بسم الله الرحمن الرحيم
فصل 283
فيليب انزاغي قد فتح عيناه على مصارعه وتجمد في مكانه , كلمات فاي كانت مثل الرعد تترنن في ذهنه .
لم يستطع تصديق ما سمعه للتو.
الرجل اللذي امامه ملك قد توج شخصيا من قبل الإمبراطور ياسين . حيث يمتلك مكانة و مقام نبيل و ملكي , وألى جانب ذلك , كان نفس السيد الإسطوري اللذي قيل الشائعات انه قد ظهر من لا مكان و هزم احد فرسان التنفيذين العشرة - فارس الشمس الذهبي سوتون , بألنسبة لإنزاغي , فاي كان مجرد شخصية اسطورية كانت موجودة فوق السحب فقط , شخصية يحترمه .
مثل هذا الشخص , ربما في كل حياته لن يستطيع ان يحصل على فرصة للتحدث اليه حتى لمرة واحدة .
لكنه اليوم جلس على نفس الطاولة مع فاي و شربوا معا في الحانة , الآن بعد ان فكر في هذا , ربما هذا كان احد الاشياء الاكثر حضا اللذي حصل له على الآطلاق وكان شيئا يستحق التباهي به بين اصدقائه المرتزقة الآخرين لفترة طويلة .... لكن من كان يتوقع ان هذه الشخصية الاسطورية قد ظهرت امامه مرة اخرى , بل كان حتى على إستعداد لأخذه كتلميذه .... هل انا احلم ؟
"فيليب , .... انت , لمذا انت متجمد هناك؟"
رأى يورك العجوز الفتى الصغير و يقف هناك مثل الابله , اصبح قلقاً من اجله , لم ستطع ان يساعد نفسه سوى ان يعطي له بعض النظرات و دفعه من الخلف .
"اه ! نعم يا صاحب السعادة! اجل انا اقبل , لن اخيب آمالك جلالتك!"
لقد إستعاد انزاغي نفسه اخيرا و ركع على ركبة واحدة محاولا التعبير عن اخلاصه بينما يجيب فاي , ولكن سرعانما ادرك شيء ما و الإبتسامة على وجهه قد تجمدت وبعد التردد لبضع ثوانِ فتح فمه مرة أخرى .
"جلالت , هل يستطيع تينا و العم يورك و الاطفال ان يأتيا ايضا ...؟"
"ايها الشقي , هل انت غبي ؟ لا تقلق بشأننا , هذه فرصة مثالية بألنسبة لك ..."
كان يورك الطويل قلقا واراد ان يضرب انزاغي على مؤخرته بقوة .*1
فاي ضحك بصوت عالٍ.
" هاهاا, جيد , ان تكون قادرا على تذكر اصدقائك في مثل هذا الوضع, هذا دليل على انني لم اخطء الحكم عليك , انا راضٍ للغاية , فيليب إذا اصبحت تلميذي , فبألطبع اصدقائك سيصبحون ضيوف ال(في اي بي = شخصيات المهمة جدا ) داخل مملكة تشامبورد , من الآن و صاعدا ً , كلهم تحت حمايتي , إذا ارادوا يمكنهم ان يصبحوا حتى من مواطني تشامبورد !"
" آه , هذا .... عضيم ! رائع جدا ! شكرا يا صاحب الجلالة,! شكرا لك ملعمي!"
لم يعد انزاغي يشعر بالقلق بعد الآن, لقد ركع امام فاي مرة اخرى بإمتنان .
" شكرا لك يا صاحب السعادة !"
يورك الطويل كان سعيدا جدا لدجة انه لم يتخيل ابدا ان مثل هذه الاشياء الجيدة ستحدث في كل حياته الباقية , كان يضحك و يحك رأسه , ثم بدأ ينحني امام فاي بإمتنان .
" إنهض , هاها , عضيم , جيد جداً! من اليوم فصاعدا , انت اول تلاميذي , و هذه هي هدية ترحيبية من معلمك "
بعد قوله هذا , ومضت ضوء ساطع و وظهرت خنجرين اسودين فوق يده .
كان مقبض احدى الخنجرين نحيفة قليلا مع سنن لولبية لإدخال الاصابع و إمساكه بشكل افضل , كان هيكل الشفرة حادا و رقيقا مثل شعلة من اللهب , كان لديه ثلاث إنفصالات دائرية حادة ونهاية كل منها تنتهي بشوكة حادة مثل الهلال , لكن بسبب تصميمه الغريب , رغم انه بعض من طاقة كان يخرج منه بشكل لمعان طفيف , و كان هيكل الشفرة نحيفا جدا وحادا , إلا انه يخرج هالة و إحساس دموية مرعبة .
.
اما مقبض الشفرة الإخرى كانت ملفوفة مثل الثعبان السام , خرج هيكل الشفرة من فم الذعبان على نهاية طرفي المقبض و وسط اسنانه الاربعة السامة . هذين الحنجرين قد تم صنعها من بقايا الشياطين و تم دمجها مع ( جوهر الحديد الاسود) , لقد تم تصميمها شخصيا من قبل فاي , وكان يعطي شعورا مخيفا و قارسا لأي شخص يرى هذين الخنجرين .
الخنجران قد جذبت انتهاء فيليب بشكل عميق من نظرته الاولى عليه , وكل انتباهه كانت على هذين الحنجرين , كما لو كان قردا يرى جمالا لا نظير له , لقد كان الامر مثل انه قد إكتشف شعور مرتبط بالدم بينه و بين هذين الخنجرين .
" هذين خنجرين غير قابل للتدمير ,( لمسة ثعبان الموت و *الموت اربعة اضعاف ) انها قريبة من عناص ذو مستوى اله , قادرة على إختراق اصلب الدروع , و بإضافة مهارتك الخاصة اللتي تجعلك تمحو نفسك كاملا من الوجود , يمكن لضرره ان يرتفع الى مستويات مرعبة , اليوم , سأقدم هذه كهدية لك , و آمل ان تخرج قدرتها الكاملة بين يديك !"
" معلمي , سأتذكر كلماتك!"
انزاغي اخذ الخنجرين من يد فاي , ومسكها بإحكام , شعر بسعاة غامرة تملئه , لقد إعتاد على إستخدام الخناجر الصغيرة في الماضي , لذلك كان على دراية كاملة بها , ومع وجود اصابعه الاعشرة اللتي اتقنت إستعمال الخنجر بشكل ممتاز للغاية , اي سلاح شبيه بالخنجر سيصبح تيارا اسودا من الضوء و يسافر بحرية بين يديه .
" جيد , وهذا هو رمزي..."
فاي اخرج رمزا بيضاوي الشكل بلون اسود من حلقة التخزين خاصته و سلمها الى انزاغي ,
" جيش تشامبورد تتمركز بالقرب من ضفة المياه على بعد ثلاثة اميال من بوابة الينابيع الساخنة , سأقدم لك ليلة واحدة لتحظر انفسكم , تذكروا , قبل ظهر الغد, يجب ان تنتهوا من اعداد انفسكم مع الاطفال و العم يورك , بعد فترة الظهر , سنترك مدينة الينابيع الساخنة , إذا تأخرتم , فلن انتظركم!"
"حاظر يا صاحب السعادة!"
انزاغي قد تمسك بإحكام على الرمز كما لو كان يمسك بحياته .
بعد فترة , اخذ فاي أنجيلا و إيما و تركوا الاحياء الفقيرة تحت إشراف إنزاجي , وبعدها , قاموا بجولة أخرى في جميع انحاء المدينة , و رأوا انه لم يعد الوقت مبكرا , لذا عادوا بنفس المسار اللذي سلكوه .
الفصل الخامس و الاخير
غدا في 5 فصول ايضا انشا الله
قرائة ممتعة
ترجمة : ahmed ds