🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تشوفو، مدينة عريقة حملت الكونفوشيوسية لآلاف السنين، تُعد أرضًا مقدسة لا تحصى قيمتها في أعين الأدباء والعلماء
على مدى قرون، كان لا يحصيهم عدد من العلماء الطامحين إلى المجد والجاه، يشدون الرحال إلى هذا المكان، بحثًا عن المعنى الحق للكونفوشيوسية على هذه الأرض
ولسنوات طويلة، كان الشيوخ ينصحون أبناءهم بإخلاص:
"في الكتب منازل من ذهب، وفي الكتب حسان كالياقوت"
لقد أصبحت هذه العبارة الإيمان الأعمق لدى عامة الدارسين في العالم، معتقدين أن من يتقن دراسة الكلاسيكيات الكونفوشيوسية، سينهض يومًا فوق أقرانه
لكن—
لو زرت قصر كونفوشيوس في تشوفو، ستجد أن هذه العبارة حقيقية بالفعل!
ففخامة قصر كونفوشيوس لا تقل عن قصر الأمير فو!
بنظرة واحدة، تستطيع أن تشعر بالترف والعظمة!
— بوابة مطلية باللاكر الأحمر يزيد ارتفاعها عن عشرة أمتار، ومطارق أبواب منحوتة على شكل تنانين ملتفة، تلمع ببريق ذهبي!
— على جانبي البوابة، لافتتان ذهبيتان مكتوب عليهما "عائلة السلالة المقدسة"، بخط قوي ومهيب لا مثيل له!
— أمام بوابة القصر، يقف مئة حارس، جميعهم يرتدون ملابس فاخرة، بوقار وهيبة!
وعند دخولك قصر كونفوشيوس، تجد أربع ساحات، وعوارض منقوشة وأعمدة مزخرفة، وزوايا السقف المرفوعة، في مشهد يعلو في النبل حتى على قصور الأمراء!
أما القاعات الداخلية، فهي أوسع حتى من قصر الأمير فو، وعلى مكتب ضخم من خشب الهوانغ هuali تتكدس مراسيم إمبراطورية ولفائف ذهبية مُنحت من أباطرة العصور الماضية!
وإذا تقدمت أكثر إلى الحديقة الخلفية للقصر، ستجد مشهدًا يفوق حتى حدائق القصور الملكية!
— بحيرات وتلال، وتلال صخرية صناعية، وأجنحة وأبراج، كلها أجمل من الحديقة الخلفية في القصر الإمبراطوري!
— جداول محفورة صناعيًا تتدفق بمياه صافية، وعلى ضفافها مزروعة الفاونيا الثمينة والأوركيد، وعند تفتح الأزهار كل عام، يصبح المكان كأنه جنة!
— جناح ضخم مكسو بالقرميد المزجج، تتوسطه ألواح أرواح أسلاف دوقات يانشنغ المتعاقبين، والبخور يتصاعد فيه بلا انقطاع!
هذه هي الأرض المقدسة التي يحلم بها العلماء في أرجاء العالم!
لكن هنا، أحلام العلماء ليست هي الأهم، بل مصالح عائلة كونفوشيوس تأتي أولًا!
وفي هذه اللحظة، داخل الجناح الرئيسي في الحديقة الخلفية، جلس دوق يانشنغ الحالي، كونغ ين تشي، مستقيمًا على كرسي عريض، يحيط به علماء كونفوشيوسيون من مختلف المناطق
كانوا يتحدثون بصوت منخفض ووجوههم جادة، لكن لم يكن الأمر نقاشًا بقدر ما كان أوامر يصدرها كونغ ين تشي!
بعينين حادتين وصوت ثابت، وهو يطرق على مسند الكرسي، قال:
"الطريق المقدس في خطر الآن!"
"الإمبراطور يروج بقوة للتعليم الجديد، بنية قلب الطقوس والمعايير!"
"إن لم نجد وسيلة للهجوم المضاد، فإن ألف عام من الكونفوشيوسية ستُدمر في لحظة!"
"المهمة العاجلة الآن هي تعزيز نشر الكونفوشيوسية، وترسيخ إيمان العلماء بالتعليم التقليدي!"
أومأ الحاضرون من العلماء، ووجوههم جادة
"ما قاله دوق يانشنغ صحيح تمامًا!"
"الأمر الأهم الآن هو أن نُفهِم الناس أن الكونفوشيوسية هي النهج الشرعي!"
لكن أحد العلماء خالف الرأي، فاشتعلت مشاعر السخط في القاعة
وبينما الجميع ممتلئ بالغضب، قال عالم شاب يرتدي رداءً أخضر، وفي عينيه تردد، بصوت منخفض:
"لكن... لقد استمعت لبعض دروس التعليم الجديد، وأرى أن فيها بعض المنطق..."
وفور سماع ذلك، صمت الجميع، والتفتت كل الأنظار إليه
ارتبك العالم قليلًا، وخفض رأسه، وتابع بصوت خافت:
"في المرة الماضية استمعت خلسةً إلى درس، ووجدت أن ما يدرسونه مثير للاهتمام..."
"مثلًا، يشرحون سبب هطول المطر، بأنه بخار ماء يتكاثف إلى قطرات عند ملاقاة البرودة"
"ويشرحون أيضًا تكوّن البرق والرعد، بأنه توجد قوة تُسمى (الكهرباء) بين السماء والأرض"
"وحتى إنهم يشرحون مسارات الجسد البشري، وكيفية علاج الأمراض..."
وصوته يضعف شيئًا فشيئًا، وقلقه يزداد، إذ لاحظ أن القاعة كلها غرقت في صمت قاتل!
وفي اللحظة التالية—
"وقاحة!!!"
"بانغ—!"
ضرب كونغ ين تشي على كرسيه الكبير، وعيناه جاحظتان غضبًا، ووجهه شاحب من شدة الانفعال!
"أأنت، مجرد عالم كونفوشيوسي، تجرؤ على التشكيك في الطريق المقدس؟!"
"استمعت خلسةً لبضع دروس وتظن نفسك صرت شيئًا؟!"
وقف فجأة، وأشار إلى العالم الشاب ووبخه:
"هل تعرف كم أصبح الحصول على منصب رسمي صعبًا الآن مقارنة بالماضي؟"
"لم يعد يكفي أن تتقن مقالة الأبواب الثمانية، بل عليك أيضًا أن تتعلم الرياضيات، وتدرس ما يسمونه (الفيزياء والكيمياء)!"
"أتعرف هذه الأمور؟! أتفهمها أصلًا؟!"
فانكمش العالم الشاب أكثر، خافضًا رأسه، ولم يجرؤ على الرد
لوّح كونغ ين تشي بكمه بغضب، وواصل توبيخه:
"جلالته ينوي كسر احتكار الكونفوشيوسية وإضعاف قوة العلماء!"
"ومن السخافة أنكم ما زلتم ساذجين، تظنون أن التعليم الجديد سيغير مصيركم!"
"أتعتقدون أن هذه الرياضيات والفيزياء والكيمياء ستجعلكم موظفين رسميين؟"
"دعوني أخبركم، إن حق الكلام ليس بأيدينا، وحق تقسيم الكعكة لن يكون بأيدينا مستقبلًا أيضًا!"
"أتريدون أن تصبحوا حرفيين؟ أو فلاحين؟!"
وأشار بعينيه الحادتين إلى العالم الشاب، كالسيوف:
"أتريد أن تزرع الأرض طول حياتك؟ أن تبقى من الطبقة الدنيا طول حياتك؟"
كانت هذه الكلمات كالرعد المكتوم، تهز قلوب العلماء الحاضرين!
"حرفيون؟ فلاحون؟"
لقد غُرست فيهم منذ الصغر فكرة—
"العالم، الفلاح، الحرفي، التاجر؛ والعالم في رأس الطبقات الأربع"
"فقط بالدراسة يعلو المرء فوق غيره!"
ولم يسبق لهم أن فكروا أن هويتهم كـ"علماء" قد تُسلب منهم مستقبلًا!
ساد الصمت في القاعة، وامتلأت أجواؤها بالرهبة، فلم يجرؤ أحد على معارضة كلمات كونغ ين تشي
لكن—
ازدادت برودة عيني كونغ ين تشي
قبض على قبضتيه ببطء، وبريق بارد يلمع في عينيه
"علينا أن نتحرك بسرعة..."
"لا يمكننا السماح بإصلاحات التعليم الجديد لجلالته أن تستمر في التنفيذ!"
وما لم يكن يعلمه، أنه وعلى بُعد ألف لي،
كانت جيوش تشو يو جيان تقترب بسرعة من تشوفو...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ