🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"بووم!"

بعد أن تم تفجير الباب الحديدي، ارتفعت سحب كثيفة من الدخان والغبار، حجبت الرؤية عن الجميع

غطى شي كفا فمه وأنفه، وتقدم بسرعة وهو يلوّح بيده محاولًا استكشاف ما بالداخل

ومع تلاشي الدخان تدريجيًا، انكشف ما في الخزانة للجميع!

وفي هذه اللحظة، تجمد الجميع من شدة الصدمة!

"هذا... أهو جبل من الذهب على الأرض؟"

وقف الجميع في أماكنهم وكأن أنفاسهم قد توقفت!

كانت الخزانة عميقة للغاية، أشبه بنفق ضخم لا يُرى له نهاية!

لكن، وعلى عكس الممرات الأرضية المظلمة، لم يكن هنا ظلام ولا كآبة، بل كان المكان مشرقًا بضوء الذهب الباهر، يتلألأ في كل زاوية!

كانت الخزانة ممتلئة بالذهب والفضة والكنوز!

"ذهب! كله ذهب!"

أول ما وقعت عليه الأنظار كان جبالًا من سبائك الذهب!

كل سبيكة بحجم الكف، تتلألأ بضوء يخطف الأبصار

كانت مرتبة في صناديق بشكل منظم، لكن بسبب كثرتها لم تتمكن أغطية الصناديق من الإغلاق تمامًا!

كان هناك أكثر من مئتي صندوق كهذا!

وكانت الصناديق مكدسة أعلى من طول الإنسان، في مشهد ذهبي مبهر يرهق العيون!

كل سبيكة ذهبية كان وزنها ثقيلًا في اليد

وبحساب الكمية، كان يمكن بثمنها شراء نصف جيانغنان!

وبجانب سبائك الذهب، كان ما يجذب الأنظار أكثر هو جبال الفضة!

لكنها لم تكن سبائك فضية عادية، بل مصبوبة على هيئة "قرع شتوي"

وكان كل قرع فضي يزن عشرات الأرطال، سطحه أملس ومستدير كأنه ثمرة مكتنزة!

"غـلـب..."

ابتلع أحد الجنود ريقه لا إراديًا، فقد كان عدد هذه القِرَع الفضية مهولًا!

وبمد النظر، كان يمكن رؤية آلاف منها!

"أكثر من ألف قرع فضي... كم فضة يعادل ذلك؟!"

وتحت ضوء النار الخافت، كانت هذه القِرَع الفضية المكدسة تبدو كمدٍّ فضيٍّ، يجعل فروة الرأس تقشعر!

كانت أشبه بجبال بيضاء، تمتد بمد البصر!

والأدهى من ذلك، أن الأرض كانت مغطاة ببذور القِرَع الفضية!

كانت هذه البذور بحجم الظفر، مرمية على الأرض كما يُسكب الحَبّ في المخازن، حتى إنه لم يعد بالإمكان المشي دون الدوس عليها!

ومع كل خطوة للجنود، كانت البذور الفضية تتدحرج وتصدر صوت رنين!

هذه البذور الفضية كانت ثروة متنقلة، أكثر مرونة من السبائك، وتتمتع بتداول عالٍ في السوق

لكن—

من رأى يومًا هذا الكم الهائل منها؟!

على الأرض، وفي الصناديق، وحتى في الزوايا، كانت هذه الثروة البيضاء البراقة مكدسة في كل مكان!

"سيدي، انظر!"

صاح أحد الجنود مشيرًا نحو صف من التماثيل في أعمق نقطة!

نظر شي كفا عن قرب، فاكتشف أنها صفوف من تماثيل بوذا ذهبية وجنود فضيين!

كانت هذه التماثيل مصبوبة صبًّا كاملًا من الذهب أو الفضة، على هيئة آلهة وأشكال محاربين!

"هذه طريقة لتخزين الثروة!"

أدرك شي كفا فورًا أن الأمير فو قام بصب الذهب والفضة في هذه التماثيل للحفاظ على قيمتها وإخفائها!

وكانت التماثيل طويلة وفاخرة، وكل واحد منها لا يقدر بثمن، حتى إن الجندي الفضي العادي قد يساوي مئة ألف تايل من الفضة!

وهنا، كان هناك العشرات منها على الأقل!

تأمل شي كفا هذا الكنز، الذي يضاهي الخزائن الكبرى، بمشاعر معقدة وقلب مثقل!

"هذه الثروات يسهل نسبيًا إخراجها؛ فقط نحطم الجدار ونحملها على العربات

"لكن نقلها جميعًا إلى قاعة قصر الأمير فو سيكون مشكلة كبيرة!"

حسب سريعًا في ذهنه: فقط هذه القِرَع الفضية، وكل واحدة منها تزن عشرات الأرطال!

سيحتاج الأمر إلى جنديين من النخبة لحمل واحدة فقط!

ولو أرادوا نقلها كلها إلى القاعة، حتى بالعمل ليلًا ونهارًا دون توقف، فقد يستغرق الأمر أسبوعًا كاملًا!

في قاعة قصر الأمير فو، كانت موائد الطعام المليئة بأفخر الأطباق قد أزيلت، وحل مكانها بحر من الذهب والفضة والجواهر!

كانت هذه الثروات كلها قد صودرت من محظيات الأمير فو وحرمه ومدير قصره، وألقيت في القاعة بلا اكتراث، تتلألأ ببريق يخطف الأبصار

كل غرض كان شاهدًا على حياة الترف والفساد التي عاشها قصر الأمير فو

— دبابيس الشعر المرصعة بخيوط الذهب والفضة، فاخرة غاية الفخامة

— أزرار الثياب مصنوعة من الذهب الخالص؛ والزّر الواحد يساوي عدة تايلات من الفضة!

— حُلي الحقائب الصغيرة من الذهب المطعم باللؤلؤ؛ مجرد هذه الزينة تكفي أسرة فقيرة لعشر سنوات!

— أحذية الحرَم المطرزة مرصعة بالزمرد في مقدمتها، وحتى نعلها مطلي بطبقة فضية!

كان الجنود ينوون تفتيش أغراض الخادمات، لكن تشو يو جيان لوّح بيده بلا مبالاة:

"حياة العامة صعبة بالفعل

"وليس لديهن الكثير من المال، فلماذا نسلبهن كل شيء؟"

"توقفوا عن تفتيش الخدم"

وعند سماع ذلك، انحنى الجنود إقرارًا، وكفوا عن البحث في حُلي الخادمات الفقيرات

وفي داخل القاعة، كان خمسة من المحاسبين يحرّكون عداداتهم بسرعة، يحصون بدقة أكوام الذهب والفضة والكنوز

"دبوس الشعر هذا، المرصع بالذهب والفضة، يساوي عشرين تايل من حيث المواد فقط!"

"هذا رداء حريري مطعّم بلآلئ الشرق؛ كل لؤلؤة بخمسين تايل، لذا فالقيمة الإجمالية لهذا الرداء لا تقل عن خمسمئة تايل من الفضة!"

"هذه ثلاثة صناديق مليئة بخواتم اليشم، وكل خاتم لا يقل عن ثلاثين تايل، فالمجموع أكثر من خمسة آلاف تايل للصناديق الثلاثة!"

"هنا خمسون سبيكة ذهبية؛ وكل واحدة بمئتي تايل، أي ما مجموعه عشرة آلاف تايل من الذهب!"

كان المحاسبون يحسبون بسرعة، ويدهشون بلا توقف، حتى إن العرق كاد يتساقط على دفاترهم

"أموال الأمير فو قد تشتري نصف إمبراطورية مينغ!"

كان الأمير فو ملقى على الأرض، جسمه مليء بالإصابات، ودم يابس عند زاوية فمه، لكنه في هذه اللحظة لم يكترث بألمه الجسدي

فكلما نطق المحاسب برقم ثروة، شعر وكأن قلبه يُمزق بسكين!

كان هذا الألم أشد من الجلد بالسياط!

بل وكأنه يُسلخ حيًّا!

"كل هذا مالي! مالي أنا!!!"

لكن الآن، صار كله ملكًا للإمبراطور شخصيًا!!!

ابن أخيه، تشو يو جيان، ادعى أنه من أجل دولة مينغ، لكن الأمر لم يكن سوى ذريعة منمقة

وفكر بهذه المرارة، وأغمض عينيه بألم، وسالت دمعتان عكرتان على وجنتيه

وبينما كان إحصاء الذهب والفضة في القاعة على أشده

تقدم رسول بسرعة، وجثا على ركبة واحدة، وهتف:

"مولاي!"

"لقد تم فتح المخزن الجنوبي الغربي، وما بداخله... ثروة لا تُصدق!"

وعند سماع ذلك، ارتفع حاجب تشو يو جيان، ولمع بريق حماس في عينيه

وضع فنجان الشاي، ونهض متجهًا ليتفقد بنفسه

لكن قبل أن يخطو خارج العتبة، توقف فجأة، وقطب حاجبيه، وكأنه تذكر شيئًا

استدار وأمر وانغ تشنغن بهدوء:

"يا رفيق دربي، نادِ بعض الرجال ليجرّوا الأمير فو وأبناءه أيضًا

"ليروا هذا المشهد بأعينهم"

أضاءت عينا وانغ تشنغن فورًا، وأومأ بفهم

"أمرك مولاي!"

ثم التفت وأمر الجنود بجانبه:

"اذهبوا وأحضروا بعض (الفُرش الحديدية الخشنة)!"

تجمد الجنود للحظة، ونظر بعضهم لبعض

وسأل أحدهم بحذر:

"سيدي، لماذا نحتاج هذه الفُرش؟"

"إنها تُستخدم لتنظيف الصدأ من الحديد، وسطحها خشن وقاسٍ..."

ابتسم وانغ تشنغن، كاشفًا عن أسنانه البيضاء، وعيناه مليئتان بالسخرية:

"ألا تفهمون؟!"

"الأمير فو ثمين جدًا، لذا علينا أن نوفر له شيئًا (مريحًا) ليجلس عليه حتى لا يتأذى!"

"إمبراطورية مينغنا (مهذبة) جدًا مع العائلة الإمبراطورية"

وعند سماع ذلك، فهم الجنود المعنى فورًا، وارتسمت على وجوههم ابتسامات شريرة

لكن عندها، عبس جندي آخر، وكأنه متردد:

"سيدي، هذه الفُرش باهظة الثمن، واستخدامها لتدليل الأمير فو يبدو إهدارًا"

"ما رأيك... لو استخدمنا أغصانًا شائكة بدلاً منها؟"

رمش مبتسمًا ببساطة:

"الأغصان الشائكة نبات طبيعي، صديق للبيئة ونظيف"

"والأهم... أنها أنسب للجلد!"

"ويسهل استبدالها!!!"

تجمد وانغ تشنغن لوهلة بعد سماع ذلك، ثم انفجر ضاحكًا، وربّت على كتف الجندي مبتسمًا:

"حسنًا! استخدم الأغصان الشائكة!"

"أنت يا فتى، بارع فعلًا في أسلوب العيش!"

انفجر الجنود المحيطون بالضحك، ثم انطلقوا سريعًا لإحضار الأغصان الشائكة، استعدادًا لـ"مرافقة" الأمير فو ومن معه في مشهد احتفالي!

أما الأمير فو، وهو يسمع هذا الحوار، فقد امتلأت عيناه بالرعب

كان الأمر أشبه بذبح خنزير في رأس السنة، والناس يتناقشون أمامه أين سيُطعن بالسكين...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/12 · 14 مشاهدة · 1196 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025