🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 "وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا" (سورة طه 114)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند الظهيرة كانت الشمس حارقة، والغبار يطير في كل مكان
كانت غانجيبور بلدة حيوية في الأطراف الشرقية للإمبراطورية المغولية، كما كانت نقطة عبور أمامية لتحريك تعزيزات الإمبراطورية
لكن اليوم بدت هذه المدينة كقطعة لحم خروف تنتظر الذبح في الصحراء، مكشوفة بلا غطاء أمام سيل غريب بارد من الفولاذ
"بسرعة اذهبوا إلى سور المدينة"
"العدو تقدم إلى الممر الجبلي الخارجي"
صاح جنود المغول وهم يندفعون إلى السور الترابي، يحركون المدافع بتوتر
تلك المدافع الصغيرة القديمة القادمة من البرتغال وهولندا طالما عُدّت عندهم "أدوات عظيمة"، لكنها في هذه اللحظة كانت مهتزة وصدئة
"هل نستطيع صدهم" ابتلع جندي شاب ريقه بقلق
"مم تخاف لدينا مدافع أيضًا" شجعه آخر بابتسامة متكلفة
لكن حين حدقوا في البعيد
رأوا كابوسًا
امتلأ طريق الجبل بأجسام هائلة مطلية بتمويه أسود وذهبي، مجنزرات تسحق الحصى، وأبراجها تدور ببطء، وكل خطوة كأنها زئير قادم من عالم الجحيم
لم تكن عربات بل كانت تنانين من فولاذ، أجسادها مكسوة بالأنابيب والأفواه النارية
وخلف الدبابات صفوف من مشاة جيش مينغ المدججين، كل واحد يرتدي خوذة رمادية ويحمل بندقية تكرارية على كتفه، وحزام ذخائر شديدة الانفجار يلمع ببرودة على صدره
وفوقهم
حلّقت أكثر من 12 قاذفة كالنُّسور، حجرات القنابل مفتوحة وحواملها تتحرك بخفة، كأنها تستعد في أي لحظة لتمطر الموت
"أهذا... أهذا جيش بشري"
"استعدوا للإطلاق— نار"
أخيرًا أعطى القائد المغولي أمر فتح النيران
دووم
زأر مدفع برونزي عتيق، وطارت قذيفته أقل من 200 متر ثم ارتطمت بصخرة وتناثرت شررًا، فلم تثر حتى غبارًا
وبعدها مباشرة، دووم، انفجر ذلك المدفع الصغير نفسه بسبب بارود معتّق وأنبوب صدئ
أصيب 3 من جنود طاقم المدفع إصابات بالغة في الحال، وتناثرت الشظايا في كل اتجاه حتى إن شررًا أشعل عباءة القائد
"آااه—أطفئوا النار"
"لا لقد انفجر انفجر من تلقاء نفسه"
ساد الاضطراب صفوف الجنود تمامًا
وكان رد جيش مينغ أسرع من الموت
كاانغ— كاانغ— كاانغ—
أطلقت 3 مدافع هاوتزر ذاتية الحركة من طراز "حربة السماء-203" في وقت واحد
صفّرت القذائف تشق الهواء؛ الأولى ضربت الركن الجنوبي من السور، فانفجر برج الزاوية لحظة واحدة وارتفع الحطام 10 تشانغ
والثانية سقطت على كومة بارود فأشعلت عربة مؤن كاملة، ولهب على شكل فطر ابتلع أكثر من 12 جنديًا مغوليًا
"يا للعجب... مدافعنا— أسوارنا... لا تصمد"
وقف جندي مذهولًا عند جدار مكسور، والدبابات تقترب إلى مسافة أقل من 100 متر، والطائرات تعبر فوقه وتلقي قنابل تشويش وقذائف عنقودية خارقة للدروع
أذناه تصفران، وساقاه تهتزان، وفجأة جثا على ركبتيه
"يا للعجب... هذا ليس جيشًا... إنه شيطان"
وفي الوقت نفسه داخل المدينة، في بيت عادي
كان فتى في الخامسة عشرة اسمه أمين يطل برأسه من شق النافذة، فرأى السماء البعيدة محجوبة بظلال سوداء، و"ثيرانًا حديدية" تتدحرج من الجبل خلف بيته
"أمي... أذلك جيش مينغ"
"لا تنظر" جذبتْه أمه إلى داخل البيت وصوتها يرتجف "سيقتلون الناس... إنهم يقتلون جنود الإمبراطورية"
"لكنهم... يمشون بانتظام شديد، وخيولهم بلا أرجل... وجنودهم بلا تعابير كأنهم تماثيل"
ارتجّت المدينة كلها خارج النافذة
تهدّمت الجدران، ودوت المدافع، واهتزت الأرض
سمع أمين صراخ الجنود وبكاءهم وفرارهم
وسمع أيضًا الجملة الوحيدة التي هتف بها جنود مينغ "من يقاوم يُقتل بلا رحمة"
في أقل من 30 دقيقة انهارت أسوار غانجيبور تمامًا
لم ينتظر كاو بيانجياو استسلام العدو؛ تدحرجت الدبابات مباشرة إلى الشارع الرئيسي، ووجّهت القواذف اللهبية نحو ما تبقى من معاقل العدو، واحترقت صفوف كاملة من البيوت حتى صارت رمادًا وسط دخان كثيف ولهب
تقدم المشاة كأنهم جرافات، يجرفون كل شيء، في مجموعات من 3 واحد يطلق، وآخر يقذف القنابل، وثالث يطهر، بكفاءة تشبه حصاد القمح
بعض جنود المغول لم يسحبوا سيوفهم بعد حتى اخترقت الرصاصات صدورهم فخرّوا أرضًا
وآخرون كانوا على وشك الفرار فتبددت أجسادهم بشظايا قنابل المشاة
امتزج الهواء برائحة البارود واللحم المحترق والدم، وكأنها حساء كثيف يطبق على الصدور ويصعّب التنفس
تمدد قائد يحتضر على الأرض يحدق في شارع تجري فيه الدماء
"لكنهم ليسوا بشرًا أصلًا"
"إنهم من المستقبل— قاهرو الحكام"
في قصر أغرا بالإمبراطورية المغولية جلس شاه جهان على عرش الطاووس ووجهه شاحب، وقضيب الصندل في يده تشقق من قوة قبضته، ووزراؤه ركعوا أسفلَه لا يجرؤون على الكلام
"غانجيبور... سقطت"
كان صوته منخفضًا كأنه يحبس عاصفة كاملة
ارتجف الوزير وقال "مولاي... لم تسقط فقط، بل احتلها جيش مينغ بالكامل، وفي نطاق 100 لي لا يوجد جندي واحد"
"كاو بيانجياو... لم يُبقِ على أسرى، الجميع أُعدموا"
عضّ شاه جهان على أسنانه حتى كاد يبتلع أنفاسه
وأخيرًا أدرك أن هذه الحرب... بعيدة كل البعد عما تصوره
"لقد... وقعنا في فخ"
"أولئك الأوروبيون... حرّضوني على الحرب، واتخذوني أداة لاختبار جيش مينغ"
"وعدوني بالذهب والفضة والسفن والمدافع، فلما أرسلتُ جيوشي لم يرسلوا جنديًا واحدًا"
"ظننت أنني ألعب لعبة، وفي الحقيقة... كنت بيدقًا"
انتفض واقفًا ولوّح بردائه وصاح عاليًا
"أرسلوا رجالًا فورًا أرسلوا مبعوثًا إلى الجبهة ليفاوض جيش مينغ"
"قولوا لهم إنني مستعد لإعادة الأراضي، ومستعد لدفع التعويضات، ومستعد لأداء الجزية"
"كل ما أطلبه وقف إطلاق النار"
"كل ما أطلبه... أن تتوقف المعركة"
في اليوم التالي، خارج معسكر جيش مينغ علا الغبار
جلس كاو بيانجياو داخل عربة مدرعة نصف مفتوحة، يمسح واقيات المفاصل الفولاذية في يديه
فجأة ركض جندي من الخطوط الأمامية
"يا جنرال— حاكم المغول أرسل مبعوثًا يطلب السلام"
"إنه خارج المعسكر يطلب لقاءك ويحمل رسالة بخط اليد"
لم يرفع كاو بيانجياو رأسه حتى، وسأل ببرود "هل جاء على صهوة حصان"
"نعم"
"كم معه من رجل"
"فقط واحد"
ابتسم أخيرًا
"هاه... جاء على ظهر حصان"
"فكما جاء، عليه أن يعود على ظهر حصان"
تحيّر القادة والجنود
لوّح كاو بيانجياو بيده فحسب
"احشروه في سبطانة هاون 'السن المفترس رقم 1'، وصوبوه نحو السور"
"أعيدوه"
بعد لحظات
دوى صوت غريب من معسكر المغول البعيد
بانغ
هوت قذيفة هاون على الساحة بجوار البوابة الشرقية للقصر، لكنها لم تنفجر
اقترب الحرّاس بفضول وأزاحوا الشظايا
فرأوا جسدًا آدمياً مدمى محطّم العظام، بالكاد يُعرف أنه المبعوث الذي خرج صباحًا للمفاوضة
وكانت مغروزة في صدره راية صغيرة كُتب عليها بأحرف كبيرة "لا باب للمفاوضة على السلام"
"ماذا"
حين سمع شاه جهان الخبر كان كأن قبضة صكّت صدره، فتراجع 3 خطوات مملوءًا بالذهول والغضب
"لقد تجرؤوا"
"ذاك مبعوثي الخاص مبعوث الدولة كيف تجرؤون"
تبادل الأمراء والوزراء النظرات، ولم يجرؤ أحد على الكلام
في هذه اللحظة اندفع نائب قائد شاحب الوجه إلى القاعة وارتمى راكعًا
"مولاي... لدي تقرير عاجل"
"إن... إن تاج محل... قد احتله جيش مينغ"
"كتيبة الصاعقة المحمولة جوًا أنجزت إنزالها صباح اليوم وأحكمت الطوق... وقد صُنِّف المكان الآن 'نقطة احتلال تذكارية إمبراطورية'"
"يرفرف علم أحمر عالٍ أمام الضريح منقوش عليه 'فرسان حملة مينغ الجنوبية وصلوا إلى هنا'"
"جرى تحصين الضريح بـ 300 مدافع... أرجو يا مولاي— تقبّل عزائي"
في تلك اللحظة تجمد الزمن
وقف شاه جهان مبهوتًا في مكانه وشفته ترتجف، واحمرت عيناه حتى تفجرت الشعيرات، وتلوّن وجهه في لحظة من الأخضر إلى الأبيض ثم من الأبيض إلى الأخضر
تلك كانت حبيبة عمره وملاذه الأبدي في قلبه
والآن تدوسها سنابك الحديد وتظللها الرايات الحمراء
"تاج"
"تاج آه"
تمتم وجسده يترنح، وفجأة قذف دماً عتيقًا وسقط على قفاه
"مولاي"
عمت الفوضى القاعة
الكتاب التالي تحفة من حيث إعداد "الإصبع الذهبي" وأفكار الحبكة، فالبطل لا ينقذ أسرة مينغ فحسب، بل عليه أيضًا أن يطيح بالولايات المتحدة في خط زمني آخر
كتاب واحد يداوي ندم النسخة التاريخية والنسخة الحديثة معًا ويوفر الوقت، وربما يُطرح يوم الإثنين المقبل، أيها الإخوة، ترقّبوه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها
المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ