39 - دعم ليو روتشي، المحظية تيان حصلت على الميدالية الذهبية للإعفاء من الموت

🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حديقة القصر الشتوية، رغم خلوها، امتلكت سحرًا فريدًا

أوراق صفراء ذابلة تتمايل برفق في الريح، وطبقة رقيقة من الجليد تغطي البركة، تعكس ضوء السماء البارد

رغم خمول كل شيء، تفتحت عدة زهور برقوق شتوي بفخر، تنبعث منها رائحة أنيقة خفيفة

خطا قو تشن إلى الحديقة، وفجأة وصل إلى أذنيه صوت عود جميل، صافٍ وأثيري

همس خصي بجانبه: "جلالتك، المحظية الإمبراطورية تيان لديها أمر عاجل ولا تستطيع القدوم في الوقت الحالي، لقد أعدّت هدية لجلالتك بالداخل، يرجى إلقاء نظرة"

لوّح قو تشن بيده، صارفًا الخصي: "فهمت، يمكنك الانصراف"

لابد أن المحظية تيان أعدت مفاجأة أخرى لي

مسترشدًا بموسيقى العود، تبع الممر الحجري أعمق داخل الحديقة، حتى وصل إلى الجناح في الحديقة الإمبراطورية

توقف، وجذب انتباهه المشهد أمامه، حيث كانت تجلس شخصية أنيقة تعزف العود في الجناح

كانت تجلس برشاقة، مرتدية ثوبًا طويلاً أخضر فاتح مع شريط حريري وردي فاتح يلتف حول خصرها، يبرز قوامها النحيل الجذاب

شعرها الأسود ملفوف على شكل كعكة بسيطة، وخصلة منه تنسدل على كتفها، تتمايل برفق في النسيم

أصابعها تنقر بخفة على أوتار العود، فتنساب النغمات كسيل هادئ

لم يرغب قو تشن في مقاطعتها، فجلس بهدوء خلفها، يراقبها بصمت

كان الضوء الشتوي يلين ملامحها، وجهها كلوحة فنية، أنفها دقيق، وشفتيها منطبقتين قليلًا

انجذب نظر قو تشن إلى حركاتها الرقيقة وتركيزها، غير قادر على صرف عينيه

بدت وكأنها لاحظت خطواته، لكنها لم تلتفت، بل ابتسمت قليلًا

فتحت شفتيها الحمراء وبدأت تغني، صوتها يتدفق كربيع دافئ في الشتاء:

"أتذكر جيانغنان، وأكثر ما أتذكره هو هانغتشو، أبحث عن زهور الكُماي في ضوء القمر بمعابد الجبال، أراقب المدّ من وسادتي في جناح المقاطعة، متى سأعود؟"

كان غناؤها عذبًا وطويل الأثر، صافياً كالماء ولطيفًا كثلج الجبال الناعم

كل نغمة كانت مثالية، مليئة بالمشاعر دون مبالغة، وتحمل راحة ورقيًا طبيعيين

أغمض قو تشن عينيه، وكأنه رأى المشهد الذي تصفه الأغنية، وامتلأ قلبه بسكينة لم يشعر بها من قبل

مر ربع ساعة، وتوقفت ليو روتشي عن العزف والغناء، لكن أصداء النغمات بقيت تتردد في الجناح

صفق قو تشن ضاحكًا: "رائع، غناء مذهل! حقًا صوت نادر وجميل!"

وضعت ليو روتشي العود، ونهضت ببطء، وانحنت له قائلة بهدوء: "شكرًا لجلالتك على التقدير"

أبقت رأسها منخفضًا، وعينيها تعكسان اللطف والتواضع، ونظرتها دائمًا للأرض

ومع ذلك، فإن الأناقة التي صدرت منها بلا قصد جعلت من الصعب صرف النظر عنها

حدق بها قو تشن وسأل باسترخاء: "ما اسمك؟"

انحنت ليو روتشي قليلًا، وصوتها هادئ وواضح: "المحظية ليو روتشي"

"ليو روتشي..." كرر قو تشن الاسم، وتجعد حاجباه قليلًا، واهتز قلبه فجأة

ظهرت في ذهنه صورة تلك المرأة الموهوبة الشهيرة من جيانغنان، الذكية بشكل استثنائي، والجمال الذي لا مثيل له، الماهرة في العود والشطرنج والخط والرسم، وسيدة في الشعر والنثر، والتي اشتهرت لاحقًا في زمن الفوضى، حتى أنها في ما بعد تزوجت وزير الطقوس تشيان تشيانيي

لم يكن يتوقع أنه مع احتجاز تشيان تشيانيي خارج قاعة الحذر، سيحصل فجأة على مثل هذه الحسناء الفاتنة!

كلما فكر في الأمر، زاد فضوله لرؤية هذه الموهوبة بنفسه

ضيّق قو تشن عينيه قليلًا، ونبرة صوته تكسوها الدعابة: "ارفعي رأسك"

ارتجفت ليو روتشي قليلًا، وأجابت بهدوء: "المحظية لا تجرؤ"

رفع قو تشن حاجبه، وصوته يزداد عمقًا: "أنا الإمبراطور، إذا أمرتك برفع رأسك، فعليك أن ترفعيه"

عضّت ليو روتشي شفتيها الحمراء برفق، ورفعت رأسها ببطء، كاشفة وجهها بالكامل

في تلك اللحظة، اندهش قو تشن

هذا الوجه، سواء في تفاصيل ملامحه الدقيقة أو في فرادة سحره، تجاوز كل من رآهم من قبل

تلك الجميلات المشهورات، مهما ارتفعت درجات جمالهن أو حسن قوامهن، بدت سطحيّة وباهتة أمامها

فجمالهن في الغالب خارجي فقط

أما جمال ليو روتشي فقد بدا وكأنه متأصل في عظامها، كل تفصيلة فيه بلا عيب

وكان تدريب الحسان في العصور القديمة بمعايير صارمة للغاية

الجمال والرشاقة كانا مجرد شروط دخول، وحتى الجمال الفائق كان مجرد أساس

لتكون المرأة من الصفوة، كان يجب أن تتمتع بمواهب استثنائية في العود والشطرنج والخط والرسم والشعر والنثر

كما يجب أن تمتلك ذوقًا أدبيًا رفيعًا، وقادرة على التأقلم في شتى المناسبات الاجتماعية الراقية

كانت ليو روتشي بوضوح من هذا الطراز النادر

امرأة كهذه لا يستطيع حتى أغنى التجار الاقتراب منها مهما أنفقوا، وحتى لو عرضوا عشرات الآلاف من التايل، فلن يُسمح لهم سوى بإلقاء نظرة من بعيد

تم إعدادهن بهذه الكمال ليصبحن رمزًا للمكانة والهيبة، لا مجرد سلعة

وعندما نظر قو تشن في عينيها الصافيتين كخريف الماء، شعر وكأنه أمام أروع عمل فني في العالم

لا بد من القول، لقد كان قو تشن راضيًا للغاية عن هدية المحظية تيان

فزوجته لم تكتفِ بمشاركته أعباءه، بل أوصت له طواعية بامرأة بهذا الجمال والموهبة

مثل هذا السخاء والحكمة جعلاه سعيدًا للغاية

قرر قو تشن في قلبه منح المحظية تيان "وسام الإعفاء من الموت"، بغض النظر عن مدى فساد عائلتها، فلن يخفض مكانتها في الحريم الإمبراطوري

أعاد قو تشن تركيزه على الحاضر، ولوي روتشي ما زالت منحنية، تبدو لطيفة ومتواضعة

وأمام هذه الحسناء الفريدة، كان حماسه واضحًا

كيف يمكن لقو تشن أن يفرط في مثل هذه الجمال وهذا السحر؟

فهو لم يكن يؤمن بالتحفظ المفرط بين الجنسين، ولا كان من أولئك الذين يحتاجون إلى بناء المشاعر ببطء

بالنسبة له، إذا أحب شيئًا، فعليه أن يأخذه مباشرة

تقدم قو تشن بلا تردد، وجذب ليو روتشي إلى أحضانه مباشرة

انتشرت رائحتها الأنيقة في أنفه، فأثارت قلبه

خفض رأسه نحو الحسناء في ذراعيه، وابتسامته تتسع، وقبّل خدها الأبيض الناعم مباشرة

"يا له من عبير!" تمتم قو تشن

ارتبكت ليو روتشي من هذه الحميمية المفاجئة، وارتجفت قليلًا مثل قطة خائفة

أرادت التراجع غريزيًا، لكن مكانة الإمبراطور منعتها من ذلك، فلم تستطع سوى البقاء بهدوء

كانت عيناها ترتجفان، لكنها لم تجرؤ على إظهار مقاومة واضحة

عند رؤية ذلك، ضحك قو تشن بمرح: "يا لها من حسناء مطيعة"

رفعها بسهولة بين ذراعيه بطريقة الحمل الأميري، بحركات حاسمة ومهيمنة

أمسكت ليو روتشي كم ردائه برفق، خوفًا من السقوط، ووجهها قد احمر بالفعل، لكنها لم تنطق بكلمة

خطا قو تشن خارج الجناح، متجهًا نحو قصر تشيان تشينغ

فالليلة سيجري "تبادلًا" جيدًا مع ليو روتشي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/09 · 96 مشاهدة · 981 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025