🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"فتشوا! لا تتركوا غرفة واحدة!"
تحت أمر وانغ تشنغ إن، بدأ الجنود في فرق صغيرة بتفتيش قصر كونفوشيوس غرفةً غرفة
تحركوا على طول الممر الطويل، والأبواب تُركل واحدًا تلو الآخر، وكل ما بداخل الغرف ينكشف أمامهم
"هناك ثروة هائلة هنا!"
فتح أحد الجنود بابًا أحمر محفورًا، فوجد الغرفة مكدسة بالجواهر، والخطوط واللوحات، والأقمشة الحريرية، وأواني الذهب والفضة، أكثر من كمية الأرز في مخزن حبوب!
أمسك على الفور جهازه اللاسلكي وصاح للخلف:
"نحتاج دعمًا هنا! أطلب من الفصيلتين الأخريين المجيء للمساعدة في التفتيش!"
وسرعان ما جاءت فصيلتان إضافيتان، وبدأ نحو اثني عشر جنديًا بالجرد السريع. فُتحت الصناديق في الغرفة، وكُسرَت الجدران لاستخراج الحجرات المخفية، وحتى الأرضية رُفعت للبحث عن أقبية!
وفي الوقت نفسه، في غرفة نوم فاخرة أخرى، جلست المحظيات اللاتي جُلبن حديثًا إلى قصر كونفوشيوس على سرير محفور، وهن يرتدين تنانير شفافة خفيفة، ووجوههن مليئة بالغرور
وعندما اقتحم الجنود الغرفة، لم يظهرن أي خوف، بل نظرن إليهم بازدراء، كما لو كن يرين نملًا
"همف! ما أنتم سوى لصوص!"
قالت شابة فاتنة بسخرية وهي تنقر بأصبعها باستهزاء على الطاولة، صوتها ناعم لكنه مفعم بالاحتقار
"كيف يمكن لقصر دوق يانشنغ المهيب أن يسمح لكم أيها الرعاع الموحلون بأن تعبثوا فيه؟"
"هل سئمتم الحياة لتجرؤوا على المجيء إلى هنا؟"
محظية أخرى أصغر سنًا وضعت يدها على فمها وضحكت، ثم قالت بصوت عذب متعمد:
"لا تظنوا أن الإمبراطور قادر على فعل شيء لعائلة كونفوشيوس!"
"دعوني أخبركم، هذا مسكن نسل حكيم الأمة! أنتم لا تستحقون حتى الدخول إليه!"
ونظرت إلى الجنود من علٍ بنبرة مليئة بالاحتقار:
"اخرجوا! هذا ليس مكانًا لعوام مثلكم!"
أذهلت كلماتهن الجنود في الغرفة
لقد ظنوا أنه أمام الانضباط الحديدي لجيش الإمبراطورية، كان من المفترض أن تُرهب عائلة كونفوشيوس وتخرّ راكعة، متوسلة الرحمة
لكن هؤلاء المحظيات أمامهم لم يُظهرن أي خوف، بل زادهن ذلك غرورًا؟!
"هل هؤلاء النسوة… لا يعرفن معنى كلمة (الموت)، أم أنهن يعشن في حلم؟"
في العادة، قد يحاول الجنود إقناعهن بصبر، ويشرحون لهن أن دولة دا مينغ قد تغيّرت
لكن—اليوم، وانغ تشنغ إن أعطى الأمر: من يقاوم، يُقتل بلا رحمة!
فرفع الجنود بنادقهم بلا شفقة!
"كلاك!"
رفع نحو اثني عشر جنديًا بنادقهم في آن واحد، وفوهاتها الباردة تصوبت نحو المحظيات!
ونطق أحد الجنود ببرود كلمتين:
"أعبئوا"
"كليك—كليك—!"
دوّى صوت تلقيم الرصاص في الغرفة، كجرس موت يقرعه ملك الموت نفسه
لكن حتى عند رؤية البنادق، لم تخف المحظيات، بل زادهن ذلك استهزاءً وضحكًا!
إحداهن رفعت ثوبها الشفاف، ووضعت يديها على خاصرتها، وسخرت:
"ما هذه العصي المكسورة؟ هل هي لشواء اللحم؟"
"ربما لم تروا سلاحًا حقيقيًا من قبل، أليس كذلك؟"
وأخرى بيضاء البشرة وجميلة ضحكت بخفة:
"انظروا إليهم، جادّون جدًا، وكأنهم يمثلون مسرحية!"
"كفوا عن محاولة إخافتنا، هل عصي النار هذه يمكن أن تؤذينا؟"
دون كلمة أخرى، ضغط الجنود على الزناد بلا تردد، فاخترقت الرصاصات السرير الخشبي، والأغطية القطنية، والشاشات المحفورة، ناشرة ضبابًا دمويًا في غرفة النوم الصغيرة!
"بانغ! بانغ! بانغ—!!"
وفي لحظة، تمزقت أجساد المحظيات اللواتي كن يجلسن على السرير ويدللن، وسقطت أجسادهن الهشة كقطع قماش!
"آااه—!!"
لكن الصرخات انقطعت فجأة، وارتخت أجسادهن على الأرض، والدم يغمر أغطية القطن في الغرفة
رمق أحد الجنود الجثث، وركل إحداها بقدمه قائلًا ببرود:
"كلهن ميتات!!!"
ثم واصل الجنود، المعتادون على مثل هذه المشاهد، البحث في المكان
وفي أقل من نصف ساعة، وصل الجنود في بحثهم إلى الحديقة الخلفية!
كانت عدة محظيات لا يزلن يلتففن حول كونغ ين تشي، يتسابقن في دلاله، وأصواتهن رقيقة:
"سيدي، لقد فزت للتو في لعبة التخمين، ألا يجب أن تعوضني الآن؟"
"صحيح، لقد خسرت أكثرنا قبل قليل، أليس من الواجب أن تمنحني وقتًا أطول الليلة؟"
"سيدي، أنت أكثر من يدللني، لا أريد أي تعويض، فقط أن تنظر إلي أكثر..."
وكان كونغ ين تشي يستمتع، يرفع ذقن إحداهن ويبتسم ابتسامة فاسقة:
"حسنًا، حسنًا، بعد أن أتعامل مع هؤلاء الصغار، سأدللكم الليلة..."
لكن—
قبل أن يُكمل، دوّى صوت خطوات عسكرية منتظمة من مدخل الممر البعيد!
"دوم، دوم، دوم—"
فرقة جنود مسلحة بالكامل اقتربت بسرعة!
ودفع الجنود بوابة الحديقة الخلفية المحفورة، وما إن دخلوا حتى رأوا كونغ ين تشي جالسًا في الجناح!
"تم تأكيد الهدف!"
"هذا هو دوق يانشنغ كونغ ين تشي!"
أخرج قائد الفرقة جهازه اللاسلكي، وقال بحزم منخفض:
"تم العثور على كونغ ين تشي! نطلب من جلالته أن يتولى الأمر شخصيًا!"
وفي الطرف الآخر، جاء صوت تشو يو جيان البارد بعد نصف ثانية صمت:
"كل الوحدات في حالة تأهب، سأذهب بنفسي"
وبعد وقت قصير، وصل تشو يو جيان مرتديًا الزي العسكري، تتبعه كتيبة معززة، وخطواتهم العسكرية الموحدة وهيبتهم كالجبل!
كان وانغ تشنغ إن يسير خلفه بخطوات سريعة، وجهه مفعم بالحماس، وعيناه تلمعان ترقبًا للمشهد القادم!
وما إن دخل الحديقة الخلفية، حتى صرخ وانغ تشنغ إن بصوتٍ دوّى في أرجاء المكان:
"جلالته وصل—!"
تجمد الجميع في الحديقة على الفور
وفي اللحظة التالية، "دونغ—!"
جثوا جميعًا على ركبهم دفعة واحدة أسرع من حضورهم جلسة البلاط!
وبينما يركع، أخرج كونغ ين تشي بسرعة لوح الذهب المعفي من الإعدام من كمّه، ورفعه بكلتا يديه، وابتسامة متزلّفة على وجهه:
"جلالتك، أعترف بذنبي!"
"لكن..."
"أرجو من جلالتك أن تنظر!"
"هذا لوح الذهب المعفي من الإعدام، منحه شخصيًا الإمبراطور تايزو!"
وبنظرة سريعة، فهمت المحظيات الموقف، فأخرجن أيضًا ألواح الذهب من صدورهن، ورفعنها بكلتا اليدين، وقلن بأصوات متوسلة:
"جلالتك، سامحنا..."
"أرجوك، جلالتك، أمهلنا..."
إحداهن ضغطت اللوح على جبينها ظنًا أن هذا قد يمنحها فرصة أكبر للنجاة
نظر تشو يو جيان ببرود إلى المشهد، وفي قلبه سخرية:
"ما هذه المسرحية الآن؟"
لوّح بيده ببرود وأمر الجنود:
"هاتوا هذه الألواح لأراها"
فتقدم الجنود وجمعوا الألواح، حتى كادت أيديهم تعجز عن حملها من كثرتها، ووضعوها أمام تشو يو جيان
أخذ واحدًا منها وتأمله. كان اللوح مذهّبًا بالكامل، منقوشًا على وجهه أربع كلمات "معفي من الإعدام"، وعلى ظهره مرسوم إمبراطوري بخط يد تشو يوان تشانغ، ينص تقريبًا:
"من يحمل هذا اللوح يُعفى من الموت جيلًا بعد جيل"
ضحك تشو يو جيان بسخرية، وأصابعه تمسح طرف اللوح، وابتسامة باردة ترتسم على شفتيه:
"هاها…"
"تستخدمون اسم الإمبراطور تايزو لابتزازي؟"
"وتستندون إلى ما يسمى (الإعفاء الأبدي من الموت) للطعن في شرعية حكمي؟"
ومن حسن حظه أنه بلا أي أخلاق، ولن يقع في هذا الفخ!
رمى اللوح على الأرض بلا اكتراث وقال ببرود:
"قيدوهم جميعًا"
صُدم كونغ ين تشي وابيض وجهه:
"ماذا؟!"
رفع رأسه فجأة، وعيناه مليئتان بالرعب، وكأنه سمع خطأ:
"جلالتك، هذا لوح الذهب المعفي من الإعدام من الإمبراطور تايزو!"
"المرسوم الإمبراطوري ينص بوضوح على أن عائلتنا معفاة من الموت جيلًا بعد جيل..."
وأخذ يضرب رأسه بالأرض، وعرق بارد يتصبب من جبينه، وجسده يرتعش!
لكن تشو يو جيان نظر إليه بازدراء وقال ساخرًا:
"لوح الذهب من الإمبراطور تايزو؟"
"وماذا في ذلك؟"
ثم استدار وغادر بلا تردد، ولم يترك سوى جملة واحدة:
"اسحبوهم!"
فانقض الجنود كالذئاب والنمور، وضغطوا كونغ ين تشي ومحظياته أرضًا، وقيدوهم بحبال الكتان السميكة!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ