276 - ثمرة الدوريان المكرمة التي راجت في عهد مينغ، والثروة التي جُمعت كانت بلا نهاية

🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 "﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ (سورة الشرح، آية 6)"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما إن شاع خبر «وليمة الدوريان» في القصر الإمبراطوري حتى عقد أهل العاصمة حواجبهم في البداية

«ما هذه الفاكهة العجيبة؟ رائحتها نتنة حتى إن العين تدمع من على بُعد 3 طرق»

«يقولون إنها هدية من الجنوب الشرقي... هل أكلها الإمبراطور بنفسه»

«والقائدة القادمة من الجنوب الغربي التهمتها لقَمًا كبارًا، وسمّتها شيئًا اسمه فاكهة النصر»

في البدء بالغت السوق في الشائعات؛ تذمّر الناس بألسنتهم لكن الفضول شدّهم

فقلّد بعض الباعة الجريئين سرًا «أكشاك تذوّق الدوريان»، لقمة مقابل 3 عملات، فإذا ذاق واحد تجمّع خلفه جمع

«كحّ كحّ، الرائحة كريهة، لكن... القوام لزج أليس كذلك»

«آه، هذه الرائحة... إذا مضغت أكثر قليلًا صارت طيبة»

وبعد أيام قليلة بدأ الناس يقلّدون طريقة القصر في أكله

فبدل قطعه بالسكين، قلدوا وضعية تشين شيانغيو وهي تجهز على الأعداء؛ يرفعون ملاقط النار والحجارة عاليًا ثم يهوون لكسر قشرة الدوريان الخارجية بدوي قوي

وما إن تتشقق الثمرة وتفيض العصارة، وتتدحرج اللبّات الصفراء، حتى يداهم الناس إحساس «اقتحام حصن»

وسرعان ما سُمّيت هذه الطريقة «وليمة الدوريان المتفجّر»

«فتح الثمرة كإسقاط عدو، وابتلاعها كابتلاع فضلٍ وغنيمة»

وانتشر الاسم في كل مكان، وظهرت في الأسواق «أكشاك فاكهة النصر» و«بيوت قطع الدوريان»، حتى أن المطاعم العريقة قدّمت «وجبة الضربة الواحدة لإسقاط العدو»، وأكّدت أن من يقطع الدوريان عليه أن يهتف: «من أجل نصر مينغ العظيم، افتح الثمرة»

ومن رأى السعر باهظًا اشترى الدوريان بنفسه وشقّه ضربًا

فصارت الأزقة والشوارع تتردّد فيها طقطقات متتابعة

وما إن تُشقّ القشرة حتى تنطلق ضحكات الصغار وتصفيق النساء وهتافات الرجال، كأن المكان في عيد

وأصدر بعض الكتبيّين الأذكياء كتبًا على الفور

«حوليات حرب الدوريان» تصف كيف كانت تشين شيانغيو تأكل وهي تغزو 3 ممالك

و«لفائف أكل الثمار لماركيزة الجنوب الغربي» صفحاتها رسمٌ للقائدة وهي تفتح الدوريان، تمسك سيوفًا ذهبية، وتتلذذ بغنائم الحرب

صارت من الأكثر مبيعًا، نفدت خلال 3 أيام، حتى إن الأطفال صاروا ينشدون أشهر مقاطعها

وظهرت أهزوجات تدور بلا قصد في الأزقة والحواري

«الدوريان يُفتح فتسقط 3 ممالك، والقائدة تضحك، تأكل غنيمة عطرة»

«الفاكهة النتنة تدخل الحلق أعتى من الطبول؛ قطعة تؤكل فتصفو أربعة أركان البحر»

حتى أكل الفاكهة أيقظ نزعة بطولية كهذه

وتفنّن بعض التجار الأثرياء أكثر، فاستقدموا رسامين مشهورين ليرسموا «لوحات وليمة الدوريان»، تُعلّق عاليًا في قاعات الأسلاف والمطاعم، رمزًا إلى «هيبة الدولة تدخل البطون، وبركة للذرية»

في البداية كان طلب الجديد فقط، ثم صار الأمر إدمانًا

«هذا الدوريان، كلما أكلته ازداد عطره»

«في المرة الأولى كانت الرائحة لا تُطاق، وفي الثالثة صار عبيرُه مُسكرًا»

«ليس لأن الطعم تغيّر، بل لأننا صرنا شعبًا منتصرًا»

من نبلاء البلاط إلى عامة الناس، لم يعد الدوريان كائنًا غريبًا وافدًا، بل صار «طعم النصر» و«عبير العصر المزدهر»

ولما بلغ الخبر تشو يوجيان لم يضحك جهارًا، وإنما أومأ في هدوء قائلًا: «الناس اتخذوا الفاكهة طموحًا، وهذا حسن»

ثم أصدر 3 مراسيم إمبراطورية

أولًا: أُمر ديوان الطقوس بوضع «آداب وليمة الدوريان» وإدراجها ضمن أطعمة المواسم، إلى جانب زونغزي عيد القوارب وفطائر القمر لمنتصف الخريف

ثانيًا: تُنشأ «هيئة فواكه الجنوب الشرقي» مقرّها في آنام وسيام وتشنلا، وتُحدَّد مناطق غابات الفاكهة وتُخطَّط «عاصمة الفاكهة الجنوبية لمينغ العظيم» للغرس المتخصّص للدوريان والمانغوستين وتفاح الماء والرامبوتان وغيرها

ثالثًا: يُكافأ كل القادة والجنود العائدين من الجنوب الغربي والجنوب الشرقي برؤوس من الدوريان على العادة، ويُسمّى ذلك «عطاء فاكهة النصر»

«هذه الفاكهة لم تعد جزية»

«إنها لمينغ العظيم»

وبعد أشهر، ومع تعافي الجنوب الشرقي من آثار الحرب، صار أهل السواحل يستيقظون باكرًا للغرس ويجففون اللحوم مساءً، وهم يغنون شاخصين إلى الجبال: «تتفتح أزهار الدوريان فيدوي باب الوطن؛ ضربة واحدة تهزم العدو، وثمرة واحدة تعطر الجو»

وفي العاصمة—في كل مناسبة فرحٍ كانت البيوت تفجّر الدوريان، والصبية يتسابقون على اللبّ ويتعلّمون فتح القشرة بالسكاكين

حتى موائد الزواج أضافت طبقًا اسمه: «الدوريان يفتح عصرًا مزدهرًا، واللوتس يعقد رباط النصر»

كان هذا في أصله أثرًا من الحرب، فإذا بمينغ العظيم يحوّله إلى عيدٍ وطنيٍّ مشترك

وبعد 3 أيام شهد باب الجنوب في العاصمة منظرًا لم يُرَ مثله منذ 100 عام

سِيقت الأسر المالكة للبلدان الثلاثة ليلًا ونهارًا، شَعرهم منفوش وأقدامهم حافية وأغلال الحديد تشدّهم، ووجوههم شاحبة

ملك آنام في حُلّة حرير ممزقة، وثلاثُ سلاسل حديدٍ حول خصره؛ وفمُ ملك سيام محشوّ بورق نفايات يئنّ بلا صوت؛ وملكُ تشنلا الفتيّ يزحف على ركبتيه، يُسحب «كسَحب كلب»، في هيئةٍ يُرثى لها

اصطف الناس على الطرقات، وعشرات الآلاف احتشدوا عند سور المدينة الجنوبي، يتطلعون لرؤية أولئك الملوك الأجانب المخلوعين

«هذا ملك الكلاب الذي أمر بحرق قبور أجدادي آنذاك»

«خنازيرُنا سُرقت على يد جنود سيام، واليوم أراه يجثو كخنزير، فيا لها من راحة»

«مولانا بصير، ومينغ العظيم مهيب»

ارتفع الهتاف حتى بدا كأن الجبال تهلل والبحار تزأر

ومضت قافلة الحراسة ببطء عبر المدينة متجهة مباشرة إلى «حديقة عرض الأشراف» المنشأة حديثًا في الشرق

ومنذ تأسيسها سجنت الحديقة مئاتٍ من أمراء ونبلاء جزيرة وا السابقين

والآن، مع وصول الأسر الثلاث، توسّع المكان فورًا، ورُفع لوحٌ جديد اسمه «منطقة خاصة للأشراف الأجانب»

في الحديقة أقفاص حديد بثلاث طبقات، وسياجات مقاومة للانفجار، ومكبراتٌ عاليةُ النبرة، ولوحاتُ فضيحةٍ مُهينة، وخصص لكلِّ ملكٍ أجنبي بطاقةُ جُرمٍ تُسرد فيها موبقاته، وخريطةٌ قديمة لبلاده تُعلَّم عليها الأراضي المفقودة وتاريخ السقوط، وفيديو استسلامٍ واضحٌ يُعاد تشغيله بلا انقطاع وهو راكعٌ يلتمس الرحمة

وبالتذاكر يدخل الناس الحديقة، ويشترون «قسائم تعويض الغضب»، ويتسلم كلُّ واحد «سوط تذكار الغيظ» ليجلدهم جلدةً واحدة بيده

وكان الصغار يقرفصون عند السور وبأيديهم حبّات اللبّ والتسالي، يشيرون ويقلدون أمهاتهم: «ذاك ملك سيام، سمعتُ أنه كان يقتل الناس صغيرًا»

وتتردد عبر مكبرات الصوت إعلاناتٌ صاخبة: «من يجلد الملك اليوم ينل عملاتٍ نحاسية، ومن يضرب 3 مراتٍ متتابعة يفوز ببطاقة بريدية عليها مخطط»

أولئك الأباطرة والنبلاء الذين عاشوا في ترفٍ وكانوا يأمرون ملايين، صاروا الآن مجرمين للعرض العام، أجراسًا عاليةً لا تنطفئ في عصر ازدهار مينغ العظيم

وفي الأثناء، خارج محطة شحن الشرق، كانت تشين شيانغيو تُشرف على الجنود وهم يرافقون 3 قطاراتٍ محمّلة بالبضائع إلى القصر

كان الدوريان مجرد هدايا، أما غنيمة الحرب الحقيقية فهي 3 قطاراتٍ كاملة، 24 عربة، من الذهب واليشم والنصوص القديمة والأسلحة والخزف وأثاث خشب الماهوغاني وأكوام الأحجار الكريمة

امتلأت كلُّ عربة حتى الحواف، وأُغلقت من أعلى وأسفل، وثقلُها جعل القضبان ترتجف قليلًا

وبحسب جرد ما بعد الحرب، كُنسَت قصورُ الإمبراطورية ومعابدُ البلدان الثلاثة ودورُ أشرافها وأفنيةُ الملكات، من أدقّ الدبابيس حتى المراجل الذهبية الكبيرة، وجمعت أطنانُ الذهب المخبّأ كلها

«ما دام الشعب قد استسلم فهذه الموجودات لبيت المال»، قالت تشين شيانغيو ببرود، «وتركُها هناك لا يجلب إلا المتاعب»

في تلك اللحظة دخل تشو يوجيان مع وانغ تشنغن «قاعة جرد الغنائم» المستحدثة في خزانة مينغ الداخلية

تألّقت القاعة بالأنوار، وعلى الجانبين صناديقُ الذهب وخزائنُ الزيتان ودواليبُ النانمو الذهبي التي فُرغت توا، والجنود يسجلون ويفحصون ويصنّفون

وعلى صفوف رفوف الزيتان عريض الورق رُصّت رؤوسُ تماثيل بودا من معابد سيام، ومذابحُ ذهبية من قصر تشنلا، وكؤوسُ شاي من اليشم الأبيض من خزانة آنام، وسفنٌ مذهبة مرصعة بالجواهر قدّمها قراصنة الجنوب الشرقي لملوكهم

ومشى وانغ تشنغن بضعَ خطوات ثم تباطأ من تلقاء نفسه، ورفع بصره إلى القاعة المتلألئة وتمتم مبهورًا: «مولاي، هذا بحرٌ من الذهب والفضة وغابةٌ من المصنوعات الخشبية، أخشى أنه لا يُستهلك في 3 إلى 5 أعوام»

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/28 · 9 مشاهدة · 1220 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025