الفصل 186
في الصباح التالي هدأت العاصفة قليلا رغم ان السماء ظلت داكنة و ملبدة بالغيوم بسبب كل هذه السحب التي تراكمت فيها و بعد الافطار توجه كل من هاري و رون و آلبرت و هيرميون لتفقد جدول مواعيد الدروس و على مسافة غير بعيدة منهم كان كل من فريد و جورج و لي جوردان يبحثون الطرق السحرية التي ستساعدهم على زيادة اعمارهم و خداع المسؤولين عن اختيار المشاركين في دورة السحرة الثلاثة !!
و قال رون و هو يراجع يوم الاثنين في الجدول " اليوم ليس سيئا ... سأكون بالخارج طوال الصباح ،فلدينا اعشاب مع تلاميذ هافلباف و عناية بالمخلوقات السحرية مع .. اللعنة سنظل مع تلاميذ سليذرين في هذا الدرس !!"
و تابع هاري " و هناك تنبؤ بعد الظهر " و قد بدا على هاري الضيق ، فقد كانت دروس التنبؤ
هي اقل الدروس تفضيلا بالنسبة لهاري بخلاف الوصفات، لان الأستاذة تريلاوني لا تهتم بشيء اكثر من التنبؤ بموت صديقه آلبرت و هو ما يضايقه بشدة
فقالت هيرميون " كان لابد أن تدع هذه الدروس مثلي و دراسة شيء مفيد مثل الرياضيات !!"
توجه البقية معا الى درس الاعشاب في المنزل الاخضر الثالث ، حيث كانت الأستاذة سبراوت تعرض لهم نباتات غريبة لم ير رون و هارب لها مثيلا من قبل ، في الحقيقة كانت لا تشبه النباتات الا في لونها الاخضر فقط ، و قالت الأستاذة : " هذا هو نبات بابوتوبرز ، و يحتاج للضغط حتى يمكنك جمع الصديد "
صاح شيموس فينيجان " ال .... ماذا ؟!"
أجابته الأستادة سبراوت في بساطة " الصديد يا فينيجان الصديد ... و هو قيم للغاية فلا تضيعوه ، ستجمعون الصديد في هذه الزجاجات ،ارتدوا القفازات الواقية .. فملامسته للجلد ستتسبب في اشياء مثيرة "
كان الضغط على ذلك النبات الغريب أمرا مقززا ، فمه كل ضغطة يخرج سائل سميك أصفر اللون من طرف النبات تشبه رائحته رائحة زيت النفط ، قاموا بتعبئته في زجاجات كما ارشدتهم الأستادة سبراوت التي قالت " ستسعد مدام بومفري بذلك، انه علاج رائع للبثور و الحبوب "
و هنا انطلق صوت جرس مرتفع ليعلن انتهاء الدرس فتفرق التلاميذ و تسلق التلاميذ هافلباف الدرجات الحجرية حتى يذهبوا لدرس التحول في حين اتجه تلاميذ جريفندور الى الاتجاه الاخر نحو كوخ هاجريد الخشبي الصغير المقام على حافة الغابة المحرمة ..
و كان هاجريد سقف خارج الكوخ و تحت قدميه استقرت صناديق خشبية صغيرة ، و عندما اقترب كل من رون و آلبرت نحوه حتى صاح " صباح الخير ... سننتظر تلاميذ سليذرين .. فلن يودوا ان يفوتهم ذلك ... انها ... انها رائعة "
تساءل رون في دهشة " مادا ؟؟"
أشار هاجريد الى الصناديق الخشبية فنظرت لافندر براون نحوها ، فقفزت بدورها للخلف فتقدم آلبرت ليرى ما يوجد بالصندوق .. كان شيئا يشبه المحار و لكن بدون صدفة وله اقدام تنتشر حول جسده غير واضح المعالم مع عدم وجود للرأس، و كان يوجد في كل صندوق نحو مائة منها يصل طول الواحدة منها الى نحو ست بوصات و هي تزحف فوق بعضهما البعض لتصطدم بجوانب الصندوق و كانت رائحتها تشبه السمك الفاسد و كل حين تنطلق أشعة طفيفة من أجسامهما مع حركتهما المستديمة .
و قال هاجريد بفخر " لقد خرجت من البيض لتوهما ، لذكى فستقدرون على تربيتهما بأنفسكم حتى يمكننا تنفيذ مشروع ما بآستخدامهما "
و هنا انبعث صوت بارد اعلن عن وصول تلاميذ سليذرين لقد كان صوت دراكو مالفوي يقول " و لمادا نربيهما ؟!"
كان وركالعادة يقف خلفه كراب و جويل اللذان يتبعانه كظله و بدا على هاجريد الارتباك من اثر سؤال فعاد مالفوي يكرر " اعني ما فائدتهما ؟! و ما الغرض منهما؟"
فتح هاجربد فمه و قد بدا عليه انه يمعن التفكير و بعد ثوان من الصمت اجاب :
" سيكون هذا هو الدرس القادم يا مالفوي ، ستقوم بتغذيتهما فقط اليوم و الان ستحتجون لمحاولة ذلك ، فأنا لم أملك هذه الكائنات من قبل و لست واثقا من الطعام الذي قد تتناوله .. لدى هنا بيض نمل و كبد ضفادع و بعض الافاعي العشبية .. فحاولوا تجربة كل منهما على حدة "
غمغم شيموس في تقزز " في البداية الصديد و الان هذا "
و لم يكن هناك شيء سوى تعلق هاري و رون و هيرميون و حبهم لهاجريد ... ذلك الذي دفعهم الى مد أيديهم في اناء كبد الضفادع و ملأها قبل وضعها في الصناديق و لم يستغرق الامر وقتا طويلا قبل أن يعرفوا ان ما يوجد بداخل الصندوق شيء بدون معالم واضحة كما رأى آلبرت حتى انه لا يوجد له فم
اما آلبرت ، فقد شعر بغضب شديد بعدما سمع ما قاله دراكو مالفوي وراءه لصديقيه كراب و جويل بصوت منخفض
دراكو " يا الهي ... اريد ان اعرف ماذا كانت تفكر المدرسة عندما جعلت هذا المتشرد العملاق استاد ... أخبراني بحق ما الذي سأستفيد منهم مثلا ؟! ركوب حصان ؟! هههه انا اعرف ركوب الحصان منذ ان كنت صغير !!"
و بدأ بعدها كل من كراب و جويل بالضحك و السخرية !!
لكن فجأة .. لم يعرف دراكو متى ارتفع من مكانه ليصل للاعلى نحو السماء و بدأت يرتفع من مكانه بسرعة و ينزله نحو الارض و بدأ هذا الامر يحدث معه حتى خرج البول من سرواله من شدة خوفه بأن يسقط على الارض بتلك القوة !!
عندما شعر بأنه اخيرا توقف الامر العجيب الذي حدث له قبل قليل ، رأى نفسه مرة أخرى يرتفع للاعلى ، لكن هذه المرة كانت مختلفة ، بحيث كان يتجه بدون ان يتحكم بنفسه نحو اتجاه واحد ... و هو اتجاه شجرة كبيرة
تحدث دراكو بخوف و المخاط يخرج من انفه " توقف ... تشوف ارجووك ... !!!"
بوووم !!
صدر صوت قوي جدا بعدما ارتطم دراكو بجدع شجرة ، ليسقط بعدها أوراق الشجرة البلوط عليه !!
كان آلبرت واقف في مكانه ، لكنه لم يستعمل عصاه السحرية لكي يلقن دراكو درسا ، بل فقط بأصبعه فقط !!
التفت كل من هاري و رون و هيرميون ليروا ما الذي حدث !!
بعد دقائق معدودة ، فتش هاجريد جسد دراكو مالفوي ليجد انه لم يصب بأي ضرر قوي ، فقط سيلان دم لانفه فقط إثر اصتدام وجهه بالشجرة !!
عاد الجميع للاستكمال الدرس كما أن شيء لم يحدث !!
اقترب آلبرت نحو دراكو الذي كان يتعرق بشدة و هو يلتفت للوراء و الامام بلهفة ...
تحدث آلبرت ليقول " هذه اخر مرة اسمعك تقول هذا الكلام عن هاجريد .. انا لن اغفر لك تقول هذا الكلام لصديقي ، لكن بما انك كنت داخل الدرس لم اكن أريد أن أجعل هاجريد يتحمل هذا الامر بأكمله !! هل فهمت ؟!!"
عاد دراكو مالفوي للوراء بخوف و توتر بعدما عرف ان آلبرت هو من كان سبب في الامر !!
سمع هاري صوت دين توماس يصيح في ألم " اه ... لقد نالت مني !"
اسرع هاجريد نحوه في قلق فتابع دين في غضب و هو يشير إلى اثر حرف على يده قائلا " لقد انفجرت مؤخرتها "
اومأ هاجريد قائلا " اه ... نعم هذا يحدث احيانا "
و قالت لافندر براون مرة أخرى " هاجريد ... ما هذا الجزء المدبب هنا ؟!"
اجاب هاجريد " نعم ، ان بعضها يملك ابرا لاسعة " و إبتعدت لافندر بسرعة عن الصندوق بينما تابع هاجريد " اظن أنهما الذكور .. اما الاناث فلها افواه ماصة ، ربما لمص الدماء !"
صاحت هيرميون " ليس لانها لا تتمتع بالجمال ، فهي غير مفيدة .. أن دم التنين يتمتع بقدرات سحرية مدهشة و لكنك بالطبع لن تحتفظ بتنين في منزلك ... اليس كدالك ؟!"
ابتسم هاري و رون نحو هاجريد ، الذي منحهم ابتسامة مختلفة من خلف لحيته الكثة، لان هاجريد لم يحب شيئا سوى الاحتفاظ بتنين و هو ما كان يعرفه هارب و رون و هيرميون و آلبرت ، كما كانوا يعرفون انه كان يحتفظ بواحد منها عندما كانوا في الصف الاول و كان اسمه روبرت ... لقد كان هاجريد ببساطة يحب الكائنات الوحشية فكلما ازدادت خطورتها كانت افضل
و انتهى الدرس فسار رون نحو القلعة مع هاري و آلبرت و هيرميون قائلا " حسنا .. على الاقل فهذه الكائنات صغيرة الحجم"
قالت هيرميون " انها هكذا الان و لكن ما ان يكتشف هاجررد غذائها حتى يصل حجمها الى ست اقدام "
اجابها رون مبتسما " حسنا ... هذا لن يكون مهما اذا كان ذلك سيفيد في شفاء اي مرض او علاج شيء اخر ... اليس كدالك ؟"
وصلوا لمائدة جريفندور لتناول الطعام فراحت هيرميون تأكل في سرعة غريبة ، في حين حدق بها بها هاري و آلبرت و رون ثم قال الاخير " هل هذا هو الموقف الجديد لحقوق الجني المنزلي ؟ ام انك ترغبين في التقيؤ ؟"
اجابت هيرميون " لا ... انا فقط ارغب في ان اسرع للمكتبة " قال رون غير مصدق " ماذا ؟ هيرميون ... انه اول ايام الدراسة ، اننا حتى لم تحصل على واجب مدرسي بعد "
قالت هيرميون بعصبية " لا نملك الوقت لدالك المكان ، فالمدير اخبرني انا و آلبرت بأن القسم المحظور سيكون مفتوحا لنا لمدة سنة كاملة ، فقد مرت نصف سنة ، و تبقى فقط نصف الاخر ... اريد ان استغل الوقت الباقي داخل المكتبة !!"
انهمكت هيرميون في دس الطعام بفمها كما لو كانت لم تأكل منذ ايام ، ثم نهضت قائلة " اراكما على العشاء "
و قرع الجرس معلنا بداية دروس فترة الظهيرة ،فأنطلق هاري و رون نحو البرج الشمالي حتى وصلا إلى ذلك السلم الحلزوني المؤدي الى ذلك الباب المستدير المؤدي لحجرة الأستاذة تريلاوني و ما ان دخلاها حتى اقتحمت انوفهما تلك الرائحة النفاذة التي تنبعث من الحجرة دوما ، و كانت الحجرة المستديرة تشع بضوء احمر ينبعث من عدة مصابيح معلقة بسقف الحجرة ، و توجه هاري مع رون و آلبرت الى احدى الموائد المستديرة و جلسا معا قبل أن يظهر صوت الأستادة تريلاوني من خلف آلبرت قائلة " يوما سعيدا "
كانت امرآة نحيفة ترتدي نظارة عملاقة جعلت عينيها تبدوان اكبر مما هما عليه ، و هي تنظر تلك النظرة الدرامية المعتادة نحو آلبرت قبل أن تقول " انك مشغول البال يا عزيزي ، ان عيني الداخلية ترى ان الشجاعة البداية على وجهك تخفي نفسا مضطربة ، و للأسف فإن قلقك ليس دون اساس ، فهناك اوقات عصيبة امامك ... عصيبة للغاية ، و أخشى أن أقول إن ما تخافه يقترب ... و ربما اسرع مما تظن !!" ...
يتبع ....