🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في السابعة صباحًا، كانت موسكو صافية، السماء زرقاء، والضوء الذهبي يتساقط على الشوارع، وكل شيء في المدينة كما المعتاد

في الساحة الحمراء، كان الكهنة يقرعون الأجراس البرونزية لدعوة المؤمنين إلى الكنيسة، وقرعت أجراس الصباح

وأصبح السوق القريب نابضًا بالحياة؛ الخبازون الحرفيون يرفعون حلقات الخبز الخشن ويهتفون، بينما يقف مجموعة من المواطنين بمعاطف من جلد الغنم في صف، ينتظرون وعاءً من عصيدة القمح الساخنة

بجوار غابة البتولا، كان فريق من الشباب يتدربون على الجري عبر البلاد مع كلاب الزلاجات

وفي الشوارع الخلفية للقصر، كانت النساء النبيلات يحملن المظلات، يتحدثن بهدوء أمام مقهى، حيث فنجان قهوة كافا الداكنة والحلوة يفوح بعطرها

كل شيء كما كان دائمًا

حتى—

تغيرت السماء فجأة

ظلّ كثيف، كالمداد، غطّى السماء الخالية من الغيوم قبل لحظات

في البداية، ظن الناس أن مطرًا غزيرًا قادم، وصرخ بعض الأطفال نحو السماء بحماس: "الثلج قادم!"

لكن في اللحظة التالية، سقطت المدينة كلها في صمت

ظلال كثيفة سوداء امتدت من الشمال؛ لم تكن سحبًا داكنة

كانت مجموعة من— طيور حديدية حجبت السماء!

كانت مرتبة بانتظام، أجنحتها تشكل تشكيلًا متشابكًا، وكل طائرة مرسوم عليها رموز غريبة لشمس حمراء وشعار تنين

"ما… ما هذا الشيء؟" تمتم فلاح متلعثم

"لا، إنها… مدافع بأجنحة!"

شحب وجه جندي قديم متقاعد، وسقط عصاه على الأرض

"اسرعوا، اختبئوا! اهربوا—إنهم هنا لـ—"

لم يكمل جملته حين سقطت قنبلة وقود ثقيل من السماء، اصطدمت بمركز الساحة الحمراء!

ارتفعت كرة نارية هائلة إلى السماء، فجرت على الفور شقوقًا عميقة في الجرانيت، والتهمت النيران الباعة والعربات والتماثيل الحجرية المحيطة، وابتلعتها بالكامل!

ثم— جاءت الثانية، والثالثة!

أمطروا قنابل TNT!

استهدفت القنابل الشظوية بدقة مراكز النقل وأبواب المدينة وثكنات الميليشيا، مستهدفة أي قوة يمكنها تنظيم المقاومة

دووووم—!!

في غضون خمس دقائق، غُمرت موسكو كلها في بحر من النيران!

على ارتفاع سبعة آلاف متر فوق الأرض، داخل القاذفة القائدة، كانت عينا الطيار هادئتين، ويداه تمسكان بقوة بمقبض إسقاط القنابل

كانت عينا الموجه القاذف باردتين، ظهره مستقيم، وصوته دقيق:

"حجرة قنابل الطائرة ثلاثة أفرغت، الجولة التالية جاهزة"

"الهدف: ثكنة الحرس الغربي للقصر الإمبراطوري"

"طلب الإذن بإطلاق الكل"

أومأ القائد: "بأمر الإمبراطور، مجزرة. الطاعة"

"افتحوا حجرة القنابل، أسقطوها جميعًا"

لم يظهروا أي تعبير

ولا أي رحمة

في قلوبهم كانت هناك كلمتان فقط—"المينغ العظمى"

هذا كان أمر جلالته، إيمانًا منقوشًا في روحهم العسكرية

داخل القصر الإمبراطوري، ظل القبة الذهبية قائمة، لكن عاصفة كانت تلوح

"ما الذي يحدث؟! ما هو القصف في الخارج؟!"

"من يخبرني ما كان ذلك الصوت؟!!!"

اندفع قائد الحرس الإمبراطوري، غارق في العرق، إلى قاعة القصر الداخلي: "جلالتك! العدو أتى من السماء! لديهم… مدافع طائرة!!!"

جلس ميخائيل فجأة من سريره، دون أن يجد وقتًا لتبديل ثيابه، وأمسك بكتف القائد:

"ماذا؟! أتقصد—الشرق؟!"

"هل هي المينغ العظمى؟!!!"

"ألم ينتهوا لتوهم من حملة البراري؟ ألم يقولوا إنهم يبنون ما يسمونه بـ'السكك الحديدية' و'المدن'؟!"

كان وجه القائد شاحبًا: "لقد… ربما خططوا لهذا منذ شهر!"

"جلالتك—لقد خدعونا!!!"

انفجر القصر بالفوضى، وصارت الخادمات يصرخن هاربات، وتفرّق المسؤولون المدنيون

"جلالتك، اهرب بسرعة!"

"احموا جلالته! احموا جلالته—"

"الممر الأرضي! بسرعة، استخدموا الممر الأرضي!!!"

وفي اللحظة التالية، دوى انفجار ضخم من الجدار الشمالي لقصر الشتاء، وانهرست القبة المزخرفة في الانفجار، وسقطت مباشرة على قاعة المآدب الذهبية!

سقط تمثال العذراء مريم، وتحطم الطاولة الإمبراطورية الطويلة إلى نصفين!

تناثرت الأنقاض والأشلاء معًا، تاركة وراءها مشهدًا من الخراب!

سقط أحد الحاشية في بركة دم، وسُحب ميخائيل إلى ممر ضيق، ووجهه مليء بالرعب، وكأنه على وشك الانهيار

لم يرَ في حياته مثل هذه الحرب

لم تكن حصارًا—بل كانت نهاية العالم!

ارتجف وتمتم: "كيف يكون هذا ممكنًا… من سمح لهم بالقتال هكذا…؟"

"لم تعد هذه حرب النبلاء… لم تعد…"

وفي الوقت نفسه، واصلت تشكيلات القاذفات في السماء الدوران وإسقاط القنابل

لم يترددوا

ولا كلمة زائدة

فقط الأمر المتبقي:

"الجولة التالية، القاعة الرئيسية للقصر"

"قنابل وقود ثقيل جاهزة"

"نفّذوا"

دووووم—!!

انفجر هدير يصم الآذان مرة أخرى، وبدا أن القصر الشتوي كله قد مزقه وحش غير مرئي بعنف

الممر الذي كان عظيمًا تحول الآن إلى ممر من الأنقاض

اقتُلعت الأرضية الرخامية البيضاء بالكامل، والسجاد المذهب احترق بخطوط طويلة، لوحات النبلاء سقطت، والمعادن النفيسة في إطاراتها تعكس ضوء النار

"جلالتك! جلالتك، بسرعة، اذهب!"

أمسك أحد الحاشية بردائه، صوته أجش ومليء بالذعر

لكن ميخائيل وقف بلا حراك

اتسعت عيناه، وهو ينظر إلى القبة الذهبية المنهارة، والأعمدة المكسورة، والفوانيس المشتعلة، وهو يشاهد مجد العائلة الإمبراطورية يغرق في بحر النار

"كيف يمكن أن يكون هذا…" تمتم

"كيف… يستطيع الشرقيون القتال بهذا الشكل…"

بوووم!

سقطت قنبلة أخرى على الجدار الشرقي للقصر الشتوي

اهتز القصر بشدة، وتعثر ميخائيل، وارتطم بقوة على زاوية الجدار

"كح—كح كح كح!!!"

بصق كميات كبيرة من الدم، الدم القرمزي اندفع من فمه، وتناثر على عباءته

في لحظة، أصبح الإمبراطور المهيب كالحطام

ركع على الأرض، عيناه زائغتان، شفاهه ترتجف وهو يهمس:

"…لو كنت أعلم أن هذا اليوم سيأتي، لو كنت أعلم أنهم سيصبحون هكذا، لما…"

"…ما كان يجب أن أستفز الشرق…"

"…ما كان يجب أن أسخر منهم، كح كح"

بدأ بصره يبهت، والدم يتساقط على أرضية اليشم

النبلاء والحرس والحاشية من حوله كانت وجوههم شاحبة، راكعين على الأرض

لهث ميخائيل، ورفع رأسه نحو القبة المنهارة، وابتلع دمًا، وبأقصى ما تبقى من قوته، صوته أجش لكنه واضح على غير العادة، قال:

"أليكسي…"

"ليتسلم… أليكسي العرش…"

"استمعوا إليه… إلى كلماته… إلى كل ما يقول…"

"…لا… لا تعترضوه بعد الآن…"

بعد أن قال ذلك، مال رأسه بضعف إلى جانب، وعيناه مفتوحتان، وسقط بين الأنقاض والنار، ولم يقم بعدها أبدًا

في الأعلى، أكمل سلاح الجو للمينغ العظمى جولته الأخيرة من القصف، وبدأت الطيور الحديدية الفضية بالتجمع للعودة

ألقى مراقب في القاذفة نظرة خلفه، فلم يرَ سوى موسكو كلها—

مدينة محترقة، كأنها مذبح هجرته الحاكمة

القبة الرئيسية لقصر الشتاء كانت قد طارت منذ زمن، والمباني المحيطة من مجالس وقاعات استعراض ومعارض الأمراء احترقت كلها، وبحر النار يمتد لمئة ميل

المنازل والكنائس والمتاجر وورش العمل—كلها كانت كالورق، تحولت إلى رماد

في اللهب، اقتُلع مركز إمبراطورية كاملة

في الثكنات الريفية البعيدة، اندفع الحرس الإمبراطوري الملكي بفوضى، لكن لم يكن لديهم أي فكرة عن مكان العدو

"إنهم الشرقيون! الشرقيون هاجموا!"

"لقد قُصفنا لثلاث ساعات، أين هم؟!!!"

"وماذا عن الطائرات في السماء! مدافعنا لا تصل إليهم!!!"

بعضهم بكى، وبعضهم جنّ

استل نائب قائد سيفه وانتحر في الحال: "لا أستطيع قبول هزيمة كهذه!!!"

في قصر أحد أقارب العائلة الملكية، وقف ماركيز أمام سجادة جلد دب، يحدق بصمت في شعار العائلة على الجدار، وهمس بهدوء:

"عائلتنا، التي توارثت سبعة أجيال… كل جيل عاش من أجل السلطة الإمبراطورية…"

"والآن؟"

التفت نحو النافذة، فوق موسكو، كان الدخان الأسود يرتفع كالتنانين، والنيران تلمع كلون الدم

"مجد هذه الأجيال السبع قد التهمته النيران…"

ركع ببطء، وضغط وجهه على أرضية الحجر، والدموع تختلط بالغبار، ولم يتكلم بعدها

على بعد أربعين لي من المدينة، كان الفلاح بافل يمسك بدفتر مخزنه بقوة، راكعًا بجوار حقل القمح المحترق

"ما جمعته خلال ثلاثين عامًا… الأرض التي زرعتها بجهد طوال ثلاثين عامًا!"

"انتهى… كل شيء انتهى…"

إسطبله قُصف، وحظيرته تحولت إلى أنقاض، وخدمه تفرقوا وهربوا

وبالقرب منه، جلس عبد بجوار الرماد، ينظر إليه، وفجأة ضحك

"لماذا تبكي؟"

"لقد ضربتنا، وجلَدتنا، وظلمتنا لثلاثة أجيال"

"اليوم، جاء دورك أخيرًا—ولا زلت تبكي؟"

"أقول لك، هذه النار لم تحترق بما يكفي، لم تكن شرسة بما يكفي!"

"لو أحالت قبور أجدادك إلى رماد، لكان ذلك حقًا 'عيد رأس السنة'!"

تجمد بافل، يريد أن يسب، لكن لم يستطع أن يقول شيئًا، واكتفى بتغطية وجهه والعويل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/13 · 10 مشاهدة · 1192 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025