22 - تشو يانرو يعجب بجمال يانغتشو النحيف، وجنود الجين يي وي يعتقلون تشانغ داشان

🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في صباح اليوم التالي، ومع بزوغ الفجر

خمسة من الحرس الإمبراطوري كانوا يتبعون بصمت وراء تشانغ داشان

كان تشانغ داشان مرتديًا زي الحرس الإمبراطوري، جالسًا في محفة، ممسكًا بيده رزمة سميكة من الأوراق النقدية

تلك الأوراق النقدية كانت "أموال النجاة" التي جمعها بشق الأنفس من تجار الحبوب بالأمس

لكنه لم يكن ينوي استخدام كل تلك الأموال لزيارة الوزير الكبير

ببراعة، سحب بضع أوراق من الرزمة، وأخفاها سرًا في كمّه، وعيناه تلمعان بانتصار

"ألفا تايل من الفضة ستكون كافية لزيارة الوزير الكبير، أما الباقي فسيكون لي"

توقفت المحفة أمام قصر الوزير الكبير تشو يانرو

قفز تشانغ داشان من المحفة، رتّب ملابسه، ثم طرق برفق على مطرقة الباب البرونزية الكبيرة

دوت صوتان "طَرق-طَرق"

استيقظ البواب من نومه بفعل الطرق، فرك عينيه وهو يتثاءب، وتقدّم ببطء وهو يسأل بانزعاج: "من هناك؟ ما كل هذا الطرق في الصباح الباكر!"

أسرع تشانغ داشان بابتسامة، وتقدّم، وسحب تايلًا واحدًا من الفضة المكسّرة من كمّه وقدّمه له

قال باحترام: "اهدأ يا سيدي! أنا تشانغ داشان من متجر الحبوب في شمال المدينة، ولدي أمر عاجل مع الوزير الكبير!"

أخذ البواب الفضة المكسّرة، فتبدل موقفه بشكل ملحوظ: "حسنًا، انتظر هنا، سأدخل لأبلغه"

أومأ تشانغ داشان سريعًا وانحنى وهو يقول بتملق: "جيد، أقدّر تعبك!"

سرعان ما عاد البواب، دافعًا جسد تشانغ داشان: "سيدي مشغول اليوم، عد في يوم آخر! لا تقف هنا وتعرقل الطريق!"

كانت تلك الكلمات كالصاعقة على رأس تشانغ داشان، فداس على الأرض بقلق

عقله كان في فوضى

حاليًا، لم يكن هناك سوى تشو يانرو القادر على مواجهة السلطة الإمبراطورية

إذا لم يتدخل الوزير الكبير، فإن جميع متاجر الحبوب في العاصمة ستفلس هذه المرة!

وحينها، ستقع تجارة الحبوب في العاصمة كلها في أيدي أقارب الإمبراطور، ولن يكون هناك مجال للعيش لأمثالهم!

فضلًا عن ذلك، كان هناك عقد القرض الذي يبتلع الناس بلا رحمة!!

مسح تشانغ داشان العرق عن جبينه، وعضّ على أسنانه، وأسرع للحاق بالبواب: "سيدي، لا تغلق الباب، اسمعني للحظة!"

تجهم البواب وتوقف: "لماذا أنت لا تنتهي!"

أخرج تشانغ داشان بسرعة رسالة كان قد أعدها مسبقًا من كمّه

ناولها بكلتا يديه وهو يبتسم قائلًا: "بما أن الوزير الكبير غير متاح لرؤيتي اليوم، فقد تجرأت وكتبت له رسالة!"

"أرجوك يا سيدي أن توصلها للوزير الكبير. الرسالة تشرح تفاصيل الأمر. أرجوك أن تقدّمها نيابة عني"

ألقى البواب نظرة على الرسالة في يد تشانغ داشان، لكنه لم يأخذها

تأمله من أعلى إلى أسفل وقال: "يمكنني توصيلها، لكن هذه المهمة ليست مجانية"

فهم تشانغ داشان ما كان يلمّح إليه، فأخرج فورًا خمسة تايلات من الفضة المكسّرة من كمّه

ووضعها في يد البواب بتملق: "لقد تعبت يا سيدي، أرجوك اقبل هذه الهدية البسيطة"

عندما رأى البواب الفضة، ارتسمت على وجهه ابتسامة

قبض على الفضة ووضعها في جيبه برضا: "حسنًا! بما أن التاجر تشانغ بهذه الصراحة، سأقوم بهذه الرحلة من أجلك"

انحنى تشانغ داشان مرارًا: "شكرًا لك يا سيدي، شكرًا لك!"

أخذ البواب الرسالة ودخل

أما تشانغ داشان فظل يمشي قلقًا أمام الباب: "آمل أن تُحدث هذه الرسالة فرقًا!"

في جناح بجانب البحيرة في الحديقة الخلفية، كانت امرأة رشيقة ترقص

كان وجهها مزينًا بمكياج رائع، وخصرها النحيل يمكن تطويقه بيد واحدة

مع كل نظرة وابتسامة، كانت تبعث بجمال ورقة بلدة جيانغنان المائية

كانت "شيليان"، "جمال يانغتشو النحيف" الذي قدّمه تجار الملح لتشو يانرو كهدية بقيمة ثلاثة ملايين تايل من الفضة

اليوم، كانت شيليان تؤدي دور "دو لينيانغ" من مسرحية "جناح الفاوانيا"

كان صوتها طويلًا وعذبًا، مثل نبع صافٍ يتدفق بين جبال، وكل كلمة تترك صدى في الأذن

كان غناؤها ناعمًا بلا إفراط، وحزينًا بلا مرارة، معبرًا تمامًا عن حزن الحلم

"اتضح أن الألوان الزاهية في أوجها، لكنها كلها تُعطى للآبار المهدمة والجدران المتداعية..."

رفعت ذراعها برفق، وأصابعها النحيلة كأنها أزهار الأوركيد في بداية تفتحها، وكمّا ثوبها يرسما قوسًا رشيقًا في الهواء

كان تشو يانرو جالسًا على أريكة ناعمة، ممسكًا بكوب من الشاي المعطر الدافئ، لكن نظره لم يعد على الكوب

كانت عيناه تتبعان حركة شيليان، والابتسامة على شفتيه تتسع، وكأن العالم كله لا يحتوي سوى على هذه الصورة الساحرة أمامه

وعندما غنّت شيليان الجزء من "التجول في الحديقة والحلم المتيقظ"، نظرت بخفة إلى الوراء، وعيناها كخيوط حرير

في تلك اللحظة، شعر تشو يانرو بخفقان في قلبه

لم يستطع إلا أن يميل للأمام، وعيناه شاردتان

انسكب الشاي على يده دون أن ينتبه

"يا لها من حسناء، حقًا إنها منحة عظيمة من السماء لي!"

وبدا أن شيليان شعرت بنظراته؛ وعندما وصلت إلى ذروة الغناء، ارتفع طرف فمها قليلًا بابتسامة خافتة بالكاد تُرى، كنسيم ربيع يداعب الصفصاف، لينة لدرجة الإفتان

لكن فجأة قاطعها صوت البواب المذعور:

"سيدي! تشانغ داشان من متجر الحبوب في شمال المدينة جلب لك رسالة!"

تجهم تشو يانرو، وتبخر شعوره بالنشوة فورًا

كان ينوي تجاهل الأمر، لكن صوت البواب واصل الحديث في وقت غير مناسب

وما إن فتح البواب الباب حتى وقعت عيناه على شيليان الفاتنة على المسرح

اتسعت عيناه فجأة، وتوقف مكانه، حتى نسي الكلام

أدركت شيليان أن هناك أمرًا طارئًا، فأوقفت الغناء بأدب، وانحنت قليلًا لتشو يانرو قائلة بهدوء: "يبدو أن لدى السيد أمرًا عاجلًا، سأنسحب أولًا"

أشار لها تشو يانرو بالانصراف وهو غير راضٍ

خرجت شيليان بابتسامة فاتنة، لكن هذا لم يحسن مزاج تشو يانرو كثيرًا

نظر إلى البواب المذهول، والشرر يتطاير من عينيه

"أيها الأحمق! ألم أقل لك ألا تزعجني!"

أمسك فجأة بكوب الشاي ورماه بقوة عند قدمي البواب

تناثرت شظايا الخزف، فتراجع البواب مرعوبًا حتى كاد يسقط

"اللعنة!" غضب تشو يانرو، على غير عادته الرزينة، "لو لم أكن في مزاج جيد، لكنت كسرت ساقيك اليوم!"

ارتجف البواب بخوف، وأخفض رأسه وهو يتمتم: "سيدي... أنا... رأيت التاجر تشانغ قلقًا، فظننت أن الأمر عاجل..."

زم تشو يانرو شفتيه، ونظر إلى الظرف السميك في يد البواب

هدأ وجهه قليلًا، وتوقع أن هناك "هدية" في الداخل

لكن حذره دفعه ليسأل: "هل رأى أحد آخر خارجًا تسليمه الرسالة؟"

أسرع البواب بهز رأسه قائلًا: "لا، لم يكن هناك سوى التاجر تشانغ وسائسه، ولا أحد غيرهما"

تنفس تشو يانرو الصعداء، وهو يحسب في ذهنه:

كانت تصرفات الإمبراطور الأخيرة غريبة حقًا، فلم يعقد اجتماع الصباح لثلاثة أيام، كما تم استبدال الحرس الإمبراطوري والكتائب الثلاث الكبرى، وكذلك جهازي الشرق والغرب في العاصمة

في مثل هذه الفترة الحرجة، عليه أن يكون حذرًا في كل تحركاته

لكن الحراس الثلاثة على السطح كانوا قد شاهدوا معاملتهم بوضوح

"هل نتحرك؟" همس أحد الحراس وهو يراقب الطرفين في الشارع

تردد القائد قليلًا ثم قال: "انتظر قليلًا، إذا دخل تشانغ داشان، يمكننا القبض عليهم جميعًا دفعة واحدة!"

"لا!" هز حارس آخر رأسه بجدية، "لقد أرسل تشانغ داشان الرسالة، ومن المحتمل أن ذلك الثعلب العجوز تشو يانرو لن يظهر. إذا انتظرنا أكثر، قد لا نمسك بأحد!"

عضّ القائد على أسنانه: "إذن نتحرك الآن، ونقبض على تشانغ داشان أولًا!"

وما إن قال ذلك، قفز الحراس الثلاثة من السطح كالفهود، وهبطوا بصمت

في لحظة، كانوا قد أحاطوا بتشانغ داشان وسائسه

"لا تتحرك!" قال القائد ببرود، صوته عميق لكن مملوء بنية القتل

أشهر شفرة سيفه، وانعكس بريقها في ضوء الفجر البارد، ووجّهها مباشرة إلى عنق تشانغ داشان

شحب وجه تشانغ داشان، وارتخت ساقاه حتى كاد يركع

رفع يديه بسرعة وهو يرتجف قائلًا: "سيدي، ارحمني! أنا لا أعرف شيئًا، حقًا لا أعرف شيئًا!"

"اصمت!" زمجر الحارس، وضغط النصل قليلًا على جلده، ليشعره ببرودته، "إن تجرأت على إخراج صوت آخر، سأقطعك حالًا!"

لم يجرؤ تشانغ داشان حتى على التنفس بصوت عالٍ، ووجهه شاحب، وهو يومئ برأسه ببطء

أما سائسه فقد كان أكثر رعبًا، فركع فورًا، ورأسه منخفض، ولم يجرؤ حتى على النظر

"خذوهما!" أمر القائد ببرود

أسرع الحارسان الآخران بربط تشانغ داشان وسائسه وتكميم أفواههما

ثم أخذهم الحراس الثلاثة بعربة نحو سجن شاو!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/09 · 110 مشاهدة · 1234 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025