🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في شهر مايو، بعد أقل من عشرة أيام من إصدار الإمبراطورية "أمر الانتقام"، تجاوز عدد "الأسر صاحبة الدين بالدم" الذين سجلوا للتعامل مع اليابانيين خمسين ألفًا
كان "معسكر الإعدام" الذي أُنشئ أصلاً في ضواحي إيدو لا يستوعب إلا ألف شخص للإعدام، والآن أصبح مثقلًا تمامًا
في الميناء وعلى الأرصفة وخارج بوابات المدينة، تجمعت عربات الناس من كل أنحاء الإمبراطورية مثل المدّ
كانوا يرتدون ثيابًا بسيطة، بعضهم يحمل ألواح الأجداد، وبعضهم يحمل شجرة العائلة، وآخرون حتى يحملون جرة صغيرة من الرماد
لم يأتوا للزيارة
لقد جاؤوا لـ... جَمع الديون
بعد تلقي تقرير من وزارة الشؤون العسكرية والسياسية، وقف الحاكم تشانغ جُه على البرج العالي في إيدو، يطل على تدفق الناس في الأسفل، وأمر شخصيًا: "وسّعوا معسكر الإعدام، وثلثوا سعته"
"بالنسبة للأسرى اليابانيين على الجزيرة، زيدوا الإعدام اليومي من 500 شخص إلى 1500 شخص"
قال المساعد بقلق: "سيدي، قد يثير سكان الجزيرة المشاكل..."
نظر تشانغ جُه إلى علم التنين الإمبراطوري في السماء وقال ببرود: "لو كانوا قد خافوا من قبل، لما ذبحوا شعبنا كالكلاب في ذلك الحين"
"أما الآن وهم راكعون، فقد فات الأوان"
جلس وانغ لاو سان على السفينة الخامسة من أسطول "الانتقام" العائد، صامتًا طوال الطريق
لم يكن يحمل سوى شجرة العائلة بيده، مكتوب على صفحتها الأولى اسم والدته، وتحت الثلاثة أحرف خط أحمر دموي
وبالأسفل ملاحظة: "في سنة بينغ ين، ماتت في كارثة اليابانيين"
بعد النزول، اقتيد إلى معسكر إيدو، حيث وقّع وسُجّل وفُحصت شجرة عائلته، وكل ذلك بإرشاد جنود وزارة الشؤون العسكرية والسياسية، في إجراء أشبه بتلقي وسام وطني
عند دخوله، كان رقمه 14237
وبحلول الوقت الذي دخل فيه "منطقة الإعدام"، كان ما يقارب عشرة آلاف شخص قد أكملوا انتقامهم
في وسط ساحة الإعدام، جُرّ رجل ياباني في الثلاثينيات من عمره إلى منصة عالية، فمه مكموم، وكاحلاه موثوقان، ويرتجف جسده كله
هذا كان "هدف الإعدام" المخصص لوانغ لاو سان
تقدم وانغ لاو سان، متكئًا على عكازه، وعيناه نصف مغمضتين، وحين رأى وجه الرجل بوضوح، ابتسم بسخرية فجأة: "كيف كان أجدادك يضحكون آنذاك؟"
"الآن... هكذا تركع"
بمجرد أن أنهى كلامه، ركع الرجل الياباني فجأة، وارتطم رأسه بأرضية القرميد بصوت مكتوم، واهتز جسده بلا سيطرة: "أنا... أهب حياتي! الرحمة... سأخضع للإمبراطورية، وأقبل أن أكون عبدًا، خادمًا..."
لكن قبل أن يكمل حديثه، انتشرت رائحة كريهة نفاذة من أسفل بطنه — لقد تبول على نفسه من شدة الخوف
أطلق الناس المحيطون من الإمبراطورية ضحكات باردة منخفضة، وبقي الجنود بلا حراك، بينما رفع وانغ لاو سان قدمه، يقترب خطوة بخطوة، وهمس: "اللطف معك قسوة على أمي!"
وقف وانغ لاو سان على المنصة العالية لساحة الإعدام، عند قدميه كان الرجل الياباني المخصص له منبطحًا على كتلة الإعدام الملطخة بالدماء، فمه مربوط بالحبال، ويداه ورجلاه موثوقتان خلف ظهره، يرتجف كالغربال، وقد ابتلت أسفل ثيابه، راكعًا بضعف
تقدم موظف من الإمبراطورية مسرعًا، يرتدي زيًا أسود بشارة "مساعد قضائي" على صدره، وبهيئة هادئة:
"الجلاد وانغ لاو سان، يرجى تأكيد طريقة الإعدام"
"المتاح حاليًا: السيف، البندقية"
ثم أضاف: "إذا رغبت في تجربة 'عذاب الجلوس' أو 'الكرسي الكهربائي'، فعليك حجز موعد — مثل كرسي النمر، أو الحشو النحاسي والحديدي للحلق، فهذه الأدوات محدودة العدد وتتطلب الانتظار ثلاثة أيام أو أكثر"
نظر وانغ لاو سان بلا مبالاة إلى الرجل الياباني وقال بحدة: "السيف"
أومأ الموظف، وسلمه سجل التسجيل، وأضاف بهدوء: "طريقة السيف أصيلة، وإحساسها الدموي قوي، وتناسب 'قضايا الانتقام الأسري'"
"أما البندقية فهي سريعة، لكن التنفيس العاطفي فيها ضعيف"
وأشار إلى طرف منصة الإعدام في الزاوية، متحدثًا بنبرة مهنية عالية:
"هناك قطعة قماش لتبديل النصل على اليسار، إذا وجدت النصل غير حاد يمكنك تغييره لآخر أشد حدة"
ضيق وانغ لاو سان عينيه وأومأ، ثم همس:
"هل يمكنني أن أقطع بضع مرات أكثر؟ لقد... حملت هذا الحقد طويلًا"
لم يُبدِ الموظف أي اندهاش، نظر إلى ساعته وقال:
"الإجراء المعتاد هو 'شخص واحد، حياة واحدة، طريقة واحدة'، لكن بما أن لديك تسجيل ضحية من أقارب الدم، يمكننا منحك خمس دقائق من حق التنفيذ الذاتي"
"خلال الخمس دقائق، الطريقة وعدد الضربات وأجزاء الجسد حسب رغبتك، دون تدخل"
"لكن عند انتهاء الوقت، يرجى الانسحاب فورًا. فالطابور خلفك مزدحم للغاية"
تنفس وانغ لاو سان بعمق:
"خمس دقائق... تكفي"
ثم رفع كميه، قابضًا على السيف بإحكام حتى ابيضّت مفاصله، وكأنه يمسك بخمسين عامًا من الحقد بين أصابعه
في هذه اللحظة، كان الرجل الياباني قد شحب وجهه تمامًا من الخوف، واختلط لعابه بمخاطه في بركة، وأسنانُه تصطك، وركبتاه ترتجفان بلا توقف في الدماء، ككتلة طين سُحبت منها الروح
تمتم بكلمة "رحمة" بما بدا أنه الصينية أو لهجة ما، لكن مع فمه المكموم بالحبل، كان نطقه مبهَمًا، ولم يسمعه أحد بوضوح
أما الموظف فاكتفى بإلقاء نظرة باردة عليه، ثم تراجع خطوة وأعلن:
"الجلاد رقم 14237، الوقت المصرح به خمس دقائق، يبدأ الوقت الآن"
سحب وانغ لاو سان سيفه، يخرج النصل من غمده — وميض بارد كالماء!
الضربة الأولى، قَطع أفقي —
"فشش!!"
قُطع حبل القصبة الهوائية للرجل الياباني فورًا، واندفع دم على ارتفاع نصف قدم، متناثرًا على قدمي وانغ لاو سان، أحمر قانٍ وحار، كأنما أعاد مشهد الدماء الذي شهده قبل سبعين عامًا حين تناثرت دماء أمه أمام الموقد
الضربة الثانية، شق أفقي عند لوح الكتف!
"طَق—"
صوت عظم ينكسر بوضوح، والأوتار تتمزق، واللحم يتقلب، وحافة النصل تحمل شظايا العظم والأوتار والدم، تتناثر على قماش الحماية من الدماء
الضربة الثالثة، طعنة في البطن ثم التواء عنيف!
أخيرًا حاول الرجل الياباني المقاومة، مطلقًا أنينًا منخفضًا كوحش يحتضر، ووجهه كله ملتوي كشيطان من الجحيم، والدم مختلط بسائل الأمعاء يتدفق من بطنه!
لم يتوقف وانغ لاو سان
كل ضربة كانت بلا رحمة!
كل ضربة موجّهة بالكراهية — الكتف، الصدر، المعصم، الركبة، الفك!
كان المشهد ساكنًا كالمعبد
لكن حركات وانغ لاو سان كانت ثابتة كالبندول، بلا شفقة في عينيه، وفقط همسات بطيئة متعمدة:
"هذه الضربة — لأمي"
"وهذه — لجارتنا العمة وانغ، التي اغتصبها أجدادكم ثلاثة أيام ثم علقوها في المخزن"
"وهذه الثالثة... لابني، ذي الخمسة عشر عامًا، الذي أُحرق حتى الموت في وادي الجبل..."
مرّت الدقائق ببطء
نظر الموظف إلى ساعته ثانية: "الوقت المتبقي، ثلاث وأربعون ثانية"
أومأ وانغ لاو سان، ورفع ضربة سيفه الأخيرة، من الأعلى إلى الأسفل — شطر جمجمة الرجل الياباني بوحشية، فتفجرت المادة الدماغية والعظم كالبطيخة الممزقة، وصوت الانشقاق هزّ المكان!
انغرس السيف نصف بوصة في بلاط الأرض، ولا يزال يرتجف
"انتهى الوقت"
تقدم الموظف وانحنى:
"تهانينا على إتمام عملية الانتقام، أيها الشيخ وانغ"
"تفضل بالنزول، وسنرسل من يرافقك إلى المعسكر للراحة قريبًا"
أخذ وانغ لاو سان نفسًا، وأعاد سيفه ببطء إلى غمده، ثم استدار وابتسم فجأة
لم تكن تلك ابتسامة ارتياح، بل نشوة بعد تصفية ثأر دموي
"كان يستحق"
"حياتي... كانت تستحق"
أخرج صورة أمه من حضنه، ومسح آخر أثر للدم عن النصل، وضغطها برفق على صدره
"أمي، انتقامنا... قد تم"
ومع تضاعف "حصة الإعدام اليومية" يومًا بعد يوم، سقط كامل الشعب الياباني في رعب
في الشوارع والأزقة، نبلاء المعابد المتغطرسون سابقًا، الآن بثياب ممزقة، يركعون عند أبواب المدن حاملين لافتات خشبية:
"مستعدون أن نكون خدمًا للإمبراطورية العظمى، أرجو إعفاءنا من الإعدام"
وعلى جدران البيوت السكنية، ظهرت كتابات عديدة:
"أسلافي لم يكونوا مجرمي حرب، أرجو، يا إمبراطورية، سامحيني!"
حتى أن عشرات العائلات اليابانية ادعت أنها "منحدرة من السهول الوسطى" وكذبت عمدًا على الإمبراطورية بشأن أصولها، محاولةً التسلل إلى "سجل حماية قوم الهان"
أصدرت وزارة الشؤون العسكرية والسياسية للإمبراطورية إعلانًا:
"أي شخص يحاول تغيير تسجيل أجداده سيُعدم فور التحقق"
وعليه —
انتشر الهلع العام إلى أقصى حد، وارتفعت حالات الانتحار بين الناس، وفرّت مجموعات إلى الجبال، وحتى أن بعض القرى أحرقت الأصنام جماعيًا، وهدمت المعابد، وأحرقت الكتب، وسجدت نحو الإمبراطورية، متوسلةً العفو
نظر تشانغ جُه بعين باردة، ولم يترك سوى جملة واحدة: "هم لا يندمون"
"إنهم يخافون — من الموت!!!"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ