🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في جنح الليل، كان ضوء القمر باردًا صافياً، يضيء مجموعات من ثلاثة إلى خمسة جنود فارين، يتسللون بصمت من المعسكر في الظلام
كل واحد منهم يحبس أنفاسه، وخطواته في غاية الخفة خوفًا من انكشاف أمره
البعض، خشية التعرف عليهم، بحثوا بين جثث الموتى عن ثياب نظيفة ليرتدوها، محاولين الاندماج مع المدنيين
أما مال السفر؟ فأي مبلغ يمكن أخذه يعد مكسبًا!
الذين لم يكن معهم مال، لجؤوا إلى سرقة المؤن، فسيحتاجون للأكل أينما ذهبوا
الأذكى منهم أزالوا عجلات عربات الإمداد، حملوها وهربوا بها، على أمل بيعها مقابل بعض العملات النحاسية
أما الأكثر جرأة، فكانوا يحملون أكياس الحبوب العسكرية على أكتافهم، ويجرون بجنون تحت ستار الليل
أما الخيول الحربية؟ فلم يستطع أخذها إلا من له علاقات!
ومن دون هذه العلاقات، كان عليهم الاكتفاء بالبغال، وحتى ذلك حسب الأسبقية
قبل أيام، كان أعوان القادة قد هربوا بخيولهم سرًا!
أما الجنود الباقون، فلم يكن أمامهم إلا النظر بحسرة، بينما يفر الآخرون، ليعتمدوا هم على أقدامهم فقط في الهرب
عدد الأفراد في المعسكر كان يتناقص، والمكان بات أشبه بفراغ أفرغته النمل، خاوٍ على نحو مخيف
لكن الجزء المروع حقًا لم يأتِ بعد
أحد الجنود، عائدًا من نوبة الحراسة، يلف نفسه برداء مهترئ، ويمشي متثاقلًا نحو خيمته وهو يتثاءب
كان قد خطط في ذهنه بالفعل: بعد انتهاء الحراسة، سيختلس شيئًا ويهرب!
لكن ما إن دخل المعسكر الرئيسي، حتى تجمد في مكانه
ما رآه كان ساحة خالية تمامًا!
أبواب المخزن مفتوحة على مصراعيها، والحبوب بداخله قد أُفرغت تمامًا!
الخيول الحربية؟ اختفت منذ زمن!
عربات الإمداد؟ حتى العجلات أُخذت!
ارتجف فمه من الصدمة، ووقف مشدوهًا
"اللعنة..."
ارتعشت شفتاه قليلًا، وعيناه تحدقان في المشهد أمامه، وعقله في فوضى
كان يظن أنه سيغتنم الفوضى ليحقق مكسبًا كبيرًا، لكن اتضح أن غيره قد سبقه وأخذ كل شيء!
حدق في المعسكر الخالي، على وشك البكاء
اتضح أنه لم يكن الوحيد الذي راودته هذه الفكرة!
تنفس بعمق، قبض يديه، ووجهه يزداد قتامة
"لا، لن أخرج صفر اليدين، إخوتي كلهم ربحوا المال، لا يمكن أن أكون الخاسر!"
بدأت نظراته تتجول، وفي ذهنه تتشكل خطة أكبر بكثير
"الآخرون يسرقون المؤن والأسلحة فقط... لكن ماذا عن الأشياء الأكثر قيمة حقًا؟"
لحس شفتيه الجافتين، وعيناه تلمعان ببرودة وهو ينظر نحو خيمة القائد لي تسي تشينغ
"أغلى ما يملكه الملك المتمرد لا بد أنه في خيمته الرئيسية!"
منذ فترة، اكتشف لي تسي تشينغ أيضًا أن السرقة انتشرت في جيشه، فأصدر أوامر متكررة، لكنه لما أدرك أنه لا يستطيع السيطرة عليها، نقل كل ما تبقى من valuables، صندوقًا تلو الآخر، إلى خيمته، ووضعها تحت حراسة مشددة
كانت هذه الكنوز حصيلة سنوات من الحملات شمالًا وجنوبًا، ونهب مختلف المناطق: حلي ذهبية وفضية، تحف من اليشم، آثار قديمة، حرير فاخر، تماثيل بوذا من أوراق الذهب...
اختبأ الجندي في زاوية، يحبس أنفاسه، وأزال كل ما قد يُصدر صوتًا من على جسده: غمد السيف، بطاقة الخصر، قربة الماء، وحتى مشابك الكتف في الدرع
وأخيرًا، قطب حاجبيه وخلع حذاءه تمامًا، ووقف حافي القدمين على تراب الليل البارد
من أجل المال، فهذا الألم لا شيء!
كان يعلم أن الملك المتمرد نائم الآن، فقد كان يحرسه قبل قليل، ونعس هو نفسه عدة مرات
وفي هذا الوقت من الليل، من المؤكد أن القائد غارق في النوم، لا يدري شيئًا
الشيء الوحيد الذي أقلقه قليلًا هو لي يان، ذلك الرجل الذي يحب السهر كثيرًا!
تمتم الجندي: "لا أعرف ما الذي ينشغل به حتى منتصف الليل كل يوم"
"والأغرب أنه يحتاج عدة لفائف من القماش الأبيض يوميًا، ما الذي يحتاج لمسحه بكل هذا القماش؟"
اهتز فمه قليلًا من غرابة الأمر، لكنه قرر تجاهل الأمر، فالهدف الآن هو الفضة!
عينيه تلمعان، يلعق شفتيه، وقلبه يخفق بسرعة
"سمعت أن البلاط الآن يجمع الفضة، وأن التايل الواحد يعادل ألف ورقة نقدية"
"ألف ورقة... يعني شهرًا من أكل السمك الكبير واللحوم!"
"الحياة رائعة الآن!"
غمره الفرح، وخياله بدأ يرسم حياة جميلة
"إن سرقت قطعتين أو ثلاث قطع فضية من الملك المتمرد... ألن أعيش مسترخيًا ثلاث سنوات؟"
ارتجف من الحماس، وقبض يديه دون وعي
لقد حانت فرصة الثراء!
أخذ نفسًا عميقًا، محاولًا تهدئة قلبه المضطرب، وانخفض جسمه زاحفًا بخفة نحو خيمة لي تسي تشينغ...
وفي اللحظة التي دخل فيها الخيمة، غطت سحابة سوداء القمر، وغرق المعسكر كله في الظلام، وكأن السماء نفسها توفر له الغطاء
لكن المفاجأة كانت أكبر مما توقع—
لقد وجد الخيمة... مكتظة!!!
كان هناك أكثر من عشرة أشخاص داخلها!
كلهم مثله، حفاة الأقدام، يتجولون بين الصناديق
—وبعضهم أكثر إخلاصًا، حتى أنهم بلا ملابس!
اتسعت عيناه من الصدمة، وجمد في مكانه
التفت أكثر من عشرة أشخاص نحوه في الوقت نفسه، يحدقون فيه، وساد الصمت الغريب
وحدها شخير الملك المتمرد يعلو كالرعد في الليل
"هوو—!!"
"هوو—!!"
كان صوته قويًا لدرجة أن الخيمة كلها تكاد تهتز، وحتى الغبار على الصناديق يرتجف قليلًا
قبل أن يستوعب الموقف، رأى العشرة يرفعون أصابعهم على أفواههم، مشيرين إليه أن يصمت!
ارتعش فمه من غرابة المشهد، وشعر بمزيج من السخرية والحيرة
أتيت لأسرق... ويجب أن أنتظر دوري؟! أين العدل؟!
لكنه أخذ نفسًا وأومأ بصمت، فهو يملك خبرة تفوق عشر سنوات في هذا المجال، ويعرف جيدًا متى يتصرف ومتى يتراجع
في تلك اللحظة، كان اللصوص قد انقسموا إلى ثلاث مجموعات، خمس لكل مجموعة، بتقسيم عمل واضح ومنظم
المجموعة الأولى تفتح الصناديق بصمت وتفحص ما بداخلها
المجموعة الثانية تختار الغنائم، وتضع الذهب والفضة والجواهر في صدورهم بحذر
المجموعة الثالثة توزع الحصص، لتضمن أن يحصل كل واحد على نصيبه، وتتفادى النزاعات
ولم يكن في الخيمة سوى صوت القسمة الخافت، يرافقه شخير الملك المتمرد
"هوو—!!"
"هوو—!!"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ