🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وسط الرياح والثلوج، دوى صوت لو شانغ ون مجددًا:
"جميع الوحدات — اضربوا بالتزامن"
"لا أريد أن أترك حجرًا واحدًا سليمًا"
كان كامنسكي، مرتديًا عباءة عسكرية ثقيلة، يقف أمام خريطة في القاعة الخلفية لكاتدرائية بطرس، يمرر إصبعه ببطء فوقها
"يجب حفر خنادق جديدة على طول الخط الجنوبي للمدينة"
"الميليشيا في الغرب متناثرة جدًا؛ أرسلوا من يعيد تدريبهم"
"بقي في المدينة مؤونة تكفي ثلاثة أيام — إذا صمدنا خمسة أيام، يمكننا الصمود لخمسة أسابيع"
كان يخطط بدقة
رغم أن سان بطرسبرغ كانت نصف مطوقة، ظل يؤمن دائمًا:
لمجرد أن الشرقيين يقاتلون بسرعة لا يعني أنهم يستطيعون الاستمرار طويلًا
"مدينتنا هذه حديد متجمد منذ مئة عام"
ظل يحمل بصيص أمل في قلبه
إذا استطاعوا الصمود، طالما أن هذه "الوصاية" ثبتت لثلاثة أو خمسة أيام دون استسلام أو انهيار، فستجلب بالتأكيد التعاطف الخارجي والانتباه الدولي
وعندها، حتى لو كان مينغ العظيم قويًا، فلن يكون من السهل عليهم أن يذبحوا المدينة علنًا
— "ننتظر فرصتنا، إنها حرب استنزاف"
كان على وشك أن يأمر مرؤوسيه بالاتصال بالورش وجمع كل أغطية القدور والألواح الحديدية في المدينة لصهرها إلى قذائف مدفعية
لكن قبل أن يتكلم
بوووم—!!!
اهتزت الأرضية بأكملها بعنف، وتحولت النوافذ الزجاجية الملونة في قمة برج الكنيسة إلى غبار بـ"فرقعة"، وارتجت الجدران، وتساقطت شظايا الحجارة كالمطر!
زلزال؟
لا، ليس صحيحًا
إنه قصف مدفعي
تجمد كامنسكي، ثم استدار بحدة!
اقتحم حارس البوابة الباب مترنحًا وهو يصرخ:
"تقرير! — برج الكنيسة أصيب!!"
قبل أن ينهي كلامه، اندفع شخص آخر مغطى بالدخان والغبار، تفوح منه رائحة النار والدم:
"مستودع ذخيرة معسكر الفرسان المركزي أصيب؛ المنطقة بأكملها تشتعل!!"
"...خيولنا لم نطلقها بعد!!"
تغير وجه كامنسكي؛ وقبل أن يسأل للتوضيح، اندفع رسول ثالث، ووجهه شاحب:
"قوات الميليشيا فقدنا الاتصال بها!"
"معسكر الفرسان أيضًا فقدنا الاتصال به!!"
انهالت التقارير عليه واحدًا تلو الآخر، كالمسامير الفولاذية التي تثبته على واقع لا مفر منه
تحول وجهه من الرمادي إلى الشاحب، وقبضته تتصلب بقوة
"كنت أعتمد عليكم..."
"لكنكم لم تحافظوا على شيء..."
لم يكن لديه وقت للحزن
عليه أن يفعل شيئًا
قبض أسنانه وضرب الطاولة بيده
"اجمعوا كل الضباط المقاتلين المتبقين — جميع الأفراد في مواقعهم!"
"فعّلوا فورًا خط الدفاع الاحتياطي! وفق الخطة الطارئة B2!"
"المناطق من 1 إلى 3 جنوب المدينة، أغلقوها بالكامل، ودافعوا بكل قوتكم!!"
لم يتمالك أحدهم نفسه وسأل بصوت منخفض: "إلى متى يمكننا... الصمود؟"
استدار كامنسكي، ووجهه مملوء بالإصرار والعناد
"أخبروا الجميع — اصمدوا لثلاث ساعات!"
"بعد ثلاث ساعات، سنبث للمدينة بأكملها —"
"سان بطرسبرغ، لا تنحني!"
لكن لم يتحرك أحد
تبادل الجنرالات النظرات
نظروا من النوافذ، فلم يروا جنودًا يهجمون، بل ظلالًا تهرب
سرايا "حرس الوصاية" المسلحون بالبنادق والخناجر عند الخصر تخلوا منذ زمن عن دروعهم وخوذاتهم، وركضوا بجنون في الشوارع
حتى قبل أن تسقط القذائف، كان معنوياتهم قد انهارت
"إنهم يهربون!؟"
"أعيدوهم!! أطلقوا... أطلقوا لردعهم!!"
زأر كامنسكي، وسحب مسدسه، ودفع الباب، مندفعًا إلى الشارع
أطلق بنفسه ثلاث طلقات في الهواء: "عودوا جميعًا! عودوا!!"
لكن ما أجابه كان جولة جديدة من القصف المدفعي
سقطت القذيفة في نهاية الشارع، فانهار صف كامل من المنازل المدنية، وتطاير الركام، ممزقًا ثلاثة جنود فارين إلى أشلاء!
خيم الصمت على الشارع فورًا
ثم تبع ذلك صرخات، وتقيؤ، وهروب يائس، ومجموعات من الجنود يركضون ويزحفون بجنون نحو شمال المدينة، وبعضهم يمزقون بزاتهم العسكرية ويجثون عند مفترق الطرق وهم يولولون: "لن أقاتل بعد الآن! لن أقاتل بعد الآن!"
انهار كامنسكي خلف عمود حجري في الشارع، محدقًا بالراية الملكية الزرقاء والذهبية التي ما زالت ترفرف فوق الكنيسة
تمتم: "ألم تقسموا..."
"قلتم ستحمون الأيقونات المقدسة بأرواحكم..."
"قلتم إني ملككم..."
"جنرال! الشارع الخلفي لا يمكننا التمسك به! الدبابات تخترق!!"
"المخزن المركزي للحبوب انفجر، طعامنا... كله تدمر!!"
ألقى رسول صغير بنفسه بجواره، وجهه ملطخ بالسخام، وعيناه الواسعتان مليئتان بالرعب
"هل نحن... نتراجع؟"
لم يقل كامنسكي شيئًا
بل وقف ببطء وتمايل عائدًا إلى القاعة الأمامية للكنيسة
كانت النيران قد وصلت إلى قاعدة البرج، وأطراف الراية الملكية متفحمة، والباب الرئيسي للكنيسة محطم، وخشبُه مكسور على شكل حرف V مقلوب، وزاوية من "لوح القسم" أمام المذبح تهشمت بقصف مدفعي
وقف أمام ذلك اللوح، ناظرًا إلى القسم الذي نحته بيده:
"الموت ولا الاستسلام، لن تنقرض السلالة الشرعية"
ضحك فجأة
كانت ضحكته هادئة، لكنها حملت يأسًا مطلقًا
أغمض عينيه ببطء، وجسده واقف كالتمثال الحجري وسط بقايا نار المذبح
"اتضح أن... ’الشرعية‘ مجرد نكتة"
في تلك اللحظة، شق صراخ عنان القبة—
قذيفة اخترقت ليل الثلج، وأصابت قمة الكنيسة بدقة!
بوووم—!!!
انهار برج الجرس بأكمله وسط كتلة من النار، وتساقط الركام كالمطر، وتهاوت الراية الملكية الزرقاء والذهبية في الهواء، كطيف يتخبط
لعقت النيران القماش، وتحولت الراية في النهاية إلى كتلة من السواد المتفحم، متفتتة إلى رماد في الريح، ساقطة مع الدخان إلى الخراب المحطم
ودُفن جسد كامنسكي تمامًا في ذلك الغبار
لم يكن هناك بوق
ولا وداع
هذه المقاومة، التي مثلت "آخر قطرة من كرامة روسيا"، انتهت تمامًا بانفجار
في صباح اليوم التالي، وقف لو شانغ ون أمام أنقاض كاتدرائية بطرس
تحت قدميه أرض محترقة، وبلاط مكسور، وأظرف قذائف؛ التقطت الريح ذرة من رماد الراية المحترقة، وهبطت على حذائه العسكري
داسها وقال بهدوء:
"إمارة موسكو بأكملها تم تطهيرها تمامًا"
"من اليوم فصاعدًا، لن يكون هناك ’مقاومة‘"
ركض ضابط اتصالات مسرعًا، يحمل برقية عاجلة مختومة بالشمع الأحمر
"جنرال! مكالمة واردة! إنها برقية من جلالة الإمبراطور!"
أخذ لو شانغ ون البرقية وقرأها بسرعة
كان محتواها موجزًا، لكن كل كلمة فيه تحمل ثقلًا هائلًا:
"بعد عشرة أيام من الآن، سأقود شخصيًا حرس الشرف لحملة الشمال في عرض عسكري بمركز موسكو، لأكرم الجيوش الثلاثة وأعلن الحكم الجديد"
"بعد عشرة أيام..."
"موسكو... عرض عسكري..."
توقف لثانية، ثم ارتسمت ابتسامة ببطء على شفتيه، زاحفة من عينيه إلى أعماق عظامه
كانت ابتسامة لا يملكها إلا المنتصرون
"عرض عسكري، هه..."
"لقد عملنا طويلاً؛ وأخيرًا، سيتمكن جلالة الإمبراطور من رؤية إنجازاتنا!"
استدار وصاح:
"جميع القوات، انتبهوا —"
"من اليوم، ندخل مرحلة إعادة التنظيم لما بعد الحرب"
"موسكو ستستقبل جلالة الإمبراطور في عرض عسكري بعد عشرة أيام؛ من يتجرأ على ترك وحدة واحدة تتأخر — سأجرده من رتبته بنفسي!"
بمجرد أن وصل الخبر إلى المعسكر، انفجر الجيش بأكمله حماسًا!
تعالى هدير المحركات من كتيبة الدبابات؛ ضغط السائقون دواسات الوقود، يضحكون بجنون:
"كنت أظن أن حياتي ستنتهي فقط في منطقة مناجم، لكن الآن سأمشي في تشكيل عبر الشارع الرئيسي لموسكو!؟"
الجنود الشباب في كتيبة المشاة ألقوا خوذهم في الهواء حماسًا: "جلالة الإمبراطور يريد أن يراني أطلق النار! يريد أن يرى المعارك التي خضتها بعينيه!"
ضابط الإمداد احتضن البرقية وانفجر باكيًا في مكانه: "جلالة الإمبراطور قادم... إذن عليّ أن ألمع براميل الزيت زيادة!"
المعسكر بأكمله، من الخنادق إلى المطبخ، ومن مركز القيادة إلى ساحة التدريب، شعر الجميع وكأنهم سمعوا والدهم يعود إلى البيت، أو جامعتهم تنادي أسماءهم، أو جنرالًا عجوزًا يُمنح لقبًا —
لم يكن هذا مجرد نصر؛ بل كان مجدًا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ