الفصل 207:

🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع إشارة الأمر، تحركت تسع تشكيلات، تضم أكثر من مئة قاذفة بي-25، تتقدم تباعًا على المدرج

هدير المراوح كان كقرع الطبول، والمركبات المجنزرة تهدر بتناغم، وأطقم الأرض تلوّح بالعصي المضيئة، موجهة آخر طائرة "سن النمر ثلاثة" المحملة بالقنابل الحارقة للإقلاع

وقف تشو يوجيان على برج القيادة، ملامحه هادئة، ونظره بعيد

كان وانغ تشنغ إن بجواره، يراقب تشكيل القاذفات وهو يتسع تدريجيًا في سماء الليل البعيد، وهمس: "هذه المرة… هل ستحطم أرواحهم ذاتها؟"

قال تشو يوجيان بهدوء: "ليس أرواحهم فقط، بل جذورهم أيضًا"

اتبع تشكيل القاذفات خط الطيران، عابرًا بحيرة بايكال، تشيتا، أولان أودي، إيركوتسك، كراسنويارسك، أومسك، تولا، حتى وصل مجددًا إلى موسكو

عاليًا في السماء، وصل تشكيل "سن النمر واحد" فوق تشيتا أولًا

بعد أن أكد الملاح الهدف: "الهدف محدد—مستودع بلدية تشيتا، المخزن العسكري، نقطة عقد الإمداد"

رد ضابط القصف بهدوء: "القنابل شديدة الانفجار جاهزة، استعد للإسقاط"

"إسقاط!"

بوووم—!

أربع قنابل زنة خمسمئة رطل أصابت بدقة منطقة المخزن العسكري، وضوء الانفجار كان كأن نواة الأرض انفجرت، صدى دويها يهز المدينة الهادئة

ثم أولان أودي، إيركوتسك…

كل نقطة عسكرية أساسية ومركز سكة حديد في المدن على طول الطريق تعرضت لضربات عنيفة

حلقت قاذفات جيش مينغ في تشكيل مروحي تكتيكي، كل ضربة تمهد الطريق للجيش المتقدم لاحقًا، ضامنة أن السكك والطرق بلا عوائق

هرب السكان في الطرقات بفزع، بعضهم ظن أن الأمر زلزال، وآخرون ظنوه بركانًا ينفجر من السماء

رفع البعض رؤوسهم نحو "الطيور الحديدية" المحلقة عاليًا

ولأول مرة، أدركوا أن هذه الحرب لم تعد كما عرفوها من قبل

في السادسة والنصف صباحًا، بدأ ضوء الفجر الخافت ينتشر

كانت موسكو غارقة في صمت غريب

ضوء الحرائق من اليوم السابق لم ينطفئ كليًا بعد، والأرض المحروقة في الشوارع والأزقة لم تبرد، والحجارة لم تبرد بعد، لكن مشاعر الناس ارتخت بشكل غريب

"انتهى… يجب أنه انتهى، أليس كذلك؟"

"القصف… انتهى، لن يعود مجددًا…"

بعض الناس كانوا يحملون دلاء لتنظيف الرماد أمام أبوابهم، وآخرون يزيلون البلاط المنهار، وآخرون يبحثون عن الأيقونات المقدسة في أنقاض الكنيسة

حتى السيدات النبيلات كن يتذمرن: "ردائي المطرز بالذهب احترق الليلة الماضية! يجب على العائلة الملكية تعويضي"

رغم أن القصر الشتوي دُمّر، إلا أن بصيص أمل بقي في قلوب البعض

"قنابلهم… ربما هذا كل ما لديهم؟"

"ربما مجرد تحذير؟"

"ربما—"

وفي هذه اللحظة بالذات—

عاد الصوت المألوف "أزززز" لمحركات في السماء، كأن الموت يحوم فوقهم

رفع أحدهم رأسه، فتبدل وجهه إلى شاحب في لحظة

في السماء، الظل الرمادي المألوف، ظهر من جديد!

ليس واحدًا، ولا عشرة، بل بحر كامل!

كثيف، طاغٍ، مثل سحب داكنة هائجة، مثل ألف نسر ينقض!

"—قاذفات!!!"

"لقد عادوا مجددًا!!!"

"اهربوا، آاااه—!!!"

انفجر الشارع بالفوضى!

صرخات مرعوبة، تدافع للهروب، سباب وبكاء… ضجيج لا يُحتمل!

في تلك اللحظة، شعرت المدينة كلها وكأنها نهاية العالم!

بدأت الجولة الثانية من الضربات!

"الهدف محدد—مَعالم مركز مدينة موسكو!"

وصلت ثلاث تشكيلات قصف في آن واحد:

الخط الشمالي الشرقي، يستهدف وزارة المالية، ودار السك الوطنية!

الخط الشمالي، يستهدف أكاديمية العلوم الإمبراطورية، ودار الأوبرا الوطنية!

الخط الشمالي الغربي، يستهدف كاتدرائية الأسقف والمكتبة الملكية!

"أسقطوا القنابل—اضربوا وفق الإحداثيات! اضربوا حيث يؤلمهم!"

"تشكيل سن النمر واحد، قنابل شديدة الانفجار جاهزة—إسقاط!"

"سن النمر ثلاثة، قنابل حارقة أطلقت—إسقاط!"

بوووم—!

بووم بووم بووم—!!

اجتاحت الانفجارات مجددًا هذه العاصمة الإمبراطورية العتيقة!

وزارة المالية كانت قد تضررت في الجولة السابقة، لكن هذه المرة، ثلاث قنابل خارقة للدروع شديدة الانفجار أصابت قلب المبنى مباشرة، فتحولت دفاتر الحسابات والخزائن إلى رماد ملتهب، ودُمر النظام المالي بالكامل!

اشتعلت النار في الخزانة الوطنية، وذابت العملات الذهبية إلى حديد مصهور، يقطر على أرضية الرخام بصوت حزين "شششش"!

أكاديمية العلوم الإمبراطورية أصابتها قنبلتان حارقتان!

ذلك الصرح العلمي الفخور في روسيا القيصرية ابتلعته النيران فورًا، وتحولت المخططات والكتب النادرة إلى رماد!

ومن علٍ، لم يُرَ سوى دخان كثيف يصعد إلى السماء!

دار الأوبرا الوطنية، المعروفة بـ "تاج فنون الشمال"، لقيت حتفها كذلك

ثلاث قنابل، مثل نغمات موسيقية محسوبة، أصابت المسرح الرئيسي، وكواليسه، وغرف تبديل الملابس؛ وفي سلسلة انفجارات، انهار المبنى كله كأن لحنه انقطع فجأة!

الموسيقيون والممثلون الذين كانوا يشعلون المصابيح خلف الكواليس لم يجدوا وقتًا للهروب، فدُفنوا تحت الأنقاض!

أما كاتدرائية الأسقف، رمز الإيمان الروحي—ذلك القبة الذهبية التي تعلوها صليب ارتفاعه سبعون مترًا، وتحمل شرعية الحكم القيصري—

في هذه اللحظة، أصابتها مباشرة قنبلة جوية زنة خمسمئة رطل!

انفجرت القبة الذهبية، وسقط الصليب، كعملاق مهزوم، من القبة، محطمًا الكنيسة بأكملها!

كثير من المصلين كانوا راكعين خارج الكنيسة، لا يزالون يدعون:

"يا رب، ماذا فعلنا من ذنب…"

"لابد أن هذه خطيئة الملك، عقابه، وليست ذنبنا…"

"يا رب، اغفر لنا—"

وفي اللحظة التالية

بوووم!

اندفعت موجة حر لافحة كالسيل، اجتاحت الحي بأكمله!

أولئك الراكعون، الممسكون بالأيقونات، طارت أجسادهم في الهواء، ارتطمت بجدران حجرية، وأبراج أجراس مهدمة، وعجلات عربات منصهرة!

ابتلعتهم النيران، دون حتى أن يكملوا صلواتهم!

القصر الشتوي قُصف في الجولة السابقة، والآن أُزيلت كل "المراكز البديلة" في هذه الجولة

ما كان يرمز للسلطة الإمبراطورية، ويمثل العلم، ويهيمن على الإيمان، ويحمل الثقافة—كله دُمّر!

الإمبراطورية بأكملها، كشجرة عتيقة اقتلعت من جذورها، لم تصدر حتى أنينًا كاملًا قبل أن تسقط

العائلة الملكية والنبلاء التزموا الصمت تمامًا

وفي تلك اللحظة، حتى أعند الجنرالات بدأوا يشكون:

"سلاحهم الجوي… يشبه غضب الحاكم"

استمر القصف حتى الثامنة والنصف صباحًا

"الهدف مصاب، المهمة أُنجزت، نستعد للعودة"

انعطف التشكيل، وتحركت الظلال الرمادية غربًا، مباشرة نحو الغيوم

وما بقي، كان عاصمة إمبراطورية قديمة سُحقت مرارًا، وقطع رخام متناثرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/13 · 8 مشاهدة · 880 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025