🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في أعماق الحريم الإمبراطوري، في قصر جينغرين
جلست الملكة تشو على مقعد مطرز ومرصع باليشم، حاجباها معقودان بإحكام، تمسك بمسبحة وتتمتم مع نفسها
جاثية بجانبها، كانت جاريتها المقرّبة تسوي إر، تبدو قلقة، وهمست:
"مولاتي، لقد مضت ثلاثة أيام، ولم يدخل تشونغتشين الحريم الإمبراطوري، ولم يصل أي خبر من الخارج…
تخشى جاريتك، هل يمكن أن يكون شعب اللاحق جين… قد هاجموا؟"
توقفت مسبحة الملكة تشو في يدها، وظهر بريق من القلق في عينيها
لكنها سرعان ما كبحت القلق في قلبها، ووبختها برفق:
"تسوي إر، لا تتحدثي بلا معنى! على الرغم من أن اللاحق جين أقوياء، إلا أن عاصمتنا منيعة، ومع وجود تشونغتشين هنا، من المستحيل أن يقتحموها!"
أومأت تسوي إر برأسها، وهمست بهدوء:
"لكن ماذا لو… ماذا لو أصاب تشونغتشين مكروه؟
سمعت جاريتك أن بعض ضحايا الكوارث يثيرون الشغب خارج المدينة، ماذا لو…"
أغلقت الملكة تشو عينيها، وأخذت نفسًا عميقًا، وأحكمت قبضتها قليلًا على المسبحة:
"تشونغتشين ابن السماء، كيف يمكن أن يصاب بمكروه بسهولة؟"
رفعت تسوي إر رأسها وقالت بتحفظ:
"مولاتي، إن كان تشونغتشين في خطر حقًا، فلا يمكنك الوقوف مكتوفة اليدين!
لماذا لا… ترسلين أحدًا سرًا ليتفقد الوضع؟"
هزت الملكة تشو رأسها: "أبواب القصر مغلقة بإحكام، حتى الخصيان لا يُسمح لهم بالتحرك بحرية، فمن تستطيع جاريتك أن ترسل؟
ثم، إن كان هناك خطر حقيقي بالخارج، فكيف أرسل غيري ليخاطر بحياته؟
هذا الأمر، يجب أن أتحقق منه بنفسي!"
ارتاعت تسوي إر من هذا، وجثت على الأرض فورًا، ممسكةً بكم الملكة تشو وتتوسل:
"مولاتي، لا يجب ذلك! أنت الملكة الموقّرة، إن غادرت القصر بلا إذن وأقلقت تشونغتشين، تخشى جاريتك أن تتعرضي للمشاكل!"
نظرت الملكة تشو إلى تسوي إر بجانبها، نظرتها حانية لكن نبرتها بقيت حازمة:
"تسوي إر، هل تعلمين ما لقيته من إحسان تشونغتشين؟ لولاه، كيف كان يمكن لجاريتك أن تنال مكانتها الحالية؟
بصفتي الملكة، يجب ألا أبقى بجانبه فحسب، بل أشاركه همومه ومصاعبه
والآن، لا أعلم حتى إن كان حيًا أو ميتًا، فكيف أرتاح وأنا مختبئة في الحريم الإمبراطوري!"
لم تجد تسوي إر ما تقول، واكتفت بالتنهيد قائلة:
"مولاتي تحملين في قلبك عظمة الأخلاق، لكن عليك أن تفكري بنفسك أيضًا…"
نهضت الملكة تشو، نظرتها حازمة: "لقد عقدت العزم، سواء كان تشونغتشين حيًا أو ميتًا الآن، يجب أن أراه بعيني لأطمئن"
ثم أمرت: "تسوي إر، اذهبي وأحضري مجموعتين من الثياب العادية، سنغادر لاحقًا من الباب الصغير للحريم الإمبراطوري
مهما كان أمامنا خيرًا أو شرًا، يجب أن أرى تشونغتشين!"
تجمدت تسوي إر، عالمةً أن أي إقناع لن يغيّر قرار الملكة، فعضّت على شفتيها وقالت: "أمر مولاتي…"
بعد الظهر، في وقت الشِنشي (من الثالثة إلى الخامسة مساءً)
بدّلت الملكة تشو وتسوِي إر إلى ملابس بسيطة منخفضة المظهر، وأخفين مظهرهما الأنيق، وسارتا بهدوء خارج الحريم الإمبراطوري
سارتا في الممر المتعرج، تقتربان من الباب الصغير عند سور القصر، تستعدان للتسلل عند الغروب
لكن بمجرد وصولهما إلى البوابة، أوقفتهما فرقة دورية من الحرس الإمبراطوري
قال قائد الحرس ببرود: "من هناك؟ كيف تجرؤان على التعدي على بوابة القصر، أسرعا واذكرا اسميكما!"
تقدمت تسوي إر بسرعة، تحمي الملكة تشو، واعتدلت قائلة:
"كيف تجرؤون! انظروا جيدًا، هذه هي الملكة الحالية! لا تكونوا وقحين!"
ظل القائد بلا تعبير، وضم يديه بتحية قائلاً: "المعذرة، أنا لا أمتثل إلا لأوامر تشونغتشين
لقد أمر تشونغتشين بألا يغادر أحد القصر بلا إذن، حتى لو كنتِ الملكة، فلا استثناء!"
تغير وجه تسوي إر، وسألت بسرعة: "وماذا يحدث إذا خالف أحد الأمر وأُمسك به؟"
أجاب القائد ببرود: "يُسجن في السجن السماوي!"
كانت هذه الكلمات كالريح الباردة القارسة، فشحب وجه تسوي إر خوفًا، ونظرت إلى الملكة تشو
لم يعد على وجه الملكة تشو أي تحفظ، فاعتدلت بجسدها وقالت ببرود:
"لقد أغدق تشونغتشين عليّ نعمته، ومع ذلك تجرؤون على معاملتي هكذا؟"
لم يتأثر القائد، وقال بهدوء: "مهما علت مكانة الملكة، يجب أن تطيع أوامر تشونغتشين. تفضلا معنا!"
ثم أشار لجنوده لاعتقالهما
في فناء بعيد، كان قو تشين واقفًا على جسر مغطى، يتأمل الثلج، والريح الباردة تحرّك ردائه، وهو يضيق عينيه نحو المشهد المكسو بالثلج
وصلت أصوات شجار إلى أذنه، فعبس قائلاً بصوت عميق: "اذهبوا وانظروا ما الأمر"
ركض الخصي بسرعة، ثم عاد بعد قليل ليبلغ بصوت منخفض:
"تشونغتشين، إنها الملكة تشو والحرس الإمبراطوري يتجادلون…"
لوّح قو تشين بيده: "أحضروهم جميعًا"
لم يمض وقت طويل حتى جاء الحرس الإمبراطوري بالملكة تشو وتسوِي إر أمام قو تشين
كانت ثياب الملكة تشو مبعثرة قليلًا، لكن في حاجبيها وعينيها إصرار وبرودة، مثل زهرة برقوق باردة تتفتح في الثلج، جميلة لدرجة يصعب النظر إليها مباشرة
توقف نظر قو تشين عندها للحظة، لكنه سرعان ما سحب بصره، وعاد إلى هدوئه
عند رؤية تشونغتشين، جثت تسوي إر فورًا وسجدت قائلة بامتعاض شديد:
"تشونغتشين، أخيرًا وصلت! هؤلاء الحرس الإمبراطوري لا قلب لهم!
حتى وهم يعرفون مكانة الملكة الموقّرة، ما زالوا يريدون اعتقالنا، بل قالوا إنهم سيسجنوننا في السجن السماوي، هذا أمر شائن!"
رفع قو تشين حاجبه، وحوّل نظره نحو الحرس الإمبراطوري، وسأل: "هل هذا صحيح؟"
ضم القائد يديه وقال: "تشونغتشين، أنا فقط أنفذ أوامرك. أي شخص يغادر القصر بلا إذن يُعتقل!"
أومأ قو تشين، ونظر إلى تسوي إر بنبرة باردة قليلًا:
"إنهم ينفذون أوامري، ومع ذلك توبخينهم؟"
تجمدت تسوي إر لحظة، مدركة أن نبرتها كانت زائدة، فسارعت لتغيير كلامها:
"كانت جاريتك فقط قلقة لأنها كانت تفكر في مولاتي الملكة. أرجو من تشونغتشين أن يغفر لجاريتك"
عاد نظر قو تشين إلى الملكة تشو، وقال ببطء: "مولاتي، لماذا لا تمكثين في القصر كما يجب، وتهربين للخارج؟"
رفعت الملكة تشو رأسها وقالت بامتعاض:
"تشونغتشين، بعد ثلاثة أيام بلا أي خبر منك، خشيت أن يكون قد حدث شيء بالخارج، وخشيت أكثر أن يكون قد حدث لك مكروه
مهما يكن، أردت أن أراك بعيني"
تفاجأ قو تشين قليلًا، ثم ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه، وقال بهدوء:
"هل تقلقين عليّ، أم تقلقين على نفوذ عائلتك تشو؟"
احمر وجه الملكة تشو قليلًا، لكن نبرتها ازدادت حزمًا: "تشونغتشين، أنا قلقة عليك، لو حدث لك أي شيء، لما استطعت العيش وحدي!"
نظر قو تشين إلى الملكة تشو الراكعة أمامه، وطفَت في ذهنه شذرات من ذكريات تشونغتشين
سواء في اضطرابات الدولة أو نزاعات الحريم، كانت هذه المرأة دائمًا وفية للإمبراطور، لطيفة وكريمة
ولاؤها وفضيلتها جلبا لقو تشين شعورًا بالراحة، فمد يده ليمس خد الملكة تشو
كانت بشرتها ناعمة وحريرية، مع برودة طفيفة من الجو
انزلقت أصابع قو تشين ببطء على خدها، كما لو كان يلمس قطعة من الحرير الفاخر
"أعلم، مشاعرك أفهمها في قلبي"
عند سماع هذه الكلمات، خفضت الملكة تشو رأسها بخجل، وتوردت وجنتاها سريعًا
أجابت بهدوء: "تشونغتشين…"
ثم انحنت بشكل طبيعي، وأسندت رأسها برفق إلى صدر قو تشين، مطيعة كقطة صغيرة
تفاجأ قو تشين قليلًا، ثم ظهرت ابتسامة ماكرة على شفتيه
رفع يده ووضعها برفق على رأسها، يمسّد شعرها الناعم
اتكأت الملكة تشو في حضنه، شاعرة بدفئه، وقلبها يخفق كطبول، مزيج من الخجل والحلاوة
قالت بهدوء: "تشونغتشين، أنا فقط… فقط أردت أن أعرف إن كنت بخير"
كانت تسوي إر، الواقفـة بجانبهم، ترى المشهد، فاحمر وجهها فورًا
رفعت يديها لتغطي عينيها، هامسة:
"لم أرَ شيئًا! حقًا لم أرَ شيئًا!"
لكن عينيها كانتا تتسللان من بين أصابعها، مملوءتين بالفضول والحسد
بعد لحظة الحنان، قال قو تشين للخصي الحاضر:
"انقل أمري، ابتداءً من اليوم، يُفتح الحريم الإمبراطوري، ويمكن لنساء كل قصر الدخول والخروج بحرية من قصورهن، لكن لا يُسمح لهن بمغادرة حدود القصر الإمبراطوري"
جثا الخصي فورًا لتلقي الأمر: "أمر مولاي"
عند سماع ذلك، تنفست الملكة تشو الصعداء قليلًا، وانحنت برشاقة قائلة:
"تشونغتشين حكيم، جاريتك تشكر مولاي نيابة عن أخواتها في الحريم الإمبراطوري"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ