🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في صباح اليوم التالي، وقبل الفجر في العاصمة، كانت شارع تشانغآن يعج بالناس
ثلاث طلقات مدفعية دوّت في السماء، فاهتزت القرميدات قليلًا، وطارت أسراب الحمام رعبًا
شي كيفا، مرتديًا الزي العسكري، صعد إلى المنصة العالية بحذائه القتالي. كان وجهه صارمًا تحت خوذته الفولاذية، ووقف خلفه صف من الجنرالات بوقار
وقف شامخًا، ممسكًا بالمرسوم الإمبراطوري، وصوته يجلجل كجرس ضخم في الساحة: "بأمر إمبراطوري — من اليوم فصاعدًا، ستُشيد أبراج تذكارية لانتقام الشعب في جميع المقاطعات عبر البلاد!"
"كل من قتل يابانيًا بنفسه، سواء كان جنديًا أو من الشعب، يمكنه الصعود إلى البرج لترك اسمه، ليُخلّد عبر الأجيال!"
وقبل أن ينهي كلماته، ضجّت الساحة
ركع عشرات الآلاف، يهتفون نحو المنصة
"إمبراطورنا حكيم!"
"ثأرًا لدمائنا!"
"نقسم أن ندافع عن الوطن حتى الموت ونقتل الغزاة الأجانب مجددًا!"
تصاعدت الهتافات كالموج، تصل إلى السماء مباشرة
عجائز يبكين بحرقة، رجال أشداء تذرف عيونهم الدموع في الشارع الطويل، وحتى الأطفال تبعوا المشهد، يتعلمون السجود، ووجوههم ممتلئة بمزيج من البراءة والحقد الموروث
وكان البرج التذكاري، جزؤه الأول، قد اكتمل بالفعل خارج بوابة تشاويانغ
كان مشيّدًا بالكامل من الخرسانة المسلحة، بارتفاع عشرة أذرع، شامخًا ومهيبًا. قاعدته المربعة غُرست فيها عشرات الآلاف من الألواح الحجرية، كل منها منقوش باسم شخص وظلامته
الأسماء، مسقط الرأس، عدد اليابانيين الذين قُتلوا، مواقع المعارك، والتواريخ — كل حرف منها واضح وكأنه محفور بسكين، وخلف كل سطر، يكاد المرء يسمع تدفق الدم وهمسات الأرواح
تحرك الحشد ببطء، يصعدون البرج
— أحدهم جاء بابنه الصغير، ووقف أمام لوح طويل، وقرأ بهدوء: "اسم والدك هو قا وُو، من هويتشو. هل ترى الآن؟ إنه يستحق فخرك مدى الحياة"
— آخر ركع على ركبتيه، ودموعه ممتزجة بالدم: "أمي ماتت بضربة سيف جندي أثناء الفوضى، وهي تحمي أخي حتى أنفاسها الأخيرة. والآن، بعدما قتلت تسعة عشر عدوًا بيدي، أصبح اسمي جديرًا بالصعود إلى البرج!"
كبر الحشد أكثر فأكثر، وارتفع دخان البخور أمام البرج كالتنانين، وتكدست القرابين كالجبال. أحضر الناس متعلقات أحبائهم وعظام أعدائهم، ووقفوا حول البرج، يرددون وصايا العائلة بصمت ويبكون ديون الدم
ثلاثة أجيال من عائلة ركعوا معًا أمام البرج، ممسكين بمنديل مطرز محترق بالنار
العجوز، رغم فقدان أسنانه، نطق بوضوح: "هذا المنديل خيطته زوجتي قبل أن تُختطف على يد الجنود اليابانيين. لم تعد أبدًا. لقد سلمت بنفسي "تعويذة الحفظ" التي خيطتها لي إلى برج النعمة الإمبراطوري"
حفيده دفن المنديل المطرز بصمت في التراب أمام البرج: "ثأر جدتي، سنثأر له جيلًا بعد جيل"
هبت الرياح على العلم الأبيض في قمة البرج، فرفرف بعنف، كأنه شفرة حادة، تخترق قلوب الناس بألم صامت
ازدادت حماسة الناس، ورفع المسؤولون المحليون تقارير متتالية:
"في يوم إقامة البرج، ركع الناس لمسافة عشرة أميال، رافضين المغادرة"
"الذين قتلوا الأعداء، رغبةً في ترك أسمائهم، أرادوا العودة إلى الجبهة لطلب القتال"
"بعض الأيتام تعهدوا طوعًا بحراسة البرج عشر سنوات، وأقسموا ألّا يتزوجوا حتى تُباد اليابان!"
وفيما كان عشرات الآلاف واقفين بخشوع أمام البرج، خرج خصي يرتدي ثوبًا أصفر من بوابة العاصمة، ممتطيًا حصانًا، وتوقف بجوار وانغ تشنغ أن ليسلمه مرسومًا مختومًا
فتح وانغ تشنغ أن المرسوم، وصوته كالبرق، يعلن بصوت عال:
"أمر الإمبراطور: إن إقامة البرج ليست للتباهي بالإنجازات، بل للتبرئة؛ وترك الأسماء ليس للتفاخر، بل لتحذير العالم!"
"من هذا اليوم فصاعدًا، سيكون "برج انتقام الشعب" موقعًا وطنيًا للتضحية، يُعبد عبر الأجيال"
"أسر الذين نُقشت أسماؤهم تُعفى من الخدمة الإجبارية لثلاثة أجيال؛ ومن يتجرأ على تدمير البرج أو تدنيس الألواح، يُعدم بلا رحمة!"
عادت الساحة لتضج من جديد
بكى عدد لا يحصى من الناس بحرقة، وسجدوا كما تسقط الجبال، نحو قمة البرج، وصفقوا كالموج، وهتفوا كالرعد الغاضب
"شكرًا لجلالتك على نعمتك!"
"ابني مات موتة مشرفة!"
"حفيدي سيواصل وصيتي ويقتل بقية الغزاة!"
رفع وانغ تشنغ أن المرسوم الإمبراطوري، وهو ينظر إلى بحر الناس أسفل البرج، وتحدث ببطء:
"هذا البرج ليس بداية للعداء، بل نصب للديون الدموية التي لم تُثأر!"
"مظالمكم، يتذكرها الإمبراطور، ويتذكرها ابن السماء، ويتذكرها كل شبر من أرض أسرة مينغ العظمى!"
"أسماؤكم منقوشة هنا، لتعبدها الأجيال القادمة، ولا تفنى أبدًا!"
في ذلك اليوم، أسفل برج انتقام الشعب، لم ينقطع البخور، ولم يتوقف السجود، واستمر نحت الأسماء على الحجر
في ذلك اليوم، غمرت العاصمة هالة دموية، وتحولت دموع الناس إلى شفرات حادة، لتصنع نصبًا لا ينكسر
خارج مبنى محافظة أوساكا، على الدرج الحجري، ركعت ثلاث شخصيات يابانية
عجوز، ترتدي ثوبًا من الكتان المرقع، منحنية الظهر كالقوس، تحتضن طفلين صغيرين، ترتجف بأكملها
رفعت ورقة مناشدة مكتوبة بالفرشاة، خطها مشوّه، لكن ما زال بالإمكان تمييز بعض الأحرف الصينية: "من هيتزن، اسم العائلة أومورا… مستعدة لمقايضة النحاس والحرير مقابل عودة ابني إلى الوطن…"
أنزل الطفلان رأسيهما وهما يبكيان، وانهمرت دموع العجوز كالمطر، وصوتها متقطع: "ابني مجرد ملاح في أوساكا… ليس قاتلًا للناس… إنه مريض، وركبته عرجاء… لا يستطيع القتل… أرجوك يا سيدي، من أجل شيبتي… أطلق سراحه…"
وبينما تبكي، أخرجت عدة أشياء ملفوفة من سلة مكسورة — كوب شاي نحاسي، حذاء من القماش، وقطعة حرير قديمة مصبوغة بنقوش أزهار الكرز
وما إن عُرض الحرير، حتى دوّى صوت غاضب من الحشد:
"هذا الحرير… كان فستان زفاف عمتي الكبرى يوم زواجها!"
عمّ الاضطراب بين الناس
تقدمت امرأة وانتزعته، وعيونها مشتعلة بالغضب: "عمتي الكبرى جُرّت إلى ناغاساكي كجارية، ولم تعد لثلاث سنوات، وماتت هناك! كيف تجرؤين الآن على استخدام ملابسها لفداء حياة؟!"
توقفت العجوز، ومرّ بعيونها بريق قسوة، لكنها سرعان ما غيّرت ملامحها إلى الحزن: "سوء فهم… التقطناه… لم نعرف أنه ثمين…"
"هل ما زلتِ تمثلين؟!"
اندفع شخص وسكب دلو ماء قذر عليها. لم تستطع العجوز تفاديه، فتبلل شعرها الرمادي، ووقعت على الأرض، وراح الطفلان يبكيان برعب
لكن العجوز تمسكت بالحرير بقوة، رافضة تركه، وقد حلّت الكراهية العميقة في عينيها محل أي رجاء
راقب جندي عجوز المشهد ببرود، ثم تحدث بصوت عميق: "قبل عشر سنوات، اختُطفت ابنتي إلى جزيرة ساتسوما، كانت في الثامنة فقط حين ماتت، وعظامها أُلقِيت في بئر"
"واليوم تأتين بهذا التمثيل البائس، وتطلبين منا أن ننسى دين الدم؟"
"ابنك وُلد في هيتزن، وترعرع في هيتزن. كم شخصًا سلب؟ كم روحًا أزهق؟ أتتظاهرين بالجهل؟"
فتحت العجوز فمها فجأة، تريد الجدال، لكن لم يستمع لها أحد
كان الناس المحيطون قد غلوا غضبًا. بعضهم ألقى الحجارة غاضبًا، وبعضهم نزع الأبواب لاستخدامها كعصي، وطفل أحضر طبلة مكسورة، يقرعها وهو يهتف:
"ليست أمًا، إنها أفعى!"
"ابنها ليس ملاحًا، إنه جلاد!"
"اقتلوها، لتدفن مع والدي!"
تقدم القاضي أخيرًا، بملامح باردة، وأخرج وثيقة من كمّه، وقرأ بصوت عال: "بأمر إمبراطوري، الآن بعد أن تم pacification لليابان، فإن من من شعبها من أساء إلينا لا يُعفى من جرائمه. وأي محاولة من عائلات المجرمين لفداء الأرواح بالبضائع تُعتبر عادة شريرة ولن تُتسامح!"
"أيها الحرس—"
"استعدوا للإعدام حرقًا"
"ليكن هذا تحذيرًا، لتنبيه كل من تحت السماء: الرحمة ليست عارًا، ولكن الرحمة في غير موضعها خيانة!"
وبمجرد أن انتهى كلامه، ردّ الناس بصوت واحد:
"أحرقوها!"
"الدم لم يجف بعد، وهم يجرؤون على فعل هذا!"
"إقامة النصب وكتابة السير لليابانيين الأوغاد؟ اسألوا أولًا إن كانت أرواح أحبائنا الموتى توافق!"
تكدست الحطب أمام الدرج الحجري، وسُكب زيت المصابيح، وارتفعت النيران
صرخت العجوز، محاولة حماية طفليها، لكنهم جذبوهما بعيدًا عنها، وتمزقت ملابسها، كاشفة عن وشم "عائلة محارب ساتسوما" على ذراعها
في لحظة، تحولت كل شفقة إلى غبار
كانت قلوب الجميع كالفولاذ، يراقبون ببرود هذا المشهد الناري لدين الدم
أضاء وهج النار السماء، وأضاء أيضًا الحقد المتجذر في عيون الناس
لم يكن هذا إعدامًا شخصيًا، بل كان ردّ جيل على دين الدم
لم يكن حكمًا على أم، بل كان رفض أمة للنسيان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ