🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
داخل القارب الفاخر، جلس دورجون وعدد من مساعديه الموثوقين، متنكرين في هيئة منغول، في أبعد ركن غير لافت للنظر عند مؤخرة القارب
كانوا يرتدون عباءات قصيرة من قماش خشن، ويخفضون حواف قبعاتهم ليخفوا أعناقهم السمراء
ولتجنب كشف هوياتهم، كانت ضفائرهم مخفية بعناية داخل قبعات اللباد
رغم أن المنظر من المؤخرة كان أقل جمالًا، إلا أن السعر كان رخيصًا، خمسة آلاف وخمسمائة تايل من الفضة فقط
أولًا، لن يجذب ذلك انتباه الآخرين، وثانيًا، سيوفر المال، مما يسهل المزايدة على تشين يوانيوان لاحقًا
استرخى دورجون في مقعده، وعيناه تمسحان أرجاء القارب بنظرة باردة
أدهشته الفخامة في الداخل، فهو رجل بدوي لم يشهد من قبل روعة الحضارة الصينية
كانت القاعة الرئيسية فاخرة، جدرانها مزينة بستائر حريرية ثمينة ولوحات خط ورسوم متقنة، والطاولات مليئة بالفطائر الفاخرة ونبيذ الفاكهة، والموظفون والنبلاء بأزياءهم الفاخرة يتجولون ذهابًا وإيابًا، وضحكاتهم تتردد باستمرار
في المقابل، كان الناس خارج المدينة يتخبطون في الوحل، يعيشون حياة بائسة تمامًا
كان يحتقر من أعماق قلبه نخبة أسرة مينغ الثرية
وفي الوقت نفسه، ترسخت فكرة في ذهنه: "بمجرد أن أقتحم، سأنهب هؤلاء التجار الأغنياء تمامًا، وأستولي على كل أموالهم!"
تقدمت السيدة المسؤولة إلى المنصة وضربت جرسًا نحاسيًا بمطرقة خشبية من خشب الفلفل
"أيها الضيوف الكرام، الحدث الرئيسي الليلة، مزاد أجمل جميلات تشينهواي الثماني — تشين يوانيوان، يبدأ رسميًا!"
"سعر البداية هو مليون تايل من الفضة. من يزايد بأعلى سعر سيأخذ الجميلة إلى بيته الليلة!"
ساد الصمت لوهلة في القاعة، ثم اندلع الضجيج
رفع تاجر هويتشو، الجالس في الوسط، لافتته الخشبية بكسل وقال ببطء: "مليون وخمسمائة ألف تايل"
قفز السعر فجأة بمقدار نصف مليون تايل من الفضة، فابتسمت السيدة المسؤولة بفرح أكبر
التفت الجميع نحو مصدر الصوت، وظهرت علامات الدهشة على وجوههم
كان الناس يهمسون فيما بينهم أحيانًا
"تاجر هويتشو لم يربح قليلًا هذا العام!"
"صحيح، كل أقمشة الحرير والقطن هنا تحت سيطرتهم، فكيف لا يربحون!"
"ألا تعلم؟ إنه يدير أيضًا بيتًا للمال، ومع الفوائد المركبة، يغرق في الثروة!"
"إنهم يربحون منذ عهد جياجينغ!"
لم يستطع دورجون إلا أن يلهث، ممسكًا بقبعته ليخفي ضفيرته
مليون وخمسمائة ألف تايل من الفضة، تكفي لتموين جنوده لمدة خمسة أشهر
كل تلك الفضة اللامعة تُدفع لشراء ممثلة؟
هل هي مصنوعة من الذهب؟!
أسرة مينغ تستحق السقوط فعلًا!
في الوقت نفسه، أشار دورجون إلى رجاله ألا يزايدوا بعد؛ ففضتهم محدودة، ومن الأفضل مراقبة الوضع أولًا
قبل أن يغادر، كان شقيقه الأكبر، هوانغ تايجي، قد أعطاه خمسة ملايين تايل من الفضة فقط، منهوبة من جوسون ومنغول
لم يعجب زو جيان أن يستعرض تاجر هويتشو هكذا
لن أحصل على الجميلة، وفرصتي في التباهي تُسرق؟
إذًا، ما فائدة كوني من العائلة الإمبراطورية!
رفع إصبعًا واحدًا عاليًا
سألته السيدة المسؤولة بحذر: "هل يضيف الشاب زو عشرة آلاف؟"
هز زو جيان رأسه وقال: "لا، أنا أزايد بمليون!"
ما إن نطق حتى صُدم الحاضرون، ووضع العديد من التجار لافتاتهم جانبًا بصمت
اليوم كان مقدرًا أن يكون معركة عمالقة؛ التجار العاديون مثلهم لن يكونوا سوى متفرجين
كادت السيدة المسؤولة أن تطير من الفرح
كانت تتمنى لو تجلس في حضن زو جيان!
رفع تاجر هويتشو نظره نحو زو جيان، وابتسم
لديه الكثير من المال، وما ينقصه هو السمعة
سمعة كونه الأغنى في العالم
لو حصل على تشين يوانيوان بمليون وخمسمائة ألف تايل فقط، لكان الأمر بلا إثارة
رفع لافتته الخشبية وقال ببطء: "مليونان من الفضة!"
زمجر زو جيان ببرود ورد: "مليونان وخمسمائة ألف!"
بدا حديثهما وكأن المال بلا قيمة عندهما
حتى أصابع تشين يوانيوان التي تعزف القيثارة خلف الستار ارتجفت
تحول التجار في القارب جميعًا إلى متفرجين
كانوا يراقبون ملابس زو جيان وهم ينظرون إلى تاجر هويتشو
كلاهما متكافئ؛ الأمر الآن يعتمد على عمق الخلفية
لم يتوقع تاجر هويتشو أن مليوني تايل لن تردع زو جيان
بل زاد خصمه نصف مليون تايل أخرى
الأمر يزداد إثارة، خاصة وأنه قد حقق أرباحًا كبيرة من التهريب هذا العام
مد تاجر هويتشو إصبعين وقال: "ثلاثة ملايين!"
عند سماع ذلك، كادت السيدة المسؤولة أن تقفز فرحًا، وأعلنت بصوت عالٍ: "ثلاثة ملايين! هذا السيد الموقر يزايد بثلاثة ملايين تايل من الفضة! هل من مزايد أعلى؟"
بعد أن قالت ذلك، ثبتت نظراتها على زو جيان، وابتسامة مشرقة كزهرة الفاوانيا على وجهها، وكأنها تأمل أن تستخرج منه المزيد
شعر زو جيان بالألم قليلًا؛ فثلاثة ملايين وخمسمائة ألف تايل تُشكل عبئًا على عائلة زو
رغم أن والده منحه خمسة ملايين لإنهاء هذه المسألة
لكن بجانب إحضار الجميلات للإمبراطور، كان يريد شراء بعضهن لنفسه
وقف زو جيان وأشار للسيدة المسؤولة ليتوقف المزاد
تفاجأت، لكنها استجابت بسرعة، وأعلنت باحترام: "مفهوم، أيها الشاب زو"
وضربت الجرس النحاسي لتعلن توقف المزاد مؤقتًا
اقترب زو جيان من تاجر هويتشو، ورفع كوب شاي وقدمه له بابتسامة
"سيدي المحترم، يا لك من صاحب ذوق رفيع"
رفع التاجر رأسه، أخذ الشاي، وقال بحذر: "أيها الشاب، لم تأتِ للتفاوض على السعر، أليس كذلك؟"
"لا، لا، لا، لست هنا للتفاوض"
"فقط أريد أن أذكرك بأمر، يا سيدي المحترم؟" قال زو جيان بهدوء
أثار هذا فضول التاجر: "أوه، وما هو؟"
أخرج زو جيان من جيبه لوحة ذهبية منحوتة بدقة، تتلألأ وعليها شعار الإمبراطورية لأسرة مينغ
وكان منقوشًا أعلاها أربعة أحرف: "منحة القريب الإمبراطوري"
هز اللوحة: "أعتقد، يا سيدي المحترم، أنك تعرف هذه اللوحة!"
تغير وجه التاجر فجأة، وتجمّدت ابتسامته، وظل صامتًا طويلًا
كانت هذه لوحة إمبراطورية! وقد سمع عنها من حاكم المقاطعة
الإمبراطور يمنح اللوحات الإمبراطورية لموثوقيه؛ رؤيتها تعني أن حاملها يعمل لصالح الإمبراطور!
تابع زو جيان: "أنا أختار الجميلات للإمبراطور، وتشين يوانيوان إحداهن"
"ومهما كنت غنيًا، هل تنوي منافسة الإمبراطور على امرأة؟"
كانت كل كلمة منه كالمطرقة على قلب التاجر!
رغم أن أسرة مينغ كانت على وشك الانهيار، لم يجرؤ تاجر هويتشو على تحدي السلطة الإمبراطورية علنًا!
هز رأسه بسرعة، ووقف، ولوّح بيديه مرارًا: "لا أجرؤ، لا أجرؤ! أيها الشاب، أنت تبالغ في مدحي، كيف أجرؤ على منافسة الإمبراطور!"
انحنى بتحية، مجبرًا نفسه على الابتسام
"بما أن الأمر كذلك، سأنسحب"
أومأ زو جيان قليلًا، وارتشف رشفة شاي، وقال للسيدة المسؤولة: "يمكنك المتابعة. أزايد بثلاثة ملايين وخمسمائة ألف تايل!"
أضاء وجه السيدة المسؤولة بالفرح، ونظرت إلى التاجر على أمل أن يرفع السعر، لكنه وقف فجأة، وخرج بتعبير معقد
كان ظهره بائسًا يفيض خيبة، وخطواته ثقيلة، محملة بمرارة الهزيمة!
بدأ التجار في القارب يتحدثون فيما بينهم
"اللعنة، ماذا حدث؟ ذلك الشخص الملقب زو أخرج لوحة، فتراجع تاجر هويتشو؟"
"ألا ترى! داعموه أقوى من داعميه. ما فائدة المال إن لم يكن داعمك قادرًا على المنافسة!"
"انتظر، أذكر أن الإمبراطورة الحالية أيضًا من عائلة زو، هل يمكن أن يكون...؟"
ازداد وجه تاجر هويتشو قتامة وهو يسمع هذه الأحاديث!
كان قلبه يغلي بالإهانة، وعض على أسنانه متعهدًا في سره:
"الداعم؟ نعم، لا أستطيع مجاراة داعم زو جيان، لكنني لا أعتقد أن حكم أسرة مينغ سيستمر طويلًا!"
"طالما أن الداعمين مهمون، فسأستثمر أنا أيضًا في جيش!"
"وحين تعم الفوضى، سأطالب بحصتي وأستعيد كرامتي!"
تغيرت ملامح السيدة المسؤولة أيضًا؛ فقد كانت تظن أن الحماس اليوم سيرفع سعر تشين يوانيوان إلى أربعة ملايين على الأقل!
من كان يظن أنه سيتوقف عند ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف فقط!
وبينما كانت تُخرج سند بيع تشين يوانيوان على مضض، رفع المغولي الجالس في الخلف لافتته الخشبية
دوّى صوت قوي: "أربعة ملايين تايل من الفضة!"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ