🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أومأ شي كفا ببطء على وقع الكلمات، وقال بجدية: "أخطط للبدء من تشجيانغ وفوجيان، والقضاء التام على قراصنة السواحل"
"وفي الوقت نفسه، سأستغل هذه الفرصة لتدريب الأسطول البحري، استعدادًا لهجمات مستقبلية على قراصنة اليابان"
لمع بريق في عيني وانغ تشنغن، وبعد أن فكر للحظة، سأل: "إن خطر قراصنة اليابان بالفعل تهديد كبير لدولة مينغ..."
"لكن منذ عهد جياجينغ، قاد تشي جي غوانغ الجنود للقضاء عليهم، فهل عادوا الآن لينتشروا من جديد؟"
تنهد شي كفا، وبدت في عينيه لمحة قلق، وقال بصوت عميق: "إن خطر قراصنة اليابان ليس أمرًا يُحل بين ليلة وضحاها"
"فمنذ عهد جياجينغ، ألحق قراصنة اليابان دمارًا هائلًا بسواحل الجنوب الشرقي"
"في ذلك الوقت، قاد اللورد تشي جي غوانغ (جيش عائلة تشي)، ودرب تشكيل (البط الماندريني)، وحقق انتصارًا بعد آخر، وذبح قراصنة اليابان حتى تراكمت الجثث"
"لكن، ومنذ وفاة اللورد تشي، لم يستطع أحد في البلاط أن يرث إرثه، وتعرض الأسطول للضعف مرارًا، وعاد القراصنة للظهور"
قطب وانغ تشنغن حاجبيه قليلًا، وفكر للحظة، ثم سأل: "هل يستطيع هؤلاء القراصنة فعلًا أن يعيثوا فسادًا في أراضي مينغ؟"
هز شي كفا رأسه، وفي عينيه برودة، وقال ببطء: "في الظاهر، هم فعلًا قراصنة يابانيون"
"لكن في الواقع، سبب تمكنهم من التمركز في جيانغنان هو تواطؤهم مع تجار أثرياء من هناك، يهرّبون لهم الملح والبضائع، بل ويمدّونهم سرًا بالمعدات العسكرية"
"وهذا التواطؤ هو ما يجعل استئصالهم أمرًا مستحيلًا"
ابتسم وانغ تشنغن بسخرية، ونبرته تحمل ازدراءً: "كما هو متوقع، فالتجار يسعون وراء الربح بلا ولاء أو ضمير"
"اللورد تشي تمكن حينها من القضاء عليهم، فهل يعجز البلاط الحالي؟"
ازدادت نظرات شي كفا عمقًا، وقال بجدية: "لقد جئت لهذا السبب بالذات"
"إن كان جلالته سيدعمني، فأنا على استعداد لتحمل كامل المسؤولية في إعادة تنظيم أسطول الجنوب الشرقي، والقضاء على قراصنة السواحل، واستئصال قراصنة اليابان تمامًا!"
نظر وانغ تشنغن إليه، وبعد لحظة، ومضة إعجاب تلمع في عينيه
أومأ قليلًا، وقال ببطء: "اللورد شي فعلًا رجل مخلص"
"لو علم جلالته بذلك، لسرّه الأمر كثيرًا"
"بما أن لديك هذا العزم، فلن أكون أنا، المشرف، عائقًا لك"
"سأمدحك أمام جلالته"
وعندما سمع ذلك، ضم شي كفا يديه بوقار، وقال باحترام: "هذا العبد الحقير لن يخيّب أبدًا ثقة جلالته"
كان وجه الأمير فو مغطى بالدماء، وصدره يعلو ويهبط، وعيناه مليئتان بالسخرية والجنون
لهث قليلًا، ثم أطلق ضحكة باردة
"هاهاهاهاها—"
نظر إلى وانغ تشنغن وشي كفا، وصوته مبحوح لكن فيه إثارة مرضية:
"أنتم يا من تعيشون في قاع البئر، تريدون القضاء على قراصنة اليابان؟"
"يا لها من نكتة كبيرة!"
لم يتكلم وانغ تشنغن، بل ضيّق عينيه قليلًا وهو يراقبه بصمت
واصل الأمير فو سخريته، وارتفع صوته حتى صار أشبه بزئير—
"مهما كانت بنادقكم قوية الآن، هل تستطيعون صدّ قراصنة اليابان؟"
"وماذا ستفعلون في البحر؟!"
التفت فجأة، مثبتًا نظره على شي كفا
كانت نظرته باردة كأفعى سامة على وشك الانقضاض
"أسطول بحري؟ ماذا يمكن لأسطول مينغ أن يفعل؟"
"أنتم حمقى تجهلون، هل شاهدتم معركة بحرية حقيقية من قبل؟"
"على اليابسة، تستطيعون ببنادقكم صدّ المتمردين، لكن في البحر؟"
انفجر فجأة بضحكة ملؤها السخرية:
"لا تنسوا—من سيد البحر؟"
"إنه تشينغ تشي لونغ!"
"إنهم قراصنة اليابان!!"
"يتعاونون معًا، ويعيثون فسادًا في البحر!"
"سفنهم الحربية أكبر من سفنكم! وأسلحتهم أشد فتكًا من أسلحتكم!"
"بماذا ستقاتلونهم؟"
وبينما كان يتكلم، ومضة جنون ظهرت في عينيه
ارتفع صوته أكثر، وكأنه يفرغ كل ما في صدره من حقد!
"أنتم ببساطة عاجزون عن السيطرة على البحر!"
"وإن عجزتم عن السيطرة على البحر، فلن تحلوا المشكلة من جذورها!"
"الآن، تقتلون وتستعرضون قوتكم، لكن بعد سنوات قليلة ماذا سيحدث؟"
"ستُستنزف قوة مينغ الوطنية تدريجيًا، وحين تدركون أنكم عاجزون عن قلب الموازين، ستكون تلك هي النكتة الحقيقية!"
"هاهاهاهاها—"
ضحك الأمير فو بلا توقف، ووجهه محمر، وكأنه يتمنى سقوط مينغ في هذه اللحظة!
"هذه عقوبة السماء على تشو يو جيان!!"
ارتفعت صيحاته، وعيناه تتقدان بحقد مرير، وصوته المبحوح يحمل حدة جنونية
"دولة مينغ التي لا تفيد العائلة الإمبراطورية، لم تعد دولة مينغ!"
"يجب أن تهلك! يجب أن تهلك!!"
ومع الاستماع، تجمدت ابتسامة وانغ تشنغن تدريجيًا
ثم فجأة انفجر بالضحك!
"هاهاهاهاها—"
وكان ضحكه أعلى من ضحك الأمير فو، حتى كادت الدموع تفر من عينيه
"أيها الأمير فو... يا لك من أحمق"
هز رأسه، ناظرًا بازدراء نحو الرجل السمين الملطخ بالدماء على الأرض، ونبرته مليئة بالسخرية:
"يبدو أنك قد جُننت تمامًا"
"ألست تهتم بأبنائك الباقين؟"
ازدادت ابتسامة وانغ تشنغن عمقًا، وبرود عينيه اشتد: "بما أن الأمر كذلك، فقد حان وقت بعض التسلية"
وبينما يتكلم، أخرج بندقية من عباءته، ورماها عرضًا نحو شي كفا
"اللورد شي، الأشياء الجيدة يجب أن يتشاركها الجميع"
مد شي كفا يده والتقطها، وشعر بثقلها
نظر إلى البندقية في يده، وقطب حاجبيه بحدة
كانت يداه متيبستين قليلًا
فهو رجل مدني، وفكرة "نهج الحاكم والوزير" متجذرة في عقله
حتى لو كان يعلم أن عائلة الأمير فو تستحق الموت، فتنفيذ ذلك بنفسه...
جعله يتردد
دم ملكي... هل يحق له كخادم أن يحكم عليه؟
سادت القاعة لحظة صمت
وفي أثناء تردده، جاء صوت خطوات ثابتة من خارج الباب
"جلالته يصل—!"
ارتجف شي كفا في الحال، وعدّل ملابسه بسرعة، ووقف باحترام
كما أخفى وانغ تشنغن ابتسامته فجأة، وتلاشى البرود من وجهه، وتحولت ملامحه للوقار
وأدار معصمه، وأخفى البندقية، ونظر حوله، وأمر بنبرة لا تحتمل الرفض: "ما الذي تنتظرونه؟!"
"أسرعوا واسحبوا الجثث! لا تدنسوا عيني جلالته!!"
تحرك الجنود فورًا، وسحبوا الجثث ونظفوا الدماء، وضجت القاعة بالحركة
رأى الأمير فو هذا المشهد، ولمع في عينيه بصيص أمل!
خفق قلبه بعنف، وبدا عليه الفرح المحموم، وابتلع ريقه
وبينما كان يراقب وانغ تشنغن منشغلًا بأمر الجنود بسحب الجثث، ظن أنه في حالة ذعر، فلم يستطع منع نفسه من الضحك بصوت عالٍ:
"ماذا؟ أيها الخصي الميت، أتجرؤ على الفعل ولا تعترف به؟!"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ