🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان جنود فرقة المشاة الثالثة يرافقون مجموعة من الأسرى
ركع الأسرى في صف واحد، ينتظرون بهدوء ترتيبات أسرة مينغ العظمى
قال الضابط القائد: "جلالتك، وجدنا هؤلاء التتار"
"لم يقاوموا ولم يهربوا... لا نعرف كيف نتعامل معهم"
قو تشين: "أوه؟ أحقًا؟"
التقطت أذنا إيسن الكلمتين الأساسيتين بحدة، فرفع رأسه فورًا
قال متملقًا بحماس: "آه، يا جلالتك الإلهي الجبار!"
جعل هذا النداء الحماسي وانغ تشينغن يشعر بالخطر!
تبًا، هل جاء هذا ليستولي على وظيفتي؟!
"أغلق فمك!!!"
لكن كلما حاول وانغ تشينغن إيقافه، صرخ إيسن بصوت أعلى
كان يخشى أن تفوته فرصة النجاة
"جلالتك، هل تفتقر إلى الخدم؟ يمكن لهذا الحقير أن يُخصى!"
"إن لم تكن تفتقر إلى الخدم، يمكنني أن أكون كلبك!"
"وإن لم يكن ذلك ممكنًا، فاستعملني كوعاء للبول!"
صرخ دودو، المربوط في الجهة الأخرى، على إيسن:
"أما زلت باتورو؟!"
"أما زلت محارب مانشو؟!"
لكن إيسن تجاهل إهانات دودو تمامًا، وواصل الانحناء وطلب الرحمة
ظل يضرب صدره، ويطلق الوعود بصوت عالٍ، وابتسامته أقبح من البكاء
"جلالتك!!"
"أنا بارع جدًا في العزف على الناي! والرقص!!"
"ما رأيك أن أؤدي لك مقطوعة؟"
بدأت أذنا وانغ تشينغن تؤلمانه من الضوضاء!
فتقدم، وسحب مسدسه، ووجهه إلى جبهة إيسن وهمّ بالضغط على الزناد:
"جلالتك، هذا الرجل مزعج جدًا. ما رأيك أن أطلق عليه الرصاص؟"
"وبالمرة نمحو هذه المجموعة كلها، ونرتاح!"
سحب إيسن رقبته فجأة إلى الخلف، مغطّيًا رأسه بكلتا يديه، خائفًا من أن ترديه رصاصة واحدة قتيلًا
وفجأة، خطرت فكرة لقو تشين، وارتسمت ابتسامة قاسية على شفتيه
"لا عجلة... بما أنهم يريدون العيش، فلنعطهم فرصة للبقاء"
"اجعلوهم جميعًا يقفون في صف واحد"
"ثم—"
غطى قو تشين عيني وانغ تشينغن بقطعة قماش: "كل من أمامك تتار. أطلق النار كما تشاء"
في الحال، خيّم الصمت على معسكر الأسرى
شحب وجه الخمسين أسيرًا، ولم يجرؤوا حتى على التنفس بصوت عالٍ
—أي لعبة ملتوية هذه؟!
كانت أسنان إيسن تصطك، وعرق بارد يتصبب من وجهه
في تلك اللحظة، تمنى لو أن وانغ تشينغن أطلق رصاصة على رأسه للتو
فالموت المباشر أهون من انتظار الموت تحت رعب كهذا!
بانغ—!!
دوى الطلقة الأولى!
حبس الجميع أنفاسهم!
لكن لم يسقط أحد...
تنفس الخمسون أسيرًا الصعداء جماعيًا، بل سقط بعضهم أرضًا
تمتم وانغ تشينغن، إذ لم يسمع صرخات استغاثة:
"تسك... أخطأت..."
بانغ! بانغ! بانغ!
ثلاث طلقات متتالية!
هذه المرة، تناثر الدم!
انفجرت رؤوس ثلاثة أسرى برصاصات مباشرة
سقطت أجسادهم بهدوء تام!
الباقون لم يتمالكوا أنفسهم
بعضهم بكى، وبعضهم تبول على نفسه، وبعضهم انبطح على الأرض منحنياً
ولما رأى إيسن أن إمبراطور أسرة مينغ عازم على القتل، لم يجد بدًا من كشف ورقته الأخيرة!
صرخ: "آه!!! لا تقتلني!!!"
"أعرف من في أسرة مينغ موّل جين المتأخرة!"
وعندما سمع دودو أن إيسن على وشك خيانة "الأصدقاء"، زأر:
"إيسن، من الجبن أن تفعل هذا!"
"لا تفتري على أصدقائنا!"
"لا تنسَ، لقد أعطوك الكثير من الفوائد!!"
ارتجفت أكتاف إيسن وضحك: "أنا على وشك الموت، وما شأن الأصدقاء؟"
"وفوق ذلك، هل أعطاني الفوائد وحدي؟!"
"أنتم جميعًا أخذتم أكثر مني!!!"
أراد دودو أن يسبه مجددًا، لكن في اللحظة التالية—
بانغ!
انفجرت طلقة!
مرت الرصاصة بجانب فم دودو، ومزقت اللحم فورًا، فتدفق الدم من شفتيه
"آآه—!!"
صرخ دودو بألم، ثم جره الجنود بعيدًا
وعند رؤية ذلك، ازداد عرق الخوف على إيسن
اقترب منه قو تشين، وداس على صدره
ضغط فوهة المسدس السوداء على جبينه
"تكلم!"
"من موّل جين المتأخرة؟!"
ارتعشت أسنان إيسن، وتلعثم وهو ينطق الاسم—
"أرفع لجلالتك... إنه تاجر جين فان يونغدو!!"
—بوووم!!
انفجرت هذه الكلمات الأربع في أذن قو تشين كالرعد!
اسود وجهه فجأة، واشتعلت عيناه بغضب مرعب!
كان فان يونغدو، زعيم كبار تجار جين الثمانية، قد جمع ثروته من بيع المواد الاستراتيجية
زوّد جين المتأخرة بالحبوب، والأدوات الحديدية، والبارود، والخيول الحربية!
سمحت مساعداته السرية التي لا تُحصى لجين المتأخرة بمواصلة مجابهة أسرة مينغ، وحتى حصار العاصمة عدة مرات
ثروته استُخرجت من لحم ودم شعب أسرة مينغ!
عقد صفقة سرية مع هوانغ تايجي، مستخدمًا شبكته التجارية لاختراق حصار أسرة مينغ!
ونقل باستمرار كميات هائلة من الموارد إلى شنيانغ
لولا فان يونغدو، لما أمكن لجين المتأخرة أن تنهض بهذه السرعة!
ولولاه، لكان وضع خط الدفاع في شانهايغوان مختلفًا منذ زمن بعيد!
والأدهى أنه رشى المسؤولين في البلاط أكثر من مرة!
وجعل بعض أعضاء حزب دونغلين يتحدثون نيابة عنه، لضمان سلامته داخل أسرة مينغ!
"يا كلب سافل!!"
كاد الغضب في قلبه يحرق صدره!
وما زاد من غضبه أنه قبل حملته العسكرية، نسي أن يداهم منازل كبار تجار جين الثمانية!
فان يونغدو، جرائمه لا تُغتفر!!!
"جلالتك!!"
رأى وانغ تشينغن ملامح قو تشين، فسقط راكعًا وبدأ ينحني
وقال بصوت مرتجف: "جلالتك، أرجوك اغفر لي! اعتنِ بجسدك، ولا تغضب!"
"هذه المحظية مستعدة للذهاب إلى تشانغجياكو نيابة عن جلالتك، وقطع رأس الكلب فان يونغدو، وتقديمه لك!!"
هز قو تشين رأسه وقال: "تأكل لقمة بلقمة، وتعالج أمرًا بأمر"
وبينما كان صوته ما يزال في الهواء، رفع مسدسه فجأة، ووجهه إلى الأسرى أمامه
بانغ! بانغ! بانغ!
دوت الطلقات، كل رصاصة اخترقت جمجمة بدقة
سقطت الأجساد واحدًا تلو الآخر
وتسرب الدم إلى الأرض، متجمعًا في مستنقع قرمزي
ولم يتبقَ سوى إيسن!
رأى رفاقه يسقطون واحدًا تلو الآخر حوله
وظن أنه أخيرًا نجا بحياته!
لكن—
بوووم!
ركب قو تشين بلا تعبير دبابة، ودفع ذراع التحكم بخفة
انكمشت حدقتا إيسن فجأة
وفي اللحظة التالية، دوى في أذنيه صوت احتكاك الجنزير الفولاذي بالأرض
"لا—! جلالتك، اعفُ عني!!"
تخبط بجنون، محاولًا التراجع
لكن ساقيه كانتا قد شلّتا، وملامحه تشوهت بشكل لا إنساني
ومع ذلك، داست جنزير الدبابة جسده بلا رحمة، محدثة صوتًا مروّعًا لتكسير العظام
"كراااك—"
تحطمت ساقا إيسن تمامًا، والعظام البيضاء تبرز من اللحم، والدم يتدفق بغزارة
لكن الأمر لم ينتهِ—
مرت فوقه ثلاث مرات!
ثم تراجعت الدبابة ببطء، قبل أن تتقدم مجددًا
ساحقة الجثة تمامًا إلى كتلة لحم دامية بلا شكل
تناثر الدم في كل مكان، وملأ الجو رائحة معدنية قوية
قفز قو تشين من العربة، ومسح نظره البارد على بركة اللحم والدم، وهو ينفض بقع الدم عن كمّه بلا اكتراث
تقدم وانغ تشينغن مرة أخرى يطلب التعليمات: "جلالتك! هذه المحظية ستذهب فورًا لمداهمة منزل فان يونغدو!"
"صفع!"
وقبل أن يكمل، كان قو تشين قد رفع يده وربت على رأسه بضيق قائلًا:
"ألم أقل لك، تأكل لقمة بلقمة!"
غطى وانغ تشينغن جبهته، حائرًا: "لكن جلالتك، ألم نقتل كل الأعداء؟"
"كلهم قُتلوا؟"
ابتسم قو تشين بسخرية، ورفع يده مشيرًا شمالًا، نحو شنيانغ التي لم تُسحق بعد!
"الجيش أُبيد، لكن هناك—"
"لم يُبَد بعد!"
رفع وانغ تشينغن رأسه فجأة، وقلبه يرتجف
مسح قو تشين بنظره الحازم المكان، وعيناه تتوهجان بنية قتل هائلة
"هيا، انقلوا أمري—"
"نفذوا تطهيرًا شاملًا لشنيانغ وكل المناطق شمالها!"
"كل الذكور، اقتلوهم جميعًا!"
"كل الإناث، أرسلوهن داخل الممر!"
"اذبحوا البقايا، ولا تتركوا مصدر خطر للمستقبل!"
في تلك اللحظة، دوى صوت قو تشين كالرعد
وفي تلك اللحظة، واجهت بقايا جين المتأخرة يوم فنائها الأخير!
يسميها التاريخ — تجريد تشونغ تشن للعظام!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ