🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مع انقشاع الدخان الأسود، بدا معسكر وو سانغوي وكأنه تعرض لعقاب سماوي، مشهد من الدمار التام

كانت الأرض مليئة بفوهات القذائف الكثيفة، تشبه سطح القمر، واختلط التراب بالدماء ليشكل جداول داكنة حمراء

كان الهواء مشبعًا برائحة البارود الخانقة، حتى أن التنفس أصبح شبه مستحيل

بين الحين والآخر، كانت تظهر جثث متفحمة، ملتوية إلى أشكال لا يمكن التعرف عليها، وقد التهمتها النيران

بدأت فرقة مشاة في تمشيط ساحة المعركة، تتحقق من كل جثة بحثًا عن أي بقايا حياة

أما الجنود الذين كانوا على وشك الموت لكن إصاباتهم بالغة بحيث يستحيل إنقاذهم، فقد أطلقوا عليهم النار بلا تردد لإنهاء معاناتهم

في مثل هذه اللحظات، يصبح الموت راحة

في المسافة، كانت الدبابات تزأر وهي تتقدم، صوتها أشبه بالرعد

جلس قو تشين في مقدمة دبابة ثقيلة، يقودها بنفسه

قبض على عصا التحكم بإحكام، وذراعاه تتشنجان قليلًا مع كل اهتزاز، يعدل الاتجاه بدقة

كانت الدواسات تحت قدميه تتحكم في السرعة والتوجيه، ولوحة العدادات المعقدة تتلألأ بضوء بارد وسط وهج الحرائق

وبينما كان يقود الدبابة، كان يراقب البرية القاحلة أمامه عبر المنظار

كانت المجنزرات تدوس الأرض، تاركة خلفها آثارًا غائرة

فجأة، جاء صوت أجش عبر جهاز الاتصال اللاسلكي

أرسلت وحدة القوات الخاصة في المقدمة تقريرًا عاجلًا

"جلالتك، وصلنا لتونا إلى جينتشو؛ هونغ تشينغتشو أعلن للتو استسلامه لوو سانغوي!"

"وفوق ذلك، وفقًا لتقرير فريق الاستطلاع في المؤخرة، وو سانغوي لم يمت، بل أصيب بجروح خطيرة. هل تأمر بإعدامه في الحال؟"

إعدامه؟

سيكون ذلك رحمة كبيرة له

مرت أمام عيني قو تشين ذكريات التاريخ كالسكاكين، نحتت مشهدًا دمويًا في ذهنه

خيانة وو سانغوي وفتحه الممر لجيش أسرة تشينغ أدت بشكل غير مباشر إلى مآسي "عشرة أيام يانغتشو" و"ثلاثة مجازر جيا دينغ"، ما تسبب في مقتل مئات الآلاف وتشريد العائلات

كيف يُسمح لشخص تسبب في كارثة كهذه أن يموت بسهولة؟

"لا تقتلوه بعد، أريده أن يشهد اليأس بعينيه!"

لم يرد قو تشين قتله فقط، بل تحطيم روحه أيضًا!

ثم أصدر أمرًا سريعًا، نُقل إلى الحرس الإمبراطوري في المؤخرة

"أمروا وانغ تشنغ‌آن أن يقبض بسرعة على والد وو سانغوي، وو شيانغ، ووالدته السيدة تشانغ، وكل أفراد أسرته داخل الممر!"

"أحضروهم جميعًا أحياء إلى ممر شانهاي!"

كان وانغ تشنغ‌آن جالسًا في سيارة جيب عسكرية، يبدو عليه القلق

أمسك بمقبض الباب الداخلي غريزيًا، وبدأ العرق يتشكل على كفه

طوال حياته، سافر كثيرًا، ممتطيًا الخيل أو محمولًا في المحفات، ولم يكن أي منهما أمرًا غريبًا عليه

لكن "صندوقًا معدنيًا" كهذا كانت تجربته الأولى

قبل الانطلاق، حين ساعده قائد الحرس الإمبراطوري على ركوب هذه الآلة، كان مليئًا بالشكوك

تلك "الرحى السوداء" الأربع المثبتة عموديًا أسفل المركبة لم تكن تبدو قادرة على الجري أسرع من الحصان

لكن ما إن بدأ المحرك في العمل، تبددت شكوكه فورًا

مع هدير مكتوم، شعر بجسده كله يُدفع للخلف!

كان الأمر أشبه بقوة دفعته بينما كان يتأرجح على أرجوحة في طفولته

"يا إلهي! هذا الشيء يركض فعلًا أسرع من الحصان!"

لم يتمالك نفسه عن التعجب، وجسده يتأرجح في المقعد

تشبث بالمقبض فوق رأسه بقوة، خائفًا أن يقذفه مطب خارج السيارة

اندفعت الجيب عبر البرية، وعجلاتها تتجاوز الحفر، تهز الركاب حتى العظم

ورغم أن السرعة كانت عالية فعلًا، إلا أن الاهتزاز جعل وانغ تشنغ‌آن يشعر ببعض الندم

"ليست مريحة مثل ركوب الحصان!"

فجأة، توقفت السيارة الأمامية بفرملة حادة

لم يستطع وانغ تشنغ‌آن تثبيت نفسه، فكاد يندفع للأمام بفعل القصور الذاتي

وبينما كان يمسك صدره ليلتقط أنفاسه، قفز قائد الحرس من السيارة، وسار بسرعة نحوه، وأبلغ بجدية: "يا خصي، جلالته يستعجلنا، يأمرنا بالقبض فورًا على عائلة وو سانغوي! الوقت ضيق، علينا الإسراع!"

فتح وانغ تشنغ‌آن فمه بدهشة: "هذه السرعة أشبه بالطيران! هل يمكن أن تكون أسرع؟"

ابتسم القائد: "يا خصي، اربط حزام الأمان من فضلك"

توقف وانغ تشنغ‌آن قليلًا، ونظر إلى المشبك بجانب المقعد، وتمتم: "ما هذا الشيء؟" ثم ربط الحزام كما أُمر

قبل أن يتمكن من التذمر، سمع هديرًا منخفضًا من مؤخرة السيارة، وتدفق دخان أسود من أنبوب العادم، وانطلقت السيارة بسرعة، وقفزت سرعتها فجأة!

التصق وانغ تشنغ‌آن بمسند المقعد بفعل التسارع المفاجئ، عاجزًا حتى عن تحريك رأسه

كانت العجلات تمزق التراب والحصى بسرعة، رافعة غيومًا من الغبار حجبت السماء

مع اقتراب المساء، وصل وانغ تشنغ‌آن أخيرًا إلى منزل عائلة وو

دوت أصوات الخطى الثقيلة ووقع الأسلحة في الشوارع، وكان المنزل محاصرًا بإحكام!

لم يكن خدم المنزل يعرفون ما حدث بعد، وعندما رأوا كتيبة المشاة تحيط بالمكان بهذا الشكل، أظهروا تعابير غاضبة ومندهشة

ظنوا أن الأمر مجرد مسؤول عسكري محلي وقح يفتعل المشاكل

في أواخر عهد مينغ المضطرب، كان من الشائع أن تحاصر الجيوش الفقيرة الأغنياء لابتزاز المال، لكن عائلة وو كانت من أقارب وو سانغوي، وحتى في خبي لم يجرؤ أحد على استفزازهم

بثقة، اعتدل الخادم وقال بازدراء للجنود:

"أتدرون بيت من هذا! إنه منزل الجنرال السابق لجينتشو، وو شيانغ!"

"إن كنتم بحاجة للمال، فاذهبوا لسرقة الأغنياء في مكان آخر، ولا تتصرفوا بوقاحة هنا!"

ثم أكمل: "سيدنا الشاب، وو سانغوي، يحمي الحدود لصالح المينغ! عائلتنا مخلصة وفاضلة!"

خرج وانغ تشنغ‌آن من الجيب ببطء: "أوه، مخلصة وفاضلة؟ مينغنا العظيمة لا تتشرف بوجود أمثال عائلتكم بين رعاياها!"

أثار الجدال انتباه وو شيانغ، الذي كان يستريح

ورغم شعره الأبيض، ظل يحمل هيبة ظاهرة، ففتح الباب الرئيسي بوجه غاضب

وعند رؤيته، أصبح الخادم مثل كلب مدلل يلوح بذيله قائلًا:

"سيدي، انظر، هذا الخصي الأعمى جلب الجنود ليحاصروا منزلنا وجرؤ على وصفنا بالخونة!"

دوى صوت وو شيانغ كالرعد: "أي مسؤول تافه، يجهل قدر نفسه، يتجرأ على حصار منزل عائلة وو! أهو سئم الحياة؟"

رغم امتداد ظله بفعل غروب الشمس، لم يظهر عليه أي ضعف

وقف الخادم خلفه مزهوًا وهو يزمجر: "أيها الخصي، إن تفوهت بكلمة أخرى، صدق أو لا تصدق، سيدي سيلطمك حتى الموت!"

وقف وانغ تشنغ‌آن بجانب السيارة، ووجهه بارد كالثلج

منذ بدأ الإمبراطور حملته الكبرى للتطهير، لم يسمع أحدًا يجرؤ على إهانته مباشرة

خاصة كلمة "خصي"، التي كانت كطعنة في قلبه

استدار ببطء وأمر الحرس الإمبراطوري بجانبه بهدوء: "أطلقوا النار"

تغير وجه وو شيانغ بشكل كبير، وزأر: "تجرؤون! أنا—"

لكن قبل أن يُكمل، كانت كتيبة المشاة قد رفعت بنادقها

"بانغ بانغ بانغ!"

دوّى وابل من الطلقات في السماء

الخادم الذي كان يصرخ قبل لحظة أصيب بعدة رصاصات، فترنح وسقط أرضًا، والدم يتسرب من تحته بسرعة، ملوثًا الأرض باللون الأحمر

أما ذراع وو شيانغ اليسرى فقد أصابتها شظايا الرصاص، فتدفقت الدماء منها على الفور

تراجع خطوتين إلى الوراء، وارتسمت على وجهه ملامح الألم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2025/08/09 · 66 مشاهدة · 1039 كلمة
AHMED JB
نادي الروايات - 2025