182 - أخي، إطلاق النار بالبندقية غير مُرضٍ، لماذا لا تستخدم رشاشي الثقيل!

🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على قمة التلة، كان جندي يقاتل ويبكي

كان من داتونغ، وهي منطقة تعرضت تاريخيًا لغارات متكررة من قبائل موبي

عندما كانت تلك القبائل تنزل جنوبًا، كانوا يحرقون القرى والمدن على طول الطريق، ويرتكبون كل أنواع الفظائع!

كان اسم الجندي "تيه تشو"، اسم أعطته له أمه أملًا في أن يكون قويًا كعمود من حديد

لكن عندما كان في العاشرة، تحرك البدو نحو الجنوب، وأحرقوا وقتلوا ونهبوا وارتكبوا كل أنواع الشر

وعندما نهبوا قريته، قتلوا الجميع بلا تمييز بين ذكر وأنثى، صغير أو كبير

أخفته أمه في جرة ماء، وهكذا نجا

أما عائلته بأكملها، أجداده، والده، أمه، وأخته الصغيرة، فقد قُتلوا جميعًا على يد هؤلاء القوم القساة

والأدهى أن أخته الصغيرة لم تكن تستطيع الكلام بعد، وكان لها فقط سِنّان صغيران، وكانت تناغي بكلمات طفولية ببراءة مطلقة!

قطع هؤلاء القوم رؤوس أفراد أسرته وعلقوها على شجرة الكاكي في فناء منزلهم

كانت شجرة الكاكي رمزًا للحظ السعيد في كل الأمور

لكنها أصبحت منذ ذلك الحين كابوس حياته

ومنذ ذلك الحين، كان يشعر بالغثيان كلما رأى الكاكي

بعد نجاته، أراد الانضمام إلى الجيش

وكان عمره دائمًا أقل مما يصرح به

وعندما لاحظ "كاو بيانجياو" الأمر، ورأى الكراهية في عينيه، سمح له بالانضمام استثناءً

تذكر تيه تشو مشاهد الماضي، فاحمرت عيناه، وعض على شفتيه حتى سال الدم

ضغط على الزناد بينما انهمرت دموعه على وجه مغطى بمزيج من الغبار والكراهية

الجندي المخضرم الذي كان يشغل الرشاش الثقيل بجانبه ألقى نظرة عليه، وسأله بحيرة:

"أخي، هل أنت متحمس جدًا؟ لماذا تبكي إذا كنت متحمسًا؟"

حدق فيه أحد الرفاق بجانبه، ودفع كتفه بقوة، وزمجر:

"لا تجرؤ أن تسأل، أيها الأحمق!"

"عائلته كلها قُتلت على يد تلك الوحوش هناك! إنه لا يبكي… إنه يبكي فرحًا بالثأر!!"

تجمد المخضرم، ثم لزم الصمت

وفي الثانية التالية، ترك مكانه بصمت، ورأسه منخفض لكن عينيه مليئتان بالاحترام

"أيها الأخ الصغير، البندقية لا تكفي، تعال، استخدم رشاشي الثقيل وامسحهم—"

"أطلق كما تريد، وسأعيد تعبئته لك"

هز تيه تشو رأسه والدموع في عينيه، وهمس:

"أنا صغير جدًا… الجنرال لا يسمح لي باستخدام الرشاش الثقيل، يقول إنني لا أستطيع تحمل الارتداد…"

أمسكه المخضرم من ذراعه بقوة، وصوته مليء بالثقل:

"ألا تريد الثأر لعائلتك؟"

"إذا لم تطلق النار، أهذا يعني أنك لا تريد لهم أن ينالوا جزاءهم؟!"

"كف عن الكلام الفارغ! إذا لامنا الجنرال، فليَلمني أنا! اليوم ستطلق النار حتى تشبع!!"

أومأ الجنود حوله واحدًا تلو الآخر

بعضهم ربت على كتفه، وبعضهم عض على أسنانه وقبض على قبضته، وبعضهم احمرت عيناه

لم تكن هناك كلمات كثيرة، فقط دعم صامت

أخيرًا وقف تيه تشو، وقبض على أسنانه، ويداه المرتجفتان تمسكان بالرشاش الثقيل الساخن—

يده اليسرى على الماسك الأمامي، ويده اليمنى على المقبض، ووجهه ملاصق لجسم السلاح، وإبهامه على الزناد، ولم يعد هناك أي تردد في عينيه

لم يكن بحاجة لأحد يعلمه

فقد كان مستعدًا منذ زمن طويل

كل ليلة، كان يختبئ خلف التلة، يراقب تدريبات الرماية النهارية

كل حركة تعبئة، كل زاوية للتحكم في الارتداد، كل إيقاع لرش الرصاص، كان قد نقشها في عظامه

لقد كان ينتظر هذا اليوم!

زمجر الرشاش الثقيل!

"ددددددددد—!!!"

اندفعت الرصاصات كالعاصفة، ترسم خطًا من النار في الهواء!

وفي اللحظة التي اجتاحت فيها أسفل الجبل، بدا وكأن السماء نفسها ترتجف!

لم يكن لدى فرسان السهوب وقت لرد الفعل قبل أن يمزقهم وابل الرصاص!

انفجرت سحب الدم، حمراء كضباب الفجر، وكأن الأرواح الغاضبة تزأر!

اخترقت إحدى الرصاصات أولًا الدرع الجلدي، ثم شقت طريقها بين الضلوع، وأخيرًا مزقت جرحًا نازفًا من بطن الحصان

بعض الفرسان قطعت الرصاصات نصف أكتافهم، فسقطت أجسادهم من على الخيل ملتوية

وبعضهم انفجرت صدورهم في فجوات بحجم قبضة، وعيونهم ما تزال مفتوحة، وقد صمتوا إلى الأبد

ضغط تيه تشو السلاح إلى الأسفل، وعض على أسنانه، ولم يستطع منع دموعه، وصاح:

"جدي! جدتي!! انظرا جيدًا—حفيدكما ينتقم لكما اليوم!!"

"أمي!! أبي!!! لم أعش عبثًا حتى هذا اليوم!!"

"أختي الصغيرة—الآن… أخوكِ يستطيع أخيرًا حمايتك هذه المرة!!"

ومع كل اسم ينطقه، كان يضرب جسم الرشاش إلى الأسفل!

وكان كل نداء منه كخنجر، يغوص عميقًا في قلب كل رفيق!

ذلك كان الغضب الذي لا ينطفئ، صدى الثأر الدموي!

لم يعد الرفاق قادرين على الجلوس مكتوفي الأيدي!

شخص ما ضرب الأرض بقوة، وزمجر:

"ابن… بعض الديون لا بد أن تُسدد باليد!!"

ثم ركب الحربة على بندقيته بسرعة، وعيونه محمرة، مستعدًا للهجوم!

جندي آخر أسقط منظاره، ومزق قميصه، كاشفًا عن ندوب قديمة، وزمجر:

"لقد قتلت من قبل! لكن لم أشعر أبدًا كما اليوم… لم يكن الأمر مُرضيًا هكذا من قبل!!"

ساعتان كاملتان

ساعتان من إطلاق النار المستمر بالرشاشات الثقيلة والقصف المدفعي

لم تتوقف الرشاشات، ولم تتوقف قذائف الهاون، حتى صوت إعادة تعبئة الذخيرة أصبح الإيقاع المألوف في آذان شعب خورشين

من صرخاتهم في البداية وهروبهم اليائس، إلى الاحتماء والانحناء، والآن—

لم يعد لديهم حتى القدرة على الهرب

تكدست الجثث على السهوب

وأحرقت المدفعية الخيام، ولطخ الدم الماشية والأغنام

وقفوا وسط الأرض الملطخة بالدماء، بعيون فارغة، كوحوش جُلدت

لا بكاء، لا صراخ

لم يعودوا يعرفون حتى إن كانوا يريدون الحياة

وكأن الموت صار خلاصًا

وفجأة، صرخ عدة رجال، ممسكين بسيوفهم ورماحهم، واندفعوا نحو التلة، آملين في مقايضة حياة بحياة

لكن ما إن ركضوا ثلاث خطوات—

"ددددددددد!!!"

تحولت بطونهم على الفور إلى غرابيل، وتناثر اللحم والدم، واندفعت أمعاؤهم ثلاثة أو أربعة أمتار بعيدًا

وفي اللحظة التالية، انفجر رأس أحدهم بـ"فرقعة"، وتطاير الدماغ على وجه رفيقه

كل محاولة مقاومة، أمام وابل الرصاص الكثيف هذا، كانت أقل من مزحة

لم يتحرك الجنود على التلة، بل ظلوا يراقبون ببرود

لقد رأوا الكثير

اعتادوا على الابتسامات القاسية التي كان هؤلاء القوم يبدونها بعد نزولهم جنوبًا لحرق القرى، وقتل الرضع، وخطف النساء بالقوة

والآن، لم يكونوا يفعلون سوى رد الجميل بأيديهم

ــ

كان بادا لي واقفًا خلف صخرة كبيرة، جسده كله يرتجف، ووجهه مغطى بمزيج لا يُعرف أهو دموع أم غبار أم دم

كانت عيناه ترى كل شيء—

المحاربون يسقطون، الشجعان يتطايرون أشلاء، الشيوخ يحترقون، والشباب يُسحقون حتى يصبحوا عجينة…

كانت حيوية قبيلة خورشين تنزف بسرعة

وكان يعتقد يومًا أنه طالما اتحدوا، فبإمكانهم صد جيش مينغ

لكنه الآن عرف—

"لا عدد التعزيزات يكفي لملء أفواه مدافع مينغ"

فقوتهم الضئيلة، أمام الرشاشات والقذائف، لا تُحدث حتى تموجًا

"إيتشه؟"

ابتسم بادا لي وكأنه تذكر شيئًا مضحكًا

"هه… مع سرعة تحرك جيش مينغ، لن يتمكن من الصمود أيامًا كثيرة بعد"

ثم فجأة أطلق ضحكة عالية، رافعًا رأسه إلى السماء!

"هاهاهاهاها!!"

كانت ضحكته حادة، يائسة، بل وفيها جنون متهور:

"اقتلوا—اقتلوا الجميع—!! هذا قدرنا!!"

لكن، وفي اللحظة التي انفجر فيها ضاحكًا—

على التلة، كان شاب نحيل يوجه نحوه ببطء

تيه تشو، ممسكًا بـMG42، وشفتيه مبيضتين من شدة العضة

في عينيه لم يكن هناك شفقة، بل كراهية، ولهيب!

عدل فوهة السلاح ببطء، مثبتًا الهدف على الوجه الذي في المنظار، الوجه الملطخ بدماء شعب داتونغ

"كليك"

ضغط على الزناد!

"دددددددددد—!!!!!"

اندلعت النيران في لحظة!

دزينة من الرصاصات، كعقاب سماوي مشتعلة بالغضب، اخترقت عنق بادا لي في الحال!

في تلك اللحظة، تناثر اللحم والدم، وتحطمت العظام، وانفصل رأسه عن مجال رؤيته!

كان نصف جسده الأعلى ما يزال يضحك، بينما النصف السفلي انهار بالفعل

هبت الرياح على السهوب، رافعة الدم والغبار

ابن فلاح أنهى بيده حياة زعيم السهوب الموبئي الشرير

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/13 · 16 مشاهدة · 1156 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025