🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند عودته إلى القصر، أصدر قو تشين أمرًا شفهيًا إلى وانغ تشنغ إن
"من الآن فصاعدًا، يكون سعر الأرز الخشن 300 جين مقابل تايل فضة واحد، والأرز المصفى 150 جين مقابل تايل فضة واحد"
"أخبر تجار الحبوب في العاصمة أن مخزون المخزن الملكي من الحبوب ينفد، فليسرعوا في الشراء، والأولوية للأسبق!"
كان عرض الحبوب، المقرر أصلاً أن يستمر خمسة أيام، قد قلّصه قو تشين إلى يومين
فالشعب لا يستطيع الانتظار، وتأخير الإغاثة ليوم واحد قد يعني التضحية بأرواح كثيرة
وبمجرد تلقي الأمر الشفهي، أرسل وانغ تشنغ إن أشخاصًا لإبلاغ جميع تجار الحبوب في العاصمة بهذا "الخبر السار"
وسرعان ما انتشر الخبر كالنار في الهشيم، وازدحم أمام المخزن الملكي بسرعة
تدفقت العربات الواحدة تلو الأخرى، حتى امتلأت الشوارع والأزقة
ومن أجل اغتنام الفرصة، استأجر تجار الحبوب مؤقتًا مئات الحمالين، الذين كانوا مشغولين لدرجة أنهم يتعثرون بأنفسهم
ولم تكن الأيدي كافية؛ فالبعض لجأ إلى استخدام الجمال والحمير وحتى العربات الخشبية التي تجرها الكلاب لنقل الحبوب، مما جعل المشهد فوضويًا وأحيانًا مضحكًا
"أسرعوا، أسرعوا! جميعكم أسرعوا! من يتأخر سأضربه حتى الموت!"
"هيه! تلك الكومة من الأرز لي، لا تلمسوها! لا تقتربوا من عربتي!"
"حمّلوا كيسين إضافيين، كيسين إضافيين! لا نضيع لحظة!"
"وانغ غونغغونغ، قال صاحبي أن يشتري 500 ألف جين أخرى من الحبوب!"
"تس تس، فقط 500 ألف؟ وانغ غونغغونغ، سيدي يريد 5 ملايين جين من الحبوب!"
............
كانت رياح الشهر الثاني عشر الباردة تعصف، ومع ذلك كانت الشوارع نابضة بالحياة بشكل غير عادي
وكان الحمالون الذين ينقلون الحبوب يتصببون عرقًا، وقد احمرّت أكتافهم وكفوفهم من احتكاك الأكياس الخشنة، لكنهم لم يجرؤوا على التوقف لحظة
كانوا يلهثون وهم يحمّلون أكياس الأرز الثقيلة على العربات
أما تجار الحبوب فكانوا يقفون مرتدين معاطف فرو سميكة، ووجوههم مفعمة بالابتسامات
كانوا يراقبون عرباتهم بعيون يقظة، يخشون حدوث أي خلل
ومع تحميل آخر كيس أرز، انطلقت العربات مسرعة نحو مخازنهم الخاصة
كان المواطنون على جانبي الطريق يراقبون هذا المشهد ويتناقشون بحماس
وكانت العلامة الملكية الخاصة على أكياس الأرز بارزة بشكل لافت، مما يدل على أن الحبوب تعود للمخزن الملكي
وعندما شاهدوا العربات تغادر، لم يتمالكوا أنفسهم عن الهمس فيما بينهم
"من أين جاءت كل هذه الحبوب؟" في محل نودلز، عض رجل أصلع عيدانه وهو ينظر من النافذة بتعجب، ولم يستطع إلا أن يسأل
أجاب الحكواتي الجالس بجانبه، وهو يرفع فنجان الشاي، ارتشفه ثم نطق ببطء:
"تم نقلها من المخزن الملكي غرب المدينة. كنت أروي القصص هناك بالأمس ورأيتهم يحمّلون العربات بعيني"
قطّب الرجل الأصلع جبينه عند سماع ذلك، وتابع سؤاله:
"هذا غير صحيح، أليست الحبوب في المخزن الملكي مخصصة للإمبراطور وللمحكمة؟ كيف يمكن بيعها؟ لا بد أن هناك أمرًا مريبًا!"
وضع الحكواتي فنجانه وقال ببطء:
"ما الذي لا يجرؤ هؤلاء في المحكمة الحالية على فعله؟ لقد تجرأوا حتى على حجب رواتب الجنود! فماذا بقي ليخشوه من الاختلاس؟"
وما إن أنهى كلامه حتى أومأت عدة طاولات أخرى في محل النودلز موافقة
"بالضبط! قبل أيام سمعت أن الجنود يتقاتلون على قشور الأشجار ليأكلوها، ومع ذلك تُباع الحبوب في هذا المخزن الملكي! إنه انعدام للرحمة!"
"لابد أن المسؤولين الفاسدين في المحكمة هم وراء هذه المصائب! حتى الإمبراطور لا يستطيع السيطرة عليهم!"
"سمعت أن الإمبراطور قام بزيارة خاصة اليوم وقال في شارع آخر إن الجميع سيتمكن من أكل الأرز خلال ثلاثة أيام!"
"ثلاثة أيام؟ سأعطي الإمبراطور ثلاثمائة سنة، ومع ذلك لن يتمكن من إطعام الجميع!"
"نعم، العام الماضي أكلت النودلز هنا، وكان طبق النودلز باللحم البقري بثلاث عملات فقط! والآن طبق النودلز العادي بأربع عملات!"
"آه، قلب الإمبراطور طيب، لكنه تضرر من هؤلاء المسؤولين الفاسدين!"
شخر الحكواتي بسخرية: "إذا لم يكن المسؤولون الفاسدون فاسدين، فكيف يُسمون فاسدين؟ سماء أسرة مينغ ستنهار عاجلاً أم آجلاً!"
وفي لحظة، اندلعت النقاشات في محل النودلز، وكانت وجوه الجميع تعكس الاستياء والغضب
أما تشو يانرو، فكان يرتدي رداءً أزرق فضفاضًا، جالسًا على مكتبه في حديقة فناء منزله الخلفي
كانت أشعة الشمس تتسلل عبر التكوينات الصخرية، فترسم ظلًا طويلًا لظهره المنحني قليلًا
كان يمسك بفرشاة، ورأسها ينزلق على ورق شوان، والحبر متفاوت الكثافة
ظهرت عبارة "ولو طحن عظمي حتى يصير مسحوقًا، فلا بأس، أريد أن أترك نزاهتي في الدنيا" واضحة على الورق
كانت الكتابة قوية وواثقة، وبها لمسة من الأناقة وسط الصلابة
وضع تشو يانرو الفرشاة على حجر الحبر، وابتسم ابتسامة باهتة، ثم ضحك باستهزاء
لمعت في عينيه إشارة سخرية
"يو تشيان، على الرغم من موهبته الفائقة في الكتابة، إلا أنه لا يفهم فنون أن يكون المرء مسؤولًا"
رفع يده وسوّى كمّه، ونبرته تحمل بعض الزهو:
"طريق المسؤولية يتطلب سلاسة في التصرف، ومعرفة متى تتقدم ومتى تتراجع، وفهم التسويات، والمهارة في وزن الأمور"
"إذا كنت صارمًا أكثر من اللازم، ستنكسر بسهولة؛ وإذا كنت مباشرًا أكثر من اللازم، ستُدمر بسهولة. ما يسمى بـ 'النزاهة' يبدو جميلًا، لكنه في النهاية مثالية؛ فكيف يمكن للواقع أن يستوعب مثل هذه المثالية؟"
جالت عيناه على الطيور المغردة والزهور العطرة في الفناء، وكأنه يخاطب شخصًا ما، أو يتحدث إلى نفسه
لم يبتعد كثيرًا عن المكتب، حيث كان كلب أصفر كبير ممددًا على الأرض، ينهش عظمة كبيرة بلذة
وكان يرفع رأسه أحيانًا، كما لو أنه يوافق على كلام سيده، ثم يعود ليركز على وليمة بين كفيه، حيث كان العظم والأسنان يصدران صوت "طقطقة" خافتة
"سيدي! سيدي، حدث أمر فظيع!"
اندفع كبير الخدم إلى الفناء الخلفي، ووجهه مفعم بالقلق، وصوته يرتجف بلا سيطرة
نظر إليه تشو يانرو، وصوته ثابت كما هو: "ما الذي يثير كل هذا الذعر؟"
"لقد فتح وانغ غونغغونغ المخزن الملكي، وهو يبيع الحبوب حاليًا!"
لهث كبير الخدم محاولًا تهدئة نبرته، لكنه لم يستطع إخفاء العجلة في صوته:
"تايل فضة واحد يشتري 300 جين من الأرز الخشن! هذا السعر... كما لو كان عامًا من الحصاد الوفير!"
"أوه؟" رفع تشو يانرو حاجبه، ووضع الفرشاة برفق على حاملها، واستدار إلى كبير الخدم: "تابع"
"الآن لم يعد تجار الحبوب يأتون إلينا؛ لقد اندفعوا جميعًا إلى المخزن الملكي ويتعاملون مباشرة مع وانغ غونغغونغ!"
ابتلع كبير الخدم ريقه وأكمل:
"سيدي، كما تعلم، هؤلاء التجار هم أحد مصادر دخلنا الرئيسية، فإذا لم يعودوا يدفعون الإتاوات، فإن دخلنا..."
مشى تشو يانرو بلا استعجال نحو المكتب، وأخذ رشفة شاي خفيفة
ومع عدم ظهور أي رد فعل منه، ازداد قلق كبير الخدم، مذكّرًا بصوت منخفض:
"سيدي، التجار يدفعون عشرات الآلاف من التايلات الفضية سنويًا كإتاوة! إذا توقف هذا المال، فرغم أن المنزل يمكنه الاستمرار، إلا أن دخلنا... سيشهد خسارة كبيرة!"
وضع تشو يانرو فنجان الشاي، وتنهد بخفة، ونبرته ما زالت هادئة: "ما فعله وانغ غونغغونغ ليس مجرد بيع للحبوب، هل تظن أنه فقط ينافس على تجارة التجار؟"
تفاجأ كبير الخدم، ثم سأل بسرعة: "إذن... ما الذي يفعله وانغ غونغغونغ...؟"
بدأ تشو يانرو يمشي ببطء، محدقًا في البعيد، وصوته عميق:
"فتح المخزن الملكي يعني الاستيلاء علنًا على اعتماد التجار علينا"
"ومن المؤسف أن هؤلاء التجار ربما لم يفطنوا لهذه اللعبة، وظنوا أنهم حصلوا على صفقة العمر، بينما في الواقع، صاروا كالسمك على لوح التقطيع"
قطب كبير الخدم حاجبيه مفكرًا، ثم بعد برهة طويلة، سأل: "إذن، سيدي، ماذا نفعل؟"
خفض تشو يانرو رأسه ونظر إلى كلمة "النزاهة" التي لا تزال حبرها رطبًا على الطاولة
وارتسمت على شفتيه ابتسامة ذات مغزى: "لا تتعجل، دَع وانغ غونغغونغ يستمتع لبضعة أيام، فهذه اللعبة لم تبدأ إلا للتو"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ