🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕊️ هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"هسس—"

اقتربت الإبرة المتوهجة من لهب الكحول ببطء من شفتي كونغ ين تشي، مثبتة بملقط يرتجف

"ممم... مممممم—!"

كانت عينا كونغ ين تشي مليئتين بالذعر، وعروق جبينه منتفخة، يهز رأسه بجنون ويتلوى، وأنّاته المكتومة تتسرب من فمه، لكن دون جدوى—

فأطرافه كانت ممسوكة بإحكام من قبل خمسة جنود، لا يستطيع الحراك!

"شَك—"

اخترقت الإبرة فجأة شفته، وغاصت في اللحم، لتخرج معها خيوط دم رفيعة

"ممم—آغغغ—!!"

ارتج جسده بأكمله، وبدأ يقاوم بعنف، وقدماه تركلان الأرض بقوة، وأظافره تكاد تنغرس في حجارة الأرض الخضراء!

لكن الجنود كانوا كالمشابك الحديدية، يضغطون على جسده بقوة، دون أن يمنحوه أي فرصة للإفلات!

وقف وانغ تشنغ إن إلى جانبه، ويداه معقودتان، يراقب المشهد باهتمام، ثم فجأة قال:

"أيها الطبيب!"

رفع الطبيب العسكري رأسه، والإبرة والخيط ما زالا يخترقان اللحم

"أحكم الخياطة!"

ضيّق وانغ تشنغ إن عينيه، مبتسمًا بمكر: "لا تدع هذا الحقير يملك فرصة أخرى لسب جلالته"

"غرزة تلو الأخرى، أغلق فمه بالكامل!"

ارتجف الأطباء العسكريون في قلوبهم، وردوا بصوت واحد:

"أمر، سيدي!"

وبينما كانت عملية الخياطة في منتصفها، كان كونغ ين تشي يتلوى من الألم الشديد

"هسس—"

غرزة أخرى اخترقت اللحم، والخيط يشد ببطء، حتى بدأت شفتاه تنطبقان بإحكام!

تساقطت حبات العرق الكبيرة من جبينه، وانزلقت على وجنتيه لتسقط على الأرض

احمرت بياضات عينيه، وامتلأ بصره بذعر عميق وغضب عاجز!

أراد أن يصرخ أو يسب، لكن فمه كان قد أُغلق نصفه، فلم يعد قادرًا على فتحه إطلاقًا!

تسارعت أنفاسه، وصدره يرتفع ويهبط بعنف، وأنّة يائسة خرجت من حنجرته!

أما كبير خدم قصر كونفوشيوس، الذي كان يشاهد هذا المشهد، فقد اضطرب قلبه بشدة

وفجأة أدرك أنه لو كان مكبّلًا، فلن يكون مصيره أفضل من مصير كونغ ين تشي!

"جلالتك، ارحمني!!"

سقط فجأة على الأرض ساجدًا، يزحف مرتجفًا أمام تشو يوجيان، ورأسه يرتطم بالأرض مرارًا

"جلالتك! أنا... أنا على استعداد للاعتراف!"

"جرائم هذا الحقير دوق يانشنغ، أنا أعرفها جيدًا!"

رفع تشو يوجيان حاجبه قليلًا، وحدّق فيه ببرود، مشيرًا له أن يتابع

أخذ كبير الخدم يكرر الانحناء حتى ارتطم جبينه بالأرض، وصوته يرتجف:

"جلالتك! طوال هذه السنين، أي عالم أراد أن يشتهر، ألم يكن عليه الاعتماد على دوق يانشنغ؟"

"كانوا يرشونه بالمال ليكسب رضاَه، فيمنحهم ألقابًا مثل ’أستاذ كونفوشي‘ أو ’كونفوشي كبير‘"

"وبمجرد أن ينالوا اعترافه، تنتشر مقالاتهم بين الأدباء، ويثني عليهم كل العلماء..."

"وبهذا، ينالون الشهرة والمال، بل ويتمكنون من دخول المناصب!"

"الأموال التي جمعها خلال هذه السنوات أكثر من أموال كبار الوزراء في العاصمة!"

"ورشاوى العلماء ملأت خزينتين كاملتين!"

كلما تكلم، ازداد انفعاله، وكأنه يفرغ أسرارًا ظلت تثقل صدره لسنوات

كان وجه تشو يوجيان يزداد برودة، وبريق القتل يلمع في عينيه

إذًا، كان كونغ ين تشي إمبراطور عالم الثقافة!

ابتسم تشو يوجيان بسخرية حادة، ثم نظر للطبيب العسكري ببرود:

"عند الخياطة، تذكر—"

"اغمس الإبرة في ماء الفلفل الحار"

"ممم—آغغغغ—!"

وما إن اخترقت الإبرة المغموسة في ماء الفلفل الحار شفتَيه، حتى تيبّس جسده، واحمر وجهه بالكامل!

"هسس—"

امتزج الألم الحارق مع الطعنات، وكأن كل عصب من أعصابه يُشوى على النار!

احمرت عيناه، وانكمشت حدقتاه بعنف!

انطلق من حنجرته صراخ ألم شديد، لكنه لم يعد قادرًا على نطق كلمة واحدة!

تلوى بجنون، وجسده يرتعش كما لو صُعق بالكهرباء، لكن الجنود الخمسة ثبتوه بإحكام، فلم يتحرك حتى إصبع واحد!

رمق تشو يوجيان كبير الخدم بنظرة باردة، وفكر قليلًا، ثم قال بهدوء:

"حسنًا"

"بما أنك اعترفت طواعية، سأمنحك موتًا سريعًا"

"لن يُقتل إلا أنت"

شعر كبير الخدم براحة مفاجئة، وتمتم:

"شكرًا... شكرًا لجلالتك..."

وبعينين تملؤهما المرارة، تنهد قائلًا:

"لقد... لقد نجا نسلي أخيرًا..."

"الإمبراطور حقًا رجل يفي بوعده!"

لكن...

"هل جرائمي فعلًا أشد من جرائم كونغ ين تشي؟"

"إنه دوق يانشنغ!"

"خطاياه أفظع بكثير من ابتزاز العلماء والتلاعب بالكونفوشية..."

بدأ العرق البارد يتصبب من جبينه، وعقله يعمل بسرعة، محاولًا إيجاد مزيد من جرائم كونغ ين تشي

فقط إذا حول غضب الإمبراطور إلى دوق يانشنغ، يمكن أن يحظى بفرصة للنجاة!

جلس تشو يوجيان على المقعد الحجري بفضول، يراقبه ببرود، مشيرًا له أن يتابع

وعندما ذكر كبير الخدم عبارة "وثيقة الاستسلام"، لم يعد تشو يوجيان قادرًا على الجلوس بهدوء!

وإذ رأى أن جلالته لم يقاطعه، قرر كبير الخدم أن يزيد النار اشتعالًا!

خفض صوته بحذر:

"جلالتك... هناك أمر آخر، ربما لم تتخيله أبدًا..."

"أسرة كونفوشيوس... أعدّت بالفعل وثيقة استسلام!!"

"إنها مخبأة في القاعة الأجدادية!"

"وإذا تغيرت السلالة، يمكنهم تقديمها فورًا لضمان بقاء الأسرة إلى الأبد!"

"وطوال التاريخ، كانت أسرة كونفوشيوس تفعل ذلك دائمًا..."

"قبل سقوط السلالة السابقة، كانت الوثيقة جاهزة بالفعل"

قفز تشو يوجيان واقفًا، وانطلقت من عينيه شرارة باردة حادة، وامتلأ كيانه بنيّة القتل!

"قلتَ—أسرة كونفوشيوس أعدّت بالفعل وثيقة استسلام؟!"

ارتجف جسد كونغ ين تشي فجأة، وانكمشت حدقتاه، وامتلأت عيناه المحمرتان بالدم، يحدق بكبير الخدم وكأنه سيفترسه!

"ممم... مممممممم—!!"

تلوى بيأس، يريد أن يصرخ، لكن فمه المخيط بإحكام لم يسمح له إلا بإصدار أصوات أنين غاضب!

لم يتخيل أبدًا أن خادمه الموثوق سيطعنه في أهم لحظة!

نظر إليه كبير الخدم نظرة معقدة، وهمس:

"سيدي، اللوم على عظامك اللينة؛ تريد أن تركع للجميع!"

"لكن الإمبراطور لن يركع، وعلماء العالم لن يظلوا راكعين للأبد"

اشتعلت عينا تشو يوجيان بنيّة القتل، ولوّح بيده بلا تردد:

"فكوه"

"قد الطريق إلى القاعة الأجدادية!"

"أريد أن أرى بعيني ما الذي أعدته أسرة كونفوشيوس بالضبط!!"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/12 · 15 مشاهدة · 857 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025