🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج قو تشين مرتديًا الزي العسكري ببطء من بوابة ديتشنغ، وكانت هيئته في ضوء الصباح كأنه كائن سماوي نازل من السماء
ما إن رأى الناس والجنود الإمبراطور حتى جثوا جميعًا على الأرض، وهم يهتفون بصوت واحد: يحيا الإمبراطور! يحيا الإمبراطور! يحيا الإمبراطور!
اجتمعت أصوات مئات الآلاف في موجة هادرة كأنها زلزلت الأرض
ارتدت الصدى بين السماء والأرض مرارًا، وارتفع الزخم إلى السماء
رفع قو تشين يده ببطء مشيرًا للصمت
فخيم السكون على الحشد الذي كان قبل لحظة مضطربًا كموج البحر، وثبتت جميع الأنظار عليه، ونسوا لوهلة أن يتنفسوا خشية أن يفوتهم حرف من كلامه
كان الصمت شديدًا حتى إن سقوط إبرة يمكن سماعه، وانضباط مئات الآلاف هذا جعل الجو أكثر مهابة
أخذ قو تشين مكبر الصوت، وصدح صوته عاليًا وقويًا: قبل ثلاثة أيام، وو سانغوي، المسؤول عن حراسة ممر شانهاي، خان البلاد وانقلب إلى العدو، متحالفًا مع أسرة جين المتأخرة وذابحًا عددًا لا يُحصى من المسؤولين المخلصين!
كانت كل كلمة منه كالبرق تصعق آذان الجميع
إنه خائن!
هذه الجملة كانت كشرارة أشعلت المشاعر المكبوتة في القلوب؛ فاضطرب الناس وارتفعت الأصوات
اقتلوه!
أفنوا عائلته حتى الجيل التاسع!
لا رحمة! مثل هذا الحقير لا يمكن أن يُترك حيًا!
وو سانغوي لا يستحق أن يكون من مينغ! لا بد من القضاء عليه!
انتشر غضب الحشد كالنار في الهشيم، وارتفعت القبضات في الهواء، وأصواتهم تصم الآذان
كما قبض الجنود على أسلحتهم بإحكام، وظهرت على وجوههم ملامح التصميم والحدة
رفع قو تشين يده ثانية، مهدئًا الأصوات، ثم قال ببطء: صحيح! أنتم على حق!
مسح بصره الحاد كل وجه غاضب، وقال بقوة: لن أقتل وو سانغوي فحسب، بل سأشن أيضًا حملة عقابية على أسرة جين المتأخرة دفعة واحدة!
قبل الإغاثة من الكارثة، قلت إنني سأجعل الجميع يشبعون في غضون ثلاثة أيام، هل شبعتم الآن؟ هل ما زال أحد جائعًا؟
لقد شبعنا! هتف الناس بصوت واحد، ممتلئين بالامتنان والحماس
الآن وقد شبعتم، حان وقت الأعمال العظيمة! أعدكم الآن بوعد آخر: قبل رأس السنة، سأعود منتصرًا إلى البلاط!
وحينها، سأجلب رأس هوانغ تايجي للاحتفال بالعام الجديد!
أشعلت هذه الكلمات حماس الحشود بالكامل؛ فهتف الجميع كهدير الجبال وأمواج البحر:
يحيا الإمبراطور!
دمروا أسرة جين المتأخرة! ارفعوا هيبة أسرة مينغ العظمى!
قادنا الإمبراطور إلى الازدهار، والآن سيقودنا إلى النصر!
كانت وجوه الناس محمرة من الحماس، بعضهم يرفع قبضته ويهتف، وبعضهم تدمع عيناه، وبعضهم جثا على الأرض بلا توقف، يمدح شجاعة الإمبراطور
أما الجنود فازداد حماسهم، وضربوا أسلحتهم في وقت واحد وهم يهتفون: اقتلوا العدو! اقتلوا العدو! اقتلوا العدو!
انطلقت أصواتهم كسيل جارف، وزخمهم يهز السماء
أمام بوابة ديتشنغ كلها، اندمجت الهتافات والصيحات في صوت واحد، وشغف مئات الآلاف تجسد في موجة شاهقة، تهز السماء والأرض بهذه التعبئة الكبرى
نزل قو تشين من الجناح، ومشى وسط الجيش المصطف، ثم اندس بين الناس، يصافحهم واحدًا واحدًا
كان في كل خطوة يسيرها هادئًا وقريبًا من القلوب، فازداد الناس حماسًا، ومدوا أيديهم آملين في لمسة من الإمبراطور
رفعت امرأة ابنها الصغير بين ذراعيها، فأخذ الطفل يلوح بفرح
وبصوت طفولي صاح: اقتل ذلك الخائن الكبير وو سانغوي!
فضحك الحاضرون من حوله
لوح الطفل بعصا خشبية صغيرة وهو يهتف: أيها الإمبراطور، اخترني! أنا بارع في رمي الطين!
أدار العصا الصغيرة دون قصد حتى كاد أن يصيب جبهة قو تشين
تقدم الحراس فورًا وهم يصرخون بصرامة: كيف تجرؤ على قلة الاحترام!
شحب وجه المرأة من الخوف، وأخفضت رأس الطفل معتذرة بفزع: أنا آسفة، أنا آسفة، نحن...
أشار قو تشين بيده مطمئنًا: لا بأس
جثا على ركبتيه حتى صار بمستوى نظر الطفل، وسأله بابتسامة: سمعت أنك تريد قتل وو سانغوي؟
ابتسم الطفل كاشفًا عن بعض أسنان الحليب المفقودة: نعم، أريد أن أهزم الخائن وو سانغوي من أجل الإمبراطور!
كانت كلماته الطفولية الواثقة باعثة على الضحك بين الناس
انفجر الحشد في ضحكات، وحتى قو تشين لم يستطع منع ابتسامة على شفتيه
ربت قو تشين على رأس الطفل: لا يمكنك فعل ذلك الآن، فوو سانغوي يستطيع دفعك بإصبع واحد!
قبض الطفل على عصاه الخشبية، وقطب حاجبيه قائلًا بعناد: لن يدفعني!
ابتسم قو تشين قليلًا، وتغيرت نبرته إلى الجدية: مهمتك الآن هي الدراسة جيدًا، والذهاب إلى المدرسة، وخدمة أسرة مينغ حين تكبر، حسنًا؟
وعندما سمع الطفل عبارة "الذهاب إلى المدرسة"، بدا على وجهه عدم الرغبة
قطب وقال: أنا... لا أريد الذهاب إلى المدرسة، أريد القتال!
أضحك كلامه وتصرفه الناس أكثر، وحتى الجنود كتموا ضحكاتهم
ربت قو تشين على كتف الطفل وقال مبتسمًا: أولًا، ادرس جيدًا! وعندما تكبر، سأعطيك فرصة لتكون جنديًا، وسنرى كيف تقاتل!
تجمد الطفل لحظة، ثم رمش بعينيه الكبيرتين وأومأ بجدية: كلمة الإمبراطور وعد!
ضحك الحشد وصفقوا، وهم يقولون:
هذا الطفل لديه طموح!
الإمبراطور قريب من شعبه حتى إنه يعلم الأطفال بجدية!
مع هذا الإمبراطور، ستزدهر أسرة مينغ بالتأكيد!
أبناء أسرة مينغ حقًا مبشرون بالخير!
اعتدل قو تشين، ومسح ببصره وجوه الناس المبتسمة، وبابتسامة خفيفة، أكمل طريقه أعمق داخل الحشد
شعر الجميع بهيبته ودفئه كحاكم للأمة
في وسط الطريق، توقفت دبابة ثقيلة
كان جسمها مطليًا بشعار "أسرة مينغ" الزاهي ونقوش التنين ذي المخالب الخمسة
كانت محاطة بالناس والجنود المصطفين، وجميع العيون مركزة على هذا الوحش الفولاذي الذي يرمز لقوة أسرة مينغ العسكرية
وتحت أنظار الجميع، تسلق قو تشين، بجسده الطويل والمستقيم، إلى قمة الدبابة!
تساقط ضوء الشمس على زيه العسكري، عاكسًا مهابة لا تُضاهى
وقف بثبات في وسط الدبابة، وأخرج السيف من خصره، ومع بريق بارد، أشار به إلى الأمام مباشرة
وكان صوته كالبرق يهز الميدان كله: جميع الضباط والجنود، استعدوا للتحرك إلى الخطوط الأمامية!
نعم!
جاء الرد الموحد كموجة هادرة، وامتزجت أصوات مئة ألف جندي في نية قتال شاهقة، ارتفعت إلى السماء وجعلت آذان الحاضرين تطن
ثم صاح قو تشين عاليًا: جنود أسرة مينغ، الشعار!
هتف الجنود بصوت واحد، يهدر بين السماء والأرض:
دافعوا عن وطننا! اكتسحوا الخائن وو! ارفعوا هيبة أسرة مينغ العظمى!
ثم رفع جنود الحرس البنادق 98K، وبأمر القائد، أطلقوا جميعًا نحو السماء
بانغ— بانغ بانغ—!
كانت الطلقات كالبرق يمزق السماء، وصداها يتردد فوق بوابة ديتشنغ
مزقت الرصاصات الهواء وهي تصفر بحدة صاعدة نحو السماء، فيما ارتطمت الخراطيش الساقطة بالأرض محدثة صوتًا معدنيًا رنانًا
وكان كثير من الناس يسمعون صوت الطلقات لأول مرة
عم الصمت بين الحشد؛ فقد أذهلهم الضجيج المفاجئ
غطى طفل أذنيه، وحدق في الدخان الأبيض العالق في السماء، وسأل ببراءة: أمي، هل هذا رعد؟
لا، هذه بنادق أسياد الجيش! أجاب رجل بجواره بسرعة، وملامحه مليئة بالدهشة!
بصوت كهذا، هل يحتمل العدو؟ قال رجل في منتصف العمر وهو يصفع فخذه، وجهه مفعم بالحماس
أما الأطفال، فبعيون لامعة، لمحوا الخراطيش على الأرض، فانطلقوا لجمعها
هتفوا بسعادة وهم يرفعونها:
وجدت واحدة! وأنا وجدت أيضًا!
هذه غالية!
سألفها وأحفظها في البيت، هذه من أسياد الجيش!
وعندما أكبر، سأستعمل هذا السلاح وهذه الطلقات لقتل الخائن الكبير وو سانغوي!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ