الفصل 292:

🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 «وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا» (سورة طه: 114)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقف شي كه فا على منصة المراقبة في الجسر، ويداه خلف ظهره، وعيناه تعكسان الأفق البعيد الذي التهمته الحرب

اندفعت سحب الدخان الكثيف بين البحر والسماء، نصف أسطول أوروبا الموحَّد غرق إلى قاع البحر، والنصف الآخر تفرّق هاربًا

قال بهدوء وهو يصدر الأوامر

«أصدروا أمرًا بتقدّم الأسطول على دفعات»

«المدمّرات والطرادات وسائر التشكيلات السريعة تطارد شمالًا، لضمان القضاء التام على ما تبقى من القوة البحرية»

«تظل مجموعة حاملة الطائرات في هذه المياه، وتواصل القصف المتصل على البرتغال وإسبانيا الداخليتين»

«نيران الدعم، بلا انقطاع»

أومأ الضابط المساعد فورًا وردّ بصوت مرتفع

«أمرًا، سيدي»

«إلى جميع السفن—نفّذوا فورًا خطة "فأس الرعد · ضربة البر والبحر" على مجموعات»

«مجموعة الطليعة: السفن بولانغ وتشينغ لي وفيتاو مجموعة واحدة، الهدف—بقايا أساطيل هولندا وفرنسا وإنجلترا، مطاردة بأقصى سرعة»

«المجموعة الخلفية: جنهاي سفينة أم، والسربيْن الأول والثاني من مجموعة طيران تنغلونغ يواصلان الضربات الجوية على لشبونة ومدريد»

انتقلت الأوامر عبر سلسلة الاتصالات إلى كل سفينة حربية، فانطلق الأسطول الهائل إلى العمل على الفور

دوّى صوت أمواج المقدّمات وهي تشق سطح البحر، إذ دارت عدة مدمّرات وطرادات بهياكلها لتندفع شمالًا كسهم حاد

كانت المدافع الرئيسة محشوة سلفًا، وحواضن المدافع السريعة الإطلاق ذات العجلات تتأرجح قليلًا مع الموج، كزمرة من النمور الصامتة على وشك القفز والتمزيق لما تبقى من العدو

على الجسر، نظر شي كه فا إلى الأسطول المتقدّم وقال بصوت منخفض

«نحن لا نقتل إيمانهم»

«إنما نقتل أوهامهم»

في الوقت نفسه، عاد سطح جنهاي يعجّ بالحركة

«الطلعة الثانية لمجموعة طيران تنغلونغ جاهزة—قضبان الإطلاق مسخّنة، المقذاف جاهز، الأسلحة محمّلة»

لوّح مُشير السطح مرة أخرى بالعلم الأحمر إلى أسفل، فقذف أول مقاتلة لهبًا وهي تنزلق خارج سكة المقذاف

«بوووم—!»

زفرت ذيل المقاتلة نارًا، ورسمت خطًا طويلًا من اللهب في السماء، متجهةً مباشرة نحو جنوب إسبانيا تحمل قنبلتي «الناب القرمزي» الثقيلتين

تبعتها الثانية والثالثة متقاربتين، وارتفعت أربع قاذفات ثقيلة «التنين» ببطء، وبطونها منفوخة، وأبواب خزائن القنابل مفتوحة بالكامل، مكدّسة بقنابل سجاد كُتبت عليها عبارة «البرتغال وإسبانيا ستدفعان الثمن»

【البرتغال · لشبونة】

طوال اليوم، لم تتوقّف الغارات الجوية

بدت السماء وكأنها دُهِسَت مرارًا؛ كل عشر دقائق تكنسها موجة جديدة من طيور الحديد

ركام الشوارع تراكم كالجبال، وأبراج الكنائس نُسِفت إلى قسمين، وأضحى مقرّ البلدية كومةً من الآجرّ والقرميد المتفحّم

النبلاء المختبئون في الملاجئ صاروا أشعثين ملوّثين بالغبار، لا أحد يميّز من هو كونت ومن هو متسوّل

شيخٌ بثوب مذهب وما زال يحمل «شارة برلمانية» تقوّس في زاوية، يحتضن كتابًا مكرّمًا متفحّمًا ويتمتم

«ألم… نتاجر معهم…؟ اشترينا شايهم

«لماذا يقصفوننا»

لا جواب

في آخر الشارع، آنسة نبيلة حافية وقد احترق فستانها، تبكي بصوت عالٍ وهي تعانق وصيفتها الميتة

والدها—الوزير السابق في مجلس الوزراء—ممدّد على وجهه ميتًا عند نافورة قريبة

【إسبانيا · مدريد】

قصر الملك أنقاض، والنيران لم تنطفئ

أسس المدينة نفسها كانت ترتج، كل قصف كأنه إعدام

الجيش فقد السيطرة منذ زمن، لا يُحصى عدد الجنود الذين ألقوا بنادقهم وجثوا على جانبي الطريق وهم يبكون بصوت عالٍ

«لا نريد أن نموت»

«لن نستطيع هزيمتهم»

«نحن بشر ولسنا عجينة لحم—!»

خرس النبلاء تمامًا

مركيزون، وحكّام أقاليم، وكرادلة اختبؤوا جميعًا في السراديب، بثياب خيش ورماد، يلتقطون ما يسدّ الرمق، شعثًا غبرًا

رمز عرش ملك إسبانيا—«عرش النسر الذهبي»—أصبح الآن منكفئًا على كومة من بقع الدم

تحت أنقاض المدينة الملكية، كانت العائلة المالكة البرتغالية وكبار المسؤولين يحتمون في هلع

شقوقٌ تشطر جدران الحصن، والماء يقطر من السقف، والكهرباء غير مستقرة، ومصابيح الزيت الخافتة تومض كأنها نيران أشباح

الجو مشبع برائحة التراب والقار، وإحساس لا يُزاح بالخزي الذي يلفّ المهزوم

جلس الملك ألفونسو السابع ملك البرتغال، برداء متفحّم ووجه شاحب، على كرسي خشبي متصدّع، ممسكًا بفنجان خزف أزرق وأبيض مغطّى بالغبار ونصفه مهشّم

كان يفاخر يومًا بهذا الطقم من خزف الإتاوة من مينغ العظمى، وعرضه بنفسه على مبعوث فرنسا

«سنحوز حضارتهم في النهاية، لكن باسمنا نحن»

أما الآن—فلم تعد تلك الحضارة بضاعة، بل قذائف ونار

قال رئيس الوزراء بجواره وهو يطحن أسنانه

«جلالتك… ربما علينا أن…»

جاء صوت ألفونسو واطئًا، كأنه يخفي شيئًا

«فكّرتُ بذلك… لكن ليس بهذه النتيجة»

رفع عينيه ببطء، يحدّق في مصباح الزيت المرتجف فوق رأسه، كأنه ينظر إلى حلمٍ إمبراطوريّ مكسور

«كان ينبغي أن نثبت قدمًا في جنوب شرق آسيا، ثم نتسلّل تدريجيًا إلى تخوم مينغ القديمة»

«من كان يظن—أن دورنا سيأتي لنُداس تحت أقدامهم»

همس وزير الشؤون العسكرية

«ليست المشكلة أننا لم نستعد، لكن… من توقّع أنهم لن يعودوا تجّارًا، بل فاتحين»

«ظننّا أن مينغ العظمى ليست سوى جمرات سلالة قديمة—يصنعون الخزف، ويخمّرون الشاي، لكن لا يشهرون السيوف»

«اتّضح الآن أننا كنّا سذّجًا»

أنزل ألفونسو الفنجان المتصدّع بلطف

كانت أصابعه ترتجف، ووجهه خاليًا من كبرياء الملوك، لا يسكنه إلا الكِبَر والندم

تمتم قائلًا «نحن من فكّر أولًا في التهام ثمارهم»

«فإذا بهم يبتلعوننا بدلًا من ذلك، جلدًا وعظمًا»

ارتجف وزير المالية بلا تحكّم وقال «الميناء كله سُوِّي بالأرض، الخزانة ضاعت، والجيش انهار—ماذا بقي لدينا»

طاف بنظره على الوجوه، أولئك الذين كانوا يجلسون يومًا على المنصة العالية في قاعة مجلس القصر، ها هم الآن ملفوفون بالأغطية، يشربون ماءً، شعورهم منفوشة، وجوههم شاحبة، كجنود مقعدين في مخيم لاجئين

وأخيرًا قال ألفونسو جملة واحدة

«أعدّوا الوثائق»

«تواصلوا مع قيادة قوة مينغ العظمى الاستكشافية»

«نحن مستعدون للاستسلام، والتنازل عن الأراضي ودفع التعويضات، والقبول بأن نكون أتباعًا طيلة الحياة»

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها

المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي، وبالشفاء العاجل لوالدتي، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/28 · 6 مشاهدة · 930 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025