🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم تكن مدافع البحرية قد انتشرت بالكامل بعد، لكن الأمر كان قد صدر بالفعل
على جسر سفينة "تشنهاي"، كان ضابط التحكم في النيران يحدق كالنسر، وهو يهتف ببرود:
"الهدف محدد: السفينة الرئيسية الهولندية ’برينس إيتل‘
"إحداثيات المدى مكتملة، سرعة الرياح قابلة للتحكم، الزاوية في الموضع—اشحنوا!"
— طق!
ارتفعت ثلاث مدافع بحرية ضخمة بعيار 150 ملم ببطء، أفواهها السوداء مفتوحة، موجهة نحو السفينة الرئيسية القديمة في البعد، بكامل أشرعتها وغابة سارياتها
"— أطلقوا!!!"
دوي!!!
كان الهدير يصم الآذان كالبرق
في اللحظة التي اهتزت فيها أفواه المدافع، اهتزت السفينة الحربية قليلًا، وانخفض الجنود على السطح لا إراديًا
اخترقت ثلاث قذائف خارقة للدروع شديدة الانفجار رياح البحر، مخلفة ضبابًا أبيض وألسنة لهب، تصدر هديرًا ممزقًا في الهواء!
وفي اللحظة التالية—
انفجر ثقب قطره عدة أمتار فجأة في وسط هيكل "برينس إيتل"!
انقسمت السفينة الخشبية بأكملها كما لو بفأس عملاق؛ تطاير السطح، وانكسرت الصواري، وانهارت المقصورات، وامتدت النيران من فوهات المدافع إلى المقدمة!
"يا إلهي—"
"أُصيبت—السفينة الرئيسية أُصيبت!!"
اختلطت شظايا الخشب بأطراف بشرية، وتطايرت في الهواء، وسقطت في البحر
اندلع حريق هائل على الجسر، وفرّ البحارة كالنمل، وتعالت الصرخات
في أقل من ثلاث دقائق، هذه "السفينة الرئيسية" التي كانت رمزًا لمجد شركة الهند الشرقية الهولندية، تفككت بصوت مدوٍ وغرقت في بحر الصين الجنوبي
في هذه اللحظة، كان القائد على متن السفينة الرئيسية للأسطول الإسباني يحمل منظارًا
"إيتل… أُصيبت؟"
اتسعت حدقتاه بجنون، وأمسك بجانب السفينة بأصابعه، بالكاد يصدق ما يرى
تلك كانت أمتن سفينة حربية في الأسطول بأكمله!
كانت مركز القيادة للمعركة بأكملها!
وهكذا… بثلاث طلقات فقط اختفت؟
أدرك أخيرًا: هذه لم تكن حربًا متكافئة
كانت حكمًا من طرف واحد
امتد بحر النار
حاولت سفينتا مرافقة التقدم للإنقاذ، لكن ما استقبلهما كان الجولة الثانية من نيران المدافع الرئيسية
"دوي! دوي دوي!!!"
سقطت قذيفتان على المقدمة، وأصابت أخرى مستودع الذخيرة في المؤخرة—
انفجرت السلسلة النارية، وتصاعدت ألسنة اللهب نحو السماء
بدأ الأسطول المشترك في انهيار هائل!
لم تستطع السفن الشراعية الخشبية الانعطاف بسرعة، وصرخ المجدفون وتدحرجوا، وتبعثرت تشكيلاتهم في فوضى
بعض السفن اصطدمت عشوائيًا، وبعضها انحرف عن المسار، وبعضها حاول التخلي عن السفينة والرسو على الجزيرة
لكن الإمبراطورية لم تكن تنوي السماح لأي منهم بالفرار
على متن حاملة الطائرات "تشنغ تيان"
أقلعت أربع طائرات مقاتلة من طراز "القوة العظمى-3" من سطح الحاملة، أجنحتها الحديدية تشكل تشكيلًا، تحلق في السماء!
كان صوت الملاح عميقًا وهو ينادي عبر سماعة الرأس:
"رمز المهمة: الجمر"
"الهدف: منع سفن العدو من التراجع إلى لوزون"
"اقتلوا—بلا رحمة!"
حلقت المقاتلات على ارتفاع منخفض، تمطر الصواريخ واحدًا تلو الآخر!
على البحر، كانت سفينة دعم إسبانية قد رفعت للتو علمًا أبيض، لكنها أصيبت مباشرة بقنبلة حارقة!
انتشرت النيران كالأفاعي السامة على السطح؛ قفز الناس إلى البحر وهم مشتعِلون، وتصاعد دخان أسود كثيف من سطح الماء!
"النجدة—!!"
"يا سيدة السماء—!!!"
فقدت الصرخات تنظيمها، ولم يبق سوى اليأس
وبعد لحظات، لم يتبق على البحر سوى بعض حطام السفن الممزقة التي تغوص ببطء
حمل هواء البحر رائحة القطران
غطت سطح الماء أشرعة ممزقة، وشظايا خشب، وجثث
حلقت المقاتلات فوقها، تصرخ كالصقور
أثناء تنظيف ساحة المعركة، تم انتشال سبعة أو ثمانية جنود أحياء من البحر
كانوا بقايا الأسطول المشترك الإسباني والهولندي، معظمهم مبتل، ووجوههم شاحبة، بعضهم ينزف من أذرعهم، وآخرون وجوههم مسودة بدخان البارود
على سطح المؤخرة لسفينة "جينغنان"، اصطفوا وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم، راكعين على الأرض، يرتجفون
وقف أمامهم تشنغ تشيلونغ، حاكم مقاطعة تايوان في مينغ العظمى
كان يرتدي رداءً رسميًا قرمزيًا، وحزامًا أسود حول خصره، وجزمته الجلدية تصدر صدى ثقيلًا على السطح
أبقى تشنغ تشيلونغ يدًا خلف ظهره، وبالأخرى أمسك بمنديل حرير، يمسح أظافره ببطء، ناظرًا إلى هذه الأرواح المعلقة بخيط
"أيكم أيها السادة ضابط؟"
لم يُجب أحد
ابتسم بسخرية، ولوّح بالمنديل، وصفع به وجه أقرب رجل، بصوت حاد؛ لم تكن الضربة قوية، لكنها أطاحت بنصف عمامته تمامًا
"سأعد حتى ثلاثة. إن لم يتكلم أحد، سترمون في البحر لتأكلكم أسماك القرش"
"ثلاثة"
دب الاضطراب في المجموعة
"اثنان—"
"سأتكلم!! سأتكلم!!!"
اندفع الشاب الأشقر في أقصى اليمين إلى الأمام، راكعًا بضربات متتالية، باكيًا وصائحًا:
"أنا مساعد ربان! مساعد ربان سفينة سانتا لوسيا!"
"أعرف القليل من البرتغالية! أستطيع رسم الخرائط! أعرف دفاعات ميناء لوزون!!"
ضيّق تشنغ تشيلونغ عينيه وأومأ قليلًا
"تحدث"
بدأ مساعد الربان يرسم خطوطًا على السطح بيديه وقدميه، مستخدمًا دمًا ممزوجًا بماء المطر لرسم خريطة ميناء ملتوية:
"هذا… هذه مانيلا، هنا الحصون المدفعية، ثلاثة منها… كل برج زاوية فيه مدفعان ثقيلان، بمدى لا يتجاوز خمسمئة خطوة…"
"المعسكر على الضفة الشرقية فارغ، ولا يوجد حامية دائمة هناك…"
كان يتحدث بسرعة، صوته محمّل بأنفاس متقطعة، وكأن أي تأخير قد يكلفه حياته
—
راقبه تشنغ تشيلونغ دون أن يقاطعه، حتى أنهى كلامه، ثم سأله بهدوء:
"هل رأيت مثل هذا القصف من قبل؟"
شحب وجه مساعد الربان، وارتعشت شفتاه قليلًا، ثم هز رأسه فجأة:
"لا… لم أرَ أبدًا… لم نتخيل أن الشرق يمكن أن يصنع مثل هذه الأشياء…"
"طلقة واحدة… حتى الصاري والمدفع طارا! اعتقدنا أنه غضب السماء!"
ارتفع صوته أكثر فأكثر، حتى حمل مسحة من الهستيريا:
"كنا نسخر منكم كبرابرة شرقيين، والآن… الآن نحن راكعون نهرب بأرواحنا!!"
"سيدي… أرجوك أمهلني الحياة، أنا مستعد أن أكون دليلًا، سأخبرك بكل ما أعرفه!"
رفع تشنغ تشيلونغ يده برفق، فضغط الحراس الشخصيون خلفه على الأسرى الآخرين؛ بعضهم قاوم، وبعضهم صرخ، لكن لم يُلتفت إليهم
ظل ينظر إلى الرجل أمامه، في عينيه مسحة سخرية وشفقة:
"لقد استعبدتم بلادنا الصين لمئة عام"
"واليوم، تتذوقون—قليلًا فقط مما جلبتموه لنا"
أخذ الخريطة الملطخة بالدم، ونشرها في كفه، واستدار إلى حارسه الشخصي قائلًا:
"خذها، وضع هذا الرجل في زنزانة الحديد بالمؤخرة، لا تدعه يموت"
"أما الباقون، فأرسلوهم إلى الأشغال الشاقة في الحدود الشمالية"
"وأما العنيدون—"
توقف، وأدار رأسه نحو جهة ساحة المعركة جنوبًا، حيث ما زالت النيران المشتعلة تتلألأ
"اقذفوهم جميعًا في البحر"
تعالت صيحات على السطح، وتبعها صرخات حادة
جرّ بعض الأسرى بالسلاسل الحديدية، يقاومون بجنون، لكنهم في النهاية رُكلوا من على السطح إلى الأمواج الباردة العاتية
لم يجرؤ أحد على الكلام بعدها
هبت الريح، تحمل معها رائحة البارود الخفيفة، ممزوجة بالصدأ والدخان وملوحة البحر القاسية
وقف تشنغ تشيلونغ في مقدمة السطح، يحدق في الخريطة، ويتمتم:
"لوزون… كم من الحصون تستطيع إخفاءها؟ كم من الجنود؟"
"هذه الخريطة وحدها تكفي لتكون نهايتك"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ