137 - لقد مضى وقت طويل على الشهر القمري الأول، فلماذا ما زال الناس يشعلون المفرقعات؟

🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خارج مدينة لويانغ، عند الغروب

تفرّق لي تسي تشينغ ومجموعته بهدوء إلى أربع فرق

وتسللوا خفية عبر بوابات المدينة الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية

كانت هذه فرصتهم الأخيرة؛ فلم يكن عليهم فقط الاستيلاء على الحبوب والمال، بل من الأفضل أيضًا السيطرة على مدينة لويانغ نفسها!

قاد لي تسي تشينغ نحو 150 من النخبة، ودخلوا بهدوء من البوابة الشرقية

لم يجرؤ أحد منهم على إصدار أي صوت، وكانت خطواتهم ثقيلة، وقلوبهم مليئة بالقلق والمشاعر المعقدة

كان يعلم في قرارة نفسه أن عليهم في هذه المعركة أن يكونوا بلا رحمة

ومع ذلك، لم يستطع في هذه اللحظة منع نفسه من التردد

فعلى الرغم من أنه اتخذ قرارات لا تحصى، كلها كانت مليئة بالقسوة

فإن نهب جنوده اليوم سيجلب لا محالة العديد من الكوارث

وحين فكر في ذلك، شعر وكأن حجرًا ثقيلًا ضغط على قلبه

"لاحقًا، لا مفر من أن أُلعن من خلف ظهري..."

تنهد لي تسي تشينغ في نفسه، وشعر بمرارة خفيفة

لكن كل هذه المخاوف كانت في الحقيقة زائدة عن الحاجة

فما إن دخلوا من البوابة الشرقية، حتى أوقفهم جنود الحراسة

قطّب الحراس جباههم وهم يدققون النظر في لي تسي تشينغ، وكأنهم شعروا بشيء غير طبيعي

في تلك اللحظة، كان وجه لي تسي تشينغ مغطى بالغبار

وقد طُمست ملامحه حتى كاد يبدو كمنكوب بائس، يصعب التعرف عليه

لكن الحراس المتفحصين ما زالوا يشعرون بأن هناك خطبًا ما

"يبدو، شبيهًا جدًا!"

أخرج الحارس الصورة التي وُزعت قبل أيام، وقارنها بعناية بالشخص الذي أمامه

فتأكد أنه ملك المتمردين، لي تسي تشينغ

تحركت عينا الحارس، وأشار لرفاقه بجانبه

ففهم سبعة أو ثمانية جنود على الفور، وأفرغوا أقفال بنادقهم سريعًا، ورفعوها

وصوبوا فوهاتها نحو جبهة لي تسي تشينغ

"الجميع، اهربوا!"

صرخ أحد الجنود بصوت عالٍ، ووجهه متوتر:

"لا تقتربوا من النيران! هذا هو ملك المتمردين، لي تسي تشينغ!"

وبمجرد أن سمع الناس ذلك، انتشر الذعر

فالذين كانوا يتمشون بهدوء في الشارع انقلبوا وركضوا

الباعة المتجولون، والنساء في طريقهن للسوق، والأطفال، تفرقوا في عجلة

"اهربوا! اهربوا!"

"إنه لي تسي تشينغ! لماذا لا تهربون!"

"ملك المتمردين هنا، لا يمكننا الاختباء!"

سادت الفوضى في الشارع، يفرّ الناس في كل اتجاه، وأقدامهم تحدث ضجيجًا على الأرض

لكن، كما هو الحال دائمًا، كان هناك واحد أو اثنان من الفضوليين الجريئين، يقفون جانبًا وأذرعهم متشابكة، يراقبون ببرود

وبينما يرون الوضع المتوتر، بدوا وكأنهم لا يخافون، بل يستمتعون بالمشهد

"أتظن أن لي تسي تشينغ سيستسلم؟"

"يستسلم؟ لا أظن ذلك. لو كان سيسلم نفسه، فلماذا يتنكر؟ ولماذا يحتاج إلى هذه الهيئة؟"

"همف، أظنه يريد التسلل للمدينة لإحداث الفوضى!"

"تبا، يا له من شرير! موته مئة مرة لن يكون كافيًا!"

تغير وجه لي تسي تشينغ قليلًا، وشعر بموجة من المفاجأة

لقد حاول جاهدًا إخفاء وجهه، وغطاه بالغبار

وأخفى ملامحه المألوفة، فلماذا استطاع هؤلاء الجنود التعرف عليه من أول نظرة؟

عض على شفتيه بإحكام، متسائلًا إن كان بإمكانه المراوغة

لكنه كان يعرف جيدًا أن الموقف أمامه صار سيئًا للغاية

أخذ نفسًا عميقًا، وحاول أن يبدو هادئًا قائلًا بنبرة متماسكة:

"أنا... أنا مجرد منكوب هارب من المجاعة، أريد دخول المدينة لأتسول وعاءً من العصيدة..."

كانت هذه الجملة كفيلة بفضح هويته مباشرة

فخارج مدينة لويانغ كانت هناك نقاط إغاثة وتوزيع عصيدة كثيرة، فلماذا يحتاج الناس لدخول المدينة للحصول على وعاء؟

بمجرد أن تكلم، أثار ذلك شكوك ويقظة الجنود من حوله

"تقول إنك منكوب جائع؟ وتريد العصيدة؟"

ابتسم أحد الجنود بسخرية، ولمعة ازدراء في عينيه:

"لدينا الكثير من نقاط الإغاثة خارج لويانغ، لماذا تركض للمدينة لتطلب العصيدة؟ أتظننا حمقى؟"

هبط قلب لي تسي تشينغ، وأدرك أنه كُشف تمامًا

كان الجنود أمامه ممسكين ببنادقهم، ووجوههم جادة، بلا أي تهاون في الحذر

ارتجف ظهره ببرودة، وبدت جنود العصابة خلفه أكثر اضطرابًا

همس بعضهم للآخر: "إن واصلنا المماطلة، قد يتحركون، وسنخسر كل شيء!"

"بما أننا انكشفنا، فلنهاجم مباشرة"

بادر بعض جنود العصابة برفع سيوفهم والانقضاض على الحراس، دون انتظار أوامر لي تسي تشينغ

وفي لحظة، ازدادت حدة الموقف

ورد الجنود بإطلاق النار فورًا، وانطلقت طلقات مدوية تصم الآذان

"بانغ—بانغ—بانغ—"

ترددت الطلقات في الهواء، لتطلق عاصفة دموية في لحظة

صرخ المدنيون الواقفون بالجوار واندفعوا هاربين

أما الأكثر جرأة منهم فكانوا يختبئون على الجانبين يراقبون سرًا ما يحدث

"إنه لي تسي تشينغ! نعم، هو!!!"

"يا إلهي! اهربوا! لا تعلقوا في النيران!"

"قلت لكم إنه لن يستسلم بهذه السهولة، لا بد أنه أراد إحداث الفوضى!"

اختلطت الصيحات الغاضبة بالعويل والبكاء، وتحولت الشوارع لفوضى عارمة

اتسعت عينا لي تسي تشينغ، وهو يرى جنود العصابة يهاجمون بلا تردد

وسرت برودة في قلبه، وعلم أن الفوضى باتت بلا عودة

لكن الأزمة لم تبدأ إلا للتو؛ فقد سمع جنود الأسوار الضجيج، وتصرفوا بسرعة

"هجوم العدو!"

صرخ جندي، وركض نحو برج مراقبة قريب، ثم عاد ومعه رشاش ثقيل

"دددددد—"

انهمرت نيران الرشاش على الفور، تمسح الأرض من أعلى

ألسنة اللهب كوحوش ضارية، التهمت لي تسي تشينغ وجنوده من الخلف

وقف لي تسي تشينغ مذهولًا، وغامت رؤيته، غير مصدق للمشهد المأساوي أمامه

سقط جنود العصابة خلفه واحدًا تلو الآخر، وأجسادهم ممزقة

كان إطلاق النار كالعاصفة العاتية، يحطم كل أمل في لحظة

وفي غضون سبع خطوات، أصيب ذراعه اليمنى

فتدفق الدم غزيرًا وكاد يُحطم

كما أصيبت ساقه اليسرى، وكان الألم الشديد يجعله بالكاد يثبت واقفًا

ضغط على أسنانه متمالكًا نفسه، لكنه كان عاجزًا عن المقاومة

وتناثرت فرقته كلها كالورق

فالجيش الذي لم يتبق منه سوى أقل من مئة وخمسين رجلًا

تحول إلى أشلاء دامية في أقل من دقيقة تحت وابل الرصاص

وفي داخل قصر الأمير فو، كان الأمير يمضغ ساق دجاجة كبيرة

وفجأة، سمع دوي طلقات كثيفة من الخارج

فتوقف مذهولًا، وتمتم:

"كم مضى على الشهر الأول؟ وما زال الناس يشعلون المفرقعات؟"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/11 · 15 مشاهدة · 920 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025