🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لم يقل الأمير فو شيئًا آخر، وسأل بصوت عميق: "شي كِفا، أسألك، هل يخطط تشونغ تشن لاستخدامي كوقود للمدافع؟"

"هل سنُرسل إلى الخطوط الأمامية لقتال لي تسي تشينغ، تمامًا كما في معركة لياودونغ؟"

تفاجأ شي كِفا قليلًا بسؤال الأمير فو الجاد، وتوقف للحظة، ثم انفجر ضاحكًا فجأة

لمعت شرارة غضب في عيني الأمير فو، وصفع الطاولة بيده: "ممَّ تضحك؟"

توقف شي كِفا عن الضحك على الفور وقال:

"لا داعي للقلق، لي تسي تشينغ قد أُودع السجن بالفعل، ولم يعد هناك حاجة لقتاله"

سأل الأمير فو بدهشة: "ألم يكن لي تسي تشينغ يدَّعي أن لديه جيشًا من مئة ألف جندي؟!"

"كيف هُزم فجأة على يد جنود الحامية؟!"

زاد رعب كبير الخدم، وحمد الله أن الأمير فو لم يوافق على اقتراحه بالأمس، وإلا لكان رأسه قد طار!

وعاهد نفسه بصمت ألا يعطي نصائح سيئة بعد الآن، فالحفاظ على حياته هو الأهم

ابتسم شي كِفا وقال: "سموك، ربما لا تعلم، لكن البنادق التي تملكها أسرتنا مينغ الآن قوية للغاية!"

"أي شخص عادي، طالما يستطيع الضغط على الزناد، يمكنه إيقاف جيش من عشرة آلاف جندي إذا كان لديه ما يكفي من الذخيرة!!!"

لم يكن الأمير فو يعرف ما هو الزناد، لكنه فهم أن الخطر قد زال مجددًا

ومع رحيل لي تسي تشينغ، لم يعد لدى تشونغ تشن سبب لاستخدامه كوقود للمدافع

ارتخت ملامحه على الفور، وزال العبء الثقيل عن قلبه، ثم انحنى وأكمل طعامه

ففي نظره، بجانب النساء الجميلات، لم يكن هناك ما يجلب له السعادة أكثر من الطعام!

ومن خلال هذا الحديث، أدرك شي كِفا أن الأمير فو الآن كالعصفور الخائف، فاقترب منه بلطف وقال:

"إذا كان سموك يخشى أن يلاحقك جلالته على ما مضى، فلماذا لا تتبرع الآن بثروتك وفضتك للدولة!"

"أعتقد أن جلالته سيلين قلبه تجاهك بدافع القرابة!"

تجمد الأمير فو لحظة، ثم انفجر غضبًا فجأة، وألقى الوعاء الذي بيده على الأرض فتكسر وتناثر الحساء في كل مكان

"أنتم جميعًا تريدون خداعي لأعطيكم مالي!!"

زمجر الأمير فو، وجهه محمر من شدة الغضب، يكاد يفقد عقله

"بحق السماء، هذا العالم يجب أن يكون ملكي أنا، ولا علاقة له بـ تشو تشانغ لو أبدًا!"

عض على أسنانه، وقبض يديه، وصوته حاد مرتفع:

"أنتم أيها المفسدون في الرقابة، دائمًا تتحدثون عن أن تنحية الأكبر من أجل الأصغر أمر غير لائق!"

"منعتموني من أن أصبح إمبراطورًا، فماذا لو لم أكن إمبراطورًا وادخرت بعض المال؟!"

"هل يجب أن أفقد كل شيء حتى أكون جديرًا بالعيش في هذا العالم؟"

"ثم إن هذه الإقطاعية وكل الكنوز في هذا القصر منحني إياها الإمبراطور الأعظم!"

"إذا أراد تشونغ تشن أخذها، فليذهب ويتحدث مع الإمبراطور الأعظم!!"

عند سماع هذه الكلمات، عقد شي كِفا حاجبيه قليلًا، فقد علم أن الأمير فو يتحدث بمرارة وغضب

لكنه كأحد أفراد العائلة الإمبراطورية، لم يكن من حقه التدخل في كلامه

وقف شي كِفا بصمت جانبًا، مطأطئ الرأس، وعيناه تحملان نظرة معقدة

وفجأة، دوى صوت إطلاق نار خارق للآذان من الخارج

"بووم! بووم! بووم!"

انفجرت رشقات من نيران الرشاشات كالرعد في أرجاء مقر إقامة الأمير فو

"بانغ! بانغ! بانغ!"

اخترقت الطلقات البوابة الرئيسية، فحطمت الخشب تمامًا، وتركت على الجدران علامات غائرة لا تحصى

رفع الناس في الخارج رؤوسهم برعب، ورأوا بوابة القصر وقد امتلأت بالثقوب

توقفوا في أماكنهم يراقبون المشهد بوجوه متباينة

هتف أحد العامة بفرح: "أخيرًا جاء من يعاقب الأمير فو، هذا الطاغية!"

وأضاف آخر بحماس: "لا يستحق الجلوس في مكان كهذا، يستحق أن يُضرب!"

ومع أنهم كانوا يعلمون أن الأمير فو داخل القصر، إلا أن صوت الرصاص العنيف ورؤية شظايا الخشب المتطايرة، جعلتهم يشعرون براحة عجيبة

لمعت في عيونهم لمحة رضا وأمل لا يمكن إخفاؤها

كان وانغ تشنغ إن، ممسكًا برشاش خفيف، واقفًا أمام البوابة ومعه فرقة من الجنود النخبة، وفوهة السلاح لا تزال مصوبة نحو القصر تمسحه ببطء

فبصفته المقرّب من تشونغ تشن، كانت مهمته واحدة: القضاء تمامًا على الأمير فو كخطر محتمل على البلاط

وفي الوقت نفسه، كان تشو يوجيان واقفًا في زنزانة مظلمة، يراقب لي تسي تشينغ الممدد على الأرض

كان لي تسي تشينغ على شفير الموت، ذراعه اليمنى شبه ممزقة بفعل الرصاص، عظامها مكشوفة والدم ينزف منها بغزارة كالنهر

جسده مليء بالجروح المروعة، وأطرافه مثقوبة بالرصاص، والدم يغطي الأرض

فقد كمية هائلة من الدم، حتى شحبت شفتاه، وضاق نفسه، وكاد يختفي

كان متكورًا على نفسه، وجهه مشوهًا من الألم، يسعل بشدة، وعيناه غائمتان، وكأنه فقد روحه

لكن عندما رأى الظل الطويل أمامه، عاد بريق الوعي إلى عينيه فجأة

"من... أنت؟" جاء صوته ضعيفًا بالكاد يُسمع

وقف تشو يوجيان عند باب الزنزانة، ينظر إليه ببرود: "هل تعرف من أمامك الآن؟"

كان بصر لي تسي تشينغ مشوشًا، فحاول فتح عينيه، وابتسم بمرارة: "أعرف... أليست أنت تشونغ تشن؟"

سعل، وخرج الدم من فمه ملطخًا وجهه: "لقد كنت في انتظارك طويلًا!"

لم تتغير ملامح تشو يوجيان، بينما كان لي تسي تشينغ لا يزال متمسكًا ببصيص أمل، محاولًا النهوض متكئًا على عود قش، كمن يتحدى قدره، لكنه سرعان ما انهار بفعل النزيف

بعد خطوات قليلة، سقط على وجهه، وعاد إلى صراع يائس على الأرض

سأله تشو يوجيان: "لماذا لم تستسلم؟"

أجاب وهو يلهث: "السهم إذا أُطلق لا يعود! لقد تمردت، وسأمضي للنهاية!"

ابتسم تشو يوجيان ببرود: "الآن، كل من في البلاد يأكلون ويشبعون ويلبسون، يمكنك أن تموت مرتاح البال"

أخرج مسدسًا من جيبه، موجّهًا فوهته الباردة إلى رأس لي تسي تشينغ

تجمدت عينا الأخير، وتذكر حينها تمامًا أنه السلاح الذي جلب الموت من قبل، فقد ذاق قوة الرشاش، وها هو الآن يواجه رمز موت آخر

ابتسم بمرارة، وفي صوته نبرة سخرية: "اللعنة... لا أعرف ماذا حدث..."

سعل مرات، وخرج الدم من حلقه: "فجأة، صار الجميع يأكلون ويشبعون!"

"لم يعد أحد يخاف من الجوع!"

"لو جاء هذا اليوم أبكر قليلًا، لربما عشت مع زوجة وأولاد وسرير دافئ"

وبدأ صوته يشتد رغم الألم، رافعًا رأسه بكل ما بقي فيه من قوة ليصرخ بهستيريا:

"كن إمبراطورًا صالحًا بحق!"

"ولا تدع لي تسي تشينغ آخر يظهر في أسرة مينغ!!!"

وقبل أن ينتهي كلامه—

بانغ! دوى صوت الرصاصة، وانفجر رأسه، وتطاير ضباب الدم، وسقط جثة هامدة

رحل جسده عن الدنيا في تلك الزنزانة المظلمة، وعيناه ما زالتا مفتوحتين، مليئتين بالحنق والغضب

قال تشو يوجيان ببرود: "اطمئن، من الآن فصاعدًا، نحن فقط من يمكنه أن يجعل الآخرين يتضورون جوعًا!"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/11 · 19 مشاهدة · 1017 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025