291 - لم تعد لدى أوروبا سفن حربية! لقد سددت أسرة مينغ ضربة في صميم عمودها الفقري!!!

🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ (سورة طه، الآية 114)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان البحر هادئًا، والضوء يتناثر فوق الماء كالذهب المكسور، يلمع، والنوارس تدور في أسراب

على أفق أزرق صافٍ، كانت ثلاثة أساطيل تشق طريقها بتشكيل فضفاض ــ من إنجلترا وفرنسا وهولندا

أشرعة كل سفينة كانت مرتبة ونظيفة، والخشب مطليًا حديثًا، وتعلّقت على الجوانب شعاراتهم الوطنية ورايات بحواشٍ مذهبة

كان هذا هو عمود أسطول أوروبا المتحد، وما يعدّونه آخر حاجز لـ"منع الشرقيين من مواصلة التقدم غربًا"

على السطح، جلس كونت أبردين، قائد البحرية الملكية لإنجلترا، على كرسي محفور، ممسكًا بفنجان خزف شرقي كبير، يحتسي الشاي على مهل

قال لبابتيست، قائد أسطول فرنسا الجالس بجواره: هذا حقًا مدهش، شايهم أرقى من كل أنواع قهوتنا

أومأ بابتيست وقال وهو يدوّر الفنجان برفق، حافته رقيقة كجناح اليعسوب، تكاد تكون شفافة: أختي عضو مجلس نبيل، لا تجرؤ على تحضيره إلا ثلاث مرات في الشهر ــ هذا الشراب أغلى من الذهب في باريس

كان ستاد، الأميرال المساعد الهولندي، يحدّق في البحر بعينين مغمضتين قليلًا

زمجر قائلًا: لا أفهم، مينغ يصنعون الخزف، ويزرعون الشاي، وينسجون الحرير، وكلها تجارة ممتازة... فلماذا يقاتلون

لو باعوا بضائعهم بصدق، فمن منا لا يرغب في شرائها كل يوم

لكنهم يصرون على التوسّع، وعليهم أن يلامسوا حدودنا

وضع أبردين فنجانه مبتسمًا بخفة: لا يمكنك لومهم ــ بعد هزيمة جزيرة وا ولوزون وشاه جهان، من الطبيعي أن ينتفخ الشعور بالقوة

رفع بابتيست حاجبه: لكن هذه المرة... لقد اصطدموا بأوروبا كلها

هزّ ستاد رأسه وضحك: آمل أن يفهموا عبارة واحدة ــ اعرف متى تتوقف

في تلك اللحظة، صرخ رقيب الصارية الأمامية، وصوته مملوء بالذعر: نار ــ نار!!! بحر من اللهب أمامنا!!!

تجمد القادة الثلاثة لحظة بدهشة

قطّب أبردين جبينه: أي بحر من النار؟ هل خسرتَ البارحة في الورق في المقصورة يا فتى؟ هل تهذي اليوم بحمى

قال ستاد بنفاد صبر: هل اشتعلت سفينة تجارية؟ لا تصرخ لمجرد أنك رأيت قليلًا من الدخان الأسود

كان بابتيست يهمّ بالكلام ــ لكن نسمة البحر انقلبت فجأة، واندفعت موجة حارة لافحة، ومعها دخان كثيف يتصاعد من الأفق البعيد، يلطّخ السماء كأن حبرًا مسكوبًا عليها

في الثانية التالية، دوّي ــ!!! انفجر البحر بأمواج نارية عملاقة، وقوس من اللهب ارتفع إلى السماء أمام الأسطول

تبدّلت وجوه الرجال الثلاثة في آن واحد ــ ما الذي يحدث؟ ليست تلك سفينة تجارية، بل... سفن حربية! كلها حطام

هذا ليس بحر نار، بل جحيم حطام سفن

نظر بابتيست نحو الجنوب الغربي؛ كانت طرّادة فرنسية قد استدارت للتو، لتجد نفسها في مواجهة فوهة المدفع الرئيسي لسفينة مينغ الحربية "عشرة آلاف رعد"

تلألأت فوهتها ببرودة الليل، كأن الموت نفسه يصوّب عينيه إليهم

نهض أبردين بغريزته واقفًا: سفينة مَن هذه؟ إنّها... إنّها ــ

دوّي ــ!!! زمجرت المدافع كالرعد، وانطلقت القذائف الضخمة، وسقطت قذيفة شديدة الانفجار مباشرة على مقدمة旗舰 إنجلترا، فنسفت قسم السطح كله في الهواء

مزّقت المسامير الفولاذية الهواء، وانقطعت حبال الأشرعة، وتناثرت الشظايا مع اللحم والدم في البحر

قلب ستاد الطاولة ودفعها وهو يصرخ رعبًا: نيران مدفعية؟ لقد فتحوا النار مباشرة

بمجرد بدء الإطلاق، لم تكن سفن هولندا قد أكملت مناورتها، لكن آذانهم كانت تقرع مع الجولة الثانية الهادرة من القصف

كان بابتيست يوشك أن يأمر بالانسحاب ــ بانغ ــ!!! شقّت قذيفة شديدة الانفجار السماء، ومرّت قرب الصاري، فقطعت سلة المراقبة في قمة صاري سفينة القيادة الفرنسية "سانت لويس" من جذعها؛ لم يمهل الثلاثة المراقبين حتى للصراخ، فتحولوا إلى ضباب دموي وأطراف مبعثرة على السطح

سقط نصف صاري ممزق الأشرعة على سطح المؤخرة بقوة، وسحق مساعد الدفة

أين العدو

من أي اتجاه بالضبط؟ من الشرق؟ أم الجنوب الشرقي

وقف أبردين على منصة القيادة، وأصابعه ترتجف بعنف وهو يحدّق حول البحر ــ لم يكن هناك سوى دخان وأمواج هائجة، ولا أثر لسفن العدو

لكن القذائف كانت تهوي تباعًا، دقيقة الإصابة بين تشكيل أسطولهم

اضبطوا فوهات المدافع!! صرخ ضابط الرماية وهو يركض نحو مجموعة المدافع المركزية، لكنه وجد عشرات الرماة يديرون الأبراج بجنون

إلى أين نطلق؟ أين هم

لا نراهم! حتى ظلال صواريهم لا نكاد نلمحها

هل غاصوا؟ هل يختبئون تحت الماء

لوّح رجل الإشارات بالأعلام بجنون، لكنه لم يجد ظلالًا واضحة للسفن المقابلة، وكانت الانفجارات في كل مكان

أين هم

ركض رسول من منصة الإرسال عند المقدمة، تعثر وسقط ثم نهض وهو يصرخ: جنرال، هل نكسر التشكيل ونهرب

ارتجفت يدا نائب القائد: لم نرَ العدو بعد، كيف ننفصل أصلًا؟ إلى أين نهرب

زأر أبردين: اضبطوا مجموعة المدافع الخلفية ــ أطلقوا نحو الجنوب الشرقي!! اكبحوا نيرانهم!!!

لكن ضابط الرماية التفت صارخًا بصوت مبحوح: مدى مدافعنا لا يكفي!!! لو تراجعنا 500 متر أخرى فلن نرى حتى مكانهم

على السطح، ما إن أنهت سفينة "سانت جورج" الإنجليزية تعديل مسارها حتى هوت القذيفة الثانية من السماء، واخترقت بدنها وأشعلت مخزن البارود

انفجرت السفينة كلها كحوت مطعون، وانقلبت وسط اللهب

قُذف البحّارة جماعات في الهواء، ومن سقط في الماء اختنق واستغاث، لكن حوله كله حطام مشتعل

عند الدفّة، كان مساعد الدفة، ورأسه مغطى بالدم، يقبض على سلسلة التوجيه بيأس، وشفته ترتعش وهو يتمتم: انتهينا

انعكس اللهب في عينيه؛ فقد حاولت فرقاطة فرنسية أن تستدير، فانقسمت بقذيفة ثقيلة إلى نصفين، وتشقّق بدنها كعيدان طعام مكسورة وغاص مباشرة في البحر

وما كان أشد رعبًا ــ أنهم لم يعرفوا حتى أين يوجد العدو

جهة واحدة فقط تقذف نارًا بلا توقف

وفي ضباب الأفق، أخذت ظلال مبهمة تطفو، كأن بوابات الجحيم تُفتح ببطء

داخل سفن القيادة للدول الثلاث، وقف بابتيست وستاد وأبردين شاحبي الوجوه، متسمّرين في أماكنهم

ذلك البرود الذي علّقوا به من قبل على أن مينغ "مولعون بالتوسع" ابتلعته النيران والدخان الكثيف

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/28 · 4 مشاهدة · 963 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025