تحت السماء التي لا تزال سوداء، كان هناك تجمع صاخب أمام البوابة الشمالية لألتيرنا

قوات الأفعى الزرقاء، التي ستتولى الاستيلاء على قلعة الحراسة الرؤوس الميتة يقودها جنرال في جيش الحدود بألتيرنا يدعى رين واتر، تحت امرته 500 محارب و 100 بالادين، 100 صيادين و كذلك عدد من المسعفين، مكونين في المجموع أكثر من 700 كقوة رئيسية، كانوا مرفقين بقوة منفصلة مكونة من 37 فريقاً من الجنود المتطوعين بعدد جملي يقارب الـ197 مشارك، سيتولى قيادتهم رئيس مكتب الجنود المتطوعين القمر الأحمر، بريتني، أو بري شان كما يفضل أن يتم مناداته

بالإضافة كان هناك سكان و عائلات أتت للتوديع (على الأرجح هناك من ينتمي لعائلتهم يعمل ضمن جيش الحدود)، التجار لم يفوتوا الفرصة لبيع سلعهم، لذا كان هناك أكثر من 1000 شخص متجمعين في المنطقة ، صاخبون ليست كلمة كافية لوصفهم

بشكل مصادف، قوات الأفعى الحمراء التي انطلقت نحو حصن الحديد جانب النهر كانت مكونة من 1000 محارب، 300 بالادين ، 200 فارس ظلام، 300 فارس و 50 مسعف ، جميعهم من جيش الحدود تحت قيادة الجنرال غراهام راسنترا، بمجموع لا يصدق من 1850 عسكري كقوة رئيسية، هناك أيضاً وحدة من النخبة حول داي بريكرز الخاصة بسوما مكونة من 55 فريق بمجموع 300 شخص، لذا كان الأمر أكثر جنوناً

فوق هذا، الدفاع على ألتيرنا سيكون تحت اهتمام ما تبقى من جيش الحدود تحت قيادة الجنرال ايان راتتي

هاروهيرو لا يعلم الكثير عن الجنرال غراهام أو الجنرال ايان، بالأحرى هو لم يسمع بهم من قبل

جينيرال رين واتر كان في المقدمة، مباشرةً بجانب البوابة الشمالية ، يبدو أنيقاً و مبهرجاً بدرعه الأبيض اللماع، و لديه تعبير على وجهه، لاستعمال وصف يبدو قديماً له، فهو تعبير متين، لا يبدو كشخص سيء، لكنه كان بارداً في معاملته للجنود المتطوعين بطريقة ما، و كأن لديه الكثير من الفخر، درعه كان يحمل الشكل السداسي شعار إلاه النور لومياريس، لذا على الأرجح هو بالادين

التصنيف الداخلي لقوات الأفعى الزرقاء ظاهر من نظرة واحدة، البلادين و المسعفين حول رين واتر، المحاربون خلفهم و الصيادين خلف المحاربين، القوة المنفصلة اتت خلفهم كلهم

القوة الرئيسية كانت منظمة في شكل صفوف، بضباط يصرخون على كل من يخرج عن الخط، لكن الجنود المتطوعون الذين يمثلون القوة المنفصلة هم حقاً في فوضى، هم مقسمون في شكل فرق لكنهم يفعلون ما يحلوا لهم، يقفون و يدردشون، يجلسون أو يتجولون هنا و هناك

[ ألا بأس حقاً بهذا؟ ] هاروهيرو كان يفكر [لست متأكداً ، لكن لا يبدوا أنها مشكلة]

في الحقيقة، القوات المنفصلة تُركت وشأنها ، بالتأكيد ، القوات الرئيسية تنظر إليهم و تفكر. 'افعلوا ما تريدون، و كأننا نهتم، نحن القوات المنسقة لسنا مثلكم أيها الجنود المتطوعون' أو شيء كهذا

هو لا يعرف أحداً من جيش الحدود، لكن هاروهيرو عاش ما يكفي هنا في ألتيرنا لتكون له دراية كبيرة بهذا، الجنود المتطوعون ليسوا من هذا المكان قبل كل شيء، لذا الجنود العاديون لا يعتبرونهم محل ثقة، الجنود المتطوعون لا يحبونهم أيضاً في المقابل

على أي حال، بالنسبة لشخص وصل إلى ما وصل إليه سوما، و يحظى بهذا القدر من الاحترام، الأمر كان مختلفاً تماماً

جميع الجنود المتطوعين المشهورين مثله كانوا مشاركين في وحدة النخبة من قوات الأفعى الحمراء، لذا القوات المنفصلة من قوات الأفعى الزرقاء كان ينظر إليهم كالحثالة، بل حتى يعتبرون تحت الحثالة، لنكن صريحين هنا، كهاروهيرو و فريقه

رغم ذلك، حتى القوات المنفصلة كانت تحوي جنود متطوعين أقوياء محترمين أو بالأحرى يجبرونك على احترامهم، أكثر من يبرزون منهم هم الملائكة البرية بقيادة كاجيكو

الملائكة البرية كانوا جميعهم بلا استثناء فتيات، يرتدون عتاداً مزيناً بالريش، خوذات ، قلنسوات ، القماش، أربطة الشعر كلها مزينة بنفس الريش الأبيض

ليس فقط كل الأعضاء إناث، بل هن لا يسمحن لأي أحد من الجنس الآخر بالاقتراب، إن حدث و اقترب رجل منهم سيصرخون عليه حتى يجبروه على التراجع

هم مخيفون حقاً

بشكل خاص كاجيكو، عندما يتعلق الأمر بها فهي طويلة، جميلة بشكل كبير، تحمل سيفا يشبه الكاتانا، عيناها كانتا مخيفتان بجنون ، إن حدقت في هاروهيرو، هو كان متأكداً بأن هذا وحده سيكون كافياً لقتله

مازال هناك مجموعة أخرى مخيفة بقدر الملائكة البرية، مجموعة تجندت في نفس الوقت مع هاروهيرو و فريقه

فريق رينجي

فقط بمجرد وقوفهم هناك، رينجي كان يفرض إحساساً بأن تأثيراً صوتياً بطيئاً سيشتغل ، يبدو لامعاً جداً لدرجة أن هاروهيرو لا يتحمل النظر إليه مباشرةً

رينجي يحمل خلف ظهره السيف الذي كان ملكاً لايش دوغران ، بالنسبة للسيف الذي كان رينجي يستعمله فقد أعطاه إلى رون الذي كان يجلس على وركيه بجانبه، رينجي كان واثقًا من نفسه و ينظر إلى ما حوله باحتقار، لكن رون كان ينظر لهم بازدراء أكبر، حتى إن بدى أقل من رينجي مستوى، فلا يوجد كثيرون يمكنهم أن يبقوا هادئين عندما يواجهون نظرات رون
ساسا التي تقف خلف رينجي لديها هالة من النضج حولها أو بالأحرى جاذبية البالغين الجنسية ، و أداتشي بنظاراته السوداء يبدوا كنابغة
إلى جانب رينجي ــــ بل تحت ذراعه تقريباً، توجد تشيبي، التي كانت تقف هناك صغيرة و ظريفة، بدت حتى عليها هي ملامح الجد كأن قوة خطرة مخفية داخلها، هكذا رينجي و فريقه كان لهم حظور لا يصدق

حتى كاجيكو نفسها يبدو أنها تحسب لرينجي حساباً، كانت تنظر إليه منذ فترة حتى الآن، سواء كان رينجي قد لاحظها أم لا، فهو تجاهلها بالكامل

[أتمنى أن لا يسبب هذا أي خلافات لاحقاً ] هاروهيرو كان يفكر [أظن أن هذا ليس من شأني هاه؟ أجل، بالطبع لا]

بالنسبة لهاروهيرو، كل من الملائكة البرية و فريق رينجي كانوا متقدمين عليهم بكثير، كل شخص لديه مستواه الخاص في الحياة، هم لديهم شؤونهم و هو لديه شؤونه

عينا هاروهيرو إلتقت بعيني شوكو، قام بتحيتها عن بعد و هي ردت بإيماءة بالمثل

خلف القوات الرئيسية، في آخر، آخر، آخر القوات المنفصلة، كان هناك هاروهيرو و البقية يتخذون موقعهم، إن نظرت إلى مهاراتهم و خبرتهم، ذاك المكان مناسب لهم

فريق شوكو كان أمامهم قليلاً

[كيف يفترض بي أن أشعر حيال هذا؟ نااه، لا بأس]

مما فهمه هاروهيرو، المحارب الجذاب الذي يملك وجهاً على الأرجح يجعله مشهوراً بين الفتيات، هو قائد فريق شوكو، كانوا يشكلون حلقة حول سيد جذاب الذي كان يتحدث بمرح، لذا هاروهيرو كان يشك في ذلك قليلاً

كانت هناك فتاة بشعر قصير أيضاً، هي نفس الفتاة التي كانت مع شوكو عندما التقاها لأول مرة، الآنسة قصيرة الشعر تخصصها ساحرة

الأكثر من هذا، كان هناك شخص بملابس مسعف إضافةً إلى شخصين آخرين في زي يشبه زي المحارب أحدهما كان طويل القامة، سيد طويل يبدو متقلب المزاج، كأنه يصعب التقرب منه، المحارب الآخر كان دائماً يضحك كالغبي، السيد ضاحك يبدو كأنه يلقي الكثير من المزاح على شوكو

[شوكو تبدو منزعجة من هذا، أوقف ذلك يا رجل أنت تغضبني ،حسناً جعلي أغضب ليس و كأنه يعني أي شيء، هما زميلان في الفريق نفسه، بينما أنا تحدثت معها قليلاً ليس إلا ]

"... هاهه... هاهه... هاهه..." بشكل غريب موغوزو كان يتنفس بصعوبة

هل كان متحمساً؟ بالأحرى هو متوتر على الأرجح ، بعد كل شيء هو كان يستمر في نزع خوذته و إرجاعها على رأسه بسرعة

هاروهيرو صفع موغوزو على ظهره بكل ما لديه

" موغوزو! "

" ـــ اوو؟!"

" مالأمر ؟" سأل "تشعر بالتوتر؟"

" هاه؟ اه ، نـ نعم... فـ فقط قليلاً، لا كثيرا..."

"حسناً ، لا يمكنني لومك" قال هاروهيرو " بعد كل شيء، نحن لم نكن في جو كهذا من قبل"

" لـ لكن ، هاروهيرو كن ، أنت لا تبدو متوتراً... هل أنت كذلك؟" موغوزو سأل بعصبية

" أنا لا أبدو كذلك ؟ حسناً ، هذا... ليس خاطئاً تماماً"

هذا كان صحيحاً، هاروهيرو لم يكن متوتراً كثيراً، في الحقيقة، هو لم يكن متوتراً على الإطلاق، هو كان هادئاً ، فعلى أي حال لقد استغرقه الأمر الكثير من الوقت حتى ينام، لذا كان متعباً قليلاً

يومي أصدرت ضحكة غريبة "هارو كن دائماً غيرملاء!"

"غـ غيرملاء... ؟"

" أ - أ مم..." شيهورو تقدمت بسرعة لتشرح "أعتقد أنها تعني أنك غير ملائم للأمور الصغيرة و تحاول دائماً أن تكون شهماً، ربما..."

يومي أمالت رأسها إلى الجانب "شهم؟"

"دعيني أقول هذا الآن" هاروهيرو أضاف ، فقط ليكون متأكداً. "'شهم' لا تعني 'ملكيّ' حسناً ؟ إنها تقرأ اويو لكن لا تكتب بنفس كانجي الملك، تلك لن تكون حتى كلمة لها معنى..."

" اويو؟..." يومي فكرت للحظة ، ثم رفعت كف يدها نحوه " اوه!"

"ا-اوه ؟" هاروهيرو قام بمجاراتها و صفع يده على يدها

ثم، يومي رفعت يدها الأخرى "يو!"

"... يو؟" هاروهيرو دفع يده نحو يدها و انتهى بهما الأمر بكلا أيديهما مضغوطة معاً

[ ما هذا؟ ]

يومي أمسكت بيدي هاروهيرو بقوة "اوه! يو!"

"... أجل ، أجل؟ "

" هذا هو" قالت يومي. " هذا ما أتى على بالي عندما قلت اويو"

" حـ حقاً...؟"

" همم، يومي ليست متأكدة بنفسها، لكن يبدوا نوعاً ما كذلك."

" نوعاً ما، هاه..." هاروهيرو نظر بالكاد في اتجاه شوكو

بالمصادفة ـــــ أجل ، هو كان واثقًا من أنها مصادفة ـــــ شوكو كانت تنظر في اتجاهه، هي أسرعت في النظر إلى الأسفل، كان هذا أخرقاً نوعاً ما

"... امم، يومي" قال هاروهيرو "هل يمكنك تركي الآن؟"

"هوو؟ بالطبع، اعتقد ذلك، اه، هارو كن! هارو كن!"

"هاه ؟ ماذا ؟" سأل

" فقط للتو، يومي كانت تفكر، يد هارو كن كانت دافئة، لماذا في رأيك؟" يومي سألت

" لا أعلم..."

هاروهيرو حاول لمس يده اليسرى باليمنى، هل كانت دافئة حقاً؟ بدت عادية له، ربما هذا ليس شيئاً تلاحظه بنفسك

موغوزو كان لا يزال ينزع خوذته و يرجعها، لا يبدو أن توتره سيزول بسهولة، حتى و لو، هاروهيرو لا يستطيع تركه هكذا، كان على وشك مناداته ثانيةً لكن عندها ماري سبقته

"موغوزو كن"

"أخل"

[ــــــ انتظر ، ماذا يمكن لـ أخل أن تعني؟ ماهي أخل؟ ]

موغوزو لديه نظرة على وجهه كأنه هرب إلى بحر عميق

ماري وضعت يدها على كتفه "خذ نفساً عميقاً"

" نـ نـ نـ نفس عميق... اه - هووووو... هااههههههههه-اغه هذا مؤلم..."

"ببطئ" قالت "اهدأ"

" نـ نعم. هووووووووو هاههههههههههههههه"

"مرة أخرى"

"هووووووووو هاههههههههههههههه... اه هذا هدأني قليلاً... ربما"

"في العادة التنفس شيء تقوم به دون وعي" قالت ماري "لهذا، إن ركزت عليه، ستتمكن من التحكم بمشاعرك، و أشياء أخرى أيضاً، هذا ما أفعله عندما لا يمكنني الهدوء"

"شـ شكراً لك ماري سان، لقد كنت حقاً منزعجاً و..."

" أتعلم، على الأرجح..." هاروهيرو بدأ

هل سيكون الأفضل لو لم يقحم نفسه؟ هاروهيرو تردد قليلاً، لكنها فرصة جيدة، لذا كان يريد إخباره هذا بصدق، كان شيئاً قلقاً بشأنه

" نحن نعتمد عليك بشدة موغوزو، ألسنا كذلك ؟" هو سأل. " اعتقد أن هذا يضع عليك الكثير من الضغط صحيح؟"
"... هاه ؟ لا ، لـ ليس حقاً..."

"لكن لأكون صادقاً، أظن أننا سنستمر في الاعتماد عليك من الآن فصاعدًا" قال هاروهيرو "أنت محارب و دبابة الفريق، و هذا جزء من السبب بالطبع، موغوزو أنت حقاً يعتمد عليك، لهذا أريدك أن تبني المزيد و المزيد من الثقة في النفس، أعني إن فكرنا من منا كان تطوره بارزاً أكثر في مجموعتنا، من منا كان تقدمه في مستوى أكبر، موغوزو، سيكون أنت، أنا متأكد من أن الجميع يفكر في الشيء ذاته "

" أيها الأحمق! "رانتا قفز كالقرد." إن كان هناك من تقدم في المستوى أكثر من غيره سيكون أنا،! إن كنت أنا تقدمت 30مرة موغوزو سيكون، شيئاً كـ 25 ربما "

"هذا تواضع كبير منك" قال هاروهيرو

"ماااااذااا ؟ هو كذلك؟... اذاً هي 50 لي و حوالي 25 لموغوزو"

"ماذا ، لن تنقص من رقم موغوزو، فقط ترفع رقمك...؟"

" حسناً! " رانتا رد صائحاً "أنا الشخص الذي سيحكم العالم أتعلم؟ علي التحلي ببعض الكرم!"

"... الناس من حولنا يضحكون عليك" شيهورو قالت بتعبير بارد على وجهها

" ماااااذااا ؟!" رانتا صرخ. " هذا قاس ! أنت جادة!"

" يومي ، نعم ، هي تظن موغوزو رائعاً" يومي وافقت. " لا يمكننا الذهاب إلى أي مكان دون موغوزو، هو درعنا البشري."

"درع بشريّ..." وجه ماري ارتعش قليلاً

"فوااه ؟! أليس من الجيد مناداته بالدرع البشري؟ حتى لو كانت يومي تقصد مدحه؟."

" لا، امم في الواقع..." موغوزو فرك رأسه ثم أضاف "أنا سعيد بهذا ، إن كان بإمكاني أن أكون درع الجميع، أريد ذلك"

" أجل!" رانتا وضع يده حول كتف موغوزو " أنا أعتمد عليك شريكي! لا، أيها الدرع البشري"

"أ-أعتقد أنني أفضل شريكي..."

"همم؟ أنت تفعل ؟" رانتا سأل

رؤية رانتا مندفعاً هكذا أغضبت هاروهيرو ، لكن موغوزو بدى أكثر راحة من قبل

هاروهيرو كان مرتاحاً أيضاً ، بلا مبالغة، موغوزو كان جسد الفريق، لم تكن مبالغة أن الفريق يؤدي جيداً أو سيئاً حسب استعداد موغوزو، طالما أن موغوزو بخير، الأمور لن تتغير حتى لو لم يكن هاروهيرو هناك، في الواقع المسألة تتعلق بمدى استغلال موغوزو

" هاي! الآن!" بري شان نادى مصفقاً بيديه "جميعكم أعزائي، أعيروني اهتمامكم! تجمعوا حولي، الآن! سأعطيكم لمحة عن الخطة! اتفقنا؟ أسرعوا هيا!"

2019/03/19 · 735 مشاهدة · 1996 كلمة
Zodiac21
نادي الروايات - 2024