الفصل 204
و ما ان هبطا السلم الرخامي حتى اتجهت نحو ذلك الباب الذي دخله فريد و جورج في الليلة الماضية لإعلان اسماء الأبطال المشاركين في الدورة و تبعها آلبرت و هاري و رون ليهبطا مجموعة من الدرجات الحجرية و التي بدلا من ان تنتهي بهم الى ممر سفلي ضيق وجدوا أنفسهم في ممر حجري مضاء بمجموعة من المصابيح و مزين بمجموعة من اللوحات التي تحمل صورا الأطعمة مختلفة فقال آلبرت و هم في منتصف الممر " اوه ... انتظري ... انتظري دقيقة يا هيرميون"
استدارت نحوه متسائلة " ماذا ؟"
فقال آلبرت " انا اعلم ماذا تريدين "
و قال رون و هو ينظر نحو لوحة تحمل صورة طبق فضي كبير " هيرميون .. انت تحاولين اقحامنا في امر تلك الجماعة مرة أخرى "
و لكنها قالت " لا "
فعاد يقول " و ما الذي تفعله هنا اذن ؟ انا لن ادخل للمطبخ حتى اطلب منهم التوقف عن العمل ... لن افعل دالك "
قالت هيرميون بنفاذ الصبر " انا لم اطلب منك ذلك ، لقد هبطت الى هنا حتى اتكلم معهم و لكنني وجدت .. يا الهي ... تعال يا آلبرت ... اريدك ان ترى "
و أمسكت بذراعه مرة أخرى لتقوده امام لوحة طبق الفاكهة الفضي و تضغط على ثمرة الخوخ التي بها لتتحول اللوحة الى باب اخضر اللون فتحته هيرميون لتدفع آلبرت الى الداخل .
و ما ان دخل حتى رأى مكان متسعا له سقف مرتفع تماما كسقف البهو العظيم به مدفأة كبيرة و حوائط حجرية ، و بينما يتفقد الحجرة وجد شيئا صغيرا يسرع نحوه صائحا " آلبرت بلاك ... صديق سيدي هاري بوتر !"
و خلال ثواني تعرفه آلبرت فاندفع الجني المنزلي الصغير نحوه ليطوق ساقيه بذراعيه
و اخيرا تركه دوبي و تراجع للخلف بضع خطوات لينظر نحو آلبرت بعينيه الخضراوين الواسعتين للغاية ، و قد اغروقتا بالدموع من فرط السعادة بعدما رأى هاري يظهر وراء آلبرت
فحينما كان دوبي يعمل في خدمة اسرة مالفوي كان لا يرتدي سوى سترة بالية من القماش الخفيف اما الان فقد كان يرتدي اغرب رداء رأه هاري قبل ذلك، لقد كان يرتدي قبعة و رباطة عنق يشبه شكلها حدوة الفرس على صدره المكشوف و شيء يشبه سروال كرة القدم و جوارب قديمة احدها كان الجورب الذي خدع به السيد مالفوي و جعله يعطيه لدوبي و يكون سببا في تحريره من خدمته، أما الثاني فكان مغطى بخطوط وردية و برتقالية فقال هاري في دهشة " دوبي ما الذي تفعله هنا ؟"
قال دوبي بصوته الحاد " لقد حضر دوبي ليعمل في هوجوورتس يا سيدي لقد قدم الاستاد دمبلدور وظيفتين لي و لوينكي "
فعاد هاري يتساءل " وينكي ؟! من هي ؟!"
اراد دوبي أن يجيب ، لكن آلبرت تحدث أولا ليقول " وينكي هي الجنية المنزلية للسيد بارتي كروتش الذي هو من ضمن مؤسسي الدورة الثلاثية "
بعدما عرف هاري بالامر حيث قال " اوه ، اعرفه الان ، دوبي هل هي هنا ايضا ؟!"
اجابه دوبي و هو يقود هاري و آلبرت الى داخل المطبخ " نعم يا سيدي نعم !"
وقفوا وسط اربع موائد طويلة لاحظ هاري انها تستقر تماما اسفل الموائد الاربع الموجودة بالاعلى في البهو العظيم و لم يكن عليها اي طعام الان ، فقد انتهى العشاء و لكنه كان يعلم انها منذ ساعة واحدة كانت تزخر بأصناف الطعام التي ترسل خلال ذلك السقف ليتناولها التلاميذ
و في المطبخ كان يقف نحو مائة جني صغير يعملون بلا توقف و يرتدون جميعا نفس الزي نفس القبعة التي تحمل شعار هوجوورتس ، و نفس رباطة العنق و توقف دوبي امام المدفأة الحجرية و أشار قائلا " ها هي وينكي يا سيدي"
كانت وينكي تجلس على مقعد صغير بجوار المدفأة و قد تخلصت من الملابس التي رأى بها آلبرت قبل ذلك في كأس العالم للكويدتش عندما دهبت مع السيد كروتش و ارتدت تنورة قصيرة و سترة زرقاء مع قبعة من نفس اللون بها فتحتان لتخرج منها اذنيها الكبيرتين و على كل حال فقد كانت ملابس الجميع نظيفة ، و تبدو جديدة على الرغم من غرابة طرازها فيما عدا وينكي فقد كانت ملابسها مبقعة و اطراف تنورتها محترقة ... قال آلبرت " مرحبا يا وينكي "
و ارتعشت شفتا وينكي قبل أن تنفجر في البكاء لتتساقط الدموع الغزيرة من عينيها البنيتين العملاقتين تماما كما كانت تفعل في كأس العالم للكويدتش فقالت و هي تندفع نحوها مع رون " يا الهي ... لا تبكي يا وينكي ... ارجوك "
و لكن وينكي لم تستجب و انما بدأت تبكي اكثر في حين راح دولي ينظر نحو هاري ثم قال بصوت يعلو على صوت بكاء وينكي " هل يرغب سيدي هاري بوتر في تناول كوب من الشاي ؟"
فقال هاري " ايه .. نعم ... حسنا "
و فجأة ظهرت مجموعة مكونة من ستة من الجن المنزلي مع عربة فضية صغيرة تحمل ابريق شاي و اكوابا لهاري و رون و هيرميون و آلبرت و بعض الحليب و صحنا كبيرا من البسكويت ... فقال رون " يا لها من خدمة رائعة "
حدقت به هيرميون و لكن المجموعة التي احضرت الشاي بدا عليها السعادة لهذا التعليق فانحنوا بشدة ثم تراجعوا ليتساءل هاري " منذ متى و انت هنا يا دوبي ؟"
اجاب دوبي في سعادة " منذ اسبوع فقط يا سيدي هاري بوتر لقد حضر دوبي لمقابلة الاستاد دمبلدور يا سيدي و كما تعرف يا سيدي فإن حصول جني منزلي على وظيفة جديدة بعد طرده ليس أمرا سهلا .. انه أمر صعب للغاية يا سيدي !"
و هنا ارتفع صياح و بكاء وينكي اكثر و لكن دوبي تابع " لقد كان دوبي يتجول في كل انحاء البلاد منذ عامين كاملين يا سيدي لمحاولة البحث عن عمل لكن دوبي لم يجد عملا يا سيدي لان دوبي يريد اجرا عن عمله "
و اشاح جميع العاملين بالمطبخ بوجوههم بعيدا عندما سمعوا كلمات دوبي كما لو كان يقول شيئا وقحا و محرجا و لكن هيرميون قالت " هذا افضل يا دوبي "
ابتسم لها دوبي قائلا " شكرا لك يا آنسة ، و لكن معظم السحرة لا يريدون ان يوظفوا جنيا منزليا يرغب في الحصول على اجر ، انهم يقولون ان هذا ليس من صفات الجني المنزلي و يغلقون أبوابهم في وجه دوبي ! ان دوبي يحب العمل و لكنه يحب ايضا ان يرتدي ملابس و يحصل على اجر يا سيدي هاري بوتر .. دوبي يحب الحرية !"
بدأ الجن العاملون في المطبخ هذه المرة في الابتعاد عن دوبي كما لو كان يحمل شيئا خبيث الرائحة ، أما وينكي فظلت كما هي و ان ارتفع صوت بكائها اكثر من ذي قبل
الا ان دوبي عاد يتابع " ثم أتى دوبي لزيارة وينكي فوجدها قد تحررت كدالك يا سيدي هاري بوتر "
هنا تركت وينكي مقعدها الصغير و هبطت لتضرب الارض الحجرية بقبضتها في آلم واضح و هي تواصل صراخها و انحنت هيرميون بجوارها في محاولة لتهدئتها و لكن كل محاولاتها لم تفلح .
استمر دولي في سرد قصته و هو يصيح " و هنا واتت دوبي فكرة الفكرة يا سيدي هاري بوتر فلماذا لا يبحث دوبي و وينكي عن عمل معا ؟ و اين سيكون المكان الذي يتسع الاثنين منا ؟؟ وواتتني الفكرة .. انها هوجوورتس و لذالك فإن دوبي و وينكي حضرا الى هنا لمقابلة الاستاذ دمبلدور يا سيدي و قد سمح لنا بالعمل هنا "
و بدأت دموع الفرح تظهر مرة أخرى في عيني دولي و هو يتابع " و قد قال الاستاد دمبلدور انه سيدفع لدوبي اجرا اذا كان دوبي يريد ذلك ، و هكدا اصبح دوبي حرا يا سيدي و يحصل دوبي على قطعة دهبية اسبوعيا و عطلة لمدة يوم كل شهر "
صاحت هيرميون من مكانها بجوار وينكي على ارضية المكان " هذا ليس كثيرا "
فقال دوبي و هو يرتعد " لقد عرض الأستاد دمبلدور عشرة قطع دهبية اسبوعيا و إجازة لمدة أسبوع كل شهر و لكن دوبي لم يقبل ، دوبي يحب الحرية يا انسة و لكنه لا يريد الكثير ... انه يحب العمل "
فتساءلت هيرميون " و كم يدفع الاستاد دمبلدور لك يا وينكي ؟!"
و قد كانت هيرميون تظن أن هذا سيكون مصدر سرور لها و لكنها كانت مخطئة فلم تتوقف وينكي عن البكاء و لكن ما ان نهضت حتى حتى راحت تحملق في هيرميوم بعينيها الكبيرتين ثم قالت " ان وينكي لم تحصل على اجر بعد ، ان وينكي ليست سعيدة بحريتها .. ان وينكي تشعر بالعار لهذه الحرية !"
تساءلت هيرميون في دهشة " عار ؟ و لكن ... وينكي .. ان السيد كروتش هو الذي يجب ان يشعر بهذا العار ، انك لم ترتكبي اي خطأ ، لقد كانت معاملته معك بشعة "
و كان كل تأثير هذه الكلمات على وينكي هو انها دفعت يديها الى اذنيها حتى تغطيهما فلا تسمع اي شيء ثم قالت " لا تقولي ذلك على سيدي يا انسة ، لا تهيني السيد كروتش ، انه ساحر طيب يا انسة و قد كان له الحق في معاقبة وينكي !!"
و قال دوبي " ان وينكي تواجهها مشكلة في التأقلم يا سيدي بوتر ، انها تنسى انها لم تعد ترتبط بالسيد كروتش و مسموح لها بأن تقول ماتريد و لكنها لن تفعل ذلك "
فتساءل هاري " الا يستطيع الجني المنزلي أن يقول ما يشعر به تجاه سيده ؟"
اجابه دوبي بجدية مفاجئة " لا .. لا يا سيدي ، انه جزء من العبودية يا سيدي ! ، اننا نحفظ اسرارهم و نحافظ على شرف الأسرة ولا نتحدث بسوء عن اي منهم و رغم ان الاستاذ دمبلدور اخبر دوبي انه لا يصر على ذلك و أخبرنا اننا احرار في ... في ... "
و بدأ دوبي عصبيا فجأة ثم اقترب من هاري هامسا " لقد قال اننا احرار في مناداته ب... العجوز المختل .. اذا كنا نرغب في ذلك يا سيدي "
ثم ابتعد عنه و بدأ يتكلم بشكل طبيعي مرة أخرى قائلا " و لكن دوبي لا يريدك يا سيدي هاري بوتر كما ان دوبي يحب الاستاد دمبلدور جدا يا سيدي ، و هو فخور لانه يحتفظ بأسراره "
تساءل ها ي مبتسما " و لكنك تستطيع ان تقول كما تريد عن مالفوي الان ؟!"
بدت نظرة خوف عابرة في عيني دولي فلان يقول " دوبي ... دوبي يمكنه ... يمكنه ان يخبر هاري بوتر ان سيده القديم كان ... كان ساحرا اسود شريرا !"
ثم وقف دوبي لدقيقة و هو يرتعد في رعب ، قبل أن يتجه لأقرب منضدة و يضرب رأسه بها في عنف " دوبي شرير ، دوبي شرير !!"
امسك هاري به و ابعده عن المنضدة قبل أن يقول دوبي في تنافس متقطعة " شكرا لك .. شكرا لك يا هاري بوتر !"
قال هاري " انك تحتاج لشيء من التدريب "
قالت وينكي في حدة " تدريب ... يجب ان تخجل من نفسك يا دوبي لانك تتحدث عن اسيادك بهذه الطريقة "
قال دوبي " أنهم لم يعودوا اسيادي و دوبي لم يعد يهتم بهم الان "
عادت وينيك تقول و الدموع تنسال من عينيها " انك جني شرير يا دوبي ... ان سيدي السيد كروتش ترى ما الذي يفعله بدون وينكي ؟ انه يحتاجني ... يحتاج مساعدتي و كل أسرته تحتاجني كما كانت تحتاج امي من قبل ، و جدتي من قبلها .. ماذا سيقولون اذا عرفوا ان وينكي قد تحررت ؟ " ثم دفنت وجهها بين كفيهاىد متابعة " يا للعار ... يا للعار !!"
فقالت هيرميون في حدة " وينكي ... انا واثقة ان السيد كروتش على خير ما يرام بدونك لقد رأيناه "
قالت وينكي في انفاس لاهثة " هل رأيت سيدي ؟ هل هو هنا في هوجوورتس ؟"
أجابتها هيرميون " نعم .. هو و السيد باجمان من اعضاء لجنة التحكيم في الدورة الثلاثية "
قالت وينكي و قد بدا عليها الغضب من جديد " و هل يحضر السيد باجمان ايضا ؟ ان السيد باجمان ساحر شرير و سيدي لا يحبه .. لا يحبه على الاطلاق !"
قال آلبرت " باجمان .. شرير ؟"
قالت وينكي و هي تومئ " نعم ... لقد كان سيدي يخبرني بأشياء ... و لكن وينكي لا تقول .. لان وينكي تحفظ اسرار سيدها ؟؟"
ثم دمعت عيناها مرة أخرى و راحت تقول " مسكين يا سيدي.. لا توجد وينكي حتى تساعده ... لم تعد هناك "
و لم يكن لديهم ما يقولونه لها فتركوها تبكي وانتهوا من تناول الشاي في حين راح دوبي يكمل حديثه عن سعادته بحريته و خططه في الانفاق من راتبه فقال " سيشتري دوي حذاء جديدا يا هاري بوتر !"
تدخل آلبرت قائلا " اسمع يا دوبي ... سأمنحك حدائي الذي أملكه بكثرة في منزلي ، انت لا تمانع من ذلك "
و بدا الفرح على دوبي فتابحدع آلبرت " و ربما سنقلل حجمه حتى يناسبك و لكنه سيكون لائقا مع هذه القبعة !"
و بينما هم يستعدون لمغادرة المكان تقدم نحوهم بعض الجن العاملين هناك لتقديم شيء من الطعام ليأخدوه معهم لاعلى فرفضت هيرميون و آلبرت في حين حمل كل من رون و ها ب كل ما تستطيع جيبوهما حمله قبل أن يشكروهم و يودع هاري دولي ثم يتوجهون للباب فتساءل دوبي " هاري بوتر ... هل يمكن ان يأتي دوبي لزيارتك في وقت ما يا سيدي ؟"
فأجابه هاري " بالطبع ... بالطبع يا دوبي "
و ما إن غادروا المطبخ حتى قال رون " هل تعرفان ؟ لقد كنت اندهش من الطعام الذي يحصل عليه فريد و جورج طوال العامين السابقين و لكنني عرفت اليوم ان الأمر ليس صعبا .. أنهم لا يستطيعون مقاومة تقديم كل ما يملكون !"
فقال آلبرت " اظن هذا هو افضل ما يمكن أن يحدث لهم . اعني ان رؤيتهم للسعادة التي يشعر بها دولي بعد ان جاء للعمل هنا ستجعلهم يسعون لان يصبحوا مثله !"
فقال هاري " حسنا .. ولكن دعينا نأمل ألا ينظروا نحو وينكي كثيرا "
قالت هيرميون " اظن انها ستبتهج قريبا .. عندما ينتهي تأثر تلك الصدمة ، و تعتاد على بقائها في هوجوورتس ، ستعرف كيف ستكون حياتها افضل بعيدا عن دلك الشخص المدعو كروتش "
قال رون الذي بدأ لتوه في تناول احدى الكعكات " و لكن يبدو انها تحبه "
و قال هاري " و لكنها لا تحب باجمان .. ترى ما الذي قاله لها كروتش عنه ؟"
اجابت هيرميون " ربما قال لها انه لا يقوم بعمله كما يجب ... و لو كان قال دالك فإنه معه حق أليس كدالك؟"
قال رون " و لكنني افضل العمل معه على أن اعمل مع كروتش .. فعلى الأقل باجمان يملك روك الفكاهة "
داعبه آلبرت قائلا " لا تدع بيرسي يسمعك و انت تقول ذلك "
قال رون و قد بدأ يتناول قطعة من الحلوى " نعم ... ان بيرسي لن يعمل مع اي شخص يملك روك الفكاهة أليس كدالك ؟ انه لن يفهم اي دعابة حتى و ان وقفت امامه واضحة و هي ترتدي قبعة دوبي ؟"
يتبع ....