🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"سوط! سوط! سوط!!"
كان وانغ تشنغ إن يجلد منذ قرابة ساعة بعصاه المصنوعة من الخيزران، حتى ابتل عرقًا، وأنفاسه تتلاحق، وثيابه غارقة بالماء من شدة التعب
بدأت ذراعاه بالتخدر من طول الجلد، لكنه شد أسنانه وأكمل بضرب الأمير فو وأبنائه، جلدة بعد جلدة!
كانت الأرض قد تلطخت بالدماء، فصبغت مساحة واسعة من حجارة الأرضية الزرقاء
أما تشو يوجيان، فكان قد تناول كوبًا من الشاي الساخن، رشف منه قليلًا وهو يراقب الأمير فو على الأرض ببرود، ثم لوّح بيده بلا اكتراث
"يا رفيقي العزيز، ارتح قليلًا واشرب بعض الشاي"
عند سماع ذلك، تنفس وانغ تشنغ إن الصعداء، ووضع عصا الخيزران جانبًا، ثم تناول كوب الشاي القريب وابتلع منه بضع جرعات كبيرة ليستعيد أنفاسه
كان الأمير فو وأبناؤه مطروحين على الأرض، مغطَّين بالجروح والدماء، في حالة يرثى لها، ملابسهم ممزقة، وجلدهم مشقوق، والدماء الممزوجة بالعرق تسيل ببطء على الأرض
لو رأى شخص عادي هذا المشهد، لشعر بالشفقة وربما رآه قاسيًا أكثر من اللازم
لكن—
تشو يوجيان لم يكن ليفعل!
لولا وجود فيروس البريون، لكان أحب أن يلتهم الأمير فو حيًّا!
فالأمير فو لم يكتفِ باستغلال الشعب، مما تسبب في موت أهل خنان وهوبي جوعًا، بل جمع الثروات بجنون في العاصمة، تاركًا مالية أسرة مينغ في فوضى!
لمثل هذا الشخص، مجرد جلده بعصا الخيزران يُعد رحمة زائدة!
كان فم الأمير فو مليئًا بالدماء، وعيناه منتفختان حتى أغلقتا تقريبًا، لكن وعيه ما زال حاضرًا تمامًا، وقد أدرك قبضة تشو يوجيان الحديدية!
لم يرد أن يموت!
أدرك الآن أن تشو يوجيان لن يرحمه أبدًا!
لكن—
الحياة المهانة خير من الموت الشريف!
ما دام حيًّا، فستكون لديه فرصة للانتقام من تشو يوجيان، وللثأر لتشو يوسونغ وتشو يويي!
فجأة، حشد ما تبقى من قوته، وبأصابعه الدامية المرتعشة كتب على الأرض بضع كلمات مخضبة بالدم:
"الأموال، الحبوب... قد... تخفف العقوبة..."
ما زال يملك ثروة!
ما زال يملك بضائع مخفية!
وإن وافق تشو يوجيان على تركه حيًّا، فسيبادل ما تبقى من ثروته بحياته!
حدق تشو يوجيان في الكلمات الملطخة بالدم، وعيناه حادتان، وابتسامة قاسية ترتسم على شفتيه
"هه—"
"أيها العجوز، تجرؤ على المساومة معنا؟"
لمع بريق بارد في عينيه، واتسعت ابتسامته شيئًا فشيئًا
"ظننا أنك استسلمت"
"ومن كان يظن— أنك ما زلت تخبئ ورقة رابحة؟"
أدار رأسه ببطء، وضيق عينيه وقال ببرود:
"وانغ تشنغ إن."
"اذهب، واستدعِ الجلاد من لويانغ"
"الإعدام بالتقطيع ألف مرة!"
ما إن سمع ذلك، حتى شحب وجه الأمير فو فجأة، وارتجف جسده بعنف وكأنه صُعق بالبرق!
ارتاع بشدة وجثا على ركبتيه يستجدي الرحمة:
"لا—!!!"
اتسعت عيناه، وامتلأت حدقتاه بالرعب واليأس، واهتز جسده كالغربال!
ومهما كان الجلد والتعذيب الذي تحمله، فلم يكن شيئًا أمام هول الموت بالتقطيع!
لقد خاف!
خاف بحق!
اندفع بجنون نحو قدمي وانغ تشنغ إن، متمسكًا بهما بجنون، وهو يضرب جبينه بالأرض، والدموع والمخاط والدماء تختلط على وجهه، متوسلًا:
"جلالتك، أبقني حيًّا!"
"سأعترف بكل شيء!"
"كل المخازن، كل الذهب والفضة، سأدلكم عليها جميعًا!"
وبأصابع مرتجفة، رسم خريطة بسيطة على الأرض:
"في أركان مقر الأمير الأربعة—شرقًا وغربًا وجنوبًا وشمالًا—ذهب وفضة وحبوب!"
"على السطح الذهب والفضة، وفي القبو مخازن حبوب!"
"وأكثر الأماكن خفاء... تحت القاعة الرئيسية!"
"تحت القاعة الرئيسية كمية هائلة من الحبوب!"
رغم شفتيه المهشمتين، خرجت كلماته سريعة مدفوعة برغبة البقاء
ضيَّق تشو يوجيان عينيه قليلًا، وعيناه عميقتان:
"وانغ تشنغ إن."
"خذ رجالًا وتحقق!"
خرج وانغ تشنغ إن مع الجنود، ولم يطل الأمر حتى عاد مغطى بالغبار، يتقدم فرقة من الجنود، وجثا قائلًا بصوت متهدج:
"جلالتك!!"
"لقد أنهينا العد..."
أخذ نفسًا عميقًا، وعيناه مليئتان بالصدمة، ثم قال بصوت عميق:
"في الأقبية والغرف السرية لمقر الأمير فو، اكتشفنا..."
"مخزونًا كاملًا—"
"من مليونين وخمسمئة ألف شي من الحبوب!!!"
ساد الصمت المكان!
شحب وجه الأمير فو تمامًا، أما عينا تشو يوجيان فازدادت برودة!
مليونان وخمسمئة ألف شي!
وكل شي يكفي بالغًا لعام كامل!
أي أن الكمية تكفي لإطعام مليونين وخمسمئة ألف شخص لعام كامل!
وفي حين كان أهل خنان وهوبي يتضورون جوعًا، ويأكلون لحاء الأشجار والتراب، كان الأمير فو يخزن هذه الكمية المرعبة هنا؟!
اشتد سواد وجه تشو يوجيان، وعيناه كأنهما تخترقان القلب:
"أيها الأمير فو— أنت حقًا تستحق الموت"
حاول الأمير فو الزحف نحو ساق تشو يوجيان، لكن—
"ركلة!"
وانغ تشنغ إن دفعه برجله ليسقط بعيدًا!
ألقى تشو يوجيان نظرة على أرقام المحاسبين، وضاق عينيه بابتسامة باردة:
"مليونان وخمسمئة ألف شي..."
"لو أُخرجت في وقتها، كم من أهل خنان كانوا سيموتون جوعًا؟"
ثم أمر بحزم:
"انقلوا فورًا كل الحبوب من مقر الأمير فو إلى مقاطعة كايفنغ!"
"وأعفوا أهل أراضيه من الضرائب هذا العام كله!"
"دعوا الناس يتعافون"
هتف الجنود بالموافقة، أما شي كِفا فانحنى باحترام:
"حكم جلالتك رحمة عظيمة، أخذت من الشعب لتردها للشعب، وهذا عين العدل!"
أما وانغ تشنغ إن فامتلأ وجهه إعجابًا:
"جلالتك حكيم، ذو خطط مدنية وعسكرية، وعطوف على الشعب!"
لكن الأمير فو جمد مكانه، ثم قال بذهول وغضب:
"أرسلت الحبوب كلها؟! وأعفيت الضرائب؟!"
"هل جننت؟!"
"لو وضعت هذه الحبوب في خزانتك الخاصة لزادت ثروتك أضعافًا!"
"أنت مجنون!!"
لكن تشو يوجيان وضع كوب الشاي وقال بهدوء:
"بالطبع لدي خط أحمر"
ثم أشار بيده:
"لكن خطي الأحمر... مرن جدًا"
"مع الآخرين أمر... ومعك أنت أمر آخر"
ثم أومأ إلى وانغ تشنغ إن:
"ماذا تنتظر؟"
"اذهب"
ابتسم وانغ تشنغ إن وقال: "أمر، جلالتك!!"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ