🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت العاصمة، مضاءة ببريق لامع، وكأنها في وضح النهار
الشوارع امتلأت بالحشود المبتهجة، مع ارتفاع وانخفاض الضحكات والهتافات
حتى الهواء كان مشبعًا بالفرح
على برج المدينة، كانت لي شيانغجون متكئة على السور
تنظر إلى المشهد المزدهر، وقلبها مليء بمشاعر مختلطة
لقد وُلدت في تشينهواي، لكنها لم ترَ من قبل عصرًا مزدهرًا كهذا
كانت تظن في السابق أن أكثر المشاهد ازدهارًا في العالم هو سوق الفوانيس في جيانغنان
كانت مباني يانغتشو المهيبة، لكن الآن
فهمت حقًا معنى العصر المزدهر الحقيقي—
إنه أن يعيش الناس في سلام وطمأنينة، وأن يخلو العالم من الحروب، وأن ترتسم الابتسامة الصادقة على وجوه الجميع
ترقرقت الدموع في عيني لي شيانغجون قليلًا، وقلبها ممتلئ بالعاطفة
وفجأة، جاءتها دفعة من الدفء من خلفها
ذراعان قويتان التفّتا حول خصرها، جاذبتين إياها إلى الحضن
ارتجف جسدها قليلًا، واحمرّ وجهها على الفور، لكنها لم تتململ
لم تجرؤ على النظر للخلف، لكن قلبها خفق بسرعة
كانت تظن أنها ستبتعد بخجل، لكن جسدها لم يطعها
بل غمرت نفسها في هذا الإحساس القوي بالأمان
بل… في أعماقها، كانت تأمل أن يقترب جلالته أكثر
سمع صوت قو تشن يقول: "كيف ترين العاصمة؟"
أخفضت لي شيانغجون رأسها، وأطراف أصابعها تلوِّي طرف ثوبها:
"بخلاف البرد عند النوم ليلًا، كل شيء… أفضل من جيانغنان"
ضحك قو تشن بصوت عال: "برد؟ هذا لأنك تنامين وحدك!"
احمرّ وجه لي شيانغجون فورًا حتى أذنيها، وخجلت لدرجة أنها لم تعرف كيف ترد
لم تقل شيئًا، فقط شعرت بجسدها يتصلب أكثر، وقلبها يخفق كطبول الحرب
ولكن، قبل أن تتمكن من الرد، شعرت بأن قدميها أصبحتا خفيفتين—
لقد حملها قو تشن على طريقة الأميرة!
"آه—!"
شهقت لي شيانغجون، ويداها تمسكان بجانب سترته بجنون، وعيناها الجميلتان متسعتان
"لا تتحركي"
"احذري أن تسقطي"
تشبثت لي شيانغجون بكمّه بقوة، ودفنت وجهها في صدره بخجل
وفجأة—
"بانغ—!"
انفجر الليل فجأة، وانطلق عرض ألعاب نارية مبهر في السماء
تفتحت هالة ملونة في السماء، كفستان فاخر على قبة السماء
ثم الثانية، ثم الثالثة…
الألعاب النارية انفجرت باستمرار، مضيئة العاصمة بأكملها
انطلقت هتافات مدوية من بين الحشود—
"يا للجمال—!"
"عاش جلالته!"
أضاءت عشرة آلاف شعلة ذهبية، وأُشعل الليل تمامًا
كانت الشرارات الملونة كأنها مجرة تتساقط
متألقة وباهرة، تعكس أزهى عواصم العالم
رفعت لي شيانغجون بصرها نحو الألعاب النارية الباهرة، وعيناها تعكسان ذلك البريق المذهل
شعرت وكأن روحها اشتعلت بهذا العرض
أغمضت عينيها برفق، منغمسة في هذه الوليمة الفريدة
في هذه اللحظة، هبّت الرياح القوية، وجلبت معها تحولًا جديدًا لها
في الضواحي الشمالية للعاصمة، كانت المنطقة مغلقة منذ زمن بواسطة قوات كثيفة
هنا، تجمعت جميع غنائم حروب أسرة مينغ العظمى—
سواء كانت كنوزًا منهوبة من ساحة معركة جين المتأخرة
أو الثروات التي جمعها كبار تجار جين الثمانية على مدى مئات السنين
أو ثروات المسؤولين الفاسدين، كلها نُقلت إلى هذا المكان
ألواح الذهب لا تُحصى، مكدسة عاليًا، كجبال متصلة، تعكس ضوءًا باهرًا في الليل
الفضة تتدفق كموج، تملأ صناديق خشبية لا تُعد، وحتى لأن الصناديق لم تكفِ
تم سكب بعضها مباشرة على الأرض، مكونة "تلالًا" بيضاء فضية
اللآلئ الضخمة تتدحرج على الأرض، وأكثر شيوعًا من الحصى على الطريق
الدوس عليها لا يثير أي شعور بالخسارة لدى أحد
الخزف الصيني، والمرجان، واللآلئ المضيئة— والتي كانت في الأصل هدايا نادرة للقصر، الآن مكدسة باستهتار
أمام أكوام الذهب والفضة، توقفت مئات العربات المليئة بالحرير والساتان
الأقمشة الفاخرة مكدسة طبقات فوق طبقات، تتساقط مثل الغيوم
الحرير المنسوج بالذهب، سحاب سوتشو-هانغتشو، حرير سيتشوان، قماش كسي من جيانغنان—
جميع الأقمشة التي لا تُقدّر بثمن، مكدسة معًا الآن
بل كانت الرياح الليلية تعبث بها، وكأنها قد تُترك في أي لحظة
من بينها، معاطف فرو المنك التي أُخذت من قصور نبلاء جين المتأخرة
وأقمشة الحرير من هوتشو التي صودرت من منازل تجار جين الأثرياء
وحتى أردية التنين الذهبية التي ابتزها المسؤولون الفاسدون من عامة الناس
كان هناك حتى برج "الثمانية بركات" مصنوع بالكامل من الذهب الخالص، نصفه مخفي بين أكوام الحرير
كانت البرية بأكملها كجنة على الأرض، مليئة ببذخ الثروة
لكن—
لم يكن هناك أي ضجيج، فقط الانضباط العسكري الصارم
خمسة آلاف جندي نخبة يحيطون بجبل الذهب وبحر الفضة
أقاموا ثلاث أو أربع طبقات من الدفاع، مما جعل حتى الذبابة يصعب عليها الدخول
كانوا يحملون البنادق، والسيوف الفولاذية على خواصرهم، ويرتدون الدروع
كل واحد منهم كان مركزًا، محافظًا على حالة التأهب طوال الوقت
سواء كانوا جنود دورية أو حرسًا إمبراطوريين، فقد كانوا يعرفون قيمة هذه الثروة—
هذه ليست مجموعة خاصة لأحد، بل مصير الأمة كلها!
حتى مع وجود جبال الذهب والفضة أمام أعينهم، وحتى إن كانت الثروة في متناول اليد، لم يجرؤ أحد على التفكير في شيء غير مشروع!
في الليل، كان الجنود يتنقلون ذهابًا وإيابًا، وأصوات أحذيتهم على الأرض الصلبة
كانت هي الصوت الوحيد في هذا العالم المليء بالذهب والفضة
في العاصمة، كانت هناك عشر شاحنات ممتلئة بالبضائع
تهدر على الطريق الترابي غير المعبد، متجهة بسرعة نحو الضواحي الشمالية
كانت هذه الشاحنات محملة بالكامل بالذهب والفضة والكنوز المنهوبة من قصر تشو كوي، تملأ عشر شاحنات كبيرة
"بانغ—"
اهتزت المركبة بقوة، وانحنى رأس الجندي في مقعد السائق فجأة، وجفنتاه ثقيلتان كأنهما مليئتان بالرصاص
لاحظ قائد الفرقة في المقعد الأمامي أن هناك خطبًا
دون كلمة، رفع كفه وصفعه!
"ماذا تفعل؟! هل تنام في نوبتك بالقيادة؟"
استفاق السائق من الصفع، وهو يفرك وجهه بانزعاج:
"قائد… ليس الأمر أنني لا أريد القيادة بيقظة!"
"لقد قدنا لما يقارب ست عشرة ساعة متواصلة! من يستطيع التحمل…؟"
رمقه القائد بنظرة حادة، وأخرج من جيبه حفنة فلفل حار، ووضعها في يده
"كف عن الثرثرة!"
"امضغ شيئًا، ولا تنم. حمولتنا ليست عادية؛ فقدان أونصة واحدة من الفضة عقوبته الإعدام!"
كان السائق نعسانًا لدرجة أن عينيه بالكاد تفتحان، وأخذ الفلفل الحار بتثاقل
تمتم: "هل يمكن لهذا أن يبقيني مستيقظًا؟"
ربت القائد على كتفه وقال بثقة:
"طبعًا! قضمة واحدة، وأضمن أنك ستكون أنشط من القرد!"
وضع السائق فلفلة في فمه على مضض
بـ"قرمشة"، انفتح قشر الفلفل الجاف على الفور
الحرارة اللاذعة ملأت فمه مباشرة!
"هس—"
اتسعت عينا الجندي، وارتجف جسده، واحمرّ وجهه فورًا
وكأن البرق ضربه، تدفقت دموعه ومخاطه فورًا!
"قا… قائد!!"
سعل وهو يختنق، قابضًا على صدره، متوسلًا: "هل تحاول قتلي؟!"
وقف القائد واضعًا يديه على خاصرته، وضحك بصوت عال: "أفاقت الآن؟! إذا بقيت نعسانًا، امضغ المزيد!"
كان الجندي يسعل بجنون، ودموعه تتساقط من شدة الحرارة
لسانه يحترق، ولم يعد قادرًا على الكلام
لكنه لم يعد يشعر بالنعاس، بل شعر بصفاء كامل في رأسه، وحتى قدماه بدأتا تتعرقان!
بعد فترة، تعافى أخيرًا، وخلع قبعته بغضب:
"قائد، إذا وثقت بك مرة أخرى، فأنا كلب!"
بعد نصف ساعة، خفّت حرارة الفلفل
ابتسم الجندي بمرارة وسأل: "قائد، منذ أن أمر جلالته بمصادرة الممتلكات، ونحن ننقل حتى الواحدة صباحًا. كدنا ننتهي، ثم وجدوا الميثرِيل في الفناء الخلفي! كم من الأشياء خبأتها عائلة تشو كوي هذه؟"
هزّ القائد رأسه بيأس، وهو ينظر إلى الشاحنات القليلة التي تتبعهم من بعيد: "من يدري؟"
قطب الجندي حاجبيه وسأل: "إذًا لماذا لا يستدعون المزيد من الناس للنقل؟ إذا استمر هذا، فشاحناتنا ستنهار!"
قال القائد بانزعاج: "أتظن أننا لا نريد؟ شاحناتنا لا تزال بحالة جيدة!"
"الشاحنات الباقية مشغولة بنقل ممتلكات كبار تجار جين الثمانية، وحتى مصادرة الممتلكات أصبحت متأخرة!"
نقر بلسانه وخفض صوته: "الليلة الماضية، تعطلت خمس شاحنات، وغيرنا الإطارات مرتين!"
لم يستطع الجندي إلا أن يلعن: "كم نهب هؤلاء الأوغاد؟! مضت ثلاثة أيام ولم ننتهِ بعد!"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ