الفصل 213
نظر هاري نحو رون الذي فتح فمه في دهشة قبل أن يهمس " كيف عرفت ؟"
و لكن لم يكن هذا هو الذي يضايق هاري فاستدار نحو مالفوي صائحا " ما الذي كنت تعنيه بأننا جمعيا نكره هاجريد ؟! " ثم اشار نحو كراب " و انت ... هل تعرضت لاي إصابة في دروسه ايها الكاذب ؟"
ضحك كراب قبل أن يقول مالفوي " لقد كنت اظن اننا يجب ان نضع حدا لمسألة تولي مسؤولية التدريس .. فلن يقبل اي ولي امر بوجود نصف عملاق ضمن صفوف معلمي هوجوورتس ! فأمر مثل ذلك سيثير قلقهم فربما يلتهم ابنائهم ... ها .. ها "
و هنا وصل صوت الأستاذة جرايلي بلانك صائحة " انتم .. هلا ركزتم انتباهكم ؟"
كان هاري غاضبا بشدة بسبب مقال المتنبئ اليومي ، لم يكن وحده من كان غاضبا ، بل حتى آلبرت
فبعدما كان آلبرت يعرف ان الدرس سيكون موجه فقط للفتيات ، توجه نحو القلعة من اجل تفكير في ما سيقوم به حول ريتا سكيتر
و عندما انتهى الدرس ، قالت بارفاتي باتيل " ليتها تبقى .. انها تمنحنا اكثر مما كنت امل من درس العناية ... ان وحيد القرن ليس كائنا متوحشا !"
و عندما سمعها هاري قال " و ماذا عن هاجريد ؟!"
التفتت نحوه بارفاتي و قد وصلوا للسلم الامامي للقلعة :" ماذا عنه ؟ انه يمكن ان يبقى كحارس للالعاب اليس كدالك ؟"'
و ادرك هاربسبب معاملة بارفاتي و عرف انه كان يجب ان يمنحها مزيدا من الاهتمام اثناء الحفل و ان كانت قد قضت وقتل طيبا رغم دالك فقد اخبرت كل من تستطيع انها ستقابل ذلك الفتى من مدرسة بوباتون في هوجسميد في العطلة الأسبوعية القادمة
و عند دخولهم البهو العظيم قالت هيرميون " لقد كان درسا جيدا بالفعل، انا لم اكن اعرف نصف الاشياء التي أخبرتنا بها الأستادة جرايلي بلانك !"'
رفع هاري جريدة المتنبئ اليومي امامها قائلا " انظري لهذا !"
راحت هيرميون تقرأ و فمها يفتح دهشة مع كل كلمة تقرأها حتى تساءلت كما فعل رون " كيف عرفت هذه المدعوة سكيتر هذا الامر ؟ لا يمكن ان يكون هاجريد هو الذي اخبرها !!"
اجاب هاري و هو يقودها مع رون نحو منضدة جريفندور " بالطبع لا ... انه لم يخبرنا ، اظن انها فعلت دالك لانه لم يخبرها بأي شيء يسيء لآلبرت فراحت تبحث حتى تهاجمه بدلا من آلبرت !"
فقالت هيرميون و هي تفكر في كلام هاري " هل تريد ان تقصد ان هذا الامر حدث بسبب آلبرت ؟!"
تحدث هاري و هو يقول " من الممكن !"
فقالت هيرميون في هدوء " ربما سمعته و هو يخبر مدام ماكسيم !"'
قال رون " اننا لم نرها بالحديقة و على كل حال فإنها غير مصرح لها بالحضور للمدرسة بعد الان ، لقد كان هاجريد يقول ان دمبلدور منعها .. "
قال هاري و قد بدأ في تناول طعامه " ربما تملك عباءة اخفاء !"
قالت هيرميون ". و تختفي وسط الاشجار لتسمعها كما فعلت انت و رون ... اليس كدالك ؟!"
قال رون معترضا " اننا لم نكن نحاول ذلك و انما هو الذي اختار مكانا يمكن ان يسمعه منه اب شخص حتى يتحدث عن امه "
قال هاري " يجب ان نذهب لزيارته هذا المساء بعد الدرس التنبؤ و نخبره اننا نرغب في عودته .. الا ترغبين في ذلك ؟"
قالت هيرميون في تردد " انا ... حسنا .. انا لن اتظاهر بعدم رغبتي في الحصول على درس جيد حول المخلوقات السحرية و لكنني بالطبع ارغب في عودة هاجريد !"
لكن رون تحدث و هو يقول " انني لا ارى هنا آلبرت ، اين سيكون قد دهب ؟"
وضع هاري اخر لقمة موجودة على طبق في فمه و هو يقول " لقد رأيته في الفصل يمزق الجريدة بعدما سمع بالخبر ، في الاخير توجه نحو القلعة و هو غاضب بشدة "
تحدث رون في الاخير و هو يقول " اذن كيف حصلت على هذه الجريدة الثانية ؟!"
تحدث هاري " لقد اخدتها من كراب ، هو الاخر كان يملك جريدة تانية !"
و بعد العشاء توجهوا وسط الجليد الى كوخ هاجريد حتى اراد هاري أن يطرق الباب ، ليسمع شخصين يتحدثان داخل الكوخ !!
تقدم كلا من رون و هيرميون و بدأو في استراق السمع بدوره كما فعل هاري
كان داخل الكوخ يتحدث كل من هاجريد و آلبرت على موضوع الذي حصل لهاجريد
جلس آلبرت بجانب هاجريد في كوخه الصغير بالقرب من الغابة المحرمة، محاولًا تهدئته بينما كان الحزن واضحًا على وجه هاجريد الكبير. كان هاجريد يمسك بيديه الكبيرتين فنجانًا صغيرًا من الشاي، بالكاد يتناسب مع حجمه، لكن يديه كانتا ترتجفان بشكل واضح. كانت كلمات ريتا سكيتر في الجريدة تزن ثقلاً على صدره، فقد كتبت أن هاجريد نصف عملاق وأن سلالة أنصاف العمالقة معروفة بالقسوة والشر. هذه الكلمات لم تؤذِ فقط سمعته، بل جعلته يشعر بالخجل من نفسه، مما جعله يقول بصوت مختنق: " لم يعد املك الوجه حتى اقف به امام الناس !! . كيف أنظر لهم بعد كل هذا الذي قيل عني؟"
آلبرت، الذي كان ينظر إلى هاجريد بحزم وهدوء، وضع يده على كتفه الكبير وقال بصوت مطمئن: "هاجريد، أنت تعرف الحقيقة، وكل من يعرفك يعلم جيدًا أنك بعيد كل البعد عن أي شيء قاسي أو شرير. ريتا سكيتر كتبت هذه الأكاذيب ليس لأنها مهتمة بالحقيقة، ولكن لأنها لم تستطع الحصول على معلومات عني. كنت هدفها الأصلي، ولما فشلت في ذلك، قررت مهاجمتك لتثير الجدل. لا تهتم بما تقوله، لأنها مجرد صحفية تبحث عن الإثارة ولا تهتم بالحقائق."
ثم أكمل آلبرت بنبرة مليئة بالإصرار: "لا تقلق يا صديقي. كل ما عليك فعله هو أن تكون نفسك أمام الجميع، وأن تدع أفعالك تتحدث بدلًا من الكلمات. أنا سأتعامل مع الأمر. سأقف إلى جانبك ولن أسمح لأي أحد بأن يمسك بسوء. أنت صديقي العزيز، وأي شخص يحاول أن يؤذي أصدقائي سيدفع الثمن. لن أدع ريتا أو أي شخص آخر يستغل هذه الأكاذيب لتشويه سمعتك."
شعر هاجريد ببعض الراحة وهو يسمع كلمات آلبرت. كان يعلم أن لديه صديقًا وفيًا يقف إلى جانبه في أحلك اللحظات. لأول مرة منذ أيام، ارتسمت على وجهه ابتسامة خجولة، وشعر ببصيص من الأمل بأن الأمور قد تتحسن بفضل دعم صديقه.
هنا توقف الثلاثي عن طرق الباب ، و فكروا ان هاجريد لم يعد يحتاج الى ان يساعدوه ، فقد كان آلبرت قد جعله يهدأ و يخرج من اكتئابه
بعدها عاد الثلاثي الى ادراجهم إلى المدرسة و هم مرتاحين
في الصباح الباكر، توجه البروفيسور أستور مودي، بعصاه السحرية التي كانت دائمًا ترافقه، نحو مستشفى المدرسة التي تديرها البروفيسور بومفري. كان لديه شعور غريب عندما دخل عبر الأبواب الكبيرة للمستشفى، فقد كانت الردهة هادئة تمامًا على غير المعتاد.
عادةً ما تكون المستشفى مليئة بالحركة والهمسات، سواء من الطلبة الذين يعانون من إصابات بسيطة بسبب تدريبهم أو من المشاجرات السحرية، أو حتى من زوار يأتون للحصول على العلاج. لكن هذه المرة، بدت المستشفى كأنها مهجورة تمامًا.
توقف مودي للحظة، وعيناه - إحداهما طبيعية والأخرى السحرية التي تدور في محجرها - تمسح المكان بدقة. لم يكن هناك أثر لأي ممرضة، ولا حتى البروفيسور بومفري نفسها. ومع ذلك، لاحظ وجود طالبة جالسة على أحد الأسرّة في الزاوية، تبدو منشغلة بتضميد جرح بسيط على يدها.
اقترب مودي منها بخطوات ثقيلة وقال بصوته الخشن: "أين الجميع؟ لماذا تبدو المستشفى كأنها قد ضربها طاعون ؟" رفعت الطالبة رأسها ونظرت إليه بخوف طفيف - فمن المعروف أن مودي ليس بالشخص الذي يمكن للطلبة التعامل معه بسهولة - ثم أجابت بخجل: "آه... البروفيسور مودي، جميع الممرضات، بما فيهم البروفيسور بومفري، ذهبوا لمساعدة الجميع في تنظيف البهو الكبير. الحفل الذي أُقيم بالأمس ترك الكثير من الفوضى، وكان من الصعب التعامل معها من قِبَل فريق التنظيف وحده."
رفع مودي حاجبه، أو على الأقل الجزء الذي كان يفترض أن يحتوي على حاجب، وقال بنبرة لا تخلو من السخرية: "أهذا هو السبب؟ تركوا المستشفى بلا أحد لمجرد حفلة؟ أليس من المفترض أن تكون المستشفى أولوية؟"
ابتسمت الطالبة بخجل وأجابت: "الحفل كان كبيرًا جدًا يا سيدي، والجميع شارك فيه. الفوضى التي تركت كانت ضخمة، وبما أن حالات الطوارئ قليلة اليوم، قررت البروفيسور بومفري والممرضات المساعدة."
شعر البروفيسور أستور مودي بسعادة غامرة عندما دخل إلى مستشفى المدرسة ووجدها خالية تمامًا. لا مرضى، لا ممرضات، وحتى البروفيسور بومفري نفسها لم تكن هنا. كان الأمر بالنسبة له فرصة ذهبية، فغياب الجميع يعني أن الطريق إلى مكتب بومفري سيكون مفتوحًا دون أي عوائق. تمتم لنفسه بنبرة مليئة بالرضا: "يبدو أن الحظ أخيرًا يقف في صفي."
بخطوات حذرة وثابتة، توجه نحو باب مكتب بومفري. دفع الباب ببطء، ليكتشف أن المكتب كان أكبر مما توقع. كانت هناك أربع خزانات ضخمة مصطفة على طول الجدران، كل واحدة منها مليئة بصناديق مرتبة بعناية. كانت الصناديق تحمل أسماء الطلاب، وكل اسم مكتوب بخط واضح على واجهة كل صندوق. نظر مودي إلى هذا الكم الهائل من الصناديق وشعر بتحدٍ بسيط، لكنه كان واثقًا من أنه سيجد ما يبحث عنه.
بدأ مودي بالتجول بين الخزانات، عيناه - واحدة عادية والأخرى السحرية التي تدور بلا توقف - تمسح المكان بتركيز. كان يبحث بحرص عن اسم معين: آلبرت بلاك. كانت اللحظات تمر ببطء، وبدأ صبره ينفد قليلاً، لكنه لم يستسلم. فتح العديد من الصناديق وفحص الأسماء بعناية. ثم، فجأة، توقفت عيناه على صندوق مكتوب عليه الاسم الذي كان يبحث عنه.
وقف مودي أمام الصندوق، وابتسامة عريضة ارتسمت على وجهه. تمتم لنفسه: "أخيرًا... لقد وجدته." لم يستطع كبح سعادته، فانطلقت منه ضحكة قصيرة وهو ينظر إلى الصندوق وكأنه قد عثر على كنز ثمين. شعر بنشوة الانتصار، وبدأ يفكر بخطوته التالية وهو يفتح الصندوق بحذر ليأخذ عينة الدم التي كان يحتاج إليها.
يتبع ...