الفصل 215

قبض آلبرت على عصاه السحرية بقوة، وشق طريقه نحو ريتا سكيتر بخطوات غاضبة.

في تلك اللحظة، كانت هيرميون تراقب الوضع، أدركت الخطر المتصاعد وركضت بسرعة لتقطع طريق آلبرت، صائحة: "لا تفعلها يا آلبرت ! ارجوك، اهدأ !". لكن كلماتها وقعت على آذان غير صاغية؛ كان الغضب قد سيطر تمامًا على آلبرت.

اقترب آلبرت من ريتا بخطوات ثقيلة، مما جعلها تلتفت إليه، ولكن قبل أن تنطق بأي كلمة، رفع عصاه وألقى تعويذة قوية دفعتها بعنف نحو الجدار. سقطت ريتا على الأرض، مذهولة وألم يملأ ملامحها.

تقدم المصور الذي كان برفقتها، ووجه عصاه نحو آلبرت بحركة سريعة، لكن آلبرت لم يترك له فرصة للهجوم، بحركة حاسمة وسريعة، ألقى تعويذة أسقطت عصا المصور بعيدًا، و بعدها ألقى عليه تعويدة ستوبيفاي مما تركه ساقطا على الارض فاقدا للوعي

عاد آلبرت بنظره إلى ريتا، التي كانت لا تزال على الأرض، وتقدم نحوها بخطوات متثاقلة وغضبه يزداد حدة، أمسك بشعرها بقبضة قاسية، ومال نحوها وهو يقول بصوت غاضب: "ألم أخبرك من قبل ألا تتحديني ؟! حذرتك مرارًا ألا تكتبي أي شيء عني، أو عن عائلتي، أو أصدقائي ! ألم تسمعي تحذيري ؟!".

كانت كلماته أشبه بصاعقة نزلت على ريتا، التي كانت تحاول استجماع شجاعتها ولكن دون جدوى. أما هيرميون، فكانت لا تزال تحاول تهدئة آلبرت، صائحة: "توقف يا آلبرت، هذا يكفي ! لا تجعل غضبك يجعلك تخسر نفسك !".

اقترب آلبرت بلاك أكثر من ريتا سكيتر، التي كانت لا تزال ملقاة على الأرض، تتأوه من الألم بعد أن ارتطمت بالجدار بفعل تعويذته. بعينين تتقدان غضبًا وحقدًا، رفع عصاه مرة أخرى وألقى تعويذة قوية أصابتها مباشرة، مما جعل الدم يتدفق من أنفها. ارتجفت ريتا وهي تحاول مسح الدم بيد مرتجفة، بينما آلبرت يحدق بها بنظرة صارمة ومرعبة.

قال بصوت منخفض لكنه مشحون بالغضب: "هذا مجرد قليل مما سترينه إذا فكرتِ في تحديي مرة أخرى. لقد حذرتك من قبل، لكنك لم تصغي. الآن، ستدفعين الثمن !"

رفعت ريتا رأسها بصعوبة لتنظر إلى آلبرت، ولكنها لم ترَ سوى وجه يفيض بالغضب وهالة سوداء كأنها طاقة شريرة تتسرب منه.

شعرت بالخوف الحقيقي لأول مرة في حياتها، حتى كلماتها المعتادة التي تجرح الآخرين اختنقت في حلقها كان وجهه مرعبًا، وهالته طغت على المكان بأسره، حتى أن هاري، ورون، وهيرميون، الذين كانوا يراقبون المشهد من بعيد، شعروا بثقل تلك الطاقة.

وسط هذا المشهد المتوتر، تقدمت هيرميون بخطوات سريعة وحازمة، محاولة إيقاف آلبرت قبل أن يتجاوز الحد، صرخت بصوت مرتجف لكنها ثابتة: "آلبرت ! توقف فورًا ! الجميع ينظر إلى ما يحدث هنا ! ألا ترى؟ هناك أقزام من وزارة السحر !! إذا أبلغوا عما قمت به، ستكون في ورطة كبيرة جدًا ! هذا ليس ما تريده، أليس كذلك؟"

حين سمعت ريتا كلمات هيرميون، أدركت أن الفرصة سانحة لإنقاذ نفسها، بابتسامة ضعيفة ومشوبة بالخوف، قالت بصوت خافت ولكنه ساخر: "إنها على حق، آلبرت، الأقزام هنا لن يبقوا صامتين. لا شك أنهم سيبلغون الوزارة ، و لن تفلت بما فعلت ، ربما عليك التفكير قبل أن تضاعف مشكلتك !"

كانت كلماتها محاولة يائسة لاستعادة السيطرة ، لكن آلبرت لم يبد متأثرا ، ظل واقفا هناك ، ناظرا اليها بعينين متقدتين بالكراهية.

كان الموقف على وشك الانفجار ، و الجميع يعلم ان اي خطوة خاطئة قد تؤدي إلى كارثة

بعدما سمعت ريتا سكيتر تهديد هيرميون وتحذيرها لآلبرت بشأن وجود الأقزام من وزارة السحر، ارتسمت على وجهها ابتسامة ضعيفة لكنها مليئة بالثقة، نظرت إلى آلبرت الذي بدا وكأنه يفكر في الأمر للحظة، وتخيلت أن الأمور تميل لصالحها.

اعتقدت أن مجرد وجود الشهود يعني أن آلبرت قد حُكم عليه بالفعل، وأن هذه الحادثة ستكون الحدث الأبرز في الصحف القادمة، و كيف لا؟ فهو لن ينجو من العقاب، وهي ستفوز بالجائزة الكبرى حينما تنشر القصة بأسلوبها المبالغ فيه.

لكن تلك الثقة الزائفة سرعان ما تحطمت عندما لاحظت ابتسامة غريبة ترتسم على وجه آلبرت، كانت ابتسامة هادئة، لكنها تحمل خلفها تهديدًا غامضًا.

تنهد آلبرت بخفة، وأخفض عصاه قليلاً، ثم نظر إليها بعينين مملوءتين بالثقة المدمرة، اقترب منها بخطوات بطيئة، وقال بصوت منخفض لكنه مليء بالقوة: "أوه، ريتا... أتعلمين ما يجعلني مختلفًا عن أمثالك؟ أنني لا أترك أي أثر ورائي."

ريتا، التي كانت تستعد للرد بشيء لاذع، شعرت بتجمد الكلمات على شفتيها عندما أكمل آلبرت حديثه قائلاً: "أنتِ تعتقدين أن وجود الأقزام هنا يعني أنني سأسقط؟ هذا ظنٌّ خاطئ، لأنني ببساطة سأستخدم تعويذة ليجليمينسي عليهم جميعًا. سأنزع كل ذكرياتهم عن هذه الحادثة، كما لو أنها لم تحدث أبدًا. لا شهود، لا دليل، لا شيء. حتى أنتِ، ريتا... لن تتذكري أي شيء."

عندما سمعت ريتا هذه الكلمات، شعرت وكأن الأرض تهتز تحتها، تراجعت ببطء إلى الوراء، وعيناها مفتوحتان على اتساعهما بالرعب، أدركت أن آلبرت لم يكن فقط قوياً في تعاويذه، بل كان قادراً على محو كل أثر لجريمته، مما يجعلها عاجزة تمامًا. حتى الأقزام، الذين ظنت أنهم سيحسمون الموقف لصالحها، لن يتذكروا شيئًا.

ألقت نظرة خاطفة على الأقزام الذين كانوا يراقبون الموقف عن كثب، وشعرت بشيء من الذعر يتسلل إلى أعماقها. كانت تعلم أن آلبرت جاد في تهديده، وأنه لا يتراجع عن كلماته. لم تكن مجرد كلمات مرعبة، بل كانت وعدًا صريحًا بمحو كل دليل يمكن أن يورطه.

واصل آلبرت النظر إليها بنفس الابتسامة الهادئة، وأضاف بصوت منخفض لكنه مسموع بوضوح: "إذن، ريتا... هل ما زلتِ تعتقدين أنكِ ستحصلين على قصتك؟"

صرخت ريتا سكيتر بصوت مرتجف مليء بالذعر، وهي تستدير نحو الأقزام الواقفين في زاوية الغرفة التي كانت فقط موجود داخل الغرفة بضاعة للمتاجر اخرى : "اهربوا ! عليكم إخبار الوزارة بما حدث هنا ! اذهبوا قبل فوات الأوان !"

كان أملها الوحيد أن ينجح أحدهم في الفرار لينقل حقيقة ما جرى، لكن آلبرت بلاك، الذي كان يراقب كل شيء بهدوء مرعب، رفع عصاه عالياً وقال بصوت صارم: "روبيوس !"

في الحال، ظهر ضوء أبيض لامع على حافة عصاه، ليتبعه صوت ارتطام ثقيل بينما أُغلقت أبواب المتجر ونوافذه بإحكام.

الأقزام الذين كانوا على وشك التحرك، وجدوا أنفسهم محاصرين، عاجزين عن الهروب. كان الغرفة الآن أشبه بسجن، ولم يكن هناك أي مخرج. ريتا، التي رأت أملها يتلاشى أمام عينيها، شعرت برعب لم تعهده من قبل. ارتجفت يداها وهي تحاول التفكير بسرعة، لكن لا شيء خطر في بالها سوى حقيقة واحدة: آلبرت بلاك كان يتحكم في كل شيء.

اقترب آلبرت ببطء منها، ونظره البارد يجعلها تشعر وكأنها تحت مجهر قاتل.

رفع عصاه مرة أخرى ووجهها نحو رأسها، وهو يقول بنبرة هادئة لكنها تحمل وعيدًا: "إن كنتِ تعتقدين أن هذا ينتهي هنا، فأنتِ مخطئة." ألقى تعويذة ليجليمينسي عليها، لتتسع عيناها في حالة من الرعب المطلق عندما شعرت بعقله يتسلل إلى أعمق أفكارها وذكرياتها.

داخل عقلها، بدأ آلبرت يتصفح ماضيها وكأنه يقرأ كتابًا مفتوحًا. رأى أفعالًا لم يكن يتخيلها، مثل استخدامها لتعويذة النسيان على أشخاص أبرياء للحصول على معلومات سرية منهم. أدرك فجأة من أين كانت تأتي بتقاريرها المثيرة والمليئة بالتفاصيل الدقيقة. هذا الاكتشاف أثار غضبه أكثر، لكنه لم يُظهر ذلك على وجهه. أما قدرتها على التحول إلى خنفساء، والتي كانت سرًا آخر من أسرارها، فلم تدهشه؛ لقد كان مستعدًا لمثل هذه المفاجآت.

بعد أن انتهى من تصفح عقلها، رفع عصاه قليلاً وقال بهدوء: "حان الوقت لتنسي كل شيء." ألقى تعويذة محو ذكرياتها عن الحادثة بالكامل، بما في ذلك اللحظة التي هاجمها فيها. مسح كل دليل عقلي يمكن أن يدين آلبرت في حال قامت الوزارة بالتحقيق معها.

لم يكن هذا مجرد احتياط؛ كان خطة محكمة، آلبرت يعلم جيدًا أن الوزارة قد تلجأ إلى فحص ذكريات ريتا إذا قدمت شكوى ضده، وبمحو ذكرياتها عن الحادثة، لن يجدوا شيئًا يشير إلى أنه هاجمها.

كانت هذه خطوته الحاسمة لضمان أن يظل بعيدًا عن أيدي العدالة السحرية.

بعدما ألقى آلبرت تعويذة ليجليمينسي على ريتا سكيتر، وتأكد من مسح كل ما يتعلق بالحادثة التي جرت للتو من عقلها، تراجع قليلاً وأخذ نفسًا عميقًا، ناظرًا إليها وهي تجلس على الأرض في حالة شبه غيبوبة. بدا عليه التفكير العميق، لكنه لم يكن يفكر في إنهاء الأمر ببساطة.

لم يكن محو الذكريات كافيًا بالنسبة له؛ كان يعلم أن ريتا لن تتوقف عن إثارة الفوضى والأذى، وأنها ستستمر في اختلاق الأكاذيب التي تدمر حياة الآخرين.

بينما كان يراقبها بعينيه الباردتين، بدأت فكرة مثيرة تتشكل في عقله. فكرة تجعل ريتا تواجه ما تستحقه، وتجعلها غارقة في مشاكل لا مخرج منها.

ابتسم ابتسامة صغيرة مليئة بالدهاء، ورفع عصاه مرة أخرى نحو رأسها. قال بصوت منخفض لنفسه: "إذا كانت ريتا سكيتر تحب العبث بحياة الآخرين، فمن العدل أن أضعها في موقف يجعلها تدفع الثمن غاليًا."

بدأ آلبرت بإضافة ذكريات زائفة إلى عقلها، ذكريات لم تعشها قط. في البداية، زرع في ذهنها أنها هي من هاجمته خلال إحدى مقابلات دورة السحر الثلاثية أمام الجميع.

جعل الذكرى تبدو وكأنها كانت حاضرة في حفل صحفي جمع الأبطال، وحاولت استخدام تعاويذ خطيرة ضده، مما تسبب في حالة من الفوضى.

لكنه لم يتوقف عند هذا الحد، خطرت له فكرة أكثر تدميرًا، أضاف إلى عقلها ذكريات تجعلها تبدو وكأنها كانت تتعامل سرًا مع بيتر بيتيجرو، المجرم الهارب من أزكابان وأحد أتباع فولدمورت المخلصين.

جعل الذكرى تبدو وكأنها كانت تزوده بمعلومات حساسة مقابل امتيازات خاصة، مما يجعلها تبدو وكأنها متورطة في الجرائم التي قام بها بيتيجرو خلال فترة هروبه.

في البداية، تردد آلبرت في فعل ذلك، فكرة التلاعب بعقل شخص آخر إلى هذا الحد كانت ثقيلة حتى على شخص مثله، لكنه استعاد صلابته عندما تذكر ماضيها الأسود، وما قامت به ضد الآخرين. تذكر الأكاذيب التي ستكتب في المستقبل عن عائلة ويزلي، التي لطالما دافعت عنه في الأوقات الصعبة. وتذكر أنه لو لم يتدخل الآن، فإن ريتا ستستمر في تدمير حياة المزيد من الناس، وربما تصل إلى حد مساعدة فولدمورت نفسه في المستقبل.

تذكر مقالاً كتبته في المستقبل و رأه عندما كان لا يزال في حياته السابقة، حيث كتبت ريتا عن مكان اختباء هاري وأصدقائه عندما كانوا يفرون من فولدمورت وأتباعه، مما أدى إلى تعريضهم لخطر كبير، عند هذه النقطة، لم يفكر مرتين.

كان يعلم أنه إذا ترك ريتا تمضي في طريقها، فلن تتوقف أبدًا عن التسبب في الأذى. لذلك، أكمل زرع الذكريات الزائفة بعناية ودقة، مما يضمن أن كل شيء يبدو حقيقيًا للغاية لو تم فحصها من قبل الوزارة.

عندما انتهى، خفض آلبرت عصاه ونظر إليها وهي مستلقية على الأرض. كانت الآن مجرد أداة في خطته. كل من يحاول التحقيق معها سيرى هذه الذكريات وسيدرك أنها كانت متورطة في جرائم خطيرة. ابتسم لنفسه بابتسامة باردة، وقال بصوت منخفض: "الآن، ريتا... لن تكوني سوى ظل لما كنتِ عليه. وداعًا لعالمك المثالي."

بعد دقائق معدودة، وقف آلبرت بلاك بثبات وسط الغرفة، محاطًا بالأقزام التسعة الذين كانوا لا يزالون في حالة ذهول، غير مدركين ما الذي يحدث حولهم.

رفع آلبرت عصاه السحرية مرة أخرى، وألقى تعويذة ليجليمينسي على كل واحد منهم بعناية ودقة، يمحو ذكرياتهم عن الحادثة التي وقعت بينه وبين ريتا.

رأى في عقولهم المشاهد التي وقعت للتو واستخدم سحره لإزالتها تمامًا، تاركًا أذهانهم خالية من أي دليل على ما جرى.

عندما انتهى، بدأ الأقزام يستيقظون ببطء، يحدقون حولهم بحيرة واضحة على وجوههم، لم يكن لديهم أي فكرة عن سبب وجودهم في هذا المكان أو ماذا كانوا يفعلون قبل لحظات.

ذكريات الهجوم اختفت كأنها لم تكن، وأصبحوا غير مدركين لما حدث بينهم وبين آلبرت أو ريتا.

أما ريتا سكيتر، فبدأت تستعيد وعيها هي الأخرى. كانت تشعر بألم شديد في جسدها، كأنها تعرضت للدهس. مع ذلك، جمعت قواها بصعوبة وتقدمت نحو آلبرت، محاولًا السيطرة على نفسها. بخطوات متعثرة ووجه شاحب، اقتربت منه وبدأت بمحاولة تملقه، قائلة بصوت مبحوح: "آه، آلبرت العزيز... أعتقد أنك تحب حياتك في المدرسة، أليس كذلك؟ لا بد أنك تستمتع بأن تكون محط الأنظار... أخبرني، ما شعورك وأنت واحد من الأبطال؟"

لكن آلبرت لم يُعِر كلماتها أي اهتمام. نظر إليها للحظة بعينين باردتين، كأنها لا تعني له شيئًا، ثم أدار ظهره وغادر الغرفة دون أن ينبس بكلمة. تركها تقف هناك، تشعر بمزيج من الإهانة والألم والارتباك.

في الوقت نفسه، كان هاري، ورون، وهيرميون يقفون عند الزاوية، يشاهدون كل ما حدث وهم في حيرة عارمة. كانوا عاجزين عن فهم ما جرى، فقد شاهدوا آلبرت يسيطر على الموقف بطريقة غامضة، ثم يمحو ذكريات الأقزام ويغادر كما لو أن شيئًا لم يكن. تبادلوا نظرات مشحونة بالتساؤلات، قبل أن يقرروا التحرك.

"علينا أن نتبعه !" قال رون، محاولًا كسر حالة التردد التي انتابتهم. "ما الذي كان يفعله هنا؟ ولماذا يتصرف بهذا الشكل؟"

أومأت هيرميون بالموافقة، وعيناها لا تزالان متسعتين من الصدمة. "هناك شيء غريب جدًا يحدث معه... علينا أن نعرف الحقيقة."

وبخطوات سريعة، تبع الثلاثة آلبرت الذي كان يسير بخطى ثابتة، متجهًا بعيدًا عن الغرفة. كانوا مصممين على الحصول على إجابات، حتى لو كانت تلك الإجابات تحمل معها أسرارًا خطيرة.

يتبع ....

2025/01/10 · 49 مشاهدة · 1956 كلمة
نادي الروايات - 2025