الفصل 211
خطت هيرميون بخفة نحو الطاولة التي يجلس فيها كل من هاري، ورون، ولاڤندر، وبارفاتي، بينما تبعها آلبرت بخطوات ثابتة. جلست بجانب لاڤندر دون تردد، وأشارت لآلبرت أن يجلس بجانبها. الجو كان مليئًا بالأحاديث المتداخلة، لكن صوت هيرميون اخترق الضجيج بلطفها المعتاد: "آلبرت، كيف ستتمكن من حل لغز البيضة؟".
ألقت كلماتها اهتمام الجميع، حيث توقف رون عن مضغ قطعة خبز نصف مأكولة، وهاري وضع كأسه جانبًا. حتى لاڤندر وبارفاتي تبادلتا النظرات، فضوليتان لمعرفة الإجابة.
هيرميون تابعت بشغف: "أنا متأكدة أن الإجابة ليست مباشرة، لابد أن هناك خدعة سحرية أو شيئًا غريبًا، أليس كذلك؟".
هز هاري رأسه موافقًا، وقال: "أنا مع هيرميون، يبدو أن هناك شيئًا إضافيًا يتعلق بهذا اللغز". أما رون فأومأ قائلاً: "بالتأكيد، السحر دائمًا يملك جانبًا معقدًا".
ابتسم آلبرت بثقة، ونظر إلى الجميع بنظرة مطمئنة: "الحل بسيط جدًا، بما ان البيضة تصدر ضجيج مدوي ما إن افتحها ، فكرت في حل على انه من الممكن انها تصدر صوت مفهوم لو كانت البيضة في فضاء يتحمل دالك الضجيج مثل داخل مياه او في صندوق او مثل شيء من هذا القبيل ، لدالك سأضع البيضة في البحيرة، وأغوص معها تحت الماء. هناك، سأسمع أغنية تحمل الإجابة، ومن خلالها سأفهم اللغز بالكامل".
ساد صمت قصير تخلله إعجاب واضح في وجوه الجميع. نظرت هيرميون إلى آلبرت بعينين متألقتين وقالت: "هذه فكرة ذكية جدًا، آلبرت. يبدو أنك بالفعل فكرت في كل شيء".
بعد ثواني تحدث لودو باجمان مع هاري و رون و آلبرت في اشياء تتعلق حول البطولة دورة الثلاثية للسحر ، لكن بيرسي تدخل و ألقى محادثته من لودو باجمان و هو يقول :" كيف ترى سير الدورة يا سيد باجمان ؟ ان قسمنا يشعر بالرضا تجاهها و لكن مراسم كأس النار صادفها شيء من سوء الحظ " و نظر نحو آلبرت قبل أن يتابع ، و لكن الامر قد سار على ما يرام الا تظن ذلك ؟"
قال باجمان " اه ... نعم و كيف حال بارتي العجوز ؟ لقد كان امرا سيئا انه لم يحضر "
اجاب بيرسي بجدية " انا واثق ان السيد كراوتش كان سيأتي في أي لحظة و لكن في الوقت الحالي فأنا اتمنى ان يستعيد نشاطه ليس فقط من أجل مثل هذه الاحتفالات ، فقد كنت مضطرا للتعامل مع كل امور العمل في غيابه .. فكما تعرف فإن ( علي بشير ) لا زال يلح في مسألة توريد السجاد السحري الى البلاد و انا لدي مقابلة مع رئيس مجلس التعاون في ترانسلفانيا في العام الجديد و ... "
تمتم رون لهاري " دعنا نخرج من هنا ... دعنا نهرب من بيرسي .. "
و تظاهرة برغبتهما في تناول المزيد من المشروبات و تركاها معا ليخرجا الى بهو الدخول ليجدوا الابواب الأمامية مفتوحة لتلقي بضوء المكان على أرض الفناء الخارجي الذي اتجها نحوه حتى سمعا صوتا مألوفا " انا لا ارى ما يقلقك يا ايجور "
- " سيفروس ، لا يمكنك ان تتظاهر بأن هذا لا يحدث "
كان سناب و كاركاروف ، يتبادلان الحديث بصوت منخفض و ان كان مسموعا و تابع الاخير " ان الامر يزداد وضوحا منذ شهور و قد اصبح جادا لدرجة لا يمكنني ان انكرها .. "
قال سناب مقاطعا " اهرب اذن .. اهرب و سأعتذر عنك، و لكنني سأبقى في هوجوورتس مهما حدث "
و انعطفا معا ليواجها هاري و رون فقال سناب في حدة " ماذا تفعلان هنا ؟"
اجاب رون في اقتضاب " نمشي ... انه أمر شرعي أليس كدالك ؟"
فأجابه سناب في برود " استمرا في المشي اذن " ثم سار امامهما في سرعة و تبعه كاركاروف فاستمر هاري و رون في سيرهما قبل أن يغمغم رون " ما الذي يقلق كاركاروف ؟"
قال هاري ببطء ، " و كيف يتحدثان هو و سناب بهذه الطريقة ؟ أن كليهما ينادي الاخر بإسمه الاول ؟"
و شاهدا نافوره المياه و من خلفها ظلان كبيران و سمع هاري هاجريد يقول " منذ ان رأيتك ز انا اعرف ان .. "
و تجمد هاري و رون في مكانهما فلم يريدا ان يقتربا فتراجعا ببطء و هما يسمعان مدام ماكسيم تقول " ما الذي تعرفه يا هاجريد ؟"
و لكن هاري لم يكن يرغب في سماع ذلك ، فقد كان يعلم ان هاجريد لن يرغب في أن يسمعه احد في مثل هذا الموقف فأخذ يتراجع ببطء شديد و هاجريد يتابع ...
- " لقد عرفت ان ... عرفت انك مثلي .. اعني ان ... هل كان والدك او والدتك ؟"
- " انا لا اعرف ما تعنيه يا هاجريد ؟!"
- " لقد كانت امي ... كانت من اخر سيدات في بريطانيا و بالتأكيد فأنا لا اذكرها جيدا .... لانها تركتني في الثالثة من عمري و هي لم تكن من النوع المحب للأمومة ... و انا لا اعرف ما حدث لها ... ربما تكون قد ماتت ... فكل ما اعرفه هو .. "
و لم يستطع هاري التراجع اكثر من ذلك فقد كانت المرة الأولى التي يسمع فيها هاجريد يتحدث عن طفولته .
- " لقد تألم ابي كثيرا لفراقها ، و عشت معه في سعادة رغم ذلك و ... و لكنه مات ... مات بعد ان التحقت بالدرسة و قد ساعدني دمبلدور كثيرا ، فقد كان عطوفا جدا ... و على كل حال ... فهذا يكفي عني ... ماذا عنك ؟"
و لكن مدام ماكسيم نهضت فجأة و قالت في برود شديد " الجو بارد هنا ... سأذهب الان "
نهض هاجريد قائلا " لا ... لا تدهبي ... فأنا ... انا لم اقابل واحدة أخرى من قبل "
تساءلت مدام ماكسيم في نفس البرود " ماذا ؟"
و كاد هاري ان يخبر هاجريد انه من الافضل الا يجيب و تمنى الا يفعلها من مكانه ، و لكن هذا لم يكن ليفيد فقد قال هاجريد " واحدة في مثل حجمي و .. و نصف عملاقة "
صاحت فيه بغضب " كيف تجرؤ ؟ لقد اهنتني إهانة بالغة انا في مثل حجمك ؟ انا ؟ ... انا ...انا عظامي كبيرة فقط !"
ثم إبتعدت عنه في سرعة و ظل هاجربد في مكانه يتبعها بنظره ، و بعد حوالي دقيقة نهض و سار مبتعدا و لكن ليس نحو القلعة بل نحو كوخه فقال هاري هامسا " هيا ... هيا بنا يا رون ... "
و لكن رون لم يتحرك فنظر هاري نحوه متسائلا " ماذا هناك ؟"
فاستدار نحو هاري قائلا في جدية " هل كنت تعرف ان هاجربد ... نصف عملاق ؟"
قال هاري " لا ... و ماذا بعد ؟"
و عرف هاري من النظرة التي بدت على وجه رون انه و لمرة أخرى قد كشف عن جهله بأموى تخص عالم السحرة ، لقد كانت نشأته في منزل آل دارسلي جعلته لا يعرف أشياء كثيرة عن هذا العالم رغم انتمائه له ، و لكن هذه الامور بدأت تقل تدريجيا مع التحاقه بالمدرسة و لكنه و بعد ان رأى رون فقد كان واثقا ان اي ساحر في مكانه لن يأخد الامر بهذه البساطة و يسأل في سذاجة " ماذا بعد ؟"
و ادرك رون الامر فقال في هدوء " سأشرح لك بالداخل هيا بنا "
و توجها للبهو العظيم ليجدا ان بارفاتي و بادما يجلسا في ركن بعيد وسط مجموعة من فتيات بوباتون في حين كانت هيرميون و آلبرت لا يزالون يتحدثون مع بعض و يضحكون و هوم جالسين على مائدة بعيدة و سأل هاري رون قائلا " و الان ... ما المشكلة مع العمالقة ؟"
تحشرج صوت رون و هو يقول " حسنا .. انهم ... انهم ليسوا ظرفاء "
فقال هاري " و من يهتم بدالك ؟ ان هاجريد انسان رائع "
- " اعرف و لكن ... انه يحتفظ بالامر سرا لذالك ... لقد كنت دوما اعرف انه يحتفظ بسر ما عن نشأته .. "
- " و لكن ما المهم في ان تكون امه عملاقة ؟" .
- " لا احد ممن يعرفونه سيهتم بذالك لانهم يعرفون انه ليس خطيرا و لكن ... انهم كائنات شريرة فهم يحبون القتل و الجميع يعرفون ذلك و لم يبق أحد منهم في بريطانيا "
- " ماذا حدث لهم ؟"
- " لقد كانوا ينقرضون .. و لكن هناك من يظن أن بعضهم يعيشون بالخارج ... و معظمهم يختبئون في الجبال "
- " و لكنني لا اعرف ما الذي اغضى مدام ماكسيم الى هذا الحد ، لقد كان هاجربد بقصد ضخامة حجمها "
قضى هاري و رون بقية الحفل في نقاش حول العمالقة و لكن يرغب اي منهما في الرقص ، و حاول هاري تحمل النظر نحو تشو و سيدريك
و انهى فريق الشقيقات عزفهن في منتصف الليل فنالوا تصفيفة مرتفعا من التلاميذ قبل أن يتوجهوا نحو بهو الدخول و قد كان الكثير يرغبون في استمرار الحفل اكثر من ذلك أما هاري فكان سعيدا لانه سينام
و في بهو الدخول رأى هاري و رون ان هيرميون و آلبرت هذا اليوم كانو مختلفين كثيرا عن باقي الايام ، حيث كانو منغمسين في حديث مع بعضهم لدرجة أنهم لم يروا هاري و رون قد مروا أمامهم
التفت هاري نحو رون و هو يقول " ما الدي يحدث معهم ؟! لو رأيتهم اول مرة ستقول انهم هذه هي اول لقائهم !"
في طاولة التي يجلس عليها الأساتدة مع البروفيسور دمبلدور ، جلس البروفيسور مودي وهو يحدّق في الفراغ، غارقًا في أفكاره. رفع رأسه فجأة وألقى بنظرة حادة نحو آلبرت، الذي كان واقفًا مع اصدقائه
نظر مودي بعينيه الجاحظتين والمليئتين بالقلق، وقال بصوت منخفض ومتهدج لم يستطع أحد ان يسمعه : "يجب أن أجد طريقة للحصول على دماء آلبرت. لا يمكننا الاعتماد كليًا على خطة استدراجه إلى المقبرة. آلبرت ليس خصمًا عاديًا، قوته غامضة وغير متوقعة، ولا أعتقد أن بيتر قادر على مواجهته أو إجباره على تقديم ما نحتاجه، حتى وإن كان داخل حدود المقبرة ذات الطقوس السحرية المعقدة."
توقف مودي لوهلة، وقد ارتسمت على وجهه ملامح التفكير العميق. لقد أدرك أن كل خطوة خاطئة قد تفسد خطته الكبرى لاستحضار فولدمورت. كان الوقت يمر ببطء، والقلق يتزايد في صدره، لكنه كان يعرف أن هذه المسألة لا تحتمل الخطأ. جلس مودي وبدأ يفكر مليًا، واضعًا كل الاحتمالات الممكنة في ذهنه، كيف يمكنه خداع آلبرت؟ كيف يمكنه إجباره على تقديم دمائه دون أن يثير شكوكه؟ كان عليه أن يبتكر خطة محكمة لا تترك مجالًا للفشل.
وبينما كان الجميع قد بدأ في الخروج من البهو العظيم ، ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجه مودي. رفع رأسه من جديد ونظر إلى آلبرت بعينيه اللامعتين، وقال بصوت مفعم بالثقة: "لقد وجدت الخطة !! ."
يتبع ....