290 - قاذفات حاملة الطائرات تقصف البرّ الرئيسي، والملك يذعر!!!

🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} — سورة طه، آية 114

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على الجسر، حدّق شي كِفا بعينين باردتين نحو أسطول الشراع العتيق الذي ما زال يعاند بعيدًا، ثم أصدر أمره بصوت جليد

«أطلقوا الطائرات المحمولة على الحاملة»

«تجاوزوا الاشتباك البحري—واضربوا موانئهم الرئيسية ومراكزهم العسكرية والسياسية مباشرة»

في تلك اللحظة كانت حاملة الطائرات «تشنهاي» ساكنة كتنين غارق في مياه جنوب غرب جبل طارق

لكن في اللحظة نفسها—كان ظهرها يستيقظ

«تأكيد أمر الإقلاع»

«تسخين سكة المقذاف اكتمل»

«الدفعة 7 من طراز تنغلونغ-1 على السكة وفي الموضع»

بنداء نائب القبطان، اهتز السطح كالرعد

ركض أفراد الخدمة الأرضية ذهابًا وإيابًا بسرعة، ارتفعت الأذرع الآلية، ونقرت صمامات الهواء المضغوط

الطيارون ببدلاتهم الرمادية شدّوا الخوذ، انزلقوا إلى المقصورات، وعيونهم خلف النظارات حادة كالسكاكين

«تنغلونغ-1»—قاذفة مقاتلة بعيدة المدى حصرية لسلاح جو مينغ العظمى—هيكلها أسود انسيابي، وفوهات عادمها كأفواه وحش

على كل جناح قنبلتان «الناب القرمزي-جي» شديدة الانفجار، وعليهما عبارة بارزة «مخصص لأوروبا»

«تشغيل المحرك—!»

«إتمام الحقن، القدرة مستقرة»

«سلاسل التثبيت مفكوكة»

بوووم!!

قذفت أول «تنغلونغ-1» لهبًا أزرق حارًّا، وانزلقت إلى سكة المقذاف، مقدّمها منخفض وذيلها يزمجر نارًا

وقف رافع الإشارة منتصبًا على جانب السطح يلوّح بعلم أحمر بعنف

«مقذاف—!»

باانغ!!!

انطلقت الطائرة كالـتنين الهائج يشق السماء، ارتفعت عشرات الأمتار في لحظة، ثم لاصقت سطح الماء طيرانًا، رافعة رذاذًا كالخيوط

تلتها الثانية ثم الثالثة فالرابعة

دخل السطح كله إيقاعًا كإيقاع الطبول

تزويد بالوقود—رفع الطائرة—تثبيت على السكة—إطلاق بالمقذاف—نفث لهب—صعود

عشرات الطائرات أقلعت في غضون نصف دقيقة، مصطفّة كصفّ عسكري، تنطلق بسرعة على ارتفاع منخفض فوق البحر، وحواف أجنحتها تكاد تحك الماء، كسمك طائر من فولاذ

حول الحاملة، توقّف ضباط وبحّارة أسطول مينغ العظمى عن أعمالهم ووقفوا معتدلين يرفعون أنظارهم

«لشبونة — منطقة الميناء»

كانت الشمس قد أشرقت للتو، ولا يزال الضباب فوق الأرصفة لم يتبدّد

ينادي بائعو السمك على تونة طازجة، ويزحزح عمّال الشحن صناديق القماش والتوابل نحو سفن شحن تستعد للإبحار

جماعة من عمال الميناء قرفصوا بجوار سفينة تُدعى «الإمبراطور البرتغالي» يأكلون الفطور، يلوك كلٌّ منهم خبزًا قاسيًا وأفواههم لا تكف عن الحكي عن كنوز الشرق ونسائه

«هيه، سمعتوا؟ الكبار يحشدون رجالًا، ويقولون إذا ربحنا هذي المعركة فالخطوة الجاية تقاسم الشرق»

«أنا دائمًا أقول، ذاك الشرق مكدّس ذهبًا وفضة، وخزفهم أنقى من الزجاج، وحتى مراحيضهم من اليشب الأبيض»

«هاها، لما يشوفوا بنادقنا الغربية، ركبهم بتلين من الخوف»

«سمعت إن في دولة اسمها مينغ العظمى، أسوار مدنهم عريضة تركض عليها الخيل، والخمر يُشرب كالماء، وحواجب النساء خيوط رفيعة»

«هيهيهي، أول ما ندخل، بهدّم قصرهم الإمبراطوري، ما أخلّي طوبة، وآخذ مزهرياتهم الخزفية للبيت وأخليها أواني للخلاء»

انفجروا ضحكًا، وجوههم مفعمة بالطمع والبذاءة، لا يشعرون بالدوي الخفيض الذي بدأ يتردّد من السماء

«...إمم، سمعتوا الصوت؟ ما هذا الصوت»

«هل هو مدفع؟ أم أمواج»

«أشعر به... كأنه جاي من السماء»

أشار شاب إلى الأفق الشرقي، وشحب وجهه تدريجيًا

«ما ذاك... هذا ليس طائرًا، هذا...»

في الثانية التالية، صفير!!!

حلّقت 5 قاذفات مقاتلة من طراز «تنغلونغ-1» من الشرق، أجنحتها السوداء تحجب الشمس، وذُيُول لهبها تخطّ السماء، تمسح على ارتفاع منخفض فوق منطقة الميناء

انفتحت حُجَرات القنابل، وتساقط الحديد دفعة واحدة

أصابَت أول قنبلة شديدة الانفجار «الناب القرمزي-جي» مقرّ القيادة البحرية إصابة مباشرة

قعقعة!!!

انهار المبنى كله وسط لهب وصدمة، وانهمر زجاج النوافذ مطرًا، وسقط البناء كاملًا خلال 3 ثوان، وغُمرت المكاتب وقاعات الاجتماعات ذات الجداريات القديمة وأجهزة الاتصال بحرائق عاتية

قُطع رأس برج التحكم في الميناء بالقنبلة الثانية كأن سكينًا من السحاب بترته

«آااه—قنابل!! قنابل!!!»

«اهربوا!! تورّطنا مع خصم لا يُمزح معه!!»

تحوّل الرصيف إلى فوضى عارمة في لحظة

العمال الذين كانوا يضحكون آنفًا على «نهب خزف الشرق» صاروا مضرّجين بالدم والشظايا، منهم من ركض نحو البحر ليقفز هربًا، وآخرون تجرّ أمعاؤهم على الأرض وما زالوا يحاولون الزحف بعيدًا

تلاحقت الموجة 3 ثم 4 ثم 5 من القنابل بسرعة

اشتعلت المخازن، وانهارت الورش، واحترقت السفن وانفجرت، والمخزن رقم 3 على الشاطئ حيث البارود انفجر ليصنع سحابة تشبه الفطر

تبعثر الناس في كل اتجاه، وأرض الرصيف صارت محروقة مخرّقة، والأجساد اختلطت بالصناديق

كان «الإمبراطور البرتغالي» قد أنهى التحميل للتو وحاول التراجع نحو عمق الميناء، لكنه لحظة استدارته أصابته القنبلة شديدة الانفجار رقم 6، فخرقت البدن وأشعلت الوقود وشقّت السفينة نصفين في الحال

معلّم رصيف، وجهه مأسود بالرماد، رُمي أرضًا على حجارة الرصيف، يحدّق بالطائرات وهي تبتعد زئيرًا

ارتجفت شفتاه، وبدا على وجهه ذهول وهو يتمتم

«...ما حصلت على الخزف... كيف خسرت حياتي»

«مدريد — قاعة مجلس القصر الملكي»

انساب ضوء الصباح إلى القاعة عبر نوافذ عالية، والجدران المذهّبة، والقُبّة الزرقاء، وزجاج إيطالي ملوّن—كل ذلك نسج مشهدًا بديعًا

جلس الأمراء والوزراء حول طاولة طويلة يتباحثون بقلق تقرير الحرب من الجبهة

«أشرعة سانتا تيريزا انكسرت»

«أي مدافع استخدموا؟!»

فجأة—

دووم!

انفتح الباب بعنف، واندفع حارس شاحب الوجه ومغبرًّا وهو يصيح

«جلالتكم—جلالتكم—طيور من حديد ظهرت في السماء، القصف بدأ!!!»

«لقد... تعرّضنا للقصف أصلًا!!!»

قبل أن يُكمل جمله، اهتزّ القصر بأكمله

وصل دووم هادر من بعيد، كأن قوة عظمى قلبت المدينة

اهتزّت لوحات الزيت على الجدران، وارتجفت كؤوس الماء فوق الطاولة، وستارة مذهّبة انفلتت ببطء من القبة كأن العالم يبدأ في الانفكاك

«هذا... كيف يكون ممكنًا»

«كيف تسقط القنابل من السماء؟!»

علا الضجيج بين الوزراء، بعضهم سقط على كرسيه، وآخرون اندفعوا صوب النوافذ في هلع

رفع نبيل مُسن كأس خمر بيد مرتجفة، انسالت القطرات على الأرض، لكنه لم يشعر بشيء

خارج النافذة، 5 طائرات سوداء مثل 5 سكاكين قاطعة هوت مائلة من السحب في تشكيل دقيق

مرّت فوق الشمس، وألقت ظلالًا سوداء طويلة غطّت القصر الملكي كله بالعتمة

غاب الضوء وتغيّر لون السماء

«إنهم وحوش من الشرق!!»

«لا أجنحة لهم!! ومع ذلك يطيرون في الهواء!!!»

«النجدة!! إلى القبو بسرعة!!»

«أين مدافع القصر؟! ألا تستطيع إيقافهم؟!!»

عَمّت الفوضى، وتحطّم وقار النبلاء، منهم من بكى وزحف تحت الطاولات، ومنهم من هرع نحو الموقد يحاول الاختباء، وآخرون ابتلّوا بالدم والعرق وسجدوا بالدعاء

«السيدة مريم المكرمة... اغفري لنا...»

لكن السماء بلا رحمة، فلم يبقَ إلا لحظة انفتاح حجَرات القنابل

سقطت 5 قنابل سوداء معًا، وذيول لهبها ترسم 5 أقواس نارية مستقيمة نحو قلب القصر

بوووم!!

الأولى ضربت القبة مباشرة

القبة التي كانت مرسومة بقصص قديمة مكرّمة انهارت تلتهب، وتمثال كائن مجنّح يحمل سيفًا مكرّمًا انفجر شظايا، ورأسه طار 10 أمتار بعيدًا

الثانية أصابت أروقة الفناء المركزي

صفّ الأعمدة الرخامية الإيطالية تفتّت قطعًا، وتمثال أسد بارتفاع 3 أمتار تمزّق حطامًا، ونصف جدار القصر سقط هديرًا

«آااه!»

اندفعت النيران وتمددت عبر قاعة المجلس كلها، اشتعل ثوب أحد النبلاء فتمرّغ على الأرض يصرخ، وانفجرت عيناه من شدة الحرارة

الثالثة هوت على الممرّ الملكي وحوّلت البوابة الذهبية المؤدية إلى الخزينة الملكية إلى خُردة

سجاجيد ومرايا وصولجان ملكي وآثار مكرّمة وحُليّ من الذهب وجواهر بقيمة ملايين الجنيهات الذهبية—allها دُفنت تحت البلاط المكسور والحطام المحترق

غبار ونار وبكاء وصراخ امتزجت في جوقة كالجحيم

تحطّمت نوافذ الزجاج الملوّن في قاعة المجلس، وشظاياها قطعت حناجر خدّام القصر كسكاكين طائرة، والدم تناثر في كل مكان

الجداريّة البارزة «تتويج الملك العجوز» التوت واسودّت ثم صارت رمادًا في اللهيب العارم

ركع نبيل وهو يقبض على صولجان مكسور على الدرج الملطّخ بالدم، يحدّق بذهول في الفتحة التي خلّفتها القبة

في الخارج حلّقت الطائرات الخمس فوق القصر، ثم استدارت في تشكيل، وذيول لهبها كالأفاعي، وابتعدت

لم تخلّف سوى أنقاض

وصمت لا ينتهي

«أهذا... نهاية العالم؟»

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/28 · 5 مشاهدة · 1228 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025