245 - قبل الحملة على اليابان، مواجهة مع الأسطول المشترك للوزون!

🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد توحيد مقاطعة تايوان، لم يتجه شي كفا فورًا إلى الشمال، بل ترك خمسين ألف جندي من النخبة موزعين على الجزيرة، وأطلق حملة قمع ثلاثية المحاور

"الأرض التي فُتحت ولم تُطهر بالكامل ليست حقًا جزءًا من الإمبراطورية"

جبال وسط تايوان، بغاباتها الكثيفة المتواصلة، كانت فيما مضى حاجزًا طبيعيًا يتحصن فيه الكثير من قطاع الطرق

كان هؤلاء الناس في الأصل بقايا قطاع طرق وطغاة محليين استغلوا الحرب لاحتلال القرى الجبلية ونصبوا أنفسهم "أباطرة محليين"

عثرت الكتيبة السابعة مشاة على معقل لقطاع الطرق في "تلة النمر"، محاط بالغابات من ثلاث جهات ومنحدر صخري من الجهة الرابعة

الهجوم الأمامي كان سيؤدي حتمًا إلى خسائر

أمرهم شي كفا بعدم الهجوم مباشرة، بل بقطع الماء والمؤن عنهم وتحطيمهم نفسيًا

في غضون ثلاثة أيام، أغلق جيش مينغ كل مصادر المياه، وبث قوانين الإمبراطورية ليلًا ونهارًا، معلنًا أن "من يستسلم يمكنه الانضمام إلى الصفوف، ولن يُقتل، وسيحصل على المؤن"

في صباح اليوم الرابع، انطلقت أخيرًا صيحات مدوية من داخل المعقل:

"نستسلم! لا تقتلونا! نريد التسجيل كشعب!"

أكثر من خمسين من قطاع الطرق الجبليين ألقوا أسلحتهم، واصطفوا، وخرجوا من المعقل، وجثوا أمام معسكر الجيش الرسمي، باكين ومعترفين بجرائمهم

كان زعيمهم شيخ قطاع طرق في الخمسين من عمره، سلّم وهو يرتجف "ختم سيد المعقل" للضابط، مرددًا مرارًا:

"نريد أن نكون بشرًا أيضًا، لا أشباحًا بعد الآن"

كان ميناء "جينغو" قبالة ساحل تاينان قرية صيد صغيرة في الأصل، وبعد الحرب، سيطر عليه القراصنة وأخفوه تحت اسم "جمعية الصيادين"، لكنه كان في الحقيقة يتواطأ سرًا مع لوزون للتهريب

بعد تلقي التقرير، أرسل شي كفا ثلاث سفن حربية سريعة لمداهمة الميناء ليلًا

"سريعة كالريح، حاسمة كالرعد"

في الثالثة فجرًا، كان القراصنة في الميناء يشوون السمك ويشربون الخمر، غير مدركين أن جيش الإمبراطورية على أبوابهم

رست سفن مينغ السريعة وفتحت أبوابها فورًا، وانقضت فرق الاقتحام كالموج

"اقتل!!!"

في لحظة، ملأت الصرخات الجو وتناثر الدم على قوارب الصيد

قاوم زعيم القراصنة، "بلاك توث ألونغ"، بيأس، لكنه قُطع رأسه بضربة واحدة، ولُطخ سطح السفينة بدمه

أُحصيت نتائج المعركة: تسعة عشر قُطعت رؤوسهم، سبعة وخمسون أُسروا، ثمانية قوارب صيد مستعادة، وضبط سبع بنادق، وخريطة بحرية، ومستودع بضائع مملحة

تجمع الناس في الميناء، جاثين شاكرين، وهم يهتفون:

"لقد وصل جنود السماء، رحل شياطين البحر أخيرًا!"

في ضواحي تايبيه، كان هناك مخزن حبوب يبدو عاديًا، لكنه في الحقيقة محطة عبور للسوق السوداء لشبكة تهريب غربية

كانوا يبيعون الأرز نهارًا، ويخفون البنادق ليلًا

شهد هذا المكان عدة "اختفاءات غامضة للبضائع"، والتي كان الناس يشكون فيها لكنهم لا يجرؤون على الكلام

أرسل شي كفا إدارة الاستخبارات لتنصب نقاط مراقبة سرية، مع عملاء متخفين كعمّال تحميل

كشفوا الطرق خلال ليلة، وفي الليلة التالية شنّت القوات هجومًا مفاجئًا

"أغلقوا المستودع!! لا يتحرك أحد!!"

عُثر داخل المستودع على سبع مدافع غربية، وثمانين بندقية، وعربة محملة بالبارود، كما وُجدت رسالتان سريتان بالهولندية، تؤكدان التواطؤ مع لوزون والنوايا لاستعادة قوتهم

أُلقي القبض على صاحب المستودع الأسود، "جيا لاو سان"، في الحال وقُطع رأسه في تلك الليلة، وعُرض رأسه على بوابة المدينة ثلاثة أيام

انتشر الخبر بين الناس بسرعة، وصفق الجميع وهتفوا:

"لقد ظل هذا المستودع مختفيًا لعشر سنوات، وأخيرًا قضت مينغ عليه!"

وقف شي كفا في ميناء جيلونغ، يراقب السفن الحربية وهي تصطف

"المحطة التالية... اليابان"

قدم طاقم الأسطول فورًا خطة الحملة الشمالية

وفقًا للمرسوم الإمبراطوري، ظلت اليابان أكبر عقبة في طريق مينغ نحو السلام

كان النفوذ السياسي الداخلي يتغير باستمرار، والساموراي في صراعات لا تنتهي، وغالبًا ما يخرجون للبحر للنهب

هذه المرة، لم تكن مينغ تنوي التفاوض

بل كانت تستعد لتسويتها في معركة واحدة

لكن بينما كان الأسطول يستعد للإبحار شمالًا، جاء تقرير سري من عرض البحر:

"رُصد تشكيل أسطول معادٍ باتجاه لوزون!"

"السفن ترفع أعلام إسبانيا وهولندا!"

"حوالي ثماني عشرة سفينة، دخلت بالفعل مياه بحر الصين الجنوبي التابعة لجزيرة تايوان!"

ضاقت عينا شي كفا، وتمتم: "لقد وصلوا أخيرًا"

كان هذا الأسطول المشترك قد جُمع على عجل من سلطات الاستعمار في لوزون وشركة الهند الشرقية الهولندية

بلغ مجموع الأسطول ثماني عشرة سفينة، معظمها "سفن حربية شراعية ثقيلة" و"قوارب مجداف مدفعية" من ثلاثينيات القرن السابع عشر، صواريها طويلة، وهياكلها عريضة، وطلاؤها الخارجي باللونين الأحمر والأسود المتقشر، ومزخرفة بعناية، لكن هذا لم يخفِ ألواح الخشب المهترئة والمسامير المرتخية

من بعيد، بدوا كجنود قدامى يرتدون دروعًا، ما زالوا يحتفظون بهيبة ظاهرة، لكن عظامهم ضعفت

تصاعد الدخان الأسود من مقدمتها، والمجدفون العراة يتصببون عرقًا وهم يجدفون، وأشرعتها تتأرجح وبها رقع واضحة

معظم الجنود على متنها يرتدون زيًا غير موحد، وفوهات مدافعهم صدئة، ومع ذلك كانوا ممتلئين بالغرور، يظنون أن البحر لا يزال ملكهم

لكن في تلك اللحظة—

عند نهاية الأفق، اندفعت ومضة من الفولاذ

اصطف أسطول إمبراطورية مينغ على طول بحر الصين الجنوبي

كانت حاملة الطائرات "تشنغ تيان" في المقدمة، سطحها كالأرض، والأجنحة الحديدية مصطفة، وأرقام التعريف البيضاء واضحة

تبعها ثلاث بوارج رئيسية: "تشنهاي"، "جينغنان"، و"بوتاو"

هياكلها سوداء كالـحيتان، ومدافعها مصطفة كالغابة، وكل فوهة مثل عين وحش عملاق تفتح ببطء

تحت شمس البحر، لم تعد مجرد سفن—بل جبال فولاذية تتحرك

واجه الأسطول الشراعي الأسطول البخاري عبر البحر

وعلى نفس المستوى المائي، بدا وكأن عصرين قد افترقا

على متن "سان كارلوس"، السفينة القائدة للأسطول المشترك، وقف القبطان الهولندي متجمدًا في وسط السطح، ممسكًا بتلسكوبه

ارتجفت شفتاه قليلًا، وامتلأت عيناه بصدمة عبثية بطيئة:

"هذه ليست سفينة..."

"إنها... قلعة"

"هل هياكلها... من الحديد؟"

ورأى أن أسطح تلك السفن لا تحوي أشرعة ولا مجاديف، بل صفوفًا من المسامير واللحامات، وفوهات الدفع، ومنافذ التحميل، وأجهزة تحديد المدى

"لا أشرعة لديهم؟"

"لا... إنهم لا يعتمدون على الرياح، بل على النار!"

على متن سفينة أخرى، صرخ القائد الإسباني وهو يصفع خريطة تكتيكية:

"أسرعوا، انشروا تشكيل المدفعية! نحن نستطيع الرمي لمسافة أبعد منهم!"

لكن المساعد الشاحب بجانبه ذكّره بهدوء:

"سيدي... مدى مدافعنا الأقصى سبعمائة خطوة"

"أما مدافعهم، من العيار الذي يبدو عليها... فربما أكثر بثلاث مرات"

وما إن أنهى كلامه، حتى ارتفع فوهة مدمرة في أسطول مينغ البعيد، وأطلقت هديرًا مدويًا!

في تلك اللحظة، سمع الجميع في الأسطول المشترك الصرخة الحادة لذلك الصوت الهائل وهو يمزق الغيوم

لم يكن ذلك دوي مدفع

بل كان زئير عصر يعلن نهايته لعصر آخر

صعد شي كفا على متن "تشنهاي" وأمر الأسطول بالاصطفاف لمواجهة العدو

"هل سفن العدو شراعية؟"

"نعم"

"عيار المدافع؟"

"أقل من أربعين"

"أخبروا المدفعية ألا يبخلوا بالبارود"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/14 · 7 مشاهدة · 1020 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025