن راحته

كانت حركات الخادمات دقيقة، وإيقاعهن ثابت بلا انحراف، وكأنها رقصة مدروسة بعناية

الجميع يعلم أن أي خطأ قد يستجلب غضب الأمير فو

عيونهن مليئة بالتوتر والرهبة، وحركاتهن أكثر حذرًا

فهن يخشين أن يقعن في موقف لا رجعة منه بسبب غلطة واحدة

غير بعيد، كان يقف حارس يرتدي السواد، يراقب ببرود كل حركة من الخادمات

كان هو المشرف على كل شيء، مسؤولًا عن ضمان عمل الخدم بجد

وفي زاوية منخفضة بجانب الأمير فو، كانت هناك جارية جاثية، ترفع رأسها عاليًا، وفمها مفتوح قليلًا، ونظرتها شاردة بلا روح

كانت "جارية مبولة"، خُصصت لاستقبال...

كان النبلاء الأقوياء في العصور القديمة، لاستعراض قوتهم وثروتهم، يتفاخرون بمن منهن أجمل وأكمل

كانت أغلب هؤلاء الجواري من أصول متواضعة، لم يتلقين تدريبًا على العزف أو الشطرنج أو الخط أو الرسم، يمتلكن جمال المظهر فقط، ويقدمن خدمات خاصة على مضض لهؤلاء النبلاء

أما دون "جارية المبولة"، فكان هناك وجود أدنى يُسمَّين "جارية الورق"، وهن يعانين من معاملة أكثر حقارة وبؤسًا

وعلى المنصة، كانت مجموعة من "الخيول الرشيقة" يرقصن برشاقة، يرتدين ملابس بالغة الرقة والخفة، تكاد تكون كالشاش الذي تبعثره الرياح

كانت رقيقة لدرجة أن البشرة الناعمة تحته تكاد تُرى، خصورهن نحيلة جدًا، وخطواتهن خفيفة، وأقدامهن الصغيرة بالكاد تلامس الأرض

كل دوران أشبه برنين أجراس الرياح، تتمايل أجسادهن مع إيقاع الموسيقى، وكل حركة تحمل سحرًا لا ينتهي

تتمايل تنانير الرقص قليلًا مع حركاتهن، وجلدهن اللامع يبدو كبريق ناعم تحت الضوء، وكل التفاف يترك أثرًا فاتنًا

كانت عينا الأمير فو تجولان بشهوة على كل ما في المنصة، كصياد يحدق في فريسته بعينين مليئتين بالرغبة الراضية

وفجأة، جاءت خطوات مسرعة من خارج الباب، تبعها حاجب يلهث وهو يندفع للداخل بصوت مضطرب:

"مصيبة يا سمو الأمير! مصيبة يا سمو الأمير!"

تجهم حاجبا الأمير فو فورًا، وارتسمت على وجهه علامات الانزعاج، وفي عينيه لمحة ضجر

لم يكد الحاجب يقف في مكانه حتى ركله حارس قريب منه، فأطاح به للخلف ليصطدم بعمود بارتطام مكتوم

"ألن تتكلم بوضوح؟!" زمجر الحارس، وسحب خنجره القصير مهددًا: "إن لم تتكلم سألقنك درسًا اليوم!"

كان فم الحاجب مليئًا بالدم، ووقع على الأرض بوضع بائس، لكنه تماسك ورفع رأسه بصعوبة، ونظر إلى وجه الأمير فو المتجهم وقال بإخلاص:

"سموك، الملك المتمرد لي تسي تشينغ... قادم إلى لويانغ!"

"...لم يواجه أي مقاومة في طريقه!"

كانت كلماته ضعيفة وبطيئة، لكنها سقطت على قلب الأمير فو كالمطارق الثقيلة

في تلك اللحظة، جمد الجميع، وتصلب الجو!

فقدت الأجساد المتمايلة على المنصة بريقها، واصفر وجه الأمير فو، وعيناه صارتا غامضتين، وارتعش جسده الضخم قليلًا وهو على الكرسي، واضح أنه لم يتوقع هذا التطور المفاجئ

حتى الحراس والخدم المحيطون أصابتهم الصدمة، وعم التوتر الجو

شعر الأمير فو بقلق شديد وأمر على الفور:

"أسرعوا باستدعاء وانغ ين تشانغ، المنسق العام، والجنرال وانغ شاويو، والآخرين إلي!"

"الملك المتمرد على الأبواب، ماذا يفعلون جميعًا!!!"

كان طوال الوقت يعيش في عالمه الخاص، غير مكترث بالاضطرابات خارجًا أو بمعاناة الشعب

وكل ما كان يهتم به هو ملذاته ورفاهيته

وعندما كان الشعب يواجه المجاعة، كان يرفض دومًا فتح مخازن الحبوب للغوث

ولهذا كان الغضب الشعبي يتصاعد، لكنه كان يتجاهله تمامًا

بعد قليل، وصل وانغ ين تشانغ ووانغ شاويو إلى مقر إقامة الأمير فو

ومع أنهم لم يكونوا هناك للمرة الأولى، إلا أنهم في كل مرة يدخلون هذا المقر الفخم، يشعرون بصدمة من فرط البذخ

زخارف باهرة، قاعات منحوتة ومزخرفة، جواهر متلألئة، وتحف فاخرة

لكن خلف كل هذا كان يقبع بؤس الشعب واضطراب الأمة

دخل الاثنان القاعة الرئيسية، فتحدث وانغ ين تشانغ أولًا:

"سموك، لقد أُعفيت من منصبي منذ زمن، ولست المنسق العام بعد الآن"

وتبعه وانغ شاويو قائلًا: "وأنا أيضًا لم أعد جنرالًا"

"قبل شهر أرسل البلاط الإمبراطوري شخصًا ليحل مكاني..."

اتسعت عينا الأمير فو بدهشة، وامتلأ وجهه بالذهول:

"ماذا؟ أمر بهذه الأهمية، كيف لا أعلم به؟!"

ابتسم وانغ ين تشانغ بمرارة في داخله، لكنه أبقى تعابيره هادئة

ولم يستطع منع نفسه من التفكير: أنت تقضي أيامك في السكر واللهو، فكيف ستعلم بما يجري في البلاط الإمبراطوري؟ حتى حياة الشعب وموتهم لا تعنيك

اشتد غضب الأمير فو فجأة، وصفع مسندي الكرسي بكلتا يديه، وعلى وجهه ملامح القلق:

"لماذا لا يأتيني المسؤولون الجدد لتقديم تقاريرهم؟"

"هل يظنون أنني، أنا الأمير، مجرد قطعة ديكور؟!! سأرفع شكوى لجلالته ليحكم لي بالعدل!!!"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/11 · 18 مشاهدة · 966 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025