🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بوابة ديتشنغ، الواقعة في الجهة الغربية من الجانب الشمالي، كانت ممرًا عسكريًا حيويًا في الشمال وغالبًا ما تُستخدم كنقطة انطلاق للحملات العسكرية
عند الفجر، كانت الرياح الباردة تحمل معها صليل الأسلحة والدروع
اصطفت خمس فرق مشاة خارج بوابة ديتشنغ، يرتدي جنودها زيًا قطنيًا رماديًا داكنًا، وأسلحتهم الثقيلة تتلألأ ببريق بارد
وقف كل واحد منهم منتصبًا، وملامحهم حازمة، وكأنهم على استعداد لتلقي أمر التعبئة من الإمبراطور في أي لحظة
خلف تشكيل المشاة، كانت مدفعية خمس ألوية مدفعية مصطفة بعناية
تألقت سبطانات مدافع الميدان عيار 75 ملم، ومدافع الهاوتزر عيار 152 ملم، وقذائف الهاون عيار 210 ملم، ببريق داكن تحت أشعة الشمس
كان رجال المدفعية يفحصون معداتهم بانشغال، تحيط بهم صناديق الذخيرة المكدسة
أبعد قليلًا، كانت دبابات أربعة ألوية مدرعة مصطفة بدقة
امتدت الدبابات الخفيفة والثقيلة عبر السهل كسيل فولاذي، تحمل أجسامها شعار "أسرة مينغ العظمى" البارز
كان طواقم الدبابات يخرجون نصف أجسادهم من فتحات القيادة، ويمسحون سبطانات المدافع بخرق مغطاة بالزيت بعناية
وبجانب المركبات المدرعة، وقف جنود النخبة من لواء العمليات الخاصة
كانت أجسادهم مغطاة بزي مموه، وعلى أكتافهم قاذفات لهب وبنادق قنص متقنة، وملامحهم باردة، ونظراتهم حادة كالسكاكين
في السماء، حلقت بعض الغربان على نحو غامض، وكأنها تنبئ بالمعركة الكبرى القادمة
خارج بوابة ديتشنغ كلها، شكّل الجمع الهائل من الرجال والأسلحة مشهدًا حديديًا دمويًا
هذا المنظر ترك الناس المحيطين في ذهول
تزاحم الحشد على جانب الطريق، يهمسون جماعات جماعات ويتحدثون بحماس
نظر الناس إلى الجنود وهمسوا:
هل يمكن لهذه الكتل الحديدية هزيمة فرسان أسرة جين المتأخرة؟
تـسـك تـسـك، لا أعلم، لكن سبطاناتها طويلة نوعًا ما، وأتساءل كيف لحم الإمبراطور كل هذا الحديد!
الإمبراطور هو ابن السماء، وقد قُدر له من السماء أن يعيش ويزدهر، ولديه طرق كثيرة!
صحيح، أرى أن البنادق قد تم تطويرها، يمكنها إطلاق عدة طلقات دفعة واحدة دون الحاجة إلى البارود
آخر مرة جنّ ثوري، استخدم جنود الجيش شيئًا بحجم الطوبة، قالوا إنه مسدس، وبرصاصة واحدة أسقطوا الثور، كانت قوته مذهلة!
أنت لا تعرف مدى قوة هذه المدافع، آخر مرة شاهدت تدريباتهم سرًا، الطلقة الواحدة يمكنها تسوية قمة جبل بسهولة!
لا عجب أنه عندما ذهبت للتطوع في الجيش بالأمس، رفضوني! كنت أظنهم بحاجة للرجال، لكن لم أتوقع أنهم مجهزون بالكامل ويختارون الجنود بعناية!
اختيار الجنود؟ بالطبع يختارون! فهذا جيش النخبة للإمبراطور، ومن الطبيعي أن يختاروا الأقوياء الأصحاء!
مع جيش كهذا في مينغ، كم من الوقت يمكن لأولئك التتار من جين المتأخرة أن يظلوا متغطرسين؟
...
كان الناس في غاية الحماس
بعض الرجال ذوي الطباع الحادة، ولأنهم لم يتمكنوا من الانضمام للجيش، نظموا مجموعة للذهاب إلى ممر شانهاي لشجب وو سانغوي
وشمل ذلك عددًا كبيرًا من ضحايا الكوارث، ورغم تدني مستويات تعليمهم، فإنه في الوطنية لم يكن أحد يحب البلاد أكثر منهم
خصوصًا بعد أن وزع قو تشين الحبوب مجانًا لإغاثة المنكوبين، بل ومنح الأراضي للجميع
كما سلم المسؤولين الفاسدين للناس لمعاقبتهم، مما ضمن أن يشبع الجميع بطونهم ويفرغوا غضبهم!
ذلك الخائن وو سانغوي تجرأ على معارضة البلاط الإمبراطوري، وكانوا يريدون رؤية كم من الأرواح لديه
في جناح بوابة ديتشنغ، وقفت مجموعة من المحظيات الإمبراطوريات بهدوء، جمالهن كنسيم الربيع
في الصف الأمامي وقفت الإمبراطورة تشو، مرتدية رداء العنقاء الفاخر المهيب، وعلى وجهها علامات التعب لكنها ظلت وقورة وجميلة
كانت نظراتها تتجه باستمرار نحو قو تشين، وعيونها مليئة بالقلق، لكنها لم تجرؤ على إظهاره بوضوح
خلفها وقفت المحظية ليو والمحظية تشين، وكان وجها الحسناوين الشهيرتين من جميلات تشينهواي يبدوان لافتين للغاية تحت أشعة الشمس
أبعد قليلًا كانت المحظية الإمبراطورية تيان، منحنية الرأس بصمت، وأصابعها تقبض بلا وعي على طرف ملابسها
في وقت سابق، حين كان قو تشين يستعد لحملته الشخصية، كانت هؤلاء الجميلات من الحريم الإمبراطوري قد خدمنه أثناء استحمامه وتبديل ملابسه
قالت الإمبراطورة تشو بهدوء وصوت يملؤه التردد والقلق: جلالتك، حين تذهب هذه المرة، أرجوك كن حذرًا للغاية، فمحبوبتك تنتظر عودتك منتصرًا
أعطته كيسًا معطرًا وقالت: هذا كيس معطر قامت محبوبتك بتطريزه طوال الليل، آمل أن يحميك ويحفظك سالمًا
نظر قو تشين إلى الكيس، وكانت حياكته متقنة، وينبعث من قماشه عبير خفيف من رائحتها
أخذ الكيس ووضعه في حزامه عرضًا، ثم نظر إليها: همم، جيد!
ثم مد يده وقرص خد الإمبراطورة تشو برفق مازحًا: لقد كنت مشغولًا ولم أحظَ بك في الأيام الماضية، حين أعود سنعوض ذلك جيدًا
احمر وجه الإمبراطورة تشو على الفور، وخفضت رأسها، وربتت برفق على صدره وهي تقول بدلال: جلالتك~
لكن ملامح قو تشين تحولت فجأة إلى الجدية، وأمسك بيدها وجذبها إلى حضنه
وبصوت منخفض لا يسمعه أحد قال: أعلم سبب إرسالك تشين يوانيوان إلى القصر
تصلبت الإمبراطورة تشو، وومضة ذعر ارتسمت في عينيها
لكن بما أننا زوجان، فسأقول هذا مرة واحدة فقط: حين أعود من الحرب، آمل أن يعيد والدك المال الذي اختلسه طواعية، وسأغض الطرف عن الماضي
شحب وجه الإمبراطورة تشو في لحظة، وفقدت لونها تمامًا
إذ كان الإمبراطور يعرف كل شيء، لكنه ببساطة لم يكشف عنه
أجبرت نفسها على الكلام بصوت مرتجف: محبوبتك… تفهم
أومأ قو تشين، وربت على خدها: قولي الشيء نفسه للمحظية تيان، أنتن ذوات ذكاء، وتعلمن ما عليكن فعله
أومأت الإمبراطورة تشو بذهول، وعيناها مليئتان بخوف لا يخفى
لكن بالنسبة للآخرين، بدا الزوجان غارقين في الحب
انتقل قو تشين بعد ذلك إلى الصف الثاني، حيث خفضت المحظيتان ليو وتشين رأسيهما بامتثال، وقامتا بربط حزامه
مسح قو تشين شعرهما بلطف وقال: لم تحضر سوى اثنتان من جميلات تشينهواي الثمان، لا أشعر أن الجو مفعم بالحيوية
عودا وأخبرا وانغ تشنغن أن يجلب الباقيات إلى القصر
احمر وجه الاثنتين، وأجابتا بخفوت: محبوبتك تطيع الأمر الإمبراطوري
ثم توجه قو تشين بنظره إلى الصف الثالث، لكنه اكتفى بنظرة باردة دون أن يقترب
شعرت المحظية تيان بتلك النظرة على الفور، فدب القلق في نفسها، ولم تعرف أين تنظر
خفضت رأسها وعبثت بأصابعها، بل وأخذت تداعب الأرض بأطراف قدميها ذهابًا وإيابًا، محاولة إخفاء توترها
غادر قو تشين الجناح بخطى واثقة، مستعدًا لإلقاء خطاب التحفيز
أما المحظيات في الجناح، فكانت تعابيرهن معقدة، وكل واحدة تحمل في قلبها أفكارها الخاصة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ