🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سارت فرقة من جنود جيش مينغ ترافق عربات السجن بخطوات مهيبة عبر الشارع الرئيسي للعاصمة، خطواتهم حازمة

كان الموكب يضم ليس فقط لي تشينغ قُوي، الملك المخلوع، بل أيضًا العديد من أبنائه وإخوته وأقاربه

داخل إحدى الأقفاص، كانت هناك شخصية لافتة للنظر، خارجة عن المألوف

لم تكن سوى فتاة في الخامسة عشرة من عمرها تُدعى لي رويان

كانت أصغر بنات لي تشينغ قُوي، وآخر زهرة في قصر كوجوريو الملكي لم تذبل بعد

لم يكن ينبغي أن تقع في خضم هذه العاصفة من خراب الوطن وفناء العائلة

كانت بشرتها كالبورسلين، وعيناها رقيقتين خجولتين، وعنقها نحيل، ورموشها ترتجف قليلًا، مثل زهرة ماغنوليا بيضاء تتفتح بصمت وسط الثلوج

جمال نشأ في أعماق القصر منذ الطفولة، لم يمسه غبار

رغم أن فستانها الطويل من الحرير البسيط كان ملوثًا بالدماء، إلا أن قصته المتقنة وخصرها النحيل، الذي يمكن أن يطوقه كف، أبرزا جمال قوامها وجعلاها أكثر إثارة للشفقة

ومع ذلك، كان هذا الجمال الفطري الآن مكبَّل اليدين بحبال كتان خشنة

تناثر شعرها على كتفيها، تتدلى خصل منه على جبهتها، لتخفي الحيرة والخوف في عينيها

جلست في زاوية عربة السجن، ترتجف

لم تكن تفهم ما الذي يجري –

فقط استدعاها والدها، وقال إنهم سينتقلون للعيش في مكان جديد، وطلب منها أن "تصبر"

لم تكن تعلم أن القصر الملكي قد دُمِّر، وأن وطنها وبيتها قد زالا، وأن الفرسان وفوهات البنادق أمامها كانوا الوصول الحقيقي للمصير

ولم تكن لي رويان، في الأصل، مولودة من أجل هذه العربة

لقد كانت "ورقة سياسية" رباها لي تشينغ قُوي بعناية

قبل عامين، حين لم تكن دولة جين المتأخرة قد سقطت بعد، كان لي تشينغ قُوي يخطط لتزويجها إلى دورغون

كانت في الثالثة عشرة حينها، وقد تم إعدادها خصيصًا، فتعلّمت التطريز، ولغة المانشو، وآداب البلاط، وركوب الخيل

كانت تنتظر فقط الفرصة، لتُرسل إلى الشمال كـ "أثمن هدية للمملكة"، مقابل "استقرار أراضي كوجوريو"

كانت "صفقة" تكاد تكون مخزية

لكن لي تشينغ قُوي لم يهتم؛ فقد كان بحاجة إلى ورقة يكسب بها ود جين المتأخرة، وكانت رويان الأجمل

لكنه لم يتوقع – أن تُسحق جين المتأخرة بهذه السرعة تحت مدّ جيش مينغ الحديدي

قُتل دورغون في المعركة، وأبيدت الرايات الثمانية بالكامل

وتبخر مصيرها مع أولئك الفرسان الذين كانوا يمتطون الخيل ويجلدون بالسياط

لم يعد أحد يريدها

تُركت لي رويان في عزلة باردة في أعماق القصر لمدة عام كامل، وما كان ينتظرها لم يكن ثوب الزفاف، بل القيود

والآن، كانت لا تزال ترتدي فستان الحرير البسيط الذي صُنع "من أجل زفافها"، لكن حاشيته كانت ملطخة بالدم والطين

كانت تحدق في النظرات الكثيرة من الشارع، لا تعرف ما هو الخجل، تعرف فقط الخوف كضباب

"أبي قال… أنا هدية"

"لكن لماذا… لم يعد أحد يأخذني؟"

أرادت أن تسأل، لكن لم يجبها أحد

أخوتها كانوا قد طأطأوا رؤوسهم صامتين

وأعمامها تظاهروا جميعًا بعدم معرفتها

كانت ترتجف، متكئة على زاوية عربة السجن، مثل غزالة خائفة مسحوقة تحت حوافر الحديد، ومصيرها ليس بيدها

أما أهل المدينة الذين شهدوا هذا المشهد، فقد اختلطت فيهم الصدمة والشفقة والحيرة

"أليست هذه… أميرة ملكية؟"

"أذكر أنها لم تغادر غرفها منذ الطفولة، ولم تتدخل في شؤون البلاط، فلماذا تُؤخذ أيضًا؟"

"إنها… جميلة جدًا…"

"بهذا الجمال، لو وُلدت في العاصمة، ربما كانت دخلت بالفعل مكتب الاختيار لتصبح سيدة نبيلة"

"يا للأسف… وُلدت في المكان الخطأ"

بعضهم اندهش، وبعضهم شعر بالألم، لكن لم يجرؤ أحد على رفع صوته

اكتفوا بالتجمع تحت الأسقف، يهمسون همسًا

أما أولئك المسؤولون والأدباء الذين كانوا يعتمدون في معيشتهم على العائلة الملكية، فقد كانت وجوههم شاحبة

شاهدوا بأعينهم أفراد الأسرة الملكية، الذين كانوا يجلونهم، يُساقون بالسياط في الثلوج كالمجرمين، بعيون خاوية، وشعر أشعث، وملابس بالية

في تلك اللحظة، غطى بعضهم وجوههم خجلًا وغضبًا، وفروا هاربين

خارج أكاديمية المدينة الملكية، وقف شيخ أشيب الشعر عند أسفل الدرجات، يحدق بعينيه في عربات السجن

كان اسمه سونغ يان تشي، عمره ثلاثة وسبعون عامًا، وزير الطقوس السابق، رجل مستقيم واسع العلم، وأحد أعظم علماء كوجوريو

خلفه، عشرات الطلاب راكعين في الثلج، لا يعرفون أيمكثون أم ينصرفون

مرت عربات السجن أمام عينيه

كان صليل السلاسل يضغط على قلبه، كأنه يسحق سمعته ومعتقداته التي عاش بها

رأى –

الأميرة الصغيرة التي كانت تعزف القيثارة وتلقي الشعر في قاعة شمس الصباح، لي رويان، التي مدحها ذات مرة بأنها "تملك طبع الأوركيد، قدوة لمملكة الشرق"، كانت شاحبة، منكمشة في زاوية القفص

أغلال الحديد في كاحليها، وفستانها ملوث بالدم، وتعبيرها حائر

وكانت لا تزال ترتدي ثوب الزفاف "المُعَد لزواجها من دورغون"

لكنها الآن، لم تكن عروسًا

بل أسيرة

كانت تنظر إلى سونغ يان تشي بعينين خاويتين، كأنها تحاول التعرف على الشيخ الذي مدح ذات يوم خط يدها الأنيق

لكنها كانت متعبة جدًا، وباردة جدًا

لم تنطق سوى كلمتين: "أيها المعلم…"

هاتان الكلمتان، كالسكاكين، غرزتا في صدر سونغ يان تشي

لم يقل شيئًا، فقط رفع يده وصفع نفسه بقوة على وجهه

ثم استدار ببطء، وهمس لطلابه: "اليوم… الدرس ملغى"

عاد إلى مكتبه، أشعل البخور، غسل يديه، وبسط ورقة بيضاء

أمسك بفرشاته وكتب: "مئتا عام من الإرث الأدبي لكوجوريو، انقطع اليوم"

"أنا صانعه، وأنا أيضًا هادمه"

"مخزٍ أمام السماء والأرض، مخزٍ أمام أجدادي، مخزٍ من حياتي"

"فليكن موتي عودة إلى الطقوس"

التوقيع: سونغ يان تشي، راكعًا بكل احترام

في تلك الليلة، وجد خدم عائلة سونغ سيدهم معلقًا في قاعة المحاضرات، ملابسه مرتبة، وصدغاه أبيضان كالثلج

ولم يكن وحده

في عدة أكاديميات، ومدارس خاصة، ومكتبات في أرجاء المدينة، انتشر نفس الخبر تلك الليلة:

العلماء الذين صاغوا السياسات، ورؤساء المدارس العائلية الذين جمعوا النصوص الكلاسيكية، والوزراء السابقون الذين خدموا في البلاط – جميعهم اختاروا الموت الصامت في تلك الليلة

بعضهم ترك وصايا، وبعضهم لم يشأ حتى ترك كلمة واحدة، مكتفين بوضع لفافة شعرية قديمة على مكاتبهم: "يموت العالم من أجل مبادئه، ولا ندم في هذا القلب"

تلك الليلة، لم يكن مجرد سقوط سلالة حاكمة

بل كان أيضًا انكسار العمود الفقري، والكرامة، بل وأرواح عدد لا يحصى من الأدباء، مسحوقة في الثلج والطين

في صباح اليوم التالي، وصلت جريدة دا مينغ عبر الخيول السريعة إلى أنحاء البلاد

وكان العنوان الرئيسي في الصفحة الأولى، مطبوعًا بخلفية سوداء وأحرف حمراء بارزة –

"بعد تهدئة روسيا، هان يانغ تسقط مجددًا!"

"أراضي دا مينغ تتسع بمقدار سبعة وثلاثين ألف لي أخرى!"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/14 · 15 مشاهدة · 1009 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025