🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقف كاو بيانجياو فوق الدبابة، والفتحة مفتوحة، يرتدي معطفًا طويلًا، واقفًا في مواجهة الرياح
ارتفع دخان كثيف خلفه، واصطفت عند قدميه صفوف من الوحوش الفولاذية، مثل آلهة حرب دموية تخرج من الجحيم
كانت نظرته كسكين، مثبتة على نهاية السهوب أمامه، في اتجاه خورشين
خلفه، امتدت ألف دبابة، داكنة وكثيفة، على طول السهوب مثل الجبال
كانت فوهات مدافعها كلها مائلة للأمام، وكأنها تنتظر بصمت أمرًا لتمزق كل ما أمامها
"بوم—بوم—رررر!!!"
هز هدير المحركات الأرض، وامتلأ الهواء برائحة عادم الديزل القوية، تتسلل إلى الأنوف مثل الأفاعي السامة، فتجعل العيون محمرة
تسلق مساعده، قاو جيه، بسرعة إلى دبابة مجاورة، ووقف منتصبًا وأدى التحية، وصوته يتبعثر قليلًا مع الريح:
"سيدي الجنرال، هل نبدأ القصف الآن؟!"
كان قاو جيه في الأصل جنرالًا شرسًا تحت قيادة لي زيتشينغ، لكنه انضم إلى سون تشوانتينغ لأنه كره الصراعات الداخلية
أثناء معركة تونغقوان، دافع عن المدينة وخطط للاختراق جنبًا إلى جنب مع كاو بيانجياو، والآن كان يراه الروح العسكرية الوحيدة الجديرة بولائه في ساحة المعركة
لم يلتفت كاو بيانجياو، لكن عينيه كانتا كالمشعل وهو يسأل بصوت منخفض:
"هل التف الإخوة خلفهم؟"
أجاب قاو جيه بجدية: "اللورد لو قاد بالفعل ألفي رجل لإتمام التطويق، وينتظرون أمرك"
"لو شانغ ون؟"
"نعم!"
ارتسمت ابتسامة طفيفة على شفتي كاو بيانجياو
منذ أن تم تطهير البلاط وجمع القادة، وجد معظم المخلصين السابقين نهاية جيدة، ولم يعودوا يموتون ظلمًا في المعركة
لكن كاو بيانجياو كان يعلم أن الحقد على السهوب لا يُمحى إلا بالدم
بردت عيناه فجأة، ورفع يده اليمنى صارخًا:
"اقصفوا!!!"
"لا تبخلوا بقذيفة واحدة!!!"
"لتحترق هذه الأرض ثلاثين عامًا بلا عشب، خير من أن نترك هذه الوحوش إلا رمادًا!!!"
اخترق صوته الريح والرمال، مدويًا في آذان كل جندي دبابة!
لم يكن كاو بيانجياو مجنونًا—بل كان يعرف تمامًا ما فعله فرسان موبي:
حين ينفد طعامهم، يغيرون على الجنوب؛ وحين تنفد أموالهم، يحرقون القرى ويقتلون الناس
لم يكونوا مقاتلين، بل قطاع طرق، وحوشًا تذبح بالسكاكين
هؤلاء لا يصلح معهم اللين أو المهادنة
لقد رآهم بعينيه—
فرسان خورشين يقتحمون القرى، يعلقون الأطفال مقلوبين على الرماح للعب بهم مثل اللعب، ويضحكون وهم يقطعون آذانهم قطعة قطعة ويشونها على النار
لم يكن ذلك قتالًا، بل مجزرة، كان إثمًا
واليوم، جاء دورهم ليدفعوا حياتهم ثمنًا!
—
"جميع الوحدات، استعد!"
"حمّلوا!"
"الأهداف محددة، والإحداثيات مصححة!"
"المصفوفة الأولى—اخفضوا الفوهات خمس درجات، وثبتوا الهدف عند 27 درجة جنوب شرق!"
"المصفوفات من الثانية إلى الخامسة ادخلوا منطقة استعداد الضرب—انتظروا أمر الجنرال للهجمات المتتالية المشبعة!"
في قنوات الاتصال، تدفقت الأوامر بسرعة، ألف دبابة مصطفة في تشكيل تكتيكي، خمسون دبابة في كل عمود، عشرون عمودًا في المجموع، تغطي خط المواجهة بالكامل
دارت الأبراج قليلًا، وانخفضت المدافع ببطء، وأكملت خمسمائة مدفع رئيسي حركتها في وقت واحد، مثل ألف وحش تجمع قوتها قبل الزئير
أومأ كاو بيانجياو بيده للأسفل—
"أطلقوا!!!"
"أرسلوهم إلى الجحيم—!!!"
"ومن يتأخر، فليذهب للطبخ في المطبخ الميداني!!!"
في لحظة، دوى الرعد!
زمجرت الدبابات في العمود الأول أولًا، وقذفت ألسنة النار، وصفّرت القذائف عبر السماء!
توالت الزئير، وارتفعت موجة حر في الجو، وكأن السماء نفسها اشتعلت!
من منظور علوي، بدا الأمر وكأن ألف رمح ناري عملاق انبثق من الأرض، لينغرس في معسكر خورشين البعيد
وفي نهاية السهوب، لم يكن قوم خورشين قد استوعبوا بعد ما يجري حين سمعوا صوت تمزق السماء!
"وووو—!!!"
رفع أحدهم رأسه، ليجد مئات الآلاف من القذائف تجر ألسنة اللهب، تهبط فوقهم!
بجانب الخيمة الرئيسية، رفع شيخ أشيب رأسه، وارتسمت على شفتيه المتيبستين ابتسامة غريبة
"هاها… أخيرًا، لن أضطر للهرب بعد الآن"
"في شبابي، قتلت الكثيرين داخل السور وأضرمت نيرانًا لا تحصى"
"والآن جاء القصاص… الشر الذي فعلته، حان وقت دفع ثمنه"
لقد كان جزارًا عجوزًا أزهق أرواحًا لا تحصى، لكنه الآن ضعيف لا يستطيع الفرار
فالموت خير من التشبث بالحياة
أغمض عينيه، وبسط ذراعيه، كأنه يحتضن النهاية المحتومة
"بوم—!!!"
في اللحظة التالية، سقطت قذيفة مباشرة عند قدميه!
انفجر اللهب، واخترق ضغط الانفجار السماء!
انفجرت سحابة من الدم، وانهار الموضع الذي كان يجلس فيه إلى حفرة هائلة، وتحولت اللحم والدم إلى طين، ولم يبق حتى شظية عظم!
وبالقرب، توالت القذائف تتساقط!
في ثانية واحدة—
غطت ألف قذيفة السماء والأرض، وهوت على السهوب!!!
تفتحت نقاط الانفجار كالزهور، واندفعت كرات النار إلى السماء، وتمزقت السهوب، تتدحرج، ويختلط التراب باللحم والدم، وكأن الأرض نفسها تصرخ!
قُذفت الخيول في الهواء، ونصف أجسادها لا تزال ترتعش؛
وسقط الفرسان جماعات، وأجسادهم لم يعد يمكن التعرف عليها حتى بعد جمعها؛
واحترقت الخيام الكبيرة وانهارت وتحولت إلى رماد في النيران؛
ارتجفت جفون بادا لي بعنف، واهتزت ساقاه بلا سيطرة
لم يرَ في حياته شيئًا كهذا
غمرت الدبابات السهوب كسيل جارف، وكانت القذائف كمناجل الموت، تحصد الأرواح والمواشي صفًا بعد صف
وفقط الآن، فهم أخيرًا مقصد وو كيشان السابق
لم تكن جبنًا، بل… مسألة حياة أو موت!
لكن، فات الأوان الآن
أمامه كان الجحيم:
جثث الأبقار والأغنام تتدحرج في الهواء، والأمعاء والأرجل المبتورة تتطاير معًا؛
وأجساد المحاربين الممزقة تطير عشرات الأمتار بالقصف، وبعضها يصطدم بجذوع الأشجار قبل أن يسقط؛
وفي الدخان الكثيف المتدحرج، تمزقت الأرض، وامتزج التراب باللهب والدم في ستار هائل من الموت
"اهربوا!!!"
أمسكه وو كيشان، وعيناه مليئتان بالعجلة:
"يا خان العظيم! اهرب! ما زال هناك وقت للهرب الآن!!"
كاد بادا لي يُسحب جَرًّا، وهو يفر شمالًا بيأس مع ما تبقى من قبيلته
كان عدد أفراد قبيلة خورشين الكبرى أكثر من 150,000 نسمة
وفي هذه الموجة من القصف، بينما كانوا يركزون على الانسحاب وبلا أي استعداد، قُتل ثلاثون ألفًا في ضربة واحدة!
كانت قذيفة واحدة كافية لنسف عشرات الأشخاص وتحويلهم إلى ضباب دموي
وفي دقائق قليلة، تسببت ثلاث موجات متتالية في خمسين ألف إصابة!
تحولت السهوب المزدهرة سابقًا إلى جبل من الجثث وبحر من الدم!
ركض بادا لي وسط الغبار الدائر، ودموعه تنهمر على وجهه، يمسحها بقوة وهو يركض
كانت دموعه ممزوجة بالدم، وهو يتمتم:
"هذا كان كل إرث أبي…"
"الآن، انتهى كل شيء… سنعود لأكل جذور العشب وشرب بول الخيل…"
كانت عيناه مليئتين بعدم الرضا!
ركض وو كيشان بجانبه محاولًا تهدئته:
"يا خان العظيم… لا تحزن كثيرًا!"
"هناك مثل بين شعب الهان—'طالما الجبال الخضراء باقية، لن ينفد الحطب!'"
"البقاء على قيد الحياة أهم من أي شيء!"
قادا من تبقى من القوات وفروا عشرات الأميال، حتى وصلوا إلى منطقة وادٍ
وعلى الجانبين تلال، ليست عالية، لكنها مثل نابين صامتين، تلقي بظلال مقلقة
بدأت خطوات الجنود تبطؤ، وبدأ البعض يتهامسون:
"هل يمكن أن يكون جيش مينغ قد نصب كمينًا لنا هنا؟"
أدار جندي عجوز عينيه بازدراء وقال بسخرية:
"هل أصابتك القذائف بالغباء؟ نحن نجري منذ أكثر من ساعة، لو كان جيش مينغ قادرًا على نصب كمين هنا مسبقًا—"
"سوف آكل الخ… وأنا واقف على رأسي!"
وقبل أن ينهي كلامه—
"دددددد—!!!"
على قمم التلال، أطلقت صف من رشاشات MG42 دفعة واحدة!
انفجرت ألسنة النار بجنون، وانهمرت الرصاصات كالمطر الغزير، تغطي السماء والأرض!
وكان القائد ليس سوى لو شانغ ون!
وقف على حافة الموقع، يلمع البرد في عينيه، وهو يصرخ برشاشه:
"اقتلوهم جميعًا!!! لا تتركوا أحدًا حيًا!!!"
على جانبي التلال، انتشرت رشاشات ثقيلة وخفيفة خلف أكياس الرمل، وفوهاتها السوداء تلمع، أكثر عددًا من العشب!
وكأن جنود جيش مينغ يخشون أن ينجو أحد من كمينهم!
لم يكن ذلك تغطية، بل كان صيدًا!
بمجرد أن اندفع فرسان السهوب إلى الوادي، غمرتهم الرصاصات!
"دددد—!"
"بوم!—بوم بوم—!"
زمجرت قذائف الهاون، وقذائفها ترسم أقواسًا في السماء، وتجر دخانًا أبيض وهي تهوي وسط صفوف العدو!
دوت الانفجارات، وتناثر التراب والحجارة، وتطاير اللحم والدم!
وبعض الجنود، إذ وجدوا أن الرشاشات لا تكفي، أخرجوا القنابل اليدوية مباشرة، وسحبوا صماماتها، وعضوا على أسنانهم، ثم ألقوها بقوة—
"خذوا هذه!!!"
"قنابل لتشبعكم! دعكم تكتفون!!"
"بوم! بوم! بوم!!!"
انفجرت ألسنة اللهب على التوالي، وتحول الوادي إلى جحيم في لحظة!
بعضهم طارت رؤوسهم مباشرة؛
وبعضهم قُطعت أرجلهم، يتدحرجون على الأرض وهم يصرخون؛
وبعضهم ما إن فتح فمه ليصيح "كمين—" حتى تحول جسده بالكامل إلى لحم مفروم
كان تضاريس الوادي مغلقة، كقفص، وكان إطلاق النار المتقاطع كشبكة تصطاد من السماء والأرض
جرت الدماء كالنهر في الأرض الموحلة
وغُمرت الصرخات تمامًا بنيران المدفعية والرشاشات!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ