الفصل 212

* * * * * *

استيقظ الجميع في وقت متأخر في اليوم التالي و كانت حجرة جريفندور العامة اكثر هدوءا مما اعتادت عليه مؤخرا فتخللت المحادثات الخاملة العديد من التثاؤبات و عاد شهر هيرميون كما كان عليه ، و قد اعترفت لهاري انها استعملت احدى الوصفات حتى يكون شعرها ناعما هكذا في وقت الحفل و لكنها وسيلة صعبة اذا كنت ستستخدمها يوميا

و كان هاري بدوره لم يكتم في داخله على ما قد سمعه هو و رون في ليلة الامس عن الحديث الذي بين هاجريد و مدام ماكسيم ليخبراها بدالك ، و لكن هيرميون لم تبد عليها نفس الدهشة التي بدت على رون عندما علم أن هاجريد نصف عملاق ، فقالت " لقد كنت اظن ذلك دوما ، و لكنني كنت اعرف انه لا يمكن ان يكون عملاقا خالصا لان العملاق الحقيقي بصل طوله الى نحو عشرين قدما ، و لكن هناك حقيقة أن العمالقة ليسوا جمعيا بهذه الفظاعة فالناس تعاملهم بنفس التعالي الذي يعاملون به الدئاب المتحولة .. انه مجرد تعصب اعمى اليس كدالك ؟"

و كان الوقت قد حان حتى يفكروا في الواجبات التي تجاهلوها خلال الاسبوع الاول من الإجازة و كان الجميع يشعرون بشيء من الراحة و الهدوء بعد احتفالات الكريسماس فيما عدا آلبرت الذي عاد يشعر بالتوتر مرة أخرى

و لم يكن السبب في شعوره بالتوتر عن اقتراب الرابع و العشرين من شهر فبراير ، بل شعوره الدائم لهذا اليوم بأن البروفيسور مودي المزيف كان طيلة الوقت ينظر في اتجاهه كأنه ينتظر اللحظة المنافسة لكي ينقض عليه

لكن تجاهل آلبرت دالك و اخرج البيضة الذهبية التي حصل عليها في مهمته الاولى من البطولة التي كانت داخل صندوق ليفتحها و بدأ في سمع ذالك الصوت الصادر منها في محاولة لفهم اي شيء و لكنه كان يغلقها من اجل ان يستطيع رؤية داك الضوء الواضح الذي يصدر من البيضة ، لكن دون جدوى

و على كل حال ، فما ان بدأ الفصل الدراسي الجديد حتى غرق آلبرت في الكتب و الرقع الجلدية فنسى مؤقتا ذلك الامر و ان لم ينس الامر تلك البيضة التي كان يجب ان يصل لحل لها

و كان الجليد لا يزال يغطي الافنية و المنزل الاخضر و عندما تجمعوا داخله من اجل درس الاعشاب شاهدوا نفس الجليد و قد تراكم على حواف النوافذ فعرفوا انه من المستحيل ان يقام درس العناية بالمخلوقات السحرية في مثل هذا الجو، و لكنهم و على الرغم من ذلك فقد توجهوا الى كوخ هاجريد ليجدوا ساحرة تقف امام الباب و تصيح نحوهم

" اسرعوا ... لقد قرع الجرس منذ خمس دقائق " فتساءل رون " من انت ؟ و اين هاجريد ؟!"

قالت " اسمي الأستادة جرايلي بلانك و انا معلمة الرعاية بالمخلوقات السحرية مؤقتا !!"

كرر هاري سؤال رون صائحا " اين هاجريد ؟!"

قالت الأستادة جرايلي بلانك في اقتضاب " انه مريض !!"

و ندت ضحكة الى اذني هاري فاستدار ليجد ان مالفوي و تلاميذ سليذرين قد لحقوا بهم دون ان يبدو على اي منهم الدهشة لرؤية الأستادة جرايلي بلانك

اتجهت الأستادة جرايلي بلانك نحو خيل عربة مدرسة بوباتون قائلة " من هنا ... اتبعوني " و تبعها هاري و رون و آلبرت و هيرميون و هم ينظرون نحو كوخ هاجريد ليجدوا جميع الستائر مسدلة ، تر هل كان هاجريد بالداخل وحده مريضا ؟

اسرع آلبرت ليلحق بالاستادة جرايلي بلانك متسائلا " ما الذي ألمّ بهاجريد ؟"

أجابته كما لو كانت تعرف انه يحاول التطفل " لا تقلق نفسك "

قال آلبرت في حدة " و لكنني اهتم بالفعل ... ماذا حدث له ؟"

تظاهرت الأستادة جرايلي بلانك كنا لو أنها لم تسمعه و قادتهم خلف خيل عربة مدرسة بوباتون ليجدوا حصانا وحيد القرن يقف هناك عند حافة الغابة فهمست لافندر براون " انه جميل ... كيف حصلت عليه ؟ انا اعرف انه من الصعوبة ان يمسك به احد "

كان الحصان وحيد القرن شديد البياض لدرجة أن الجليد الذي كان يقف عليه بدا رماديا و كان يضرب الارض بحوافره في عصبية و يرفع رأسه دات القرن الى الخلف

بعدما رأى آلبرت وحيد القرن ، تدكر مباشرة تلك الاحداث التي وقعت في سنته الاولى داخل هووجورتس عندما هاجم كويريل بمساعدة فولدمورت الضعيف على احدى وحيدات القرن من اجل اخد الدماء منه و كل القبائل الحيوانات القنطور ، مما جعل الأمر يشعر آلبرت بالدفء و السرور يسري في قلبه بعد كل تلك التجارب

صاحت الأستادة جرايلي بلانك " الفتيان يبتعدون انه يفضل لمسة الفتيات فدعوا الفتيات يتقدمن بحرص ... انه أمر بسيط "

و اقتربت مع فتيات الفصل نحو وحيد القرن و تركوا الفتيان في الخلف ليراقبوا ما يحدث من مكانهم و ما ان إبتعدت عنهم الأستادة جرايلي بلانك بالقدر الكافي حتى استدار هاري نحو رون متسائلا " ما الذي اصاب هاجريد في رأيك ؟ ترى هل أصابته هذه الكائنات ؟"

تدخل مالفوي الذي قريب من هاري و رون و كان بعيد من آلبرت قائلا " انه لم يصل كما تظن يا بوتر ... انه فقط يخشى ان نرى وجهه بعد ما فعله "

قال هاري في حدة " ماذا تعني ؟!"

وضع مالفوي يده في جيبه ثم جنب جريدة مطوية قائلا " ها هو "

و نشر الجريدة امام هارب الذي تناولها ليقرأها مع شيموس و رون و نيفيل و ايضا آلبرت الذي أتى نحو المكان بعدما رأى تطمع اصدقائه حول جريدة ، لقد كان مقالا يحمل صورة هاجريد

" خطأ دمبلدور العملاق "

كتبت ريتا سكيتر

" في شهر سبتمبر من هذا العام اختار البس دمبلدور مدير مدرسة هوجوورتس لفنون السحر - اختار الاستور مودي بعد تقاعده عن العمل في الوزارة السحر ليقوم بتدريس مادة الدفاع ضد السحر الاسود و هو القرار الذي اثار الكثير من علامات الاستفهام في الوزارة بسبب طبيعة مودي التي تجعله يشك في اي احد بل و يهاجمه بسبب هذا الشك و لكن مودي قبل المسؤولية و تولى التدريس رام كل هذا التساؤلات "

" أما رومبيوس هاجريد و الذي يقر بأنه قد استبعد من هوجوورتس حينما كان تلميذا بالصف الثالث فقد استمتع بوظيفة حارس العاب المدرسة و هي الوظيفة التي وفرها البس دمبلدور و قد استخدم هاجريد تأثيره الكبير على مدير المدرسة في العام الماضي حتى يضيف لنفسه مسؤولية جديدة و هي تدريس مادة العناية بالمخلوقات السحرية رغم وجود اكثر من شخص مؤهل اكثر منه لتولي هذه المسؤولية "'

" و تولى هاجريد ذو الحجم الضخم و الوجه القاسي مهمة ترويع و اثارة ذعر التلاميذ عن طريق اختيار مجموعة مرعبة من المخلوقات ، في حين تركه دمبلدور يفعل ما يحلو له لدرجة انه تسبب في إصابة اكثر من تلميذ خلال دروسه المرعبة"

" و في حديث مع مراسلة المتنبئ اليومي في الأسبوع الماضي اقر هاجريد بأنه يحتفظ بكائنات تسمى سكروت و التي يمكن أن تلسع و تحرق اي تلميذ و المدهش انه لا يعرف عن هذه الكائنات التي أصبحت عملاقة الان اي شيء و انما يحاول ادخالها لعالم السحر رغم ان هناك قسم في الوزارة يختص بالتحكم و تنظيم معيشة هذه المخلوقات و هاجريد على ما يبدو يعتبر نفسه اعلى من كل هذه السلطات فيقول :

" لقد كانت محاولة للحصول على القليل من المرح !"

" و اذا كان كل ذلك لا يكفي فقد توصلت المتنبئ اليومي لدليل رائع على أن هاجريد ليس ساحرا نقي الدم كما يدعى دائما ، بل انه في الحقيقة ليس الدنيا خالصا فقد كانت أمه واحدة من عمالقة فرايدولفا و التي اختفت أثارها الان ، و الجميع يعرف مدى شراهة هذه الكائنات للعنف و القتل و كم الحوادث التي تسببوا فيها خلال القرن الماضي و التي كان من ضمنها كونهم من أهم مساعدي من لا يجب دكر اسمه ---- "

شعر ألبرت بغضب عارم اجتاح كيانه عندما وقعت عيناه على الجريدة التي كانت بين يديه. كلماته تلعثمت في عقله قبل أن تتفجر كبركان ثائر، ووجهه احمرّ من الغضب وهو يتمعن في الحروف التي نقلت تفاصيل دقيقة عما قالته ريتا سكيتر عن هاجريد .

تحدث آلبرت و هو يقول " كيف يمكن أن تصل الأمور إلى هذا الحد؟ كيف تجرؤ تلك الصحفية اللعينة على انتهاك خصوصياته بهذا الشكل الوقح؟ "

قبض على الجريدة بيدين مرتعشتين من شدة الغضب، ثم مزقها إربًا إربًا وهو يصرخ بصوت مبحوح: "تبا لها! إنها سمعت كل شيء ! كل شيء ! في دالك المكان !! "

وقف ألبرت في مكانه، يلهث من شدة الغضب وكأن أنفاسه أصبحت ثقيلة لا يستطيع التحكم بها. راودته الذكريات عن الدرس الذي لقنها إياه في السابق عندما تجاوزت حدودها، ولكنه الآن بات يدرك أن ذلك لم يكن كافيًا. لقد تخطت كل الحدود هذه المرة، وأصبحت مسألة كرامة صديقه العزيز و سمعته امام الجميع على المحك. أخذ يتمتم بصوت منخفض ولكنه حاد:

"أظن أن الحد لصبري قد نفذ... هذه المرة لن أترك الأمر يمر هكذا. سيكون مصيرها السجن ! سأجعلها تدفع ثمن وقاحتها!".

خطى ألبرت بخطوات كبيرة نحو القلعة، ذهنه يغلي بالأفكار، وهو يضع خطته للإيقاع بها. لقد حان الوقت ليوقف هذا الجنون

داخل القلعة ، كان بروفيسور مودي يسير بخطوات ثقيلة على أرضية الممر الطويلة، يعكّز على عصاه القديمة التي أصابها البلى بفعل الزمن، وهو يعرج بخطوة بطيئة لكن متزنة، كأنه يزن كل حركة بحساب دقيق. كانت عيناه – واحدة طبيعية وأخرى سحرية تدور في محجرها – مشغولتين بالتفكير العميق. الأفكار تعصف في ذهنه كزوبعة، ولكنه كان يركّز على هدف واحد: الحصول على دماء ألبرت. تلك الدماء لم تكن مجرد شيء عادي، بل كانت المفتاح لتحقيق غاية أعمق وأشد خطورة مما يتخيله أحد.

بينما كان يمشي، استرجع مودي كل المعلومات التي يعرفها عن ألبرت، محاولًا إيجاد ثغرة يمكن أن يستغلها. فجأة، تذكّر أمرًا هامًا، فارتسمت على شفتيه ابتسامة خبيثة. المستشفى الخاصة بالمدرسة... نعم، إنها المكان الذي يديره البروفيسور بومفري. كانت المستشفى دائمًا ملاذًا للطلاب والمعلمين الذين يتعرضون لأي مكروه، والاحتمال الأكبر أن ألبرت قد دخلها في يوم ما، ربما بسبب إصابة بسيطة أو حادث عابر. وإذا كان ذلك قد حدث بالفعل، فإن عينة من دمائه قد تكون محفوظة هناك ضمن سجلات المرضى أو الفحوصات الطبية.

تابع مودي سيره وهو يغرق أكثر في أفكاره، متمتمًا بصوت منخفض: "إن كانت بومفري قد احتفظت بسجلاته الطبية، فسيكون هذا مفتاحي. ولكن... هل سبق له أن أصيب بمكروه؟ هل قدّر لي الحظ أن يكون قد وطأت قدماه تلك الغرفة المليئة بالأسرار؟".

رفع رأسه قليلاً ونظر أمامه، ثم ضيّق عينيه وهو يتخيل السيناريوهات الممكنة. في داخله كان يأمل أن يكون الحظ قد حالفه، أن يكون ألبرت قد عانى ولو لبرهة من إصابة أو مرض جعل بومفري تتعامل معه. كانت خطته تعتمد بشكل كامل على هذه الفرضية، وإن صحت، فإن اللعبة ستأخذ منحى جديدًا تمامًا.

كانت خطاه ما تزال بطيئة، ولكن عزمه كان يتصاعد مع كل خطوة. مودي لم يكن يعرف طعم الاستسلام، وإذا كانت هناك فرصة واحدة للحصول على ما يريد، فسيفعل المستحيل لتحقيقها، حتى لو اضطر إلى مواجهة بومفري نفسها.

يتبع ....

2025/01/07 · 56 مشاهدة · 1694 كلمة
نادي الروايات - 2025