🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"جلالتك... جلالتك..."
كان الأمير فو جاثيًا على ركبتيه فوق أرضية الطوب الباردة، جسده كله قد انهار في نوبة بكاء يائسة
وجهه ما زال يحمل آثار الدماء الناتجة عن سياط شي كِفا، وشفاهه المتشققة تنزف قليلًا، لكنه لم يعد يكترث بالألم
كانت عيناه معلقتين على جسد تشو يويي الضعيف الملقى على الأرض، وجسده يرتجف، وصوته متهدج بالبكاء
"جلالتك! أرجوك اعفُ عنه!"
"ليس لدي الكثير من الأبناء الموهوبين، تشو يوسونغ قد مات بالفعل..."
"وبعده، لم يبقَ سوى تشو يويي يمكنه أن يحقق شيئًا..."
وجهه مغطى بالدموع والمخاط، وفجأة انحنى برأسه للأرض كما لو كان يتمسك بآخر أمل
"لقد أخطأ العم! كل ما فعله العم في الماضي كان خطأ!"
"العم أخَّر ازدهار أسرة مينغ!"
ارتطم جبينه بالأرض حتى سال منه الدم، وهو يصرخ بصوت مبحوح:
"العم يعتذر لك الآن!"
"أتوسل لجلالتك أن تُظهر رحمة، وتبقي ويي إير حيًّا!"
ساد الصمت القاعة على الفور، والأنظار كلها شاخصة إلى الأمير فو الباكي، وحتى تنفسه المضطرب كان مسموعًا في الجو
عقد وانغ تشنغ إن حاجبيه قليلًا، وفي عينيه لمحة اشمئزاز
"هه..."
هذا الخنزير السمين، ما زال يحاول الضغط على جلالته بروابط القرابة؟
هل يريد أن يُلصق بجلالته تهمة القسوة، فيُجبره على العفو؟
حقًا غبي إلى حد لا يوصف!
لمعت برودة في عيني وانغ تشنغ إن، فأمسك عصًا خشبية، ولوَّح بها بقوة ليستهدف فم الأمير فو!
"بانغ—!"
دوّى صوت طلقة نارية فجأة في الآذان!
تجمد جسد وانغ تشنغ إن، وتوقف العصا في منتصف الطريق!
استدار بسرعة، فتقلصت حدقتاه—
جلالته كان قد ضغط الزناد بالفعل
انتشر دخان البارود في الجو، وتناثر دم قرمزي...
تشو يويي، وقد أصيب في صدره، تجمد جسده بالكامل!
عيناه متسعتان، وفمه مفتوح قليلًا كأنه يريد قول شيء، لكن لم يخرج منه سوى فقاعات دم من حنجرته!
كانت فكرة واحدة فقط تدور في رأسه—
"لو أن والدي اعتلى العرش حينها، كيف كان سيكون حال عائلتنا الآن؟"
لكن هذه الفكرة لم تدم سوى لحظة قبل أن يغرق في ظلام كامل
سقط مباشرة على الأرض بارتطام مكتوم، وعيناه معلقتان على الأمير فو، ووجهه مملوء بالغضب والحقد
"ويي إير!!!"
احمرت عينا الأمير فو، وأطلق صرخة تمزق القلب!
وجهه يفيض بالألم، وعيناه داميتان، وهو يحدق بجنون في تشو يوجيان صارخًا:
"تشو يوجيان! أنت—!"
"أيها الخائن الجاحد!"
"أيها الطاغية عديم الرحمة الذي لا يراعي القرابة!"
"أنت الذي تستحق أن تصعقك السماء—!"
"صفعة!!!"
قبل أن يُكمل كلامه، كانت عصا وانغ تشنغ إن قد هوت كالبرق!
"بانغ—!"
اصطدمت العصا بقوة في فم الأمير فو!
"أغغ—!"
تهشم فمه فورًا، وانشق لحم زاويتيه، ومع "طَقّة" واضحة، طار أحد أسنانه الأمامية العليا!
ارتد السن على الأرض بضع مرات، قبل أن يتدحرج حتى جسد تشو يويي، ملوثًا بالدم
"بَخ!"
سحب وانغ تشنغ إن العصا بازدراء، ناظرًا ببرود إلى الأمير فو الملقى على الأرض
ومن خلفه، أطلق شي كِفا زفرة طويلة، ولوَّح بسوطه، وواصل الجلد بلا رحمة!
"سوط! سوط! سوط!"
تمزق رداء الأمير فو المطرز، وتهشمت بشرته، وامتزج الدم بالعرق ليسيل على الأرض، لكنه كان قد فقد الإحساس، ولم يعد قادرًا سوى على اللهاث بضعف
أما أبناؤه الباقون فارتجفوا، ولم يجرؤوا على النطق بكلمة!
لقد رأوا بوضوح أن ابن عمهم هذا—
ليس إمبراطورًا عاديًا!
إنه قاسٍ، حاسم، يطلق النار على عمه وابن عمه دون تردد!
نظروا إلى تشو يوجيان برعب، وكأنهم يرون نمرًا مفترسًا يخرج من بحر دماء!
أما تشو يوجيان، فبقي بلا تعابير، رافعًا بندقيته، ينفث بخفة دخان الفوهة، ثم ضيَّق عينيه، ومسح بنظره البارد على أبناء الأمير فو الباقين وقال ببرود:
"يا حرس."
تقدم الجنود على الفور وجثوا على ركبة واحدة: "جلالتك!"
لوَّح تشو يوجيان بكمه وقال بفتور:
"دعوا الكتيبة الثالثة في الخارج تدخل وتفتش المنزل"
"انقلوا كل الذهب والفضة والكنوز هنا، عدوها واحدًا واحدًا، ثم ضعوها على العربات لإرسالها"
هتف الجنود بالموافقة، واندفعوا خارج القاعة بسرعة
وسرعان ما دوى صوت العبث بالمقتنيات من الخارج!
"بانغ!—!"
ركل أحد الجنود بابًا مخفيًا، فكشف عن جبال من سبائك الفضة والذهب والجواهر!
"تقرير أيها القائد! هنا غرفة مليئة بالفضة!"
"هيا، هيا، انقلوها!"
اندفع الجنود إلى الغرفة، يبحثون عن الأشياء الثمينة بجنون!
حملوا صناديق مليئة بالطوب الذهبي، واليَشْم الصافي، ولآلئ الجنوب النادرة!
وأحد الجنود الذي كان يفتش تحت السرير، اقتلع الألواح الخشبية، لتلمع عيناه على الفور!
"هنا أيضًا فضة مخبأة!"
مزق السجادة، فكشف عن أكوام كثيفة من سبائك الفضة تحتها!
هتف الجنود بحماسة، وحركاتهم سريعة، يكادون يقلبون القصر بأكمله رأسًا على عقب!
أما الأمير فو، فكان يستمع لصوت الفضة وهي تُنقل من الخارج، وعيناه قد خبت فيهما الحياة تمامًا
استلقى على الأرض بألم، ووجهه مبلل بالدموع، يتمتم:
"انتهى الأمر... كل شيء انتهى..."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ