الفصل 209

في تلك اللحظة، كانت الأضواء في البهو العظيم تلتقط كل تفاصيل الحضور، وعين كل من في القاعة كانت مشدودة إلى هيرميون جرانجر وآلبرت بلاك. كانا ينزلان معًا من السلم بكل تألق وأناقة لا تُضاهى. كانت يد هيرميون اليسرى داخل يد آلبرت اليمنى، حيث كان يقودها برفق، وكل خطوة تخطوها معًا كانت وكأنها عرض سينمائي، يعكس الانسجام الكامل بينهما.

ابتسامة هيرميون كانت مشعة ومليئة بالسعادة، وكأنها تحمل في عينيها كل الأمل والفرح، بينما كان آلبرت يبتسم أيضًا، وقد بدت ملامح السعادة واضحة على وجهه. كانت خطواتهما متزامنة وكأنهما جزء لا يتجزأ من بعضهما البعض. كانت هيرميون تضحك ضحكة خفيفة، تعكس سعادتها العميقة من وجودها في تلك اللحظة، مع شخص كان قد أصبح جزءًا مهمًا من حياتها.

أما آلبرت، فقد كان سعيدًا تمامًا بمشاركة هذه اللحظة معها، وكانت عينيه تنظران إليها بإعجاب. كانت الملامح بينهما تتناغم، حيث كانت هيرميون تتألق بفستانها الجميلة وأسلوبها الرائع، بينما كان آلبرت يتسم بجاذبية لا تقل عن ذلك، وقد أضفيا معًا حضورًا استثنائيًا على المكان.

وعندما نزلا من الدرج، سادت في البهو حالة من الدهشة والتفاجؤ بين الحضور. الكل كان ينظر إليهما في صمت، كأنهما ثنائي من عالم آخر. النظرات كانت مليئة بالدهشة والإعجاب، والحديث بين الجميع كان يدور حول هذه اللحظة الرائعة التي جمعتهما معًا. كان الاثنان، رغم كل الأنظار الموجهة إليهما، يمشيان بثقة، وكأنهما في عالمهما الخاص، لا يعنيهما إلا سعادتهما المتبادلة.

تحدث رون الذي كان مع بادما و هو يقول " هل كانو في الفوق طيلة هذا الوقت ؟! آلبرت اللعين سيأخد كل الاضواء لنفسه !!"

ألقت بادما التي ستكون مع رون في الحفل نظرة نحو رون و هي تقول " انت تغار من آلبرت ام ماذا ؟!"

تعلتم رون و هو يقول بصعوبة " لا !! ... كل ما في الامر هو انه ... حسنا في الحقيقة أنه أنيق ... لكنه -- "

لم ينهي رون كلامه حتى سمع صوت البروفيسور ماكجونجال تقول " الأبطال يتقدمون الى هنا مع مشاركينهم في رقص الى هنا من فضلكم !"

ألقى آلبرت نظرة للوراء ليرى تلاميذ دارمسترانج و هم يدخلون البهو مع الاستاد كاركاروف و يتقدم فيكتور كرام بصحبة فتاة جميلة ترتدي ملابس زرقاء اللون لم يعرفها آلبرت

انقسم تلاميذ في وسط البهو حتى يسمحوا للأبطال بالمرور نحو المكان الذي تقف به الأستاذة ماكجونجال في حين جلس باقي التلاميذ و كانت فلور ديلاكور و روجر دافيز هما الاقرب ، تبعهما آلبرت و هيرميون ، ثم كرام و معه تلك الفتاة الجميلة ..

كان شعر هيرميون اكثر طولا و اكثر لمعانا و عقصته خلف رأسها و ارتدت فستانا من قماش وردي لامع ووقفت الى جوار آلبرت بشكل مختلف عما اعتادها الجميع ، حيث كانت تبدو سعيدة جدا على غير العادة

ألقت هيرميون نظرة نحو آلبرت و هي تقول " آلبرت ، أرى أنك قد استعملت نفس جرعة التي وضعتها على شعري على غير العادة ، من اين حصلت عليها ؟! انا قد سمعت عنها لكن لم استطع شرائها ، فقط البروفيسور ماكجونجال هي من اعطت لي القليل منه "

كان آلبرت ينظر اليها و هو يقول مع ابتسامة خفيفة على وجهه " حسنا ، حصلت عليها ببساطة لانني صنعتها !!"

تفاجئت هيرميون و هي تقول " ماذا ؟! مستحيل !! .... هل حقا ما تقوله ؟!" كانت هيرميون تتحدث و هي تمشي مع آلبرت نحو الامام

تحدث آلبرت مرة أخرى و هو يضحك " هاهاها لا ، كنت امزح فقط ، لقد حصلت عليها من هدية التي أعطاها لي ابي بمناسبة عيد الميلاد !"

و ما ان استقر الجميع في البهو حتى طلبت الأستادة ماكجونجال من الأبطال و من يرافقهم ان يقفوا في صفين و يتبعوها و قد فعلوا ذلك وسط تصفيق كل من بالقاعة حتى وصلوا الى المنضدة التي يجلس عليها اعضاء لجنة التحكيم و كان كل ما يهم لفلور ديلاكور هي الا تتعثر اثناء مشيها .. أما روجر دافيز فقد بدا سعيدا بنفسه و هو ينظر نحو الجميع .

ابتسم دمبلدور في سعادة حينما اقترب الأبطال من المنضدة ، اما كاركاروف فكان تعبيره لا يختلف عن التعبير الذي بدا على مودي على آلبرت ، كان لودو باجمان يرتدي زيا قرمزيا به نجوم صفراء ، و راح يصفق تحية للأبطال مثل اي واحد من التلاميذ ، و كانت مدام ماكسيم قد غيرت ردائها الحريري الاسود المعتاد الى ثوب من الحرير الازرق الفاتح فحيتهم في ذوق و لكن السيد كروتش لم يكن هناك فقد كان المقعد الخامس يجلس فيه بيرسي ويزلي الذي كان يصور الأبطال مع مرافقهم ، و كان يركز جيدا على آلبرت ، حيث ألقى بيرسي عدة صور على آلبرت و مرافقته هيرميون ، و أشار فيما بعد إلى المقعد الخالي المجاور له فجلس فيه آلبرت قبل أن يقول بيرسي " لقد حصلت على ترقية و أصبحت المساعد الشخصي للسيد كروتش و انا انوب عنه هنا !"

سأله آلبرت " و لماذا لم يحضر ؟"

اجابه بيرسي " لا اعرف ... و لكن السيد كروتش ليس بخير ، ليس بخير على الاطلاق و ذلك منذ كأس العالم و ما حدث به ، و قد عانى السيد كروتش من ضيق شديد بسبب السلوك الغريب لجنيته المنزلية التي تدعى بلينكي او ... لا يهم فقد طردها على الفور بعد دالك ، و لكن هذا الامر اثر عليه فهو يحتاج لمن يعتني به و اظن انه يفتقد للراحة في المنزل منذ ان تركته الفوضى التي نتجت بعد كأس العالم ، خاصة بعدما رأى ابنه الذي كان هو المسبب الرئيسي في تلك الحادثة في كأس العالم للكويدتش ، يا له من رجل مسكين انه حتى لم يستطع ان يستمتع معنا باحتفال عيد الميلاد و لكنني سعيد لأن هناك شخصا يمكنه ان يعتمد عليه و يضعه في مكانه "

كان آلبرت يرغب بشدة في ان يعرف اذا كان السيد كروتش لا يزال ينادي بيرسي بإسم ويند بأي ام لا و لكنه قاوم هذه الرغبة و لم يسأل بيرسي

و حتى الان لم يكن قد قدم اي طعام في الصحون الذهبية التي امتدت فوق الموائد و لم يوجد سوى قوائم الطعام التي تراصت أمامهم فالتقط آلبرت قائمته ثم نظر حوله و لكن لم يكن هناك نادل يلبي هذه الطلبات ، و لكن دمبلدور فسر الامر عندما امسك بقائمته ، فقد نطق باسم الوجبة التي كان يرغب في تناولها بصوت مرتفع و هنا امتلأ صحنه بالبطاطس التي طلبها و بدأ الجاليون لي اختيار ما يرغبون من طعام بنفس الطريقة

انخرطت هيرميون في الحديث معه ، بحيث كانت تجلس بجانبه و كانت تشير بيدها حول طاولة التي تتواجد في وسط القاعة البهو العظيم التي كانت مليئة بما لذة و طاب من المأكولات و هي تقول بسعادة " انظر يا آلبرت للوسط !! أليست تلك الحلوى البيضاء المليئة بالكاكاو مع سمسم المحمص و ايضا الكريم ؟! هل نطلبها من النادل ؟!"

وافق آلبرت على طلب هيرميون و هو يقول " حسنا .. فل تأخدي ما تريدين !!"

مشت هيرميون و هي تمسك بالطبق من النادل الذي كان يحتوي على الحلوى التي تريده هيرميون

على جانب ايسر لآلبرت كان هناك تنائي بين فتى من مدرسة دارمسترانج و فتاة من هوجوورتس منخرطين في حديث عميق ، و كان الفتى ينظر نحو الفتاة بإعجاب

تحدث الفتى و هو يقول " حسنا ... ان مدرستنا ايضا عبارة عن قلعة و لكنها ليست كبيرة هكذا و لا مريحة بهذه الطريقة فكل ما لدينا هو أربعة طوابق ولا تشتعل المدافئ الا للأغراض السحرية و لكن أفنية مدرستي اكبر مساحة من هذه و لكن لان الشمس لا تشرب كثيرا في بلادنا فإننا لا نستمتع بها كثيرا في الشتاء ، و لكن في الصيف فإننا نقوم بالطيران يوميا فوق البحيرات و التلال و ... "

قال كاركاروف و هو يطلق ضحكة لم يظهر تأثيرها على وجهه " و الان يا سيدور ... لا تقدم اي تفاصيل أخرى ، و الا فإن صديقتك الفاتنة يتعرف مكاننا "

ابتسم دمبلدور قائلا " ايجور مع كل هذه السرية فإن الأمر يبدو كما لو كنت لا ترغب في استقبال زائرين "

اجابه كاركاروف و قد ازدادت ابتسامته الباردة اتساعا :" اننا نحافظ على اماكننا الخاصة اليس كدالك يا دمبلدور ؟؟ اننا لا نشعر بالغيرة من ابعادنا عن فصولكم الدراسية افلا نكون على حق اذا شعرنا بالفخر ، لأننا فقط من نعرف اسرار مدرستنا و تقوم بحمايتها ؟"

قال دمبلدور في لهجة مسالمة " انا لن احلم بأن ادّٓعى انني اعرف كل اسرار هوجوورتس يا ايجور فقد ضللت الطريق لدورة المياه هذه الصباح لاجدني داخل الحجرة لم ارها مطلقا من قبل تحتوي على مجموعة من الآنية الجميلة و عندما عدت لاتفقد الامر بوضوح اكثر اكتشفت ان الحجرة قد اختفت و لكنني سأراقى هذا الامر فربما تكون هذه الحجرة متاحة فقط في الخامسة و النصف صباحا أو ربما تظهر عند ظهور الهلال في السماء "

و في نفس الوقت كانت فلور ديلاكور تنتقد الزينات التي امتلأت بها المدرسة فراحت تتكلم مع روجر بلكنتها المميزة " هذا لا شيء .. في قصر بوباتون يوجد منحوتات ثلجية في كل مكان و هو جليد غير قابل للانصهار بالطبع و تبدو المنحوتات كتماثيل عملاقة من الماس تبرق و تشع لمعانا في المكان كذلك فإن الطعام لدينا خفيف و هناك مجموعة من الجميلات اللاتي يقمن بخدمتنا اثناء تناول الطعام و لا يوجد لدينا كل هذه التماثيل الكئيبة في اي بهو و لا كل هذا العدد من الدفاعات فلو تسلل اي احد الى بوباتون فسوف يقذف به خارج المكان على الفور !"

يتبع ....

2025/01/04 · 67 مشاهدة · 1472 كلمة
نادي الروايات - 2025