🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان فم كونغ ين تشي مخيطًا بإحكام بغرز كثيفة، وقد التصقت شفتاه تمامًا، مما جعله عاجزًا عن فتح فمه
كانت الدماء تتسرب من الجروح، لكن بالمقارنة مع الألم الحاد في البداية، فقد بدأ فمه يخدر تدريجيًا، ولم يبق سوى إحساس تمزق باهت
كان يصدر أنينًا مكتومًا من حلقه، وعيناه مليئتان باليأس
في تلك اللحظة، تجمع عدة أطباء عسكريين حوله، يتهامسون فيما بينهم
تفحصه طبيب عسكري يرتدي نظارة أحادية ذهابًا وإيابًا، ثم اقترح فجأة:
"ما رأيكم—"
"طالما أن جلالته يكره الشر، فلِم لا نبذل جهدًا أكبر ونخيط عينيه أيضًا؟"
فكّر طبيب عسكري مسن وهو يلمس ذقنه، ثم أومأ قليلًا وقال بعد لحظة:
"حسنًا! لكن هذه المرة يجب أن نكون مبتكرين!"
"المرة الماضية استخدم جلالته ماء الفلفل، ولا يمكننا تكرار نفس الحيلة!"
"يجب أن تكون أكثر إيلامًا، وأكثر تميّزًا!"
سأل الطبيب الشاب بجانبه بسرعة، وعيناه تلمعان: "ابتكار؟ كيف ذلك؟"
ابتسم الطبيب المسن ابتسامة ذات مغزى وقال ببطء:
"العين اليسرى—حمض الكبريتيك المركز!"
"العين اليمنى—قلوي قوي!"
"…"
سادت لحظة صمت، ثم شهق جميع الأطباء العسكريين معًا
"عبقري!!"
"رائع! عين يسرى بالحمض، وعين يمنى بالقلوي، ليدرك هذا العجوز نوعين مختلفين من التآكل!"
"إن رأى جلالته هذا، فسوف يمدح روحنا الإبداعية!"
"هذا أقوى مائة مرة من ماء الفلفل!"
عند سماعهم، اتسعت حدقتا كونغ ين تشي، وارتجف جسده بعنف!
ورغم أنه لم يعرف ما هو حمض الكبريتيك المركز، فإن وجوه الأطباء الحماسية أوضحت له أن الأمر أشد رعبًا بمائة مرة من ماء الفلفل!!
"أغغ! أغغغغ—!!"
حدّق في الأطباء العسكريين، وعيناه تكادان تنفجران، وكأنه يريد أن يحفر صورهم في ذاكرته!
"لا… لا!!"
راح يضرب رأسه بالأرض بيأس، مُصدرًا أصوات ارتطام مكتومة!
لكن الجنود أمسكوا كتفيه بقوة، فلم يتركوا له أي فرصة للهرب!
حاول أن يعض لسانه لينتحر، لكنه…
"لا… لا…"
"لا أريد أن أموت ميتة مؤلمة!!"
ارتعب حتى أقصى الحدود، وعرف أنه إن لم يتصرف الآن فلن تتاح له فرصة أخرى!
اتخذ قرارًا يائسًا—أن يقطع لسانه بأسنانه!
ورغم أن فمه مخيط، فإنه لا يزال قادرًا على تحريك لسانه!
ضغط بطرف لسانه للأعلى مستعدًا لقطعه فجأة!
لكن، في تلك اللحظة—
دوّى صوت وانغ تشنغ إن الحاد: جلالته يريد تنفيذ عقوبة المدفع!!!
"ضعوا دوق يان شنغ في فوهة المدفع!"
"ضعوا دوق يان شنغ في فوهة المدفع!!"
"جلالته يريد تنفيذ—عقوبة المدفع!!!"
تردّد صوته الصارخ في أرجاء الحديقة الخلفية!
"؟! !"
توقف كونغ ين تشي في اللحظة التي كان على وشك فيها الضغط بأسنانه على لسانه!
تجمد الأطباء العسكريون الذين كانوا على وشك خياطة عينيه فورًا عند سماعهم هذا النداء
ثم تبادلوا النظرات، ولم يملك أحدهم إلا أن قال بإعجاب:
"حقًا، إنه جلالته!"
"حتى القتل عنده عظيم الشأن!!"
هزّ طبيب آخر رأسه بإعجاب، وصوته مملوء بالرهبة:
"كنا نفكر في الابتكار، لكن جلالته ذهب مباشرة إلى الخطوة الكبرى!"
"ما حمض الكبريتيك وما القلوي—أمام عقوبة المدفع، كلها لعب أطفال!"
"أن تحشر شخصًا في فوهة مدفع وتطلقه، هذا هو المشهد المهيب!"
كلما فكروا في الأمر، ازداد حماسهم، وأعينهم تلمع، وكأنهم يتخيلون المشهد المروع الذي سيقع!
أما كونغ ين تشي، فقد غرق في يأس تام…
في الحديقة الخلفية لقصر كونفوشيوس، تجمع الناس طبقاتٍ من الداخل والخارج
وكان الجميع بانتظار الحكم الأخير على "دوق يان شنغ" المتعجرف!
في هذه اللحظة، كان الجنود يثبتون مدفع هاوتزر ضخم في الوسط، فوهته السوداء موجهة مباشرة نحو قاعة الأسلاف!
كان سبطانة المدفع سميكة، وجدارها الداخلي المعدني يلمع ببرودة مخيفة
تبدل لون وجه كونغ ين تشي، وبدأ العرق البارد يتصبب، وظهر في عينيه خوف لم يعرفه من قبل!
"أغغ! أغغغغ!!"
راح يتلوى بجسده، عضلاته مشدودة، كحيوان يحتضر!
لكن كل محاولة فرار كانت تقابل بضربات قاسية من الجنود!
"بانغ!"
"ثد!"
لكمة في أضلاعه جعلته يلهث، وركلة في ركبته أسقطته أرضًا عاجزًا عن الوقوف!
"كن هادئًا! لا تضيع وقت الجميع!"
أمسكه الجنود من ذراعيه، وسحبوه نحو المدفع، ثم دفعوه بقوة—!
"أغغ آآه!!"
اصطدم ظهره بجدار المدفع المعدني الصلب، وأمسك بحافة السبطانة بكل قوته محاولًا منع نفسه من الدخول
لكن…
قطع الجنود ظهر يديه بالحراب بقسوة—!
اندفع الدم فورًا!
لم يستطع الإمساك بعد الآن، ودُفع جسده كاملًا إلى داخل المدفع، عاجزًا عن الحركة!
تكور داخل السبطانة، جسده يرتجف، ووجهه مغطى بالدموع والمخاط
"انتهى… هذه المرة، انتهى الأمر تمامًا…"
لم يعد يقاوم، فقد استسلم تمامًا
"الموت موت…"
"أن أتلقى ضربات أقل وأموت أسرع، ربما يكون آخر ما تبقى من كرامتي…"
بدأ الناس يدركون الوجه الحقيقي لعائلة كونفوشيوس!
"أهذا هو دوق يان شنغ المتعجرف؟"
"الآن يبدو ككلب ميت!"
"كان يتظاهر بالصلاح والفضيلة، وهو في الحقيقة يخطط للاستسلام لأربع قوى؟!"
"إنه وغد كامل!"
ارتفعت أصوات الناس، وتلاشى تمامًا سحر عائلة كونفوشيوس في قلوبهم!
بعض الكبار في السن، وقد امتلأت أعينهم بالغضب، تذكروا ظلم أسلافهم على يد هذه العائلة، حتى كادوا يطحنون أسنانهم!
"يتسترون باسم أحفاد الحكيم ليمارسوا الدناءة!"
"أي إرث كونفوشيوسي؟ كله خدعة!"
"ليس غريبًا أنهم عارضوا العلم الجديد بكل قوة؛ كانوا يخشون أن يفتح الناس أعينهم ويكتشفوا أنهم لا شيء!"
"عائلة تعيش أجيالًا بالاستسلام، ثم تريد أن تعلمنا الولاء والبر؟"
"تفوو! تفو تفو!!"
نهض تشو يوجيان ببطء، ونظر إلى كونغ ين تشي داخل السبطانة
كان صوته هادئًا، لكن كل كلمة منه كالسيف!
"لقد تباهت عائلة كونفوشيوس عبر الأجيال بكونها زعيمة الكونفوشيوسية، تتحكم بالطبقة العلمية وتزين الدنيا"
"لكن حين تدهورت الدولة، لم يقاوموا، ولم يدافعوا!"
"بل كانوا أول من كتب رسائل الاستسلام متوسلين النجاة!"
"أي أحفاد حكيم هؤلاء؟"
"إنهم طفيليات ألفية!"
"مثل هذا الوجود يجب اقتلاعه!"
لوّح بيده إشارةً إلى وانغ تشنغ إن للتنفيذ!
وجه وانغ تشنغ إن المدفعيين لضبط زاوية السبطانة نحو قاعة الأسلاف!
"اضبطوا زاوية المدفع! الهدف—قاعة أسلاف قصر كونفوشيوس!"
لوّح بيده، فسارع المدفعيون لتوجيه الفوهة نحو القاعة!
بهذه الطريقة، لن يصاب الناس الأبرياء، بل سيكون العقاب "قتل الجسد ومعاقبة القلب"!
—لحمك ودمك سيصبحان قذيفة تنهي بيدك خدعة عائلة كونفوشيوس الألفية!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ